جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-31@23:46:47 GMT

نمر من ورق

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

نمر من ورق

 

حاتم الطائي

 

قوة الاحتلال الإسرائيلي أكذوبة كبرى وأضخم عملية خداع في التاريخ

القتل والإبادة والتهجير.. أسلحة الاحتلال لرسم "صورة نصر زائفة"

كيان الاحتلال لن يدوم طويلًا لانعدام مقومات الاستقرار وتكرار الفشل الاستراتيجي

 

منذ أن انطلقت معركة "طوفان الأقصى" وما حققته من نصرٍ استراتيجي في ذلك اليوم المجيد، ونحن نُؤكد دائمًا على أنَّ الكيان الإسرائيلي الغاصب ليس سوى "نمر من ورق"، ففضلًا عن كونه قوة استعمارية تُجسِّد أحقر صور الإمبريالية الغربية المُعادية للإنسان وحقه في العيش الكريم دون هيمنة ممن تسمّي نفسها بـ"القوى العظمى"، فإنَّ هذا الكيان مُجرد كُتل مُتراصة من الأكاذيب والدعاية الفجّة السمجة لمفهوم القوة العسكرية أو الاستخباراتية، فالأولى لم تأتِ إلّا عبر تفعيل آلة القتل المتوحش بحق المدنيين في فلسطين التاريخية على مدى 75 عامًا، والثانية- أي القوة الاستخباراتية- نِتاج لأقذر عمليات الجاسوسية في العالم دون التحلّي بأي وازع من ضمير أو التزام بأقل قدر من المعايير الإنسانية.

وعلى مدى نحو 8 أشهر من جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لم يتوان الاحتلال الإسرائيلي عن مواصلة هذا الجرم المشهود؛ بل أفرط في غيه، واستباح كل شيء، تحت غطاء غير مسبوق من الولايات المتحدة، وتحت مرأى ومسمع من العالم أجمع ومنظماته الدولية، التي ما إن حاولت البدء في محاكمة الجُناة على جُرمهم، إلّا وتجد العوائق واحدًا تلو الآخر، سواء في صورة "فيتو" على قرارات مجلس الأمن بوقف الحرب الغاشمة على قطاع غزة، أو في صورة تهديد ووعيد للهيئات والمحاكم الدولية التي تنظر في جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

 

الاحتلال الإسرائيلي ليس سوى أكذوبة كبرى، وأضخم عملية خداع حدثت في تاريخ البشرية، منذ أن سعت حفنة من العصابات الصهيونية لاحتلال ما يُمكن احتلاله من أراضي فلسطين التاريخية، بقوة السلاح والقتل والتهجير في أشنع صوره الإجرامية، وما تلا ذلك من عمليات تهجير قسري ومذابح وحروب دموية ورفض إسرائيلي لأي جهد من شأنه أن يُؤسس لحل الدولتين، لأنَّ دولة الاحتلال في الأساس لا تُؤمن ولا تُريد أن تؤمن بهذا الحل، لأنها تعلم علم اليقين أنَّ قيام دولة فلسطينية مُستقلة وفق مُقررات الشرعية الدولية، يعني زوالها التدريجي بدون حروب أو معارك، من منطلق المُتغيرات على الأرض، لذلك تتعمد إسرائيل دائمًا أن تكبح أي فكرة أو جهد لبدء مفاوضات "الحل النهائي".

في المُقابل لا ترى إسرائيل أي مُستقبل لها إلّا من خلال القتل والإبادة، وتضخيم قوتها العسكرية والاستخباراتية، ولذلك تعتمد في كل مُواجهة مع المقاومة الباسلة أن تُمارس أشنع صور الإبادة، من خلال استهداف المدنيين العُزل، وهدم المنازل والأبنية على رؤوس ساكنيها، وإحداث أكبر قدر من الدمار، ما يُؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين بإصابات شديدة الخطورة، قد ينتهي بهم الحال مبتوري الأطراف أو يعانون من عاهات مستديمة في النظر أو السمع أو الحركة. يتعمّد الاحتلال اتباع سياسة الأرض المحروقة، كنوع من أنواع الفزّاعات، لإجبار المقاومة على الخضوع والاستسلام على أمل حماية المدنيين ووقف عداد الموت الذي يُحصي أعدادًا لا نهائية من الشهداء. لكن هيهات هيهات أن ترفع المقاومة الراية البيضاء، والشعب الفلسطيني الصامد لا يهاب الموت ولا يخشى آلة الحرب الغاشمة التي تُمارس الإبادة الجماعية بكل وحشية.

إسرائيل نمرٌ من ورق، وأوهن من بيت العنكبوت، وأشد جُبنًا وخوفًا من أن تخوض حربًا حقيقية مع المقاومة، لذلك أعلنت منذ البداية أن حربها ضد المدنيين العُزل الأبرياء في غزة وعموم فلسطين، تستهدفهم بالقنابل والذخيرة الأمريكية المُميتة، فتقصف بسلاح الجو كل بقعة في القطاع، وتنفذ عمليات قنص واعتقال بحق الفلسطينيين في القدس والضفة ونابلس وغيرها، لا تتورع عن ارتكاب الجريمة تلو الأخرى.. فمن المستشفى المعمداني إلى مذابح جباليا إلى محرقة الخيام في رفح، وغيرها الكثير والكثير، لم يتردد الاحتلال المُجرم في استهداف كل ما هو مدني وأعزل، لأنه جيش دنيء يضم بين صفوفه مجموعات من الساديين الذين يتلذذون بقتل الضعفاء من النساء والأطفال والشيوخ والعُزل، يبتهجون بتفجير المربعات السكنية بأعنف المتفجرات الأمريكية، يرقصون فرحًا بعد تسوية منطقة بأكملها بالأرض، يتغنون في حفلاتهم وتجمعاتهم الماجنة، بما يقع من قتلى بنيرانهم المتوحشة.

غير أنَّ الحقيقة التي يسعى دائمًا الاحتلال لدفنها، أنَّه كيان فاشل، يزعم أنه الأقوى في المنطقة وأنَّه الديمقراطية الوحيدة وأنه "الجيش الذي لا يُقهر"، اعتمادًا على ترويج الأكاذيب والدعايات المُلفقة، بينما الحقيقة الساطعة أنَّه كيان دموي مُستبد، وجيشه هو الجيش الوحيد في العالم الذي يخسر معاركه كل مرة ضد خصومه؛ إذ لم يُحقق هذا الجيش المُجرم أي انتصار عسكري فعلي، والذي يستتبعه تحقيق انتصار سياسي، فهو في هذا الجانب يحصل على صفر كبير. فقد لُقِنَ درسًا قاسيًا في حرب أكتوبر 1973، وأُجبِر على الانسحاب من سيناء المصرية، يجر ذيول الهزيمة المُرّة، وفي كل مُواجهاته مع المقاومة الباسلة؛ سواء في لبنان أو فلسطين، فجميع المواجهات مُنيت فيها إسرائيل بهزيمة نكراء، لم تستطع من خلالها تحقيق أي هدف سياسي أو استراتيجي. وقد تأكد لنا هذا الوهن الإسرائيلي في عدوانها الجاري على غزة الصمود والاستبسال. ولا أدل أيضًا على وهن هذا الكيان، من حالة الرعب الذي عاشتها إسرائيل مع تنفيذ إيران انتقامها بعد العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، وكيف أن أمريكا ودول أخرى ساندت إسرائيل على مدى أكثر من 5 ساعات لصد 110 صواريخ أرض أرض، و185 طائرة بدون طيار "المُسيّرات"، إلى جانب 36 صاروخ كروز.

الكيان الإسرائيلي يواصل الفشل الذريع، فشل عسكري في ظل ما يُعانيه في مستنقع غزة منذ نحو 8 أشهر، والكمائن التي تنصبها له المُقاومة وتقتل المئات في صفوفه، وفشله الذريع في تحقيق أي هدف؛ سواء ما يزعم أنه "القضاء على حماس" وتصفية قيادتها، أو استعادة الأسرى الذين لا يعلم أصلًا مكانهم، رغم أنَّ مساحة القطاع لا تتعدى 365 كيلومترًا مربعًا. هذا إلى جانب الفشل الاستخباراتي في توقع عملية "طوفان الأقصى" وما تكبده الاحتلال من خسائر بعد سيطرة المقاومة على معلومات نوعية خلال هجومها على مقرات جيش الاحتلال في المنطقة التي تسمى "غلاف غزة".

ويبقى القول.. إنَّ كيان دولة الاحتلال لن يدوم طويلًا، وهذا ما نؤكد عليه كثيرًا، ليس فقط لأنَّ ما بُني على باطل مصيره إلى زوال؛ بل لأنَّ مقومات البقاء تنعدم تمامًا مع هذا الكيان، وما انتصارات المقاومة الباسلة والسعي الأمريكي الحثيث لانتشال ربيبته إسرائيل من المأزق الوجودي التي وقعت فيه، ليس سوى انعكاس صادق لتحقق أسباب الزوال الحتمي لإسرائيل... والأيام المُقبلة ستشهد التدرج النهائي نحو الهاوية السحيقة التي لا رجعة منها!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شوارع غزة تنفض عن نفسها رماد الإبادة وتهتف للمقاومة

 

الثورة /وكالات

عند الساعة الثامنة والنصف صباح يوم التاسع عشر من يناير 2025، كان المشهد في قطاع غزة مغايراً، حيث عمت الاحتفالات والابتهاجات الشوارع ومخيمات النزوح مع دخول وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة حيز التنفيذ.
لكن هذه الاحتفالات عكرتها خروقات الاحتلال الإسرائيلي حتى بعد دخول وقت التهدئة سويعات في مناطق متفرقة من القطاع، أفضت إلى استشهاد 23 مواطناً وإصابة العشرات ممن كانوا يعدون الثواني للحظة انقشاع شبح الإبادة.
وتم رصد انطلاق العديد من المركبات في شوارع مدن قطاع غزة، مطلقين العنان لأبواقها احتفاء بوقف الإبادة، فيما علت تكبيرات مآذن المساجد بما في ذلك تلك المدمرة.
وشهدت غزة حالة ابتهاجات عارمة بصمود الشعب ومقاومته، في وجه أعتى حرب يشهدها العصر الحديث من قوة احتلال التف العالم حولها من أجل إبادة مليوني إنسان في جيب ساحلي ضيق. وخرجت مسيرات عفوية وسط هتافات داعمة للمقاومة، وإطلاق التحيات لكتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وأعاد الغزيون ترداد الشعار الذين لطالما تغنوا به في مواجهات سابقة مع الاحتلال، معلنين التفافهم حول الرجل الذي أعلن معركة طوفان الأقصى، “حط السيف قبال السيف كلنا رجال محمد ضيف”، ليقولوا بذلك عن وعي مطلق أنهم مع خيار المقاومة وإن عظمت التضحيات، وتكاثرت الجراح في جسد غزة المنهكة من الخذلان إلا من مقاومة في كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة الأخرى التي هتف المبتهجون باسمهم “تحيا كتائب عز الدين”.
كما شهدت شوارع القطاع المثقلة بالصواريخ الارتجاجية بحثا عن المقاومة أنفقاها، انتشار الآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية في قطاع غزة لضبط الحالة الأمنية في القطاع، بعد أشهر من الإبادة التي كان عناصر الأمن على رأس المستهدفين، بحثا عن حكم عشائري يدين بالولاء للاحتلال، غير أن تلك العشائر لم تعط الدنية في فلسطين ومقاومتها وأفشلت خطة الاحتلال تلك ودفعت ثمنها من دم مخاتيرها.
وفي مشهد يبدو معتادا لأهل غزة، غدا كل مواجهة مع الاحتلال، لم يلبث عناصر المقاومة طويلاً حتى خرجوا ممتشقين أسلحتهم يجوبون محمولين على المركبات شوارع المدن، وسط حالة من الالتحام الشعبي. كما أطلق مواطنون الرصاص والألعاب النارية بكثافة، ابتهاجاً بوقف حرب الإبادة، واحتفاء بنصر المقاومة وفشل إسرائيل بتحقيق أي من أهدافها المعلنة، وعلى رأسها القضاء على المقاومة.
وفي أزقة مخيمات النزوح المنتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة، شرع مواطنون بتوزيع الحلوى على الأطفال الذين أنهتكم الحرب نفسياً وأذاب الجوع شحوم أجسادهم الصغيرة، وكانوا أكثر من دفع ثمن الإبادة من دمائهم وأطرافهم، ليعلنوا بكل صراحة أن اليوم يوم عيد ولهم الحق في الاحتفال بكل الطرق رغم بشاعة وهول ما تعرضوا له.
وفي مشهد آخر، بدأ مواطنون بتفكيك خيامهم والتحرك إلى أماكن سكنهم، رافعين إشارات النصر وأعلام فلسطين فوق أنقاض الأحياء السكنية المدمرة، كما علت الأغاني الثورية من قلب مخيمات النزوح تعبيراً عن حالة الابتهاج والفرح، والتحدي، في مشهد ينبض عزة وفخارا.

مقالات مشابهة

  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها الاحتلال في غزة
  • شوارع غزة تنفض عن نفسها رماد الإبادة وتهتف للمقاومة
  • في رحلة العودة.. الغزاويون يحطمون أحلام العدو الإسرائيلي
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • شاهد | المقاومة الفلسطينية تنتزع حرية أسراها رغماً عن العدو الإسرائيلي
  • القسام تعرض مشاهد خاصة لتسليم دفعة ثالثة من أسرى إسرائيل
  • تعرّف على الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل في الدفعة الثالثة
  • أحمد موسى: المقاومة مستمرة ما دام الاحتلال الإسرائيلي بفلسطين.. فيديو
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • نصر عبده: ما عشناه في غزة يتكرر في جنين