جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@19:50:01 GMT

نمر من ورق

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

نمر من ورق

 

حاتم الطائي

 

قوة الاحتلال الإسرائيلي أكذوبة كبرى وأضخم عملية خداع في التاريخ

القتل والإبادة والتهجير.. أسلحة الاحتلال لرسم "صورة نصر زائفة"

كيان الاحتلال لن يدوم طويلًا لانعدام مقومات الاستقرار وتكرار الفشل الاستراتيجي

 

منذ أن انطلقت معركة "طوفان الأقصى" وما حققته من نصرٍ استراتيجي في ذلك اليوم المجيد، ونحن نُؤكد دائمًا على أنَّ الكيان الإسرائيلي الغاصب ليس سوى "نمر من ورق"، ففضلًا عن كونه قوة استعمارية تُجسِّد أحقر صور الإمبريالية الغربية المُعادية للإنسان وحقه في العيش الكريم دون هيمنة ممن تسمّي نفسها بـ"القوى العظمى"، فإنَّ هذا الكيان مُجرد كُتل مُتراصة من الأكاذيب والدعاية الفجّة السمجة لمفهوم القوة العسكرية أو الاستخباراتية، فالأولى لم تأتِ إلّا عبر تفعيل آلة القتل المتوحش بحق المدنيين في فلسطين التاريخية على مدى 75 عامًا، والثانية- أي القوة الاستخباراتية- نِتاج لأقذر عمليات الجاسوسية في العالم دون التحلّي بأي وازع من ضمير أو التزام بأقل قدر من المعايير الإنسانية.

وعلى مدى نحو 8 أشهر من جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لم يتوان الاحتلال الإسرائيلي عن مواصلة هذا الجرم المشهود؛ بل أفرط في غيه، واستباح كل شيء، تحت غطاء غير مسبوق من الولايات المتحدة، وتحت مرأى ومسمع من العالم أجمع ومنظماته الدولية، التي ما إن حاولت البدء في محاكمة الجُناة على جُرمهم، إلّا وتجد العوائق واحدًا تلو الآخر، سواء في صورة "فيتو" على قرارات مجلس الأمن بوقف الحرب الغاشمة على قطاع غزة، أو في صورة تهديد ووعيد للهيئات والمحاكم الدولية التي تنظر في جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

 

الاحتلال الإسرائيلي ليس سوى أكذوبة كبرى، وأضخم عملية خداع حدثت في تاريخ البشرية، منذ أن سعت حفنة من العصابات الصهيونية لاحتلال ما يُمكن احتلاله من أراضي فلسطين التاريخية، بقوة السلاح والقتل والتهجير في أشنع صوره الإجرامية، وما تلا ذلك من عمليات تهجير قسري ومذابح وحروب دموية ورفض إسرائيلي لأي جهد من شأنه أن يُؤسس لحل الدولتين، لأنَّ دولة الاحتلال في الأساس لا تُؤمن ولا تُريد أن تؤمن بهذا الحل، لأنها تعلم علم اليقين أنَّ قيام دولة فلسطينية مُستقلة وفق مُقررات الشرعية الدولية، يعني زوالها التدريجي بدون حروب أو معارك، من منطلق المُتغيرات على الأرض، لذلك تتعمد إسرائيل دائمًا أن تكبح أي فكرة أو جهد لبدء مفاوضات "الحل النهائي".

في المُقابل لا ترى إسرائيل أي مُستقبل لها إلّا من خلال القتل والإبادة، وتضخيم قوتها العسكرية والاستخباراتية، ولذلك تعتمد في كل مُواجهة مع المقاومة الباسلة أن تُمارس أشنع صور الإبادة، من خلال استهداف المدنيين العُزل، وهدم المنازل والأبنية على رؤوس ساكنيها، وإحداث أكبر قدر من الدمار، ما يُؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين بإصابات شديدة الخطورة، قد ينتهي بهم الحال مبتوري الأطراف أو يعانون من عاهات مستديمة في النظر أو السمع أو الحركة. يتعمّد الاحتلال اتباع سياسة الأرض المحروقة، كنوع من أنواع الفزّاعات، لإجبار المقاومة على الخضوع والاستسلام على أمل حماية المدنيين ووقف عداد الموت الذي يُحصي أعدادًا لا نهائية من الشهداء. لكن هيهات هيهات أن ترفع المقاومة الراية البيضاء، والشعب الفلسطيني الصامد لا يهاب الموت ولا يخشى آلة الحرب الغاشمة التي تُمارس الإبادة الجماعية بكل وحشية.

إسرائيل نمرٌ من ورق، وأوهن من بيت العنكبوت، وأشد جُبنًا وخوفًا من أن تخوض حربًا حقيقية مع المقاومة، لذلك أعلنت منذ البداية أن حربها ضد المدنيين العُزل الأبرياء في غزة وعموم فلسطين، تستهدفهم بالقنابل والذخيرة الأمريكية المُميتة، فتقصف بسلاح الجو كل بقعة في القطاع، وتنفذ عمليات قنص واعتقال بحق الفلسطينيين في القدس والضفة ونابلس وغيرها، لا تتورع عن ارتكاب الجريمة تلو الأخرى.. فمن المستشفى المعمداني إلى مذابح جباليا إلى محرقة الخيام في رفح، وغيرها الكثير والكثير، لم يتردد الاحتلال المُجرم في استهداف كل ما هو مدني وأعزل، لأنه جيش دنيء يضم بين صفوفه مجموعات من الساديين الذين يتلذذون بقتل الضعفاء من النساء والأطفال والشيوخ والعُزل، يبتهجون بتفجير المربعات السكنية بأعنف المتفجرات الأمريكية، يرقصون فرحًا بعد تسوية منطقة بأكملها بالأرض، يتغنون في حفلاتهم وتجمعاتهم الماجنة، بما يقع من قتلى بنيرانهم المتوحشة.

غير أنَّ الحقيقة التي يسعى دائمًا الاحتلال لدفنها، أنَّه كيان فاشل، يزعم أنه الأقوى في المنطقة وأنَّه الديمقراطية الوحيدة وأنه "الجيش الذي لا يُقهر"، اعتمادًا على ترويج الأكاذيب والدعايات المُلفقة، بينما الحقيقة الساطعة أنَّه كيان دموي مُستبد، وجيشه هو الجيش الوحيد في العالم الذي يخسر معاركه كل مرة ضد خصومه؛ إذ لم يُحقق هذا الجيش المُجرم أي انتصار عسكري فعلي، والذي يستتبعه تحقيق انتصار سياسي، فهو في هذا الجانب يحصل على صفر كبير. فقد لُقِنَ درسًا قاسيًا في حرب أكتوبر 1973، وأُجبِر على الانسحاب من سيناء المصرية، يجر ذيول الهزيمة المُرّة، وفي كل مُواجهاته مع المقاومة الباسلة؛ سواء في لبنان أو فلسطين، فجميع المواجهات مُنيت فيها إسرائيل بهزيمة نكراء، لم تستطع من خلالها تحقيق أي هدف سياسي أو استراتيجي. وقد تأكد لنا هذا الوهن الإسرائيلي في عدوانها الجاري على غزة الصمود والاستبسال. ولا أدل أيضًا على وهن هذا الكيان، من حالة الرعب الذي عاشتها إسرائيل مع تنفيذ إيران انتقامها بعد العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، وكيف أن أمريكا ودول أخرى ساندت إسرائيل على مدى أكثر من 5 ساعات لصد 110 صواريخ أرض أرض، و185 طائرة بدون طيار "المُسيّرات"، إلى جانب 36 صاروخ كروز.

الكيان الإسرائيلي يواصل الفشل الذريع، فشل عسكري في ظل ما يُعانيه في مستنقع غزة منذ نحو 8 أشهر، والكمائن التي تنصبها له المُقاومة وتقتل المئات في صفوفه، وفشله الذريع في تحقيق أي هدف؛ سواء ما يزعم أنه "القضاء على حماس" وتصفية قيادتها، أو استعادة الأسرى الذين لا يعلم أصلًا مكانهم، رغم أنَّ مساحة القطاع لا تتعدى 365 كيلومترًا مربعًا. هذا إلى جانب الفشل الاستخباراتي في توقع عملية "طوفان الأقصى" وما تكبده الاحتلال من خسائر بعد سيطرة المقاومة على معلومات نوعية خلال هجومها على مقرات جيش الاحتلال في المنطقة التي تسمى "غلاف غزة".

ويبقى القول.. إنَّ كيان دولة الاحتلال لن يدوم طويلًا، وهذا ما نؤكد عليه كثيرًا، ليس فقط لأنَّ ما بُني على باطل مصيره إلى زوال؛ بل لأنَّ مقومات البقاء تنعدم تمامًا مع هذا الكيان، وما انتصارات المقاومة الباسلة والسعي الأمريكي الحثيث لانتشال ربيبته إسرائيل من المأزق الوجودي التي وقعت فيه، ليس سوى انعكاس صادق لتحقق أسباب الزوال الحتمي لإسرائيل... والأيام المُقبلة ستشهد التدرج النهائي نحو الهاوية السحيقة التي لا رجعة منها!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: عمليات المقاومة تتصاعد وتصبح أكثر نوعية

يرى الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي أن عمليات المقاومة اتخذت منحى تصاعديا لكنه نوعي، وذلك من خلال الاعتماد على القنص أو القذائف القريبة المدى بشكل كبير.

ولا تتطلب هذه العمليات أعدادا كبيرة من المقاتلين ولكنها تتطلب قناصا ومقاتلا آخر يقوم برصد الهدف، كما قال الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة.

وتشي العمليات التي نفذتها المقاومة في الأيام الماضية بقدرة القناصين على الوصول إلى نقاط قريبة جدا من قوات الاحتلال، فضلا عن الكفاءة الكبيرة في التنفيذ.

ووفقا للخبير العسكري، فإن قيام أحد قناصي المقاومة بقنص أكثر من جندي إسرائيلي من المكان نفسه وتحقيق إصابات مباشرة يعكس مستوى مرتفعا من التدريب لأن القناص نادرا ما يستهدف أكثر من هدف من المكان ذاته.

وتعكس هذه العمليات قدرة المقاتلين على الوصول إلى نقاط قريبة جدا من قوات الاحتلال والاستفادة من الدمار والبيوت المهدمة، وهو ما حدث في العمليات التي استخدمت فيها قذائف "الياسين 105" التي لا يتجاوز مداها 150 مترا، وفق الفلاحي.

كذلك فإن العمليات -كما يقول الخبير العسكري- لا تتم بسلاح واحد بل تعتمد على أسلحة متنوعة تحددها طبيعة المواجهة والقدرة على إصابة الهدف، كأن يتم تفجير عبوة ناسفة في بداية العملية قبل التوجه إلى أسلحة أخرى، وهو ما حدث في عملية تل السلطان بمدينة رفح جنوبي القطاع.

إعلان

العمل في مجموعات صغيرة

وخلال هذه العمليات، لا تعمل المقاومة ككتائب أو كسرايا بل كمجموعات صغيرة تنفذ عمليات نوعية محددة ثم تنسحب من المكان، إضافة إلى إمكانية قيام مجموعة بمساندة أخرى في بعض الحالات، كما يقول الفلاحي.

في المقابل، يقول الخبير العسكري إن جيش الاحتلال ينفذ قصفا عشوائيا ويصدر أوامر إخلاء للمدنيين لإثبات قدرته على إدارة المعركة، وعلى أمل الوصول إلى أي من هذه المجموعات المقاتلة، خصوصا أنه يستخدم صواريخ وقنابل يمكنها الوصول إلى أعماق كبيرة.

ومع ذلك، فإن العمليات التي تنفذها المقاومة وقصف الجيش الإسرائيلي لعدد من مخابئ الأسرى يؤكد -برأي الفلاحي- أن الضغط العسكري لن ينجح في استعادة هؤلاء الأسرى أحياء.

وفي وقت سابق اليوم السبت، بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مقطعا مصورا قالت إنه لعملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفق قصفه جيش الاحتلال قبل أيام، وقالت إنها ستبث تفاصيل العملية لاحقا.

وأظهرت المشاهد عددا من مقاتلي القسام وهم يحفرون داخل أحد الأنفاق -الذي يظهر أن أجزاء منه ردمت وأُغلق مدخله بسبب القصف- ويزيلون الركام لإنقاذ من بداخله.

مقالات مشابهة

  • المقاومة تستهدف جنود الاحتلال وتتصدى بغارات مضادة شرق غزة
  • خبير عسكري: عمليات المقاومة تتصاعد وتصبح أكثر نوعية
  • هل وافقت المقاومة على نزع سلاحها ؟ .. قيادي فيها يوضح
  • تعرف إلى أسباب قوة كمائن المقاومة في بيت حانون
  • حماس ترد على السلطة: تصريحاتكم صادمة وسلاح المقاومة خط أحمر
  • ماذا بعد ارتفاع خسائر جيش الاحتلال بغزة؟ محللون يجيبون
  • خبير عسكري: المقاومة تقوم بحرب عصابات واستنزاف لجيش إسرائيل المرهق
  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
  • الدويري: لهذه الأسباب تعتمد المقاومة على الكمائن في هذه المرحلة
  • الآلاف يتظاهرون في تعز تنديدا بجرائم إسرائيل وللمطالبة بكسر الحصار