حاتم الطائي
◄ قوة الاحتلال الإسرائيلي أكذوبة كبرى وأضخم عملية خداع في التاريخ
◄ القتل والإبادة والتهجير.. أسلحة الاحتلال لرسم "صورة نصر زائفة"
◄ كيان الاحتلال لن يدوم طويلًا لانعدام مقومات الاستقرار وتكرار الفشل الاستراتيجي
منذ أن انطلقت معركة "طوفان الأقصى" وما حققته من نصرٍ استراتيجي في ذلك اليوم المجيد، ونحن نُؤكد دائمًا على أنَّ الكيان الإسرائيلي الغاصب ليس سوى "نمر من ورق"، ففضلًا عن كونه قوة استعمارية تُجسِّد أحقر صور الإمبريالية الغربية المُعادية للإنسان وحقه في العيش الكريم دون هيمنة ممن تسمّي نفسها بـ"القوى العظمى"، فإنَّ هذا الكيان مُجرد كُتل مُتراصة من الأكاذيب والدعاية الفجّة السمجة لمفهوم القوة العسكرية أو الاستخباراتية، فالأولى لم تأتِ إلّا عبر تفعيل آلة القتل المتوحش بحق المدنيين في فلسطين التاريخية على مدى 75 عامًا، والثانية- أي القوة الاستخباراتية- نِتاج لأقذر عمليات الجاسوسية في العالم دون التحلّي بأي وازع من ضمير أو التزام بأقل قدر من المعايير الإنسانية.
وعلى مدى نحو 8 أشهر من جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لم يتوان الاحتلال الإسرائيلي عن مواصلة هذا الجرم المشهود؛ بل أفرط في غيه، واستباح كل شيء، تحت غطاء غير مسبوق من الولايات المتحدة، وتحت مرأى ومسمع من العالم أجمع ومنظماته الدولية، التي ما إن حاولت البدء في محاكمة الجُناة على جُرمهم، إلّا وتجد العوائق واحدًا تلو الآخر، سواء في صورة "فيتو" على قرارات مجلس الأمن بوقف الحرب الغاشمة على قطاع غزة، أو في صورة تهديد ووعيد للهيئات والمحاكم الدولية التي تنظر في جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
الاحتلال الإسرائيلي ليس سوى أكذوبة كبرى، وأضخم عملية خداع حدثت في تاريخ البشرية، منذ أن سعت حفنة من العصابات الصهيونية لاحتلال ما يُمكن احتلاله من أراضي فلسطين التاريخية، بقوة السلاح والقتل والتهجير في أشنع صوره الإجرامية، وما تلا ذلك من عمليات تهجير قسري ومذابح وحروب دموية ورفض إسرائيلي لأي جهد من شأنه أن يُؤسس لحل الدولتين، لأنَّ دولة الاحتلال في الأساس لا تُؤمن ولا تُريد أن تؤمن بهذا الحل، لأنها تعلم علم اليقين أنَّ قيام دولة فلسطينية مُستقلة وفق مُقررات الشرعية الدولية، يعني زوالها التدريجي بدون حروب أو معارك، من منطلق المُتغيرات على الأرض، لذلك تتعمد إسرائيل دائمًا أن تكبح أي فكرة أو جهد لبدء مفاوضات "الحل النهائي".
في المُقابل لا ترى إسرائيل أي مُستقبل لها إلّا من خلال القتل والإبادة، وتضخيم قوتها العسكرية والاستخباراتية، ولذلك تعتمد في كل مُواجهة مع المقاومة الباسلة أن تُمارس أشنع صور الإبادة، من خلال استهداف المدنيين العُزل، وهدم المنازل والأبنية على رؤوس ساكنيها، وإحداث أكبر قدر من الدمار، ما يُؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين بإصابات شديدة الخطورة، قد ينتهي بهم الحال مبتوري الأطراف أو يعانون من عاهات مستديمة في النظر أو السمع أو الحركة. يتعمّد الاحتلال اتباع سياسة الأرض المحروقة، كنوع من أنواع الفزّاعات، لإجبار المقاومة على الخضوع والاستسلام على أمل حماية المدنيين ووقف عداد الموت الذي يُحصي أعدادًا لا نهائية من الشهداء. لكن هيهات هيهات أن ترفع المقاومة الراية البيضاء، والشعب الفلسطيني الصامد لا يهاب الموت ولا يخشى آلة الحرب الغاشمة التي تُمارس الإبادة الجماعية بكل وحشية.
إسرائيل نمرٌ من ورق، وأوهن من بيت العنكبوت، وأشد جُبنًا وخوفًا من أن تخوض حربًا حقيقية مع المقاومة، لذلك أعلنت منذ البداية أن حربها ضد المدنيين العُزل الأبرياء في غزة وعموم فلسطين، تستهدفهم بالقنابل والذخيرة الأمريكية المُميتة، فتقصف بسلاح الجو كل بقعة في القطاع، وتنفذ عمليات قنص واعتقال بحق الفلسطينيين في القدس والضفة ونابلس وغيرها، لا تتورع عن ارتكاب الجريمة تلو الأخرى.. فمن المستشفى المعمداني إلى مذابح جباليا إلى محرقة الخيام في رفح، وغيرها الكثير والكثير، لم يتردد الاحتلال المُجرم في استهداف كل ما هو مدني وأعزل، لأنه جيش دنيء يضم بين صفوفه مجموعات من الساديين الذين يتلذذون بقتل الضعفاء من النساء والأطفال والشيوخ والعُزل، يبتهجون بتفجير المربعات السكنية بأعنف المتفجرات الأمريكية، يرقصون فرحًا بعد تسوية منطقة بأكملها بالأرض، يتغنون في حفلاتهم وتجمعاتهم الماجنة، بما يقع من قتلى بنيرانهم المتوحشة.
غير أنَّ الحقيقة التي يسعى دائمًا الاحتلال لدفنها، أنَّه كيان فاشل، يزعم أنه الأقوى في المنطقة وأنَّه الديمقراطية الوحيدة وأنه "الجيش الذي لا يُقهر"، اعتمادًا على ترويج الأكاذيب والدعايات المُلفقة، بينما الحقيقة الساطعة أنَّه كيان دموي مُستبد، وجيشه هو الجيش الوحيد في العالم الذي يخسر معاركه كل مرة ضد خصومه؛ إذ لم يُحقق هذا الجيش المُجرم أي انتصار عسكري فعلي، والذي يستتبعه تحقيق انتصار سياسي، فهو في هذا الجانب يحصل على صفر كبير. فقد لُقِنَ درسًا قاسيًا في حرب أكتوبر 1973، وأُجبِر على الانسحاب من سيناء المصرية، يجر ذيول الهزيمة المُرّة، وفي كل مُواجهاته مع المقاومة الباسلة؛ سواء في لبنان أو فلسطين، فجميع المواجهات مُنيت فيها إسرائيل بهزيمة نكراء، لم تستطع من خلالها تحقيق أي هدف سياسي أو استراتيجي. وقد تأكد لنا هذا الوهن الإسرائيلي في عدوانها الجاري على غزة الصمود والاستبسال. ولا أدل أيضًا على وهن هذا الكيان، من حالة الرعب الذي عاشتها إسرائيل مع تنفيذ إيران انتقامها بعد العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، وكيف أن أمريكا ودول أخرى ساندت إسرائيل على مدى أكثر من 5 ساعات لصد 110 صواريخ أرض أرض، و185 طائرة بدون طيار "المُسيّرات"، إلى جانب 36 صاروخ كروز.
الكيان الإسرائيلي يواصل الفشل الذريع، فشل عسكري في ظل ما يُعانيه في مستنقع غزة منذ نحو 8 أشهر، والكمائن التي تنصبها له المُقاومة وتقتل المئات في صفوفه، وفشله الذريع في تحقيق أي هدف؛ سواء ما يزعم أنه "القضاء على حماس" وتصفية قيادتها، أو استعادة الأسرى الذين لا يعلم أصلًا مكانهم، رغم أنَّ مساحة القطاع لا تتعدى 365 كيلومترًا مربعًا. هذا إلى جانب الفشل الاستخباراتي في توقع عملية "طوفان الأقصى" وما تكبده الاحتلال من خسائر بعد سيطرة المقاومة على معلومات نوعية خلال هجومها على مقرات جيش الاحتلال في المنطقة التي تسمى "غلاف غزة".
ويبقى القول.. إنَّ كيان دولة الاحتلال لن يدوم طويلًا، وهذا ما نؤكد عليه كثيرًا، ليس فقط لأنَّ ما بُني على باطل مصيره إلى زوال؛ بل لأنَّ مقومات البقاء تنعدم تمامًا مع هذا الكيان، وما انتصارات المقاومة الباسلة والسعي الأمريكي الحثيث لانتشال ربيبته إسرائيل من المأزق الوجودي التي وقعت فيه، ليس سوى انعكاس صادق لتحقق أسباب الزوال الحتمي لإسرائيل... والأيام المُقبلة ستشهد التدرج النهائي نحو الهاوية السحيقة التي لا رجعة منها!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ضُرِبت عليهم الذلّة.. الإسرائيليون منبوذون وغير آمنين داخل وخارج إسرائيل
◄ صواريخ المقاومة تنهال على المدن الإسرائيلية يوميا والملايين يفرّون للملاجئ
◄ اشتعال المدن الإسرائيلية بالمظاهرات المطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو
◄ خسائر مادية وعسكرية كبيرة بسبب حرب غزة والعدوان على لبنان
◄ السفير الإسرائيلي ببرلين: اليهود باتوا يخافون من السفر أو دخول المرحاض بمفردهم
◄ الرئيس الإسرائيلي: عدم عودة الأسرى يعني أننا فشلنا
◄ المقاومة اللبنانية تحقق رقما قياسيا في إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل خلال يوم واحد
◄ "حزب الله": بيروت يقابلها تل أبيب
◄ بوريل: لدي الحق في انتقاد الحكومة الإسرائيلية دون اتهامي بمعاداة السامية
الرؤية- غرفة الأخبار
يوما بعد يوم، تزداد عزلة إسرائيل عن المجتمع الدولي بسبب جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين، والعدوان الغاشم على الأراضي اللبنانية، كما أنه على المستوى الجماهيري باتت الشعوب غير مرحبة بالإسرائيليين أو بمؤيدي هذه الحرب، ليجد الإسرائيليون أنفسهم منبوذون من الشعوب، ومنعزلون عن العالم وغير آمنين في مدنهم أو حتى خارج إسرائيل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتكبد فيه إسرائيل خسائر مادية وعسكرية كبيرة بسبب هذه الحرب، وبالتزامن مع اشتعال المظاهرات في المدن الإسرائيلية للمطالبة بإسقاط الحكومة ووقف الحرب وإبرام صفقة لاستعادة الأسرى وإعادة المستوطنين إلى منازلهم.
وبالأمس حققت المقاومة اللبنانية رقما قياسيا في عدد الصواريخ التي أطلقتها باتجاه المدن الإسرائيلية وتل أبيب خلال يوم واحد. ووفقا لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد بلغ إجمالي عدد الصواريخ التي أطلقت الأحد 250 صاروخا.
ونشر حزب الله: "بيروت يقابلها تل أبيب"، في إشارة إلى أن الرد على الاستهداف الإسرئيلي للعاصمة بيروت سيقابله قصف لقلب تل أبيب.
ولقد اعتبر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ فشل إسرائيل في هذه الحرب لأنهم لم يستطيعوا استعادة الأسرى أو القضاء على المقاومة.
وقال: "حققنا إنجازات كبيرة في الحرب لكن كل يوم يمر دون عودة المحتجزين يعني أننا فشلنا".
ولقد جاء قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاع السابق يوآف جالانت، ليؤكد هذه العزلة، إذ إنه على 124 دول حول العالم إلقاء القبض عليهما في حال قدموا إليهم.
وأكد جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، السبت، أنه ليس بوسع حكومات الاتحاد الأوروبي التعامل بانتقائية مع أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية.
وقال بوريل: "في كل مرة يختلف فيها أحد مع سياسة حكومة إسرائيلية معينة، يتم اتهامه بمعاداة السامية.. لدي الحق في انتقاد قرارات الحكومة الإسرائيلية، سواء كانت لنتنياهو أو أي شخص آخر، من دون أن يتم اتهامي بمعاداة السامية. هذا غير مقبول. يكفي هذا".
كما أن السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا رون بروسور، قد وصف هذا الوضع قائلا: "اليهود في البلاد لا يشعرون بالأمان، داعيا السلطات الألمانية إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد ما وصفه "بمعاداة السامية في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف أن "المشكلة لا تقتصر على أجزاء من برلين فقط، مطالبا السلطات الألمانية باتخاذ مزيد من الإجراءات ضد معاداة السامية في جميع أنحاء البلاد، وليس فقط في أحياء معينة ببرلين".
وتابع السفير أن "اليهود يخافون من السفر بمفردهم على قطارات إس-بان أو يو-بان أو التحدث بالعبرية على هواتفهم المحمولة"، في إشارة إلى القطارات الإقليمية المحلية ومترو الأنفاق.
وأضاف بروسور "أخبرني الطلاب اليهود أنهم لا يذهبون إلى المرحاض في الجامعة إلا مع أحد الزملاء". وذكر أن هذا لا ينبغي اعتباره وضعا طبيعيا، مضيفا "الدولة بأكملها عليها مسؤولية هنا".
وعلى سبيل المثال، فإن الاشتباكات التي وقعت بين متضامنين مع القضية الفلسطينية ومشجعي أحد الأندية الإسرائيلية عقب مباراة في أمستردام، تؤكد أن الإسرائيليين منبوذون من الجميع وغير مرحب بهم خاصة على المستوى الشعبي والجماهيري.