صحيفة روسية: هذه أسباب تراجع نتائج حزب مانديلا
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
ذكرت صحيفة "غازيتا" الروسية أن تراجع نتائج حزب المؤتمر الوطني الأفريقي خلال انتخابات جنوب أفريقيا كان متوقعا، ويعكس غضبا شعبيا من سياساته، إذ فشل في معالجة أبرز المشاكل التي تقض مضجع المواطنين، وأهمها انتشار الفساد، وارتفاع معدل الجريمة، وغياب التوزيع العادل للثروة.
واحتل حزب الرئيس السابق جاكوب زوما المركز الثالث بنسبة 15% تقريبا من الأصوات، خلف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي حصل على نحو 40% من الأصوات، وحزب المعارضة الرئيسي: التحالف الديمقراطي 21%.
وتتكون الجمعية الوطنية لجنوب أفريقيا من 400 نائب يعينون الحكومة، ويتولى الرئاسة زعيم الأغلبية البرلمانية.
وشارك بالانتخابات الأخيرة رسميا نحو 70 حزبا. ولأول مرة في تاريخ الدولة، أصبح بإمكان مرشّحين مستقلين التنافس على مقعد في البرلمان.
أسباب التراجع
وبحسب الصحيفة الروسية، كان من المتوقع أن يفشل حزب المؤتمر الوطني في الفوز بأغلبية في البرلمان للمرة الأولى منذ وصوله إلى السلطة في عهد نيلسون مانديلا قبل 30 عاما.
وفي الانتخابات السابقة التي جرت في مايو/أيار 2019، تحصّل حزب المؤتمر الوطني على 57.5% من الأصوات.
وأوضحت غازيتا أن تراجع حزب مانديلا سببه تفاقم المشاكل الداخلية، ومن بينها تسجيل أعلى مستوى بطالة في العالم، وغياب العدالة في توزيع الخدمات وخاصة الحصول على المياه والكهرباء، وارتفاع معدلات الجريمة والفساد.
وتابعت الصحيفة أنه -وعلى الرغم من انتهاء نظام الفصل العنصري قبل 30 عاما- فإن مدارس ومنازل ذوي البشرة السمراء لا تزال الأسوأ.
وقد فشل حزب المؤتمر في تنفيذ برنامج الإصلاح الزراعي من أجل التوزيع العادل للأراضي الفلاحية طيلة 3 عقود من الزمن، ولا تزال السيطرة على معظم الأراضي في أيدي البيض الذين يشكلون الأقلية.
ويعد توفير الكهرباء مشكلة أخرى، حيث تطال أزمة الطاقة كافة الفئات نتيجة تعطل عدد من محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم.
وتشهد جميع أنحاء البلاد حالات انقطاع في التيار الكهربائي يمكن أن تستمر بين 6 و12 ساعة يوميا.
كما تعاني جنوب أفريقيا أيضا من ارتفاع معدل الجريمة. وخلال العام الماضي، سُجّل ارتكاب ما يقارب مليوني جريمة خطيرة أي ما يزيد بنسبة 7.7% عن العام الذي سبقه، حسب ما توضح غازيتا التي شددت على أن كل هذه القضايا تقف ضد حزب المؤتمر.
وقد عكست نتائج الانتخابات البلدية لعام 2021، التي حصل فيها حزب مانديلا على أقل من 50% من الأصوات للمرة الأولى، خيبة أمل المجتمع في الحزب، ومنحت الفرصة لخصومه لتسجيل نقاط مهمة لصالحهم.
وقالت غازيتا إن فقدان حزب المؤتمر الوطني لأغلبيته البرلمانية، سيفرض عليه الدخول في تحالفات مع أحزاب أخرى.
ونقلت عن ناتاليا بيسكونوفا الأستاذة المشاركة بقسم السياسة العالمية جامعة موسكو أنه إذا وصلت المعارضة إلى السلطة، فمن المرجح أن تدفع بما يسمى "أجندة الألوان" عن طريق دعم المجموعات العرقية المستبعدة من الحياة الاقتصادية.
نظام هجينوذكرت بيسكونوفا أنه منذ عامي 2011 و2012، أنشِئ نظام سياسي هجين في جنوب أفريقيا تمت من خلاله محاولة خلق مظهر الحكم الديمقراطي الكلاسيكي. ومع ذلك، حُرم عدد من المجموعات العرقية من حقوقهم بالحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وحسب الأستاذة الأكاديمية، ستؤثر معظم التغييرات -في حالة فوز المعارضة- على السياسة الداخلية، بينما لن تشهد السياسة الخارجية تغييرات كبيرة.
وأضافت "من غير المرجح أن يتغير أي شيء فيما يتعلق بالبريكس مثلا، لقد منحت المنظمة جنوب أفريقيا ما كانت تسعى إليه منذ سنوات عديدة، أي تعزيز نفوذها بالمنطقة خاصة وسط الأعضاء الأفارقة الجدد في المجموعة".
وترجّح الأستاذة المشاركة في قسم العلاقات الدولية نينا شيفتشوك تغيير سياسة جنوب أفريقيا الخارجية، خاصة فيما يتعلق بروسيا.
وقالت شيفتشوك "أتذكر الكلمات الأخيرة لسفير جنوب أفريقيا لدى روسيا، مزوفوكيلي جيف ماكيتوكا، الذي قال إنه مع وصول المعارضة إلى السلطة، قد لا تخدم اتجاهات السياسة الخارجية بهذا البلد مصالح العلاقات الروسية الجنوب أفريقية".
وستكون مغادرة جنوب أفريقيا لمنظمة البريكس خسارة للبلاد بأكملها، وليس لمعسكر سياسي واحد، حسب ما تقول شيفتشوك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات حزب المؤتمر الوطنی جنوب أفریقیا من الأصوات
إقرأ أيضاً:
بعد توقعات تأخر إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية.. متى تتدخل المحكمة العليا؟
مع بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية، يبدو أن المنافسة بين نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس والرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب متقاربة، ما يزيد من احتمالية أن تتأخر النتائج النهائية لإعلان من يسكن البيت الأبيض، إلا أن الخبراء متخوفين من أن الأمر ربما يتطلب تدخلا من المحكمة العليا لحسم النتيجة، وفق ما نشرت قناة القاهرة الاخبارية.
تدخل المحكمة العليا في الانتخابات الأمريكية 2024تدخل المحكمة العليا بالولايات المتحدة ليس أمر جديد، فقد وصلت بعض النزاعات الانتخابية بالفعل إلى المحكمة العليا، حيث أصدرت المحكمة خلال الأسبوع الماضي قرارات منها السماح لولاية فرجينيا بشطب 1600 شخص من سجلات الناخبين، ورفضت طلب إزالة اسم روبرت كينيدي من بطاقات الاقتراع في ولايتين متنافسين، وفق ما نشرت شبكة سكاي نيوز.
لكن يبقى التساؤل: «هل سيكون الفارق في نتائج الانتخابات الأمريكية 2024 ضئيلاً لدرجة تدفع المحكمة للتدخل في الفترة المقبلة لتحديد الفائز؟ يرى بعض خبراء الانتخابات أن دور المحكمة العليا قد يكون محدوداً، لكن هذا الاحتمال لا يمكن استبعاده بالكامل».
كيف تتدخل المحكمة العليا؟أما عن الدور المحتمل للمحكمة، فإنها قد تتدخل إذا ظهرت نزاعات حول النتائج، كوجود طعون أو ادعاءات تتعلق بتزوير الأصوات. ومن أبرز تدخلات المحكمة العليا السابقة كان قرارها في عام 2000، الذي حسم السباق الرئاسي بين جورج بوش الابن وآل غور.
تميل المحكمة العليا إلى تجنب النزاعات السياسية والانتخابية، وتبقى معظم القضايا الانتخابية في المحاكم الأدنى، لكنها قد تنظر في القضايا إذا رفعت إلى مستواها. ويتطلب تدخل المحكمة العليا إثبات اختصاصها بالقضية، وأن الدعوى المطروحة تتمتع بالأسس القانونية اللازمة.
هل تؤثر على النتيجة؟ويتوقع خبراء أن المحكمة قد تؤثر على النتيجة النهائية إذا ظهرت قضية في ولاية تشهد تقارباً شديداً في الأصوات. ويقول ريتشارد بيلدس، أستاذ قانون الانتخابات في جامعة نيويورك، «كلما تقاربت النتائج، زادت احتمالات رفع دعاوى بعد الانتخابات».
وبالتالي، ينبغي أن يكون الفارق بين هاريس وترامب ضئيلاً جداً لدرجة تتطلب تدخل المحكمة العليا، لكن حتى فرق بسيط مثل 10 آلاف صوت، كما كان الحال في جورجيا وأريزونا عام 2020، قد لا يكون كافياً لدفع المحكمة للتدخل. يتطلب «الفارق الضئيل» أن يكون في ولاية تحتوي على عدد كبير من الأصوات الانتخابية بما يؤثر على النتيجة النهائية.