الصراعات القائمة بين البشر على مر التاريخ صراعات سياسية وتوسعية باسم الدين
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
#الصراعات القائمة بين #البشر على مر #التاريخ #صراعات #سياسية وتوسعية باسم الدين
بقلم : المهندس محمود ” محمد خير” عبيد
اذا ما تتبعنا تاريخ الصراعات البشرية و الإنسانية على مر التاريخ نجد ان هذه الصراعات في جلها صراعات قائمة باسم الدين في الظاهر و لكن في باطنها نجد ان أسبابها صراعات سياسية و توسعية من اجل الانقضاض على موارد المناطق التي يتطلع الطامعين الى احتلالها و التمتع بثرواتها او الاستفادة من حضارتها و استثمار مواردها البشرية و المعرفة و العلم الذي يتمتعون به أبناء هذه المناطق فالصراعات و الحروب و الفتوحات و التوسعات لم يكن لها في يوم علاقة بالدين لا من قريب او بعيد, فالله ارسل الرسل و الأنبياء من اجل الأيمان به وحده كخالق لهذا الكون و من عليه و من اجل تدعيم أواصر المحبة و السلام و التسامح في هذا الكون و قبول كل انسان للأخر بأيمانه و معتقداته, فالرسل بعثت و الكتب انزلت و الأديان اتبعت من اجل تصحيح مسار البشر في كل مرحلة من مراحل الحياة على هذه الأرض, فكافة الأديان هدفها واحد و هو عبادة الله و الأيمان به و توجيه بني البشر الى حياة المحبة و التسامح.
ان الكنيس بيت الله و الكنيسة بيت الله و المسجد بيت الله و كل له حرمته مهما اختلفت المسميات و كل منا له طريقته في عبادة رب العزة كما وصلت اليه من اباءه و اجداده فما يضمن لي ان اتباع موسى او اتباع عيسى او اتباع محمد طريقتهم الصحيحة بعد 3500 عام و 2020 عام و 1440 عام، ما يسوقني الى اي طريقة هي فطرتي التي فطرني الله عليها و ايماني بوحدانية الله الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد و جميع الطرق التي تقربني الى الله اؤمن بها و هي جزء من التركيب الروحاني و العقلاني لأي دين او اي رسالة . متى ستنار عقولنا بالمعرفة و المحبة و السلام و التسامح و قبول الأخر بغض النظر عن مسمى دينه او الرسول الذي نؤمن به او المكان الذي نعبد الله فيه فجميع الأنبياء و الرسل اصطفاهم الله ليكونوا رسله للبشرية و لم يصطفيهم او يزكيهم من اجل ان نعبدهم او نبجلهم او نزكيهم على الله حتى اصبحنا ننتظر شفاعتهم لنا قبل ان نسال شفاعة و رضا رب العزة و اوصلناهم الى مرحلة الالوهية بعاداتنا و تقاليدنا و هذا ليس محصور بدين او مذهب او عقيدة او شرع فجميع اتباع الديانات اوصلوا رسلهم الى هذه المرحلة كل بطريقته, كما لو عدنا الى الجاهلية مرة اخرى و لكن جاهليتنا ان وضعنا الرسل هم الواسطة بيننا و بين من خلقنا هو الذي لا يحتاج الى واسطة للتواصل معه سوى دعوة من قلب مؤمن بوحدانيته و بقدرته على الإجابة و صلاة مخلصة مجردة من أي شوائب. كفانا تعصبا” لأفكار بالية مدمرة تزيدنا فرقة و تشرذما” من اجل سلطة زائلة او دعما” لأهداف اناس لن يزيدونا الا تعصبا” و كراهية و لنعود الى فطرتنا التي فطرنا الله عليها فعندما خلقنا الله خلقنا انقياء اتقياء و اخرجنا من ارحام امهاتنا لنعود الى الأيمان بالله الواحد و العمل على نشر تعاليمه التي بعث بها رسله جميعا” و لا نزكي رسول على رسول او نبي على نبي والتي ارادها لنا المبنية على المحبة و العدل و السلام فلنامن اننا هنا على هذه الأرض في رحلة ستنتهي في اي وقت و سوف نغادر قطار الدنيا لننتقل الى الدنيا الأبدية التي سوف نكون بها جميعا” تحت عرش الرحمن صاحب السلطة الوحيدة و الأبدية الذي لا اله الا هو و الذي سنعبده بغض النظر عن ديننا و رسلنا و مذهبنا و عرقنا و مبادئنا و حاكمنا على الأرض. الرسل جمعاء و الأنبياء بعثت من اجل إيصال الانسان الى الكمال و السعادة الأبدية و للدعوة الى المحبة و السلام و العدل و التسامح و قبول الأخر، هذا هو الهدف الذي خلق الله تعالى من أجله الإنسان، فان حكمة الباري تعالى اقتضت بخلق الظروف المناسبة لوصول الإنسان إلى الكمال اذا ما استخدم عقله و فطرته بالشكل الصحيح، بل إلى ذروته و قمة انسانيته و عطاءه.
ان الهدف من إرسال الرسل وبعث الأنبياء والكتب هو إقامة العدل الإلهي على الأرض. يقول تعالى في الآية 25 من سورة الحديد :
“لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز”
أن الهدف الذي من أجله أرسل الله الرسل جميعا هو تحقيق العدل الإلهي (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) من هذا المنطلق نجد ان البشرية جمعاء بغض النظر عن الدين او الرسول او المذهب او العقيدة ودون استثناء لابد أن يكون لها دور كبير في قيام دولة العدل الإلهي على الأرض، حيث ان نهضة الأرض ومن عليها من بشر لن تنهض ولن تنتفض على قهر السلطة وقمعها وتجبرها التي شاعت في الأرض فسادا” منذ ان خلق الله الأرض ومن عليها الا بنبذ الفرقة والعنصرية والتعصب الديني والمذهبي والعرقي. أن العدل الإلهي لا بد أنه سيتحقق على الأرض ان اجلا” ام لاحقا” لأن عشق العدل وتحقيقه من الفطرة بل هو لفظ جامع لكل أنواع الخير ولذلك كان هو الهدف من بعثة الرسل جميعا
أن الله عز وجل أرسل الرسل لقيادة الأمم وأنزل معهم المنهج الكامل من خلال الكتب التي انزلها على رسله” التوراة، الأنجيل والقران” والميزان. فلنترك الوصاية والحكم على البشر وتكفيرهم وانكار افعالهم لرب البشر فمن لم يعطي الوصاية لرسله على البشر وانبيائه لن يعطيها لعامة البشر من اجل ان يكفروا ويتحكموا بالناس بتكفيرهم فاذا ما كان البعض كافرين باعينكم فأنتم كافرين باعينهم و ربما يكونوا خير البشر باعين رب البشر. كل له مقياسه و اذا ما اردتم اصلاح الكون اصلحو انفسكم اولا و عقولكم البالية و موروثكم الهريء, قوموه بالوحدة و التكافل و المحبة و التسامح مع كافة الآديان و العقائد و المذاهب توحدوا على الآيمان بوحدانية الخالق و ربوبيته و احترام كافة الرسل و الديانات و المذاهب و لندع الخلق للخالق و كفاكم هرولة خلف زبانية العصور من و رجال الدين المنافقين الذين يدعون للفرقة و العصبية و النفاق باسم الله و الله بريء منهم و هم من يدعون الى الكره و لتنتصر فطرتنا البريئة النظيفة النقية التي خلقنا الله عليها و شكلنا على المحبة و التسامح و السلام قبل ان تشكلنا مجتمعاتنا و محيطنا بالشكل الذي يضمن لهم ديمومتهم من خلال محاربة الأخر و كرهه لدينه او عرقه او عقيدته او جنسه. لست صاحب ولاية وليس لي ان احكم على الناس ولكن لو كانت لي الولاية لجعلت وقود جهنم رجال الدين و زبانيتها على مر العصور الذين افسدوا الأرض و اهدروا دماء البشر باسم الله و الله بريء منهم و من افعالهم و فرقوا البشرية بفتاويهم و بث روح الفرقة و اهدار دم بني البشر لمن خالفهم في دينهم او مذهبهم او عقيدتهم انتصارا” لنزعاتهم الشخصية و سلطانهم. عافانا الله وعافاكم من زبانية الأرض من رجال دين ينكرون السلام على هذه الأرض و المحبة و ينكرون رسالات رب العالمين و يزكون الأنبياء و الرسل على خالقهم. فلنتفكر ايها المتفكرون و لنستيقظ من غفوتنا كفاكم تأليها لرجال دينكم الذين ما هم الا شرذمة من المنافقين، المخادعين و لتعملوا على اتباع فطرتكم التي فطركم الله عليها و استخدام عقولكم التي انعم الله بها عليكم، انتصروا لله و لخلقه جميعا” قبل ان تنتصروا لدين او مذهب او عقيدة او رسول او نبي او شيخ او من يسمون بعلماء الدين( رجال علم) او رجل دين او فكر. نريد لهذه الأرض السلام و المحبة و التسامح و قبول الأخر و احترامه. ولنتذكر تبدأ الحياة عندما نزيح الأنا الخاصة بنا و نفسح المجال لمحبة الأخرين.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: البشر التاريخ صراعات سياسية المحبة و السلام على هذه الأرض باسم الدین على السلطة رجال الدین الله علیها على الأرض من اجل ان منذ ان ما کان على مر
إقرأ أيضاً:
تحركات غامضة: الصراعات السرية على رئاسة البرلمان
28 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: تشهد الساحة السياسية العراقية صراعاً متجدداً حول منصب رئيس البرلمان، حيث تتكثف الجهود السياسية لحسم هذا الملف في ظل ضغوط متزايدة من الداخل والخارج بهدف إنهاء حالة الجمود التي تعرقل استكمال تشكيل الهيئات الدستورية في البلاد.
و تتوزع التحركات الحالية بين مشاورات سياسية تهدف إلى التوصل إلى توافق يرضي الأطراف المعنية، وتتخللها لقاءات واجتماعات متعددة بين القوى الرئيسية في الساحة السياسية العراقية فيما يسعى اللاعبون الرئيسيون إلى تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول توافقية لضمان انتخاب رئيس جديد للبرلمان يعزز من استقرار المؤسسات السياسية، خاصة في ظل الأزمة التي أدت إلى حالة انسداد سياسي وتعطل عملية اتخاذ القرارات الحاسمة.
و تحليل التحركات الأخيرة يكشف عن دور رئيسي لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذي أبدى حرصه على جمع القوى السنية إلى طاولة واحدة.
تحركات المالكي تهدف إلى إزالة الخلافات بين الأطراف المختلفة، ولا سيما بين حزب “تقدم” بزعامة هيبت الحلبوسي والتحالفات السنية الأخرى.
وهذا الدور يعكس محاولته للبقاء كعنصر محوري في صياغة الحلول السياسية، مع تعاظم الضغط على الأطراف السنية لتقديم مرشح توافقي لرئاسة البرلمان.
في هذا السياق، يبدو أن حزب “تقدم” ما زال متمسكاً بترشيح أحد أعضائه، وهو ما قوبل بمقاومة من تحالفات سنية أخرى كالعزم والحزم والمبادرة، حيث يفضلون النائب سالم العيساوي للمنصب.
والخلافات تعكس حالة من الشقاق الداخلي داخل البيت السني، وهو ما يزيد من تعقيد مشهد انتخاب رئيس البرلمان الجديد ويجعل التوصل إلى حل وسط أمراً بعيد المنال.
من جهة أخرى، يرى رئيس كتلة تصميم النائب عامر الفايز أن الملف معقد بسبب الخلافات الشديدة بين القوى السنية، مشيراً إلى أن تلك الخلافات تسببت في توقف التدخلات من بقية القوى السياسية، فيما المواقف تشير إلى أن الحلول المقترحة لم تحظ بقبول واسع، مما جعل الملف أكثر تعقيداً وأدى إلى تأجيل حسمه، وهذا يعكس مستوى التحديات التي تواجه الأطراف المختلفة في سعيها للتوصل إلى اتفاق.
رئيس البرلمان المقال، محمد الحلبوسي، يبدو أنه لا يزال عنصراً معرقلاً للتوصل إلى اتفاق، مما أدى إلى وصول التفاهمات إلى طريق مسدود، خاصة في ظل الدعم الذي يقدمه الحلبوسي لاستمرار جلسات البرلمان تحت إدارة نائبه الأول.
والصراع حول رئاسة البرلمان يعكس أزمات أوسع تواجه النظام السياسي في العراق، حيث تتداخل المصالح الشخصية مع التحديات الوطنية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts