حسونة الطيب (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الإمارات.. الخامسة عالمياً في جودة الطرق الإمارات الأولى إقليمياً في مؤشر تنمية السياحة والسفر 2024

بعد أن أمضى أكثر من 5 عقود في العمل المتواصل بين أروقة المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي أسسه في عام 1971 في مدينة جنيف بسويسرا، ليصبح المنصة العالمية الأكبر والأوسع والأكثر انغماساً في استشراف المستقبل وتشكيل الأجندة العالمية، أعلن كلاوس شواب، عراب «دافوس»، ومهندس «الثورة الصناعية الربعة، مؤخراً الترجل عن قمة هرم المنتدى الاقتصادي العالمي، ومن المتوقع أن تكتمل عملية التحول في رئاسة المنتدى، قبيل انطلاق القمة المقبلة في دافوس يناير 2025.


وتشكل هذه الخطوة، جزءاً من استراتيجية طويلة المدى لتغيير هيكل الإدارة وتحويل الحوكمة للرئيس أو لمجلس الإدارة، كما خضعت خطة خلافة كلاوس، لنقاش مستفيض خلال السنوات القليلة الماضية، ضربت المنظمة حوله سياجاً متيناً من السرية. وعلى الرغم من عدم الإفصاح عن من يمثلها في اجتماعاتها السنوية في دافوس هذا العام، لكن يتولى بورج بريندي، دور رئيس المنتدى في الوقت الحاضر.
ونال المهندس والخبير الاقتصادي كلاوس شواب الذي ولد في مدينة رافنسورغ بألمانيا في عام 1938، شهادة الدكتوراه في الهندسة من المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا، إضافة إلى شهادة الماجستير في الإدارة العامة من كلية كينيدي للعلوم الحكومية بجامعة هارفرد، وحصل على 17 درجة دكتوراه فخرية، فضلاً عن نيله أكثر من 15 شهادة تقدير وتميز من العديد من الدول حول العالم، مثل اليابان وسويسرا والصين وإنجلترا وغيرها. كما فاز بالعديد من الجوائز والميداليات من منظمات وجهات عالمية معتبرة.
ويُعتبر كلاوس رائداً في مجال المفاهيم الخلاقة، حيث ابتدر مجالات شملت، نهج أصحاب المصلحة المتعددين والشراكة بين القطاعين العام والخاص والمواطنة العالمية للشركات، بالإضافة للثورة الصناعية الرابعة.
وتبرز بصمته في حقل الكتابة والتأليف، حيث دأب على كتابة تقرير التنافسية العالمية السنوي منذ العام 1971، بجانب تأليف لعدد من الكتب، آخرها الثورة الصناعية الرابعة وكوفيد19: إعادة الضبط الكُبرى ورأسمالية أصحاب المصلحة. وتُرجم كتاب الثورة الصناعية الرابعة، لنحو 30 لغة، حيث كان من بين أكثر الكتب مبيعاً حول العالم في العام 2016.
بدأ كلاوس الارتقاء في السلم الوظيفي، عاملاً في العديد من الشركات في الفترة بين 1958 إلى 1962، ثم مساعداً للمدير العام في الجمعية الألمانية لإنتاج الآلات في مدينة فرانكفورت، بين عامي 1963 إلى 1966. كما شغل منصب عضو مجلس الإدارة في شركة سولزر إيشر ويس، العاملة في مجال التصنيع، بقوة عاملة تتجاوز 10 آلاف موظف حول العالم في الفترة بين 1967 إلى 1970.
وبجانب المنتدى الاقتصادي العالمي، شارك كلاوس مع زوجته هيلدا، في تأسيس مؤسسة شواب لريادة الأعمال الاجتماعية في العام 1998، بينما أسس منتدى صغار القادة العالميين في 2004 وجمعية المُشكلين العالميين في 2011. 
ظل المنتدى الاقتصادي العالمي منذ العام 2015، يسلك نهج التحول من منصة لعقد الاجتماعات، إلى معهد عالمي رائد، يتعضد تحت مظلته التعاون بين القطاعين العام والخاص.  وكجزء من هذا التحول، يخضع المنتدى، لمرحلة تطور في الحوكمة، من منظمة يُديرها الرجل المؤسس، إلى واحدة يتولى فيها الرئيس ومجلس الإدارة، المسؤولية التنفيذية الكاملة.
وأصبح التجمع السنوي في دافوس ولأعوام عديدة، حدثاً يعتبر التواجد فيه ضرورياً بالنسبة للنخبة العالمية. وتهدف المناسبة، للجمع بين قادة العالم وكبار رجال الأعمال، لمناقشة قضايا عالمية مُلحة. ومن بين القضايا الهامة التي تم النقاش حولها، أول محادثات وزارية بين كوريا الجنوبية والشمالية، وولادة حملات جديدة مختلفة مثل، مبادرة الصحة العالمية لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.
لم تخلُ المنظمة من التعرض للانتقادات، لفشلها في تمثيل أصوات مختلفة وإحراز التقدم في بعض القضايا العالمية مثل، التغير المناخي وعدم المساواة في الثروة حول العالم. وفي بيان لها نشرته يوم 21 مايو الماضي، أكدت المنظمة، تعزيز هذه التغييرات الهيكلية، لاستمراريتها المؤسسية في توفير منصة مستقلة وغير منحازة لأي طرف من الأطراف، في التصدي للتحديات المُعقدة التي يجابهها العالم في الوقت الراهن. 
وأكدت المنظمة الفكرية غير الربحية، أن شواب سيتحول لدور رئيس مجلس الأُمناء، الذي تنتظم تحته 4 لجان استراتيجية لتعزيز عمل المنتدى.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كلاوس شواب الثورة الصناعية الرابعة دافوس المنتدى الاقتصادي العالمي المنتدى الاقتصادی العالمی الصناعیة الرابعة الثورة الصناعیة حول العالم

إقرأ أيضاً:

أمريكا.. وحركة تغيير الموازين العالمية

 

بدأت حركة التغيير تعلن عن نفسها في عالم اليوم، فمنذ عودة ترامب إلى الحكم، بدأ الحراك، يحدث تحولات عميقة في موازين القوة وموازين المصالح الدولية، فالحرب في أوكرانيا، والضغط في اتجاه السلام مقابل الحفاظ على مصالح روسيا في أوكرانيا، قد يحقق معادلة قوة جديدة، لم تكن في سالف الأيام والعقود، وهي مؤشر جديد على هذا التوجه في العالم الذي يسعى إلى عالم متعدد الأقطاب، وإعلان الحرب الاقتصادية مع الصين التي استطاعت أن تحكم قبضة الخناق على الاقتصاد الأمريكي بطرق سلمية وسلسة طوال العقود الماضية، والتراجع عن قرارات الرسوم الجمركية والضريبة على الواردات الصينية، بعد أن وجدت أمريكا نفسها في مأزق بسبب غطرستها التي أوهمتها به القوة الرخوة، والشروع في تنفيذ عمليات عسكرية في اليمن بالتزامن مع تعزيز القوة العسكرية في المياه الإقليمية في البحر الأحمر، وبحر العرب، والمحيط الهندي، بهدف تحقيق التوازن العسكري مع الصين التي تتواجد في الجهة المقابلة بميناء غوادر الباكستاني، وهدف العمليات العسكرية – كما هو معلن – هو شل القدرات العسكرية لليمن التي تهدد أسطولها البحري، حتى لا تشكل خطرا محتملا يمكن للصين التحالف معه في المستقبل بفرض حالة توازن جديدة، بحسب ما يعتقده الأمريكيون، في حين وجدنا المرتزقة فرحين مهللين ومباركين تدمير اليمن، وذهب الخيال بالبعض منهم إلى رسم سيناريو دخول صنعاء في غضون أيام قليلات، وهو ما لم يتحقق لهم البتة ولن يتحقق، فأمريكا تعمل وفق أجنداتها وحساباتها الخاصة، ولا تدعم خيارات السلام ولا خيارات الاستقرار في اليمن، وقد سبق لها أن وقفت حجر عثرة أمام خيارات السلام والاستقرار في اليمن مرات عديدة لكن المرتزقة قوم لا يفقهون أبدا ولو فقهوا لعادوا إلى حضن الوطن وقاوموا استهداف أمريكا لوطنهم بدل التأييد والخضوع .

اليوم الوضع الأمني بين باكستان والهند على فوهة بركان سوف ينفجر قريبا وتصل شظاياه إلى كل مكان والهدف من كل ذلك هو حركة التوازن الجديدة، فالصين تشكل في كل الصراع قلب المعركة وتشكل الهند وباكستان الميمنة والميسرة في هذا الصراع لأثرهما البالغ في السوق وحركة التجارة العالمية .

اليوم نحن أمام واقع جديد في اليمن وفي العالم كله، فالذي حدث خلال الأشهر الماضية كان تحولا كبيرا في المسارات، وتلك التحولات سوف تترك آثارا عميقة في البناءات وفي مسارات اللحظة والمستقبل، تترك آثارا على اللحظة من خلال ما تتركه من ظلال على النظام العام والطبيعي، وتترك ظلالا على المستقبل من خلال ما تقوم به اللحظة من تأسيس لقضايا ستكون هي ملامح المستقبل، ولذلك فالصناعة تبدأ من اللحظة التي نعيش ونشهد تبدلاتها وتحولاتها العميقة سواء في المسار اليمني أم في المسار الدولي، فكلا المسارين يتكاملان ويتركان أثرا واضحا على الصناعة وعلى المستقيل .

ولعلنا نتذكر أنه حين تفرد النظام الرأسمالي بحكم العالم والتحكم بمصالحه سعى جاهدا على القضاء على حركات التحرر أو ذات النزعة الاستقلالية في العالم أو في الوطن العربي، كما رأينا ذلك في العراق وغيره وهذا هو السيناريو الذي يحدث اليوم في اليمن وفي لبنان وفي سوريا وفي فلسطين .

لقد حاولت أمريكا – ومن شايعها – القضاء على الحركات القومية وتفكيك النزعة الاستقلالية وعلى هدم المثاليات وهدم الإسلام من داخله من خلال الحركات الأصولية التي تصنع في الجامعة الإسلامية في إسرائيل والتي تتبع الموساد مباشرة فيكون أفرادها قادرين على السيطرة على الوجدان العام من خلال خطاب العصبية الدينية الذي تنتهجه وتسيطر به على عامة المسلمين، وقد رأينا كيف سيطروا على موجهات الإخوان وما تناسل عن الإخوان من جماعات مثل الجهادية والقطبية وغيرهما من الجماعات الذين نشطوا في اغتيال الكثير من رموز التنوير في الوطن العربي خوف الوعي واليقظة، فالنظام الرأسمالي يعتبر التضليل وتسطيح الوعي بالقضايا المصيرية للأمم طريقا للوصول إلى غاياته .

لقد تولت الجماعات التكفيرية مهمة تفكيك وتمزيق الأمة الإسلامية وحولتها إلى طوائف وجماعات، وعمقت من الجروح، وأشاعت فيها البدائية والتوحش والتفكير الأسطوري، ورأينا في حال العرب والمسلمين بدعا وأمرا عجبا لا يقبله عقل، كما هو الحال في العراق وفي غيره من البلدان .

ومن الملاحظ منذ سقوط المعسكر الشرقي بيد الغرب كيف سقطت في المقابل المدارس النقدية والفكرية والفلسفية والثقافية، فالصراع المحموم الذي شهده العالم وكانت من نتائجه الكثير من المدارس الفكرية والفلسفية والأدبية والثقافية اختفى فجأة مع رغبة الرأسمالية في تسطيح الوعي، ولذلك خلقوا بدائل تلامس القشور وتلهي العالم وفي ذات اللحظة تدر مالا كثيرا مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي، ومثل البرامج والمسابقات التي يسمح بتعميم تجاربها في الفضائيات مثل مسابقات الشعر ومسابقات الصوت أو مسابقات المعلومات، وهي أعمال تديرها في الوطن العربي قنوات (mbc) ويمكن مراجعة قائمة البرامج التي تبثها أو بثتها ومقارنتها مع مماثل لها يخرج أو خرج من غرف الاستخبارات العالمية والقيام بدراسة ولو محدودة ليكتشف المرء الدور الذي يقوم به النظام الرأسمالي الذي تقوده أمريكا في استغلال الشعوب وتسطيح وعيها واستغلال مقدراتها دون أن تدرك حجم الكارثة .

بالمختصر المفيد.. ما وصل إليه العرب والمسلمون اليوم من ذبول وهوان وانكسار كان بسبب حالة الاستغلال والغبن التي مارستها أمريكا ونظامها الرأسمالي القذر الذي خدع الناس بالقيم ومبادئ الحقوق والحريات فكان أبشع وأفظع من انتهكها، ومع التداعيات الجديدة التي سوف تسفر عن واقع جديد في العالم لا بد من الانتباه إلى فكرة الصناعة فهي الأقدر على التحكم بمقاليد المستقبل، ويبدو لي أن اليمن سيكون محورا مهما في صناعة ملامح المستقبل من خلال خوضه لمعركة الكرامة والاستقلال مع أكبر قوة متغطرسة في العالم وتأثيره في تلك الملامح يعتمد على الرؤى الاستراتيجية وعلى القدرة في التفاعل مع الأحداث بوعي متكامل ومتظافر مع المستوى الحضاري والثقافي والسياسي المعاصر .

 

 

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي : عدة عوامل تساهم في نمو القطاع الاقتصادي خلال 2025
  • أمريكا.. وحركة تغيير الموازين العالمية
  • مجلس أمناء «أبوظبي للسلم» يستعرض مبادراته في تعزيز التعايش الإنساني
  • «ثقافة أبوظبي» تُطلق منتدى «النهوض بالمعرفة»
  • ابن بيّه: العالم بحاجة لجهود مخلصة ترعى السلام
  • رئيس مجلس النواب يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط وعمّال وعاملات اليمن بعيد العمال العالمي
  • توطين 5 مشروعات في "المضيبي الصناعية"
  • المضيبي الصناعية توطن 5 مشروعات صناعية
  • أمانة منطقة الرياض تحصد جائزة التميز في المنتدى الجيومكاني العالمي بمدريد
  • حرب الصين على الماركات العالمية