باتت طائرات الاحتلال الإسرائيلية المسيرة وتحديدا ما تُعرف باسم "كواد كابتر" حاضرة في جميع عمليات الاحتلال العسكرية المتواصلة في قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي، لا سيما وأنّ لها استخدامات متعددة، منها التجسس والمراقبة وإطلاق النار والقنابل والصواريخ.

وكجزء من حضورها القوي في الحرب الإسرائيلية على غزة، استخدم جيش الاحتلال "كواد كابتر" في اجتياحه البري لمدينة رفح والذي بدأ في 6 أيار/ مايو الماضي، ضمن عمليات التمشيط والبحث عن المقاومين قبل تقدم آليات الاحتلال في أي منطقة.



ووثقت "عربي21" شهادات حية لجرائم ارتكبتها طائرات "كواد كابتر" في مدينة رفح خلال الأيام الأخيرة، وتحديدا في حي تل السلطان الواقع غرب المدينة، ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين في شوارع الحي، وسط منع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول لانتشالهم.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن مليون فلسطيني اضطروا إلى النزوح من مدينة رفح جنوب قطاع غزة خلال الأسابيع الـ3 الماضية، جراء عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع القصف المكثف.

شهادة من قلب الاجتياح
وتحدثت "عربي21" مع أحد المتواجدين في حي تل السلطان برفح، ويُدعى طاهر، لاستطلاع الأوضاع الميدانية في المدينة، مؤكدا أنها باتت "فارغة بشكل كبير من المواطنين، بسبب القصف المكثف للاحتلال، وتقدم آلياته العسكرية على طول محور فيلادلفيا".

وأشار إلى أن الدبابات الإسرائيلية اقتربت من مقبرة "تل السلطان"، فيما تتمركز بشكل أساسي قرب تل زعرب، منوها إلى أن قناص الاحتلال المتحرك، هي طائرة "كواد كابتر" التي تستهدف كل من يتحرك في المناطق الغربية برفح.

وأوضح أن "كواد كابتر" قتلت وأصابت العشرات في حي تل السلطان خلال اليومين الماضيين، مضيفا أنها "تتجول في شوارع وأزقة الحي، وتطلق نيرانها وتلقي قنابلها تجاه أي شخص تصادفه، إلى جانب اقترابها من نوافذ المنازل، للتحقق من المنازل المأهولة ومن ثم قصفها".



ولفت إلى أن "تكثيف جيش الاحتلال لاستخدام "كواد كابتر"، جعلها تشبه قناصة جنود الاحتلال، الذين يعتلون البنايات والمنازل المرتفعة في مناطق التوغل برفح".

وأعرب عن خوفه الشديد من الجرائم الإسرائيلية التي تقع في رفح، ويفرض الاحتلال بقوته العسكرية غطاء عليها، ولا يسمح للطواقم المختصة لإنقاذ المصابين وانتشال الشهداء.

ما هي طائرة "كواد كابتر"؟
هي طائرة مروحية مسيرة طورها جيش الاحتلال واستخدمها بشكل مكثف خلال حربه المستمرة على قطاع غزة، وتركزت مهامها على العمليات الاستخباراتية إلى جانب استهداف المدنيين.

ويجري التحكم عن بعد بالطائرة الصغيرة، لجمع المعلومات، سواء أثناء تحليقها على ارتفاعات عالية، أو حين اقترابها من سطح الأرض ودخولها المنازل والأنفاق، فيما تمكنت المقاومة الفلسطينية من إسقاط عدد من الطائرات والسيطرة عليها.

طورت طائرة "كواد كابتر" شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية "إلبيت سيستمز"، وتمتلك مروحيات في كل زاوية من زواياها، واستخدمها جيش الاحتلال في عمليات المراقبة والرصد والاغتيالات.

ومكّنت جيش الاحتلال من استطلاع المناطق التي ينوي اقتحامها قبل دخول قوات المشاة التابعة له، لتفادي الوقوع في كمائن المقاومة، وتسهيل عملية الاقتحام، إضافة إلى قدرتها على تنفيذ عمليات اغتيال بشكل أوتوماتيكي.

وهناك أنواع عدة لـ"كواد كابتر"، فالبعض منها يحمل سلاحا آليا لإطلاق النار أو القنابل على الأهداف الثابتة والمتحركة أثناء الطيران، وتشبه المروحية في تصميمها، وهي صغيرة الحجم ولا يتجاوز قطرها 1.6 متر، وتحتوي على أجهزة تنصت دقيقة، ووزنها يصل إلى 50 كيلوغراما، ومزودة بكاميرات عالية الجودة.

تصل سرعة "كواد كابتر" إلى 72 كلم/ ساعة، وتحلق على ارتفاع 10 إلى 450 مترا، ويمكن التحكم بها عن بعد، وتستطيع رفع حمولة تصل إلى 150 كيلوغراما، ويمكن تشغيلها من الميدان دون الحاجة إلى حاضنة لإقلاعها، وسهلة البرمجة، وتستطيع التحليق لمدة زمنية طويلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال كواد كابتر الحرب الجرائم الاحتلال جرائم الحرب كواد كابتر اجتياح رفح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال کواد کابتر تل السلطان

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح

منذ 100 يوم يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة التي انطلقت من مخيم جنين في 21 كانون الثاني/ يناير.

العملية العسكرية التي أطلق عليها الجيش اسم "السور الحديدي" حولت مخيم جنين بمحافظة جنين ومخيمي طولكرم ونور شمس بمحافظة طولكرم إلى مدن أشباح، وأسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا منذ 21 كانون الثاني/ يناير، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

ودمر الجيش منذ بدء العملية مئات المنازل وأجبر نحو 40 ألف فلسطيني على النزوح من منازلهم، وفق بيانات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".



ووفق "نادي الأسير الفلسطيني" فإن الجيش شن منذ 21 كانون الثاني/ يناير حملة اعتقالات واسعة بالمحافظتين أسفرت في جنين عن اعتقال 600 شخص، وفي طولكرم عن 260، يشمل ذلك من يُعتقل ويُفرج عنه لاحقا.

ويقول خبراء إن العدوان الإسرائيلي تسبب بتغيير جغرافية المخيمات عبر هدم منازل وشق طرقات فيها.

بداية العملية
بدأ العدوان ظهر 21 كانون الثاني/ يناير في مخيم جنين بقصف نفذه الجيش الإسرائيلي بمسيرات قتل خلالها 12 فلسطينيا خلال يومين وأصاب نحو 40 آخرين.

واصل الجيش عمليته التي شملت أحياء وبلدات مجاورة تزامنا مع فرض حصار بمنع دخول المخيم.

وبحسب بيانات وزارة الصحة، أسفرت العملية بمحافظة جنين حتى اليوم الأربعاء عن استشهاد 39 فلسطينيا وإصابة عشرات.

وتشير تقديرات رسمية أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لضرر كامل أو جزئي جراء العدوان الإسرائيلي والتدمير والتجريف المتواصلين.

وقالت بلدية جنين إن 800 وحدة سكنية بالمدينة تعرضت لضرر جزئي، بالإضافة إلى هدم الجيش 15 مبنى في المدينة، وتركزت أغلبية الأضرار في المباني والمساكن على الحي الشرقي وحي الهدف.

في السياق، قال مراقبون إن "إسرائيل" تستنسخ تجربة الإبادة الجماعية التي تمارسها بقطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث شهد مخيم جنين في 21 شباط/ فبراير نسف 21 منزلا، وفق شهود عيان.

عمليات النسف هذه مارسها الجيش في غزة في عملية وصفها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بسياسة "إبادة المدن" لفرض التهجير القسري والدائم على الفلسطينيين ومنع عودتهم إلى أراضيهم ومنازلهم، وفق بيان نشره في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

كما شق جيش الاحتلال الإسرائيلي طرقا واسعة في المخيم قسمته إلى مربعات، في عملية قال خبراء فلسطينيون للأناضول إنها تستنسخ شق محور "نتساريم" الذي فصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.

وصعد الجيش من عملياته العسكرية بمدينة جنين ومخيمها حيث اقتحمهما بدباباته في 23 شباط/ فبراير وذلك لأول مرة منذ عام 2002.

فيما نصب في 23 نيسان/ أبريل الجاري بوابات حديدية على كافة مداخل المخيم المغلقة بسواتر ترابية في خطوة يقول الفلسطينيون إنها تسعى لفصل المخيم عن المدينة.

وبسبب استمرار العملية، تواصل العائلات الفلسطينية نزوحها القسري من المخيم، وتشير تقديرات البلدية أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألفا.

توسيع العملية
وفي 27 كانون الثاني/ يناير وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه إلى محافظة طولكرم حيث قُتل 5 فلسطينيين في حينه، فيما وصل في 9 شباط/ فبراير لمخيم نور شمس شرق المدينة.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل حتى الأربعاء عن استشهاد 13 فلسطينيا بينهم طفل وسيدتان، إحداهما حامل، بالإضافة إلى إصابة واعتقال عشرات، وفق بيانات رسمية.

كما تسببت العملية بنزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية، بحسب محافظة طولكرم.

وخلف العدوان خلف دمارا كبيرا في البنى التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والسرقة من قوات الجيش.

وقال نهاد الشاويش، رئيس اللجنة الشعبية بمخيم نور شمس إن الجيش سرق مقتنيات النازحين التي بقيت في منازلهم وعجزوا عن اصطحابها معهم.

وتظهر الأرقام الرسمية أن الجيش الإسرائيلي دمر 396 منزلا بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.

وفي 21 شباط/ فبراير، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد المنازل في مخيم طولكرم بعد ساعات من خطوة مماثلة أقدم عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

ونشرت هيئة البث العبرية الرسمية صورة لنتنياهو وعدد من ضباط الجيش الإسرائيلي وهم داخل منزل فلسطيني في مخيم مدينة طولكرم.



مخيما الفارعة وطمون
في 2 شباط/ فبراير، وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه ليصل بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، فيما انسحب من مخيم الفارعة بعد 10 أيام.

ولأول مرة استخدم الجيش الإسرائيلي مدرعات من نوع "إيتان" في عملياته البرية، حيث رصدت في بلدة طمون قبل أن تستخدم في عدة مواقع في شمال الضفة الغربية لاحقا.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 958 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • الدويري: كمين حي السلطان يدحض مزاعم الاحتلال ويضرب خططه
  • قتلى وجرحى.. القسام تعلن عن كمين محكم في رفح / تفاصيل
  • ارتفاع عدد الشركات الإسرائيلية في الإمارات
  •  مستوطنون يقتحمون مناطق في رام الله ويحاولون تخريب ممتلكات الفلسطينيين
  • أوامر الإخلاء الإسرائيلية أدت لنزوح 420 ألف شخص بغزة
  • شهداء جدد.. الاحتلال الإسرائيلي يستمر في حصد أرواح الفلسطينيين
  • سلطات الإطفاء الإسرائيلية: قد نتمكن من السيطرة على حرائق القدس صباح غدٍ
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح
  • جيش الاحتلال يستهدف مسيرة قادمة من اليمن قبل اختراقها الأجواء الإسرائيلية
  • ماليزيا تؤكد أن القيود الإسرائيلية على “الأونروا” تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا