في حين شهدت الأشهر الأخيرة انتعاشا في قطاع التكنولوجيا في إسرائيل، مع عمليات استحواذ وجولات استثمار ملحوظة، يحذر خبراء في القطاع من أن هذا الانتعاش قد يكون محفوفا بالمخاطر وغير مستدام على المدى الطويل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة غلوبس الإسرائيلية.

ومنذ بداية العام 2024، تم الاستحواذ على 11 شركة إسرائيلية بمبلغ إجمالي قدره 2.

1 مليار دولار، يأتي جزء كبير منها من قطاع الأمن السيبراني، وفقا لصحيفة غلوبس.

ورغم أن هذه الصفقات تعد رفيعة المستوى، فقد رأت "غلوبس" أن الصورة العامة لا تزال مختلطة.

ومن المتوقع أن يتراوح إجمالي الاستثمار في قطاع التكنولوجيا في إسرائيل بين 2.5 و3 مليارات دولار للربع الثاني من عام 2024، بزيادة عن المتوسط ​​الفصلي للعام الماضي البالغ 1.7 مليار دولار. ومع ذلك، فإن هذا التحسن يخفي تحديات كامنة على ما ذكرته غلوبس.

تركز رأس المال والتفاوتات الاقتصادية

وتذكر غلوبس أنه من بين المخاوف الكبيرة تركز رأس المال بين قلة مختارة، مما قد يؤدي إلى تشويه المشهد العام لقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي. حيث جمعت 4 شركات وحدها -ويكا وسيرا وإيسلاند وويز- مجتمعة 1.6 مليار دولار في الأشهر الأخيرة.

ويقول أوري غاباي، الرئيس التنفيذي لمنظمة "رايز إسرائيل"، إنه رغم أن هذه الأرقام مشجعة، فإنها تمثل توزيعا منحرفا للأموال.

ويشير غاباي في حديث مع غلوبس إلى أن غالبية شركات التكنولوجيا، التي لا تنتمي إلى هذه المجموعة النخبوية، تمكنت من جمع 600 مليون دولار فقط مجتمعة.

 شكوك بشأن استدامة التعافي

وتشير المنصة إلى أن شكوكا في تعافي قطاع التكنولوجيا ما زالت مخيمة على الأجواء بسبب اعتمادها على عدد قليل من جولات التمويل وعمليات الاستحواذ الكبيرة، التي قد لا تكون مؤشرا على صحة القطاع الأوسع.

ووفقا لمنظمة "رايز إسرائيل" فإن قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي ليس محصنا ضد الضغوط الاقتصادية العالمية. ولا تزال الاستثمارات في شركات التكنولوجيا الخاصة على مستوى العالم منخفضة، حيث تشهد إسرائيل انخفاضا حادا مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا على ما ذكرت المنظمة.

وفقا لمنظمة "رايز إسرائيل" فإن قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي ليس محصنا ضد الضغوط الاقتصادية العالمية (شترستوك)

وترجع المنظمة ذلك جزئيا إلى الاستثمارات الضخمة المطلوبة لثورة الذكاء الاصطناعي، والتي حولت رأس المال نحو عمالقة التكنولوجيا الكبار وبعيدا عن الشركات الناشئة التي لا تشارك بشكل مباشر في الذكاء الاصطناعي.

اقتصاد مزدوج

وفي رأي غاباي فإن قطاع التكنولوجيا في إسرائيل ينقسم إلى اقتصادين متميزين: أحدهما يضم "نجوم الصناعة" الذين يجذبون استثمارات كبيرة واهتماما إعلاميا، والآخر يتكون من جميع الشركات الأخرى التي تتنافس على مجموعة متقلصة من الأموال المتاحة على ما قال لغلوبس. وقد يؤدي هذا التقسيم إلى زيادة نقاط الضعف، خاصة بالنسبة للشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة الحجم.

ويتوخى خبراء مثل أساف هوريس من "فينتاج إنفستمنت بارتنرز" والدكتور أساف باتير من منظمة رايز الحذر بشأن المسار الحالي للقطاع.

ويحذرون -وفقا لغلوبس- من أنه في حين تظهر بعض الشركات نموا قويا، فإن العديد من الشركات الأخرى تواجه مستقبلا غامضا، خاصة مع بدء تضاؤل ​​التمويل السابق.

أرقام عن القطاع

وتراجعت صادرات قطاع التكنولوجيا في إسرائيل 7.8% خلال الربع الأخير من السنة الماضية، مع إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى إلى 4.1 مليارات شيكل (مليار و100 مليون دولار)، وفق بيانات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي الصادرة.

وبعد أن كانت تلقب بأرض التكنولوجيا الناشئة، تشهد إسرائيل نفورا من أحد أهم أصناف المستثمرين الأجانب، الذين يلقبون بـ"المستثمرين الملائكيين".

وعلى مدى 30 عاما، عززت إسرائيل مكانتها عاصمة عالمية للشركات الناشئة، خاصة في القطاع التكنولوجي، وأصبحت وجهة للباحثين عن العالمية، لكنه واقع تغير بسرعة في 2023 وفق مؤشر "المستثمرين الملائكيين".

ومؤشر "المستثمرين الملائكيين" هو مقياس على جاذبية الدولة في صناعة الشركة الناشئة، ويظهر عدد المستثمرين الذي يضخون من مالهم الخاص في شركات ناشئة في قطاعات حيوية، بصدارة التكنولوجيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قطاع التکنولوجیا فی إسرائیل فی قطاع

إقرأ أيضاً:

بلدية غزة تحذر من أزمة عطش كبرى حال قطعت إسرائيل خط المياه الرئيسي

غزة – حذرت بلدية غزة، الأحد، من أزمة مياه حادة قد تؤدي إلى حالة عطش كبيرة في المدينة، نتيجة استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود، وتهديدها بوقف خط مياه يغذي المدينة بنحو 70 في المئة من احتياجاتها اليومية.

وقالت البلدية في بيان، إن “خط مكروت يغذي المدينة بنحو 70 في المئة وفي حال توقف وصول المياه من هذا الخط قد يؤدي لحالة عطش كبيرة في المدينة ويهدد الحياة الإنسانية فيها ويؤدي إلى تدهور الصحة العامة وانتشار الامراض”.

و​تُعَدُّ شركة المياه الإسرائيلية “ميكروت” أحد المصادر الرئيسية التي تغذي قطاع غزة بالمياه، حيث يخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، مما يجعله أداة ضغط على القطاع. ​

ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار مطلع مارس/آذار الجاري، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها.

وأدى إغلاق المعابر وقرار إسرائيل بقطع الكهرباء عن قطاع غزة إلى توقف محطات المياه والصرف الصحي عن العمل، مما زاد من تعقيد الأوضاع الإنسانية. ​

وهدد مسؤولون إسرائيليون أكثر من مرة بقطع الكهرباء والمياه عن قطاع غزة للضغط على حركة حماس.

وفي 4 مارس الجاري قال عومري دوستري المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة غير مستبعد “باعتباره وسيلة للضغط على حركة الفصائل الفلسطينية.

وفي 9 مارس الجاري أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، قرر وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء “فورا”.

وأكدت بلدية غزة، أن استمرار منع دخول مصادر الطاقة والوقود اللازمة لتشغيل المرافق الأساسية قد يؤدي إلى شلل كبير في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية والصحية في المدينة.

ودعت البلدية المنظمات الأممية إلى التدخل العاجل و”الضغط على الاحتلال لاحترام القوانين والمواثيق الدولية، وتوفير مصادر الطاقة والمياه دون أي عوائق”، وفق البيان.​

والأربعاء قال اتحاد بلديات قطاع غزة، في بيان، إن “هناك حاجة ملحة لتوفير إمدادات كافية ودائمة من المياه والكهرباء، خاصة بعد تعطيل محطة تحلية المياه المركزية نتيجة قطع الاحتلال الإسرائيلي للكهرباء عنها، مما يهدد حياة الفلسطينيين ويعمق الأزمات الصحية والبيئية”.

يذكر أن أزمة المياه في غزة ليست وليدة اللحظة، بل تفاقمت بشكل مأساوي بعد القصف الإسرائيلي الذي دمر البنية التحتية والمرافق الأساسية خلال حرب الإبادة، ما جعل الحصول على المياه النظيفة حلما بعيد المنال لكثير من العائلات.

ومع استمرار الحصار الإسرائيلي يجد الفلسطينيون أنفسهم في شهر رمضان أمام موجة قاسية مع العطش والجوع والفقر، في ظل حالتهم المأساوية داخل الخيام وأماكن اللجوء بعد تدمير إسرائيل منازلهم وبنيتهم التحتية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

 

الأناضول

Previous سوريا.. منحة مالية بمناسبة عيد الفطر Related Posts وزير الخارجية المصري: نعمل على حشد الدعم الدولي لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة عربي 16 مارس، 2025 بعد صنعاء.. ضربة جديدة تستهدف صعدة شمالي اليمن عربي 16 مارس، 2025 أحدث المقالات بلدية غزة تحذر من أزمة عطش كبرى حال قطعت إسرائيل خط المياه الرئيسي سوريا.. منحة مالية بمناسبة عيد الفطر وزير الخارجية المصري: نعمل على حشد الدعم الدولي لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة بعد صنعاء.. ضربة جديدة تستهدف صعدة شمالي اليمن عون: لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من الحرب دون تطبيق القرارات الدولية

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترسل وفداً إلى القاهرة لبحث التهدئة في غزة
  • مزارع البرتقال في العُلا.. انتعاش موسم الحصاد بالتزامن مع رمضان
  • بلدية غزة تحذر من أزمة عطش كبرى حال قطعت إسرائيل خط المياه الرئيسي
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • إذا تعثر اتفاق الرهائن..إسرائيل تستعد لاستئناف الهجمات على قطاع غزة
  • صحيفة: حماس فاجأت إسرائيل والوسطاء بشرط جديد في مفاوضات غزة
  • حماس تعتبر أن "الكرة في ملعب إسرائيل" بشأن الهدنة في غزة
  • تعاون ليبي-بيلاروسي لتعزيز التكنولوجيا في قطاع النفط والطاقة
  • خبراء أمميون يتهمون إسرائيل باستخدام "العنف الجنسي والمنهجي" في غزة
  • كارثة غذائية تلوح في الأفق.. ثلث إنتاج العالم مهدد بالضياع!