الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات جديدة على أفراد في السودان
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
قالت الدكتورة أنيت ويبر، المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي، إن 24 % من سكان السودان دخلوا مرحلة المجاعة، محذرة من أن البلاد ستنزلق إلى سيناريو سوري إذا لم تستأنف مفاوضات السلام.
وكشفت ويبر، في حوار للشرق الأوسط، أن الاتحاد الأوروبي يعد حاليا مجموعة جديدة من العقوبات ضد أفراد سودانيين، بعد أن كان قد فرض عقوبات على بعض أطراف النزاع العام الماضي.
وأكد مبعوث الاتحاد الأوروبي أن منهاج جدة لمحادثات السلام السودانية هو المنصة الرئيسية لجميع الجهود الجارية، داعيا إلى الاستئناف الفوري لهذه الاجتماعات.
منهاج جدة لمحادثات السلام السودانيةوقالت إن العودة إلى محادثات جدة بين الأطراف السودانية أصبحت الآن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، وأنه إذا لم يتم إطلاق المحادثات في أسرع وقت ممكن، "أعتقد أننا لن نصل إلى أي مكان. أنا أقل تفاؤلا".
الأطراف السودانيةوأضافت أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبا، فقد تنجر البلاد إلى حرب أهلية، مشيرة إلى أن "المنطقة بأكملها ستعاني".
وتحدث الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي عن "حزمة جديدة" من العقوبات التي ستطال الأفراد خلال الفترة المقبلة نتيجة الانتهاكات المستمرة وجرائم الحرب.
الحزمة الثانية التي نعمل عليها الآن ستطال الأفرادوفي هذا الصدد، قالت إن المجموعة الأولى من العقوبات العام الماضي كانت ضد بعض الأطراف التي تمول الحرب في السودان وتساهم في إطالة أمدها "الحزمة الثانية التي نعمل عليها الآن ستطال الأفراد".
وأعربت المبعوثة الأوروبية إلى القرن الأفريقي، عن أملها في أن تنجح الاجتماعات المختلفة للأطراف السودانية في إجراء الحوار وإنهاء الحرب.
وتعليقا على بعض الاتهامات من قبل الأطراف السودانية بأن الاتحاد الأوروبي يتخذ موقفا منحازا في الأزمة.
حماية الشعب السودانيقالت: "نحن بحاجة إلى حماية الشعب السوداني" ، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي لا يقف مع أي من الأطراف نود دعم السودان والحكومة الانتقالية المدنية".
الحروب الأهليةوحذرت إيبر، أنه إذا لم يتم التوصل إلي اتفاق قريبا، فقد تنجر البلاد إلي حرب أهلية، مشيرة إلي أن المنطقة بأكملها ستعاني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القرن الأفريقي للاتحاد الأوروبي الأوروبي السلام السودانية السودان الاتحاد الأوروبی إذا لم
إقرأ أيضاً:
السودان: الأمل الضائع في مواجهة الأزمات المستمرة والحروب المتجددة
بقلم: د. إبراهيم عمر(صاروخ)
منذ الاستقلال، واجه السودان سلسلة من الأزمات السياسية المتلاحقة والحروب الداخلية المستمرة، مما أعاق قدراته على تحقيق الاستقرار والنمو والتنمية. شهدت الأوضاع السياسية والأمنية تقلبات كبيرة، ما بين انقلابات عسكرية وثورات شعبية وحروب أهلية وقبلية. أدت هذه الأزمات والمشكلات إلى استمرار حالة دائمة من التشظي السياسي، وتفتيت النسيج الاجتماعي، والاستقطاب الإثني والجهوي، مما حال دون تحقيق الوحدة القومية والتكامل السياسي.
رغم الجهود المضنية والمتكررة للوصول إلى تسوية سياسية سلمية، وجد السودان نفسه في دوامة جديدة من الحروب الدموية والصراعات المميتة والفوضى العارمة. وفي ظل الأحداث المأساوية والمتسارعة، تزايدت المخاوف لدى السودانيين من مستقبل قاتم وغير آمن. يتجلى ذلك بشكل خاص مع إصرار مليشيا الدعم السريع والأطراف المتحالفة معها على تشكيل حكومة موازية. في المقابل، تصر القيادة العسكرية والمجموعات المتحالفة معها على أن لا مجال لوقف الحرب أو إجراء أي حوار بشأن الأزمة الجارية إلا بتحقيق النصر على الخصم أو الاستسلام.
هذا التموضع والتمترس يشيران إلى أن هدف طرفي الحرب هو تحقيق مكاسب خاصة بعيداً عن مصلحة الوطن والمواطن، مما يزيد من معاناة الشعب السوداني ويهدد وحدة البلاد ومصيرها. إن الإصرار على استمرار الحرب بلا هوادة يطرح تساؤلات ملحة حول كيفية الخروج من هذه الأزمة المركبة والنفق المظلم. فمن الواضح أن استمرار هذه الحرب الكارثية سيهدد مستقبل كيان الدولة السودانية وشعبه.
تحت وطأة هذا التعنت واللامبالاة، يتعرض المواطنون يومياً لانتهاكات جسيمة في حقوقهم بالنهب والسلب، بما في ذلك القتل الممنهج والدمار الشامل. للخروج من هذه الورطة، يتطلب الوضع تفكيراً جاداً مدعوماً بإرادة وطنية حقيقية لإيجاد حلول جذرية ودائمة للأزمة القائمة. إن العمل من أجل إنهاء الحرب يحتاج إلى أكثر من مجرد اتفاقات وتحالفات مرحلية وسطحية غير المجدية؛ بل يستوجب الأمر تقديم تنازلات من أجل مصلحة البلاد وشعبها.
من حق الشعب السوداني أن يعيش حياة مطمئنة وآمنة وكريمة، خالية من العنف والتنكيل والقتل والدمار. لتحقيق هذا الهدف، يجب على جميع فئات الشعب على مختلف توجهاتهم أن تتكاتف وتضع مصلحة الوطن فوق أي مصالح شخصية، حزبية، طائفية، قبلية وجهوية. إن الوضع الراهن لا يحتمل التأخير، بل يتطلب تحركاً عاجلاً وعملاً دؤوبا وجاداً للوصول إلى سلام شامل ومستدام ينهي مسلسل الحروب ومعاناتها.
رغم الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة الماثلة أمام الجميع، يبقى الأمل قائماً في الوصول إلى السلام الشامل المستدام. ولكن هذا الأمل يتطلب دفع جهوداً مشتركة وتنازلات وحواراً مستمراً لتجاوز هذه المراحل الحرجة من تاريخ بلادنا الحبيبة. إن المستقبل الأفضل الذي يتمناه الجميع يتطلب من الجميع تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية والإنسانية والمساهمة الفعالة من أجل أن يكون السودان حراً، مستقراً، مزدهراً وموحداً أرضاً وشعباً.
ibrahimsarokh@gmail.com