محكمة حوثية تصدر حكماً بإعدام 45 مدنياً بينهم مؤسس شركة.. وهيئة الأسرى تطالب بمحاكمة قضاتها
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
أصدرت محكمة حوثية، السبت، حكماً قضى بإعدام 44 شخصاً ممن وجهت لهم تهم التخابر مع التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بالإضافة مالك ومؤسس شركة "برودجي سيستمز"، فيما طالبت هيئة مستقلة بمحاكمة قضاة هذه المحكمة.
وحاكمت المليشيا الحوثية المحكوم عليهم في محكمة منعدمة الولاية والاختصاص بموجب قرار مجلس القضاء الأعلى الصادر بتاريخ 20 ابريل 2018م، في انتهاك واضح لحقوق السجناء.
وقال المحامي عبدالمجيد صبرة، إن المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بصنعاء -الخاضعة للحوثيين- أصدرت "حكما بالإعدام على 44 شخصاً، وذلك في القضية الجزائية المنظورة أمام المحكمة برقم (25) لسنة 1445 هجرية المتهم فيها 49 شخصاً.
وأفاد صبره، بأن من بين المحكوم عليهم بالإعدام 16 شخصاً حاكمتهم المحكمة غيابياً، فيما أصدرت حكماً على 4 آخرين بالسجن وهم: محمد المصقري وحمدي العمري وناصر الشنفي ووضاح الحميقاني، وأعادت ملف المتهم أحمد الزراري إلى النيابة.
وكشف المحامي صبرة، عن تعرض المختطفين على ذمة القضية "لأشد أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي" وإخفائهم قسراً "في زنازين انفرادية لتسعة أشهر كاملة ومحرومين من الزيارة والاتصال".
وذكر صبرة أن المحكمة الحوثية لم تكفل لهم الحق في محاكمة عادلة، كما لم تُمكّن المحامين من الاطلاع على ملف القضية للدفاع عنهم.
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي تستغل هذه المحكمة (الجزائية المتخصصة) لتحقيق مكاسب سياسية على حساب قضايا إنسانية، وهو نفس ما أكده بيان في اليوم نفسه صادر عن الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين.
مطالب بالمحاكمة
قالت الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، في بيان، إنها فوجئت بقيام مليشيا الحوثي إصدار قرارات الإعدام بحق 45 مختطفا مدنيا، بينهم 25 مختطفاً ما يزالون في سجونها.
وأوردت الهيئة أسماء المختطفين الذين ما زالوا في السجون الحوثية، وصدرت بحقهم قرارات الإعدام ومنهم (ابراهيم صالح محمد النصيري – ذمار، وزايد سلطان صالح العيدي – عمران، وشداد جبر عبدالله الخبجي – ذمار، ومحمد علي حسين العسل – ذمار، وأحمد أحمد عبد ربه الحديجي – ذمار، وأحمد صالح علي الكحيل - عمران، وأسامة محمد العزي قابل – ذمار، وأمين يحيى علي اليشيعي – عمران، وبيحان محمد علي الضبياني – ذمار، وجميل علي هادي كندوع – عمران، ورشاد عبدالله محمد الشمراني – صنعاء، وسمير حسين محمد العمري – ذمار).
كما تضمنت القائمة: (سياف محمد احمد السخيني – عمران، وصادق يحيى هزاع العصيمي – عمران، وصدام علي حسين المالكي – عمران، وطه محمد احمد السماوي – ذمار، وعبدالكريم حسين علي الشنفي – ذمار، وعدنان علي حسين الحرازي – صنعاء، وعلي حسين صالح معدل – ذمار، وعلي عبدالله احمد الحاشدي – ذمار، وغمدان علي عبد الله الرومي – ذمار، ومحمد عبد اللطيف الزراري – ذمار، ومحمد عبد الله عزيز الجعوري - ذمار، ومختار مثني احمد الكوماني – ذمار، ومعين محمد قاسم حرقده – ذمار، ونسيم محمد مانع المقدشي – ذمار، وهاني محمد علي المنكري – ذمار، ويحيى محمد عبدالرزاق العمري – ذمار، ويوسف محمد احمد ديلح - صنعاء).
اختطافات تعسفية
واختطفت مليشيا الحوثي المحكوم عليهم، بشكل تعسفي من منازلهم وأماكن أعمالهم ومن الطرقات، واخفتهم قسريا لفترات متفاوتة، علاوة على تعرضهم للتعذيب النفسي والبدني وغيره من ضروب المعاملة اللا إنسانية أو المهينة.
وأشار إلى أنها احتجزتهم في أماكن تفتقد لأبسط الخدمات الأساسية، وحاكمتهم في محكمة منعدمة الولاية والاختصاص بموجب قرار مجلس القضاء الأعلى الصادر بتاريخ 20 ابريل 2018م.
البيان ذكر أيضاً أن مجلس القضاء الأعلى كان قد أصدر قراراً قضى بإنهاء مهام واختصاصات الجزائية في صنعاء، ونقل ذلك إلى المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بمأرب، كما صدر قرار مجلس القضاء الأعلى رقم (38) لسنة 2019م بعدم التعامل مع جميع الأحكام الصادرة عن المحاكم التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثيين.
وطالب البيان، مجلس القضاء الأعلى والنائب العام بسرعة إحالة ملفات مرتكبي جرائم الاختطاف والتعذيب والإخفاء القسري والقتل إلى المحاكم لينالوا جزاءهم الرادع وعلى رأسهم منتحلو الصفة القضائية والذين أصدروا قرارات الإعدام بحق المختطفين.
ودعا لجنة مجلس الأمن المنشأة عملاً بالقرار الأممي رقم (2140) للعام 2014م وفريق الخبراء التابع لها إلى إدراج كافة مرتكبي جرائم الاختطاف والتعذيب والاخفاء القسري والقتل في قائمة العقوبات.
وطالب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بالقيام بدوره في حماية المحتجزين السياسيين وإيقاف أي إجراءات تهدد حياتهم وضمان حريتهم المكفولة في جميع العهود والمواثيق الدولية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: مجلس القضاء الأعلى علی حسین
إقرأ أيضاً:
قارئ للمشاهير وزملكاوي متعصب.. محطات في حياة الشيخ محمد عمران
في ليالي رمضان المباركة، حيث تصدح المآذن بتلاوات تبعث السكينة في القلوب، تتجلى أصوات القرّاء والمبتهلين الذين خلدوا أسماءهم في ذاكرة الزمن.
ومن بين هؤلاء العباقرة، يسطع نجم الشيخ محمد عمران، صاحب الحنجرة الذهبية التي جمعت بين فن التلاوة العذبة والإنشاد الديني.
نشأة محافظة وبشرى بالجنة.وُلد الشيخ محمد أحمد عمران في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 1944، بمدينة طهطا بمحافظة سوهاج، ونشأ في بيئة صعيدية محافظة، وفقد بصره في سن صغيرة، ورغم ذلك حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره على يد الشيخ محمود المصري، ثم أتقن أحكام التلاوة، وحصل على الإجازة من الشيخ محمود جنوط في مركز طما.
وكان محمد عمران في صغره طفلاً محباً للحياة، يميل إلى اللعب مثل أقرانه، لكنه كان يحمل في داخله بذرة الموهبة القرآنية، وكان معلمه الأول، الشيخ عبد الرحيم المصري، يدرك ذلك جيداً، فكان يأتي إلى داره ليطمئن على حفظه للقرآن.
وفي أحد الأيام، وجد الشيخ تلميذه الصغير يميل للهروب من جلسة الحفظ لممارسة اللعب، فناداه بحنان الأب قائلاً: "أتريد أن تهرب لتلعب، وأنت الذي سأدخل بك الجنة؟".
كان للشيخ سيد النقشبندي، المبتهل الكبير وصاحب الصوت الذي أسر القلوب، تأثير عميق في حياة الشيخ محمد عمران.
وعلى الرغم من أن النقشبندي وُلد في الغربية، إلا أنه استقر لفترة في طهطا بسوهاج، حيث التقى بعمران هناك، الذي كان حينها قد أتمّ حفظ القرآن الكريم، وصار صوته يجذب مسامع الجميع.
أدرك النقشبندي موهبة عمران الفريدة، ونصحه بضرورة الانتقال إلى القاهرة، حيث يمكن لصوته أن يصل إلى آفاق أوسع.
لم يتردد عمران في الاستجابة لهذا التوجيه، فانطلق إلى العاصمة وهو في الثانية عشرة من عمره، ليبدأ رحلته الحقيقية في عالم التلاوة والإنشاد، وليصبح لاحقاً واحدًا من أعمدة الابتهالات الدينية في مصر.
كان التحاق الشيخ محمد عمران بالإذاعة المصرية نقطة تحول كبيرة في مسيرته، ففي أوائل السبعينيات، اعتمدته الإذاعة المصرية كمبتهل وقارئ، وبدأ بصوته المميز في تقديم الموشحات الدينية والابتهالات التي أبدع في تلحينها كبار الملحنين.
كما لفت صوته أنظار كبار الموسيقيين، مثل حلمي أمين وسيد مكاوي ومحمد عبد الوهاب، الذين أشادوا بقدرته الفريدة على مزج التلاوة بالمقامات الموسيقية، ما جعل اسمه يتردد في أرجاء العالم العربي.
ومن خلال أثير الإذاعة، ذاع صيته ووصلت تلاواته وابتهالاته إلى ملايين المستمعين، فصار صوته جزءاً لا يُمحى من ذاكرة المصريين في المناسبات الدينية، وخاصة في شهر رمضان الكريم.
زملكاوي متعصب
بعيداً عن التلاوة والإنشاد، كان الشيخ محمد عمران زملكاوياً متعصباً، يحمل عضوية فخرية لنادي الزمالك، وكان شغفه بالفريق ينعكس حتى على تفاصيل حياته اليومية.
وفي إحدى المباريات الحاسمة بين الأهلي والزمالك، أخبر ابنه أن فوز الأهلي قد يساعده على التركيز في الامتحانات، لكن عندما تعادل الزمالك، لم يستطع إخفاء فرحته، مردداً: "ثانوية إيه وبتاع إيه.. دا الزمالك!".