جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-05@02:11:19 GMT

نمر من ورق

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

نمر من ورق

 

حاتم الطائي

 

قوة الاحتلال الإسرائيلي أكذوبة كبرى وأضخم عملية خداع في التاريخ

القتل والإبادة والتهجير.. أسلحة الاحتلال لرسم "صورة نصر زائفة"

كيان الاحتلال لن يدوم طويلًا لانعدام مقومات الاستقرار وتكرار الفشل الاستراتيجي

 

منذ أن انطلقت معركة "طوفان الأقصى" وما حققته من نصرٍ استراتيجي في ذلك اليوم المجيد، ونحن نُؤكد دائمًا على أنَّ الكيان الإسرائيلي الغاصب ليس سوى "نمر من ورق"، ففضلًا عن كونه قوة استعمارية تُجسِّد أحقر صور الإمبريالية الغربية المُعادية للإنسان وحقه في العيش الكريم دون هيمنة ممن تسمّي نفسها بـ"القوى العظمى"، فإنَّ هذا الكيان مُجرد كُتل مُتراصة من الأكاذيب والدعاية الفجّة السمجة لمفهوم القوة العسكرية أو الاستخباراتية، فالأولى لم تأتِ إلّا عبر تفعيل آلة القتل المتوحش بحق المدنيين في فلسطين التاريخية على مدى 75 عامًا، والثانية- أي القوة الاستخباراتية- نِتاج لأقذر عمليات الجاسوسية في العالم دون التحلّي بأي وازع من ضمير أو التزام بأقل قدر من المعايير الإنسانية.

وعلى مدى نحو 8 أشهر من جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لم يتوان الاحتلال الإسرائيلي عن مواصلة هذا الجرم المشهود؛ بل أفرط في غيه، واستباح كل شيء، تحت غطاء غير مسبوق من الولايات المتحدة، وتحت مرأى ومسمع من العالم أجمع ومنظماته الدولية، التي ما إن حاولت البدء في محاكمة الجُناة على جُرمهم، إلّا وتجد العوائق واحدًا تلو الآخر، سواء في صورة "فيتو" على قرارات مجلس الأمن بوقف الحرب الغاشمة على قطاع غزة، أو في صورة تهديد ووعيد للهيئات والمحاكم الدولية التي تنظر في جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

 

الاحتلال الإسرائيلي ليس سوى أكذوبة كبرى، وأضخم عملية خداع حدثت في تاريخ البشرية، منذ أن سعت حفنة من العصابات الصهيونية لاحتلال ما يُمكن احتلاله من أراضي فلسطين التاريخية، بقوة السلاح والقتل والتهجير في أشنع صوره الإجرامية، وما تلا ذلك من عمليات تهجير قسري ومذابح وحروب دموية ورفض إسرائيلي لأي جهد من شأنه أن يُؤسس لحل الدولتين، لأنَّ دولة الاحتلال في الأساس لا تُؤمن ولا تُريد أن تؤمن بهذا الحل، لأنها تعلم علم اليقين أنَّ قيام دولة فلسطينية مُستقلة وفق مُقررات الشرعية الدولية، يعني زوالها التدريجي بدون حروب أو معارك، من منطلق المُتغيرات على الأرض، لذلك تتعمد إسرائيل دائمًا أن تكبح أي فكرة أو جهد لبدء مفاوضات "الحل النهائي".

في المُقابل لا ترى إسرائيل أي مُستقبل لها إلّا من خلال القتل والإبادة، وتضخيم قوتها العسكرية والاستخباراتية، ولذلك تعتمد في كل مُواجهة مع المقاومة الباسلة أن تُمارس أشنع صور الإبادة، من خلال استهداف المدنيين العُزل، وهدم المنازل والأبنية على رؤوس ساكنيها، وإحداث أكبر قدر من الدمار، ما يُؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين بإصابات شديدة الخطورة، قد ينتهي بهم الحال مبتوري الأطراف أو يعانون من عاهات مستديمة في النظر أو السمع أو الحركة. يتعمّد الاحتلال اتباع سياسة الأرض المحروقة، كنوع من أنواع الفزّاعات، لإجبار المقاومة على الخضوع والاستسلام على أمل حماية المدنيين ووقف عداد الموت الذي يُحصي أعدادًا لا نهائية من الشهداء. لكن هيهات هيهات أن ترفع المقاومة الراية البيضاء، والشعب الفلسطيني الصامد لا يهاب الموت ولا يخشى آلة الحرب الغاشمة التي تُمارس الإبادة الجماعية بكل وحشية.

إسرائيل نمرٌ من ورق، وأوهن من بيت العنكبوت، وأشد جُبنًا وخوفًا من أن تخوض حربًا حقيقية مع المقاومة، لذلك أعلنت منذ البداية أن حربها ضد المدنيين العُزل الأبرياء في غزة وعموم فلسطين، تستهدفهم بالقنابل والذخيرة الأمريكية المُميتة، فتقصف بسلاح الجو كل بقعة في القطاع، وتنفذ عمليات قنص واعتقال بحق الفلسطينيين في القدس والضفة ونابلس وغيرها، لا تتورع عن ارتكاب الجريمة تلو الأخرى.. فمن المستشفى المعمداني إلى مذابح جباليا إلى محرقة الخيام في رفح، وغيرها الكثير والكثير، لم يتردد الاحتلال المُجرم في استهداف كل ما هو مدني وأعزل، لأنه جيش دنيء يضم بين صفوفه مجموعات من الساديين الذين يتلذذون بقتل الضعفاء من النساء والأطفال والشيوخ والعُزل، يبتهجون بتفجير المربعات السكنية بأعنف المتفجرات الأمريكية، يرقصون فرحًا بعد تسوية منطقة بأكملها بالأرض، يتغنون في حفلاتهم وتجمعاتهم الماجنة، بما يقع من قتلى بنيرانهم المتوحشة.

غير أنَّ الحقيقة التي يسعى دائمًا الاحتلال لدفنها، أنَّه كيان فاشل، يزعم أنه الأقوى في المنطقة وأنَّه الديمقراطية الوحيدة وأنه "الجيش الذي لا يُقهر"، اعتمادًا على ترويج الأكاذيب والدعايات المُلفقة، بينما الحقيقة الساطعة أنَّه كيان دموي مُستبد، وجيشه هو الجيش الوحيد في العالم الذي يخسر معاركه كل مرة ضد خصومه؛ إذ لم يُحقق هذا الجيش المُجرم أي انتصار عسكري فعلي، والذي يستتبعه تحقيق انتصار سياسي، فهو في هذا الجانب يحصل على صفر كبير. فقد لُقِنَ درسًا قاسيًا في حرب أكتوبر 1973، وأُجبِر على الانسحاب من سيناء المصرية، يجر ذيول الهزيمة المُرّة، وفي كل مُواجهاته مع المقاومة الباسلة؛ سواء في لبنان أو فلسطين، فجميع المواجهات مُنيت فيها إسرائيل بهزيمة نكراء، لم تستطع من خلالها تحقيق أي هدف سياسي أو استراتيجي. وقد تأكد لنا هذا الوهن الإسرائيلي في عدوانها الجاري على غزة الصمود والاستبسال. ولا أدل أيضًا على وهن هذا الكيان، من حالة الرعب الذي عاشتها إسرائيل مع تنفيذ إيران انتقامها بعد العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، وكيف أن أمريكا ودول أخرى ساندت إسرائيل على مدى أكثر من 5 ساعات لصد 110 صواريخ أرض أرض، و185 طائرة بدون طيار "المُسيّرات"، إلى جانب 36 صاروخ كروز.

الكيان الإسرائيلي يواصل الفشل الذريع، فشل عسكري في ظل ما يُعانيه في مستنقع غزة منذ نحو 8 أشهر، والكمائن التي تنصبها له المُقاومة وتقتل المئات في صفوفه، وفشله الذريع في تحقيق أي هدف؛ سواء ما يزعم أنه "القضاء على حماس" وتصفية قيادتها، أو استعادة الأسرى الذين لا يعلم أصلًا مكانهم، رغم أنَّ مساحة القطاع لا تتعدى 365 كيلومترًا مربعًا. هذا إلى جانب الفشل الاستخباراتي في توقع عملية "طوفان الأقصى" وما تكبده الاحتلال من خسائر بعد سيطرة المقاومة على معلومات نوعية خلال هجومها على مقرات جيش الاحتلال في المنطقة التي تسمى "غلاف غزة".

ويبقى القول.. إنَّ كيان دولة الاحتلال لن يدوم طويلًا، وهذا ما نؤكد عليه كثيرًا، ليس فقط لأنَّ ما بُني على باطل مصيره إلى زوال؛ بل لأنَّ مقومات البقاء تنعدم تمامًا مع هذا الكيان، وما انتصارات المقاومة الباسلة والسعي الأمريكي الحثيث لانتشال ربيبته إسرائيل من المأزق الوجودي التي وقعت فيه، ليس سوى انعكاس صادق لتحقق أسباب الزوال الحتمي لإسرائيل... والأيام المُقبلة ستشهد التدرج النهائي نحو الهاوية السحيقة التي لا رجعة منها!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المقاومة : قرار وقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص وانقلاب سافر على الاتفاق

 

الثورة / متابعة/ محمد الجبري

أكدت حركة حماس أن قرار وقف المساعدات الإنسانية على قطاع غزة من قبل حكومة الاحتلال هو ابتزاز رخيص وجريمة حرب، وانقلاب سافر على الاتفاق.

وأضافت الحركة أن نتنياهو يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه في إرسائها على مدى 15 شهرا، وأن مزاعم الاحتلال بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار ما هي إلا ادعاءات مضللة ولا أساس لها.

وأشارت إلى أن نتنياهو وحكومته يخالفان البند 14 من الاتفاق الذي ينص على استمرار إجراءات المرحلة الأولى في المرحلة الثانية، وأكدت التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، وأعلنت استعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.

من جانبها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي إغلاق نتنياهو معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية بأنه خرق لاتفاق وقف إطلاق النار وبداية لمرحلة عدوانية جديدة ضد القطاع، كما وصفت هذه الخطوة بأنها جريمة ضد الإنسانية.

وحذرت من “التداعيات الخطيرة لهذا القرار على الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلاً، والتي لم تشهد أي تحسن حتى بعد قرار وقف إطلاق النار، مما يفاقم من معاناة أهلنا في القطاع المحاصر”.

وكان رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في امس وقف إدخال المساعدات والإمدادات إلى غزة.

وتزامن ذلك مع اعتداءات إسرائيلية على غزة أسفرت عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين.

وفي حين لقي قرار نتنياهو ترحيبا من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير، دعا وزير الداخلية موشيه أربيل إلى المضي قدما بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

واستشهد مواطنان فلسطينيان، مساء أمس الأحد، جراء قصف نفذته طائرة مُسيّرة صهيونية شرق مطار غزة المدمر، الواقع شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال أطلقوا النار نحو شاب فلسطيني وسط مدينة رفح.

كما استشهد شابان لم تعرف هوية أحدهما بعد بنيران مسيرة إسرائيلية في بلدة بيت حانون شمال القطاع، واستشهد كذلك شاب آخر برصاص قناص إسرائيلي فيما أصيبت امرأتان في إطلاق نار متواصل.

وفي خان يونس استشهدت المواطنة الفلسطينية وفاء فتحي فسيفس وأصيبت امرأة أخرى بقصف مدفعي إسرائيلي.

وكانت أعلنت وزارة الصحة بغزة يوم أمس، وصول 4 شهداء فلسطينيين إلى مستشفيات قطاع غزة منذ صباح أمس الأحد، و6 إصابات جرّاء استهدافات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من القطاع.

وأشارت الوزارة إلى أن إجمالي عدد الشهداء منذ إعلان وقف إطلاق النار بلغ 116 شهيدًا، فيما بلغت عدد الإصابات أكثر من 490.

إلى ذلك انتشلت طواقم الدفاع المدني في غزة، أمس، جثامين 4 شهداء من تحت أنقاض منزل في منطقة المصلبة بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.

وأوضح الدفاع المدني أن طواقمه انتشلت جثامين 4 شهداء من تحت أنقاض منزل لعائلة “ملكة” في حي الزيتون.

من جهة أخرى أفادت مصادر محلية ، بأن الكيان الصهيوني أغلق معبر كرم ابو سالم المخصص لدخول البضائع وأعاد الشاحنات الفلسطينية.

وفي هذا الصدد دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا والإفراج عن جميع الأسرى.

وأشار المتحدث إلى أن آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات المنقذة للحياة دخلت غزة، لتصل الإغاثة إلى كل شخص تقريبا في القطاع.

وشدد المتحدث الأممي على حتمية بذل كل الجهود لمنع العودة إلى الأعمال العدائية، التي ستكون كارثية.

وكان المجلس الوطني الفلسطيني قال أن إغلاق معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية “جريمة حرب”، و”جريمة ضد الإنسانية”، تستهدف تعميق المعاناة الإنسانية، خاصة خلال شهر رمضان المبارك.

وأوضح المجلس الوطني في بيان صدر أمس الأحد، أن هذا الحصار يأتي كجزء من مخطط التهجير القسري الذي تنتهجه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ودعم الإدارة الأمريكية، واستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي الذي أوقع عشرات آلاف الضحايا بحق الشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وأكد أن قوى دولية تتحمل المسؤولية المباشرة عن هذا الحصار الظالم، معتبرا ما يجري استمرارا لسياسة العقاب الجماعي، التي تنتهك المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة، وتفاقم أزمة إنسانية مصنفة كارثة إنسانية من قبل الأمم المتحدة.

وطالب بتحرك دولي فوري لرفع الحصار وضمان حماية الشعب الفلسطيني من هذه الجرائم، تطبيقا للمواثيق الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.

فيما حذر الصليب الأحمر الدولي أمس، من مخاطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا أن الاتفاق “أنقذ عددًا لا يحصى من الأرواح وقدم بارقة أمل وسط معاناة لا يمكن تصورها”.

وشددت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرجانا سبولياريك، في بيان، على أن أي تراجع عن التقدم المحرز خلال الأسابيع الستة الماضية قد يدفع الناس مجددًا إلى اليأس، داعية إلى بذل كل الجهود لضمان استمرار وقف إطلاق النار، بما يحفظ أرواح المدنيين، ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

 

 

مقالات مشابهة

  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • حماس ترفض دعوات إسرائيل وأمريكا لنزع سلاح الحركة
  • كل مقاتل فلسطيني هو سنوار جديد.. اعتراف إسرائيلي بالفشل
  • الجيش الإسرائيلي يقر بفشله في حماية مستوطنة كفار عزة
  • حمدان: الاحتلال سعى لإفشال اتفاق غزة والعودة للعدوان
  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • نفذها درزي.. مغردون: عملية حيفا صفعة لنتنياهو وتكذيب لرواية إسرائيل
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • المقاومة : قرار وقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص وانقلاب سافر على الاتفاق
  • يهود دمشق: إسرائيل لا تُمثلنا ونحن سوريون نرفض الاحتلال الإسرائيلي لأي أراض في وطننا