فيديو لقبر النبي محمد من الداخل.. حقيقي أم مفبرك؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
ملايين المشاهدات حصدها مقطع فيديو قيل إنه يظهر الحجرة التي يوجد فيها قبر النبي محمد في حرم المسجد النبوي في المدينة المنورة.
يظهر في الفيديو حجرة مرصعة بالأحجار وفي فنائها قبر مغطى بكسوة خضراء.
وعلق الناشرون بالقول: "لأول مرة تصوير قبر الرسول من الداخل 2024".
حظي الفيديو بمئات آلاف المشاهدات والتفاعلات من مستخدمين على مواقع التواصل صدقوا فعلا أن المقطع يصور قبر النبي محمد.
ووفقا للمصادر الإسلامية الأولى، دفن النبي في بيته، على مقربة من المسجد الذي بناه في المدينة بعد هجرته إليها من مكة. ومع توسيع المسجد تباعا أصبح البيت والقبر داخل حرم المسجد المعروف باسم المسجد النبوي، أو الحرم النبوي، في المدينة المنورة التي كانت تعرف قبل الإسلام بمدينة يثرب.
ويقع القبر في حجرة مغلقة من المسجد النبوي، وهو محجوب عن الزوار وعن عدسات التصوير.
وبعد التحقق من الفيديو تبين أنه حقيقي، ولكن ليس لقبر النبي، إذ مكن التفتيش عن مشاهد ثابتة منه العثور على مقطع منشور على يوتيوب يقول ناشره إنه لـ"مرقد الشيخ عبد العزيز الجيلاني" في العراق، وفق ما ذكرته خدمة تقصي الحقائق من فرانس برس.
ويقع ضريح عبد العزيز الجيلاني في مدينة عقرة شمال العراق ويمكن إيجاد صور ومقاطع عدة له تبرز تطابق المعالم.
والشيخ عبد العزيز الجيلاني هو فقيه ومعلم صوفي عاش في العراق في القرن الثاني عشر للميلاد. وهو ابن المعلم الصوفي الشهير الشيخ عبد القادر الجيلاني، الذي ما زالت الطريقة الصوفية المنسوبة له "الطريقة القادرية" تنتشر في معظم أرجاء الدول الإسلامية حتى اليوم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها صور أو مقاطع تزعم أنها تصور قبر النبي محمد وقد سبق تفنيد العديد منها.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
أمين عام البحوث الإسلامية: النبي قدّم نموذجا واقعيا لتطوير الذات
أكد الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن فكرة "تطوير الذات" والعمل على النفس ليست مجرد مفهوم عصري طارئ، بل هي قيمة أصيلة مغروسة في السيرة النبوية، موضحًا أن الإسلام لا يقف على الحياد من الدعوة للعمل والاجتهاد والتأهيل المستمر.
وقال الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، إن النبي ﷺ قدّم نموذجًا واقعيًا للتطوير الذاتي في حياته وسيرته، حيث مارس التجارة، وخالط الناس، وأسّس مجتمعًا جديدًا، فكانت حياته نموذجًا متكاملًا يشمل السياسة، والاقتصاد، والعلاقات الاجتماعية، والعمل والبناء، مما يحتم علينا أن نعيد قراءة سيرته قراءة عصرية تلامس واقعنا.
وأضاف: "ليس من الصواب أن نخضع الدين لكل ما يُطرح من مفاهيم عصرية بشكل مباشر، حتى لا نقع في التباسات فكرية أو نلبس الأهواء لبوس الدين، لكن في الوقت نفسه يجب ألا نغفل أن في السيرة النبوية إشارات واضحة على مفاهيم مثل احترام التخصص، وتقسيم الأدوار، والجدية في العمل".
وأشار الدكتور الهواري إلى واقعة بناء المسجد النبوي بعد الهجرة، باعتبارها أحد أبرز النماذج التي تكشف عن تنظيم العمل واحترام الكفاءات، قائلًا: “في مشهد بناء المسجد، كان الصحابة يعملون بجد واجتهاد، كل منهم يقدّم ما يحسنه، أحد الصحابة، طُلق بن علي اليمامي، عرض على النبي أن يشارك في حمل الحجارة مثل غيره، لكن النبي ﷺ رفض، ووجّهه إلى العمل بما يتقنه، قائلًا: (قرّبوا الطين من اليمامي، فإنه أحسنكم له مسيسًا).”
من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه
انتبه لـ7 أفعال عند النوم حذر منها النبي.. تفتح عليك أبواب الجحيم
دعاء الشفاء والوقاية من الحسد.. ردده كما قال النبي
أهم الأدعية المأثورة عن النبي .. اعرف أفضل ما يقال
وأوضح الهواري أن هذا التوجيه النبوي يعكس احترام التخصص، وتوزيع المهام على أسس عملية، وهو ما تحتاجه المجتمعات اليوم لتنهض، خاصة مع التحديات المعاصرة التي تستلزم أن يكون كل إنسان في مكانه المناسب.
كما ضرب مثالًا آخر بما وقع بين رجل ثقفي وآخر أنصاري حين تنافسا على الوصول للنبي أولًا، فقال له النبي ﷺ: "سبقك الأنصاري"، فبادر الرجل الثقفي قائلاً: "لكني أؤثره على نفسي يا رسول الله".
وقال الهواري: "هنا نرى موقفين في غاية الجمال: الأول هو احترام الدور، والثاني هو خلق الإيثار، وكلاهما من الأخلاق الإسلامية الرفيعة التي رسّخها النبي ﷺ في مجتمعه".
وتابع: "نحن بحاجة ماسّة إلى أن ننقل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من بطون الكتب إلى حياتنا اليومية، أن نقرأها بعين الواقع واحتياجات العصر، لنستخلص منها القيم العملية التي تنهض بالفرد والمجتمع، فالإسلام دين لا يعارض الاجتهاد والعمل، بل يدعمهما ويكرّس لهما مسارات واضحة".