موجة جديدة من القتال المكثف تشعل جبهة دارفور في السودان
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
تجدّدت الاشتباكات العنيفة بين الأطراف المتحاربة، يوم السبت، في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، وسط قصف مدفعي كثيف، في حين تواصلت موجات النزوح من المدينة بأعداد كبيرة.
وأفاد شهود عيان بأن «قوات الدعم السريع» بادرت، صباح السبت، بشنّ هجمات مكثفة على المناطق الشرقية الجنوبية للمدينة، قائلين: «شاهدنا تصاعد النيران وأعمدة الدخان في الأحياء الجنوبية من الفاشر».
وكان الطيران الحربي للجيش قد نفّذ، في وقت مبكر من يوم السبت، غارة جوية على «قوات الدعم السريع» التي تتمركز في الأحياء الشرقية من المدينة. وبحسب منصات تابعة لـ«الدعم السريع» فإن قواتها توغلت إلى داخل حي الوحدة، بعد مواجهات عنيفة مع القوات المشتركة، التي قالت بدورها إنها صدّت هجوماً من 3 محاور.
وتشير بعض الإحصاءات إلى مقتل وإصابة أكثر من 800 شخص في صفوف المدنيين؛ بسبب القتال المستمر الذي دخل أسبوعه الرابع. وأدانت وزارة الصحة في حكومة إقليم دارفور القصف المدفعي الذي شنّته «قوات الدعم السريع» يوم الجمعة، وأدى إلى إصابات متفاوتة وسط النساء والأطفال. كما تعرّض المستشفى الوحيد الذي يقدم الخدمة العلاجية لآلاف الأشخاص، بمَن فيهم جرحى العمليات العسكرية، لأضرار جسيمة جراء القذائف العشوائية.
وكان الهدوء قد عاد إلى مدينة الفاشر في اليومين الماضيين بعد أن تراجعت وتيرة المعارك البرية، حيث بات الجيش و«قوات الدعم السريع» يعتمدان على تبادل الضربات المدفعية. وقال أحد السكان إن شبكات الاتصالات والإنترنت غير متوفرة في معظم أنحاء الفاشر مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي.
اليونيسيف تحذر
بدورها قالت منظمة «اليونيسيف» إن تدهور الوضع الأمني والنزاع العنيف في الفاشر وما حولها، أديا إلى ازدياد كبير في نزوح السكان المدنيين من المنطقة. وأوضحت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، أن الخدمات الأساسية مثل المياه والرعاية الصحية معرضة لخطر التعطيل.
وقالت إن النزاع على خزان قولو، الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه لنحو 270 ألف شخص في المدينة، يعرضه لخطر كبير بـ«التلف والتدمير»، وسيؤدي إلى انقطاع المياه الآمنة والكافية عن العائلات والأطفال وزيادة خطر الأمراض المنقولة عبر المياه في منطقة تعاني من الحرب.
وأضافت: «تدعو يونيسيف الأطراف جميعها إلى إنهاء الهجمات على البنية التحتية المدنية الحيوية أو بالقرب منها، ويشمل ذلك شبكات ومرافق المياه والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس». وحضّت المسؤولة الأممية على ضمان استدامة خدمات المياه بتوفير الوصول الآمن وغير المقيد للموظفين في تلك المرافق، بما في ذلك خزان قولو. وكانت القوة المشتركة للحركات المسلحة قد استعادت السيطرة على الخزان بعد هجوم من «قوات الدعم السريع» وإغلاقها الخطوط الرئيسية المؤدية إلى شبكات المياه الداخلية في الأحياء السكنية.
نزوح ومساعدات
وشهدت الفاشر خلال الأيام القليلة الماضية نزوح نحو 40 ألفاً من السكان إلى مناطق آمنة نسبياً داخل الولاية. وقال شهود إن موجات النزوح من مدينة الفاشر تزداد بشكل يومي جراء المعارك هناك، حيث يضطر المواطنون إلى استخدام الدواب، وبعضهم يخرجون من المدينة راجلين.
من جهة ثانية، التقى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، الوفد المفاوض لـ«قوات الدعم السريع»، فيما حضرت اللقاء أيضاً في العاصمة الكينية نيروبي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كلمنتاين نيكوتا سلامي.
وذكر بيان «الدعم السريع» على منصة «إكس» أن اللقاء بحث تعزيز التعاون بين الطرفين؛ لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية للمتأثرين في جميع أنحاء البلاد، وتوفير الحماية للمدنيين. وجدّد وفد «الدعم السريع» تأكيد التزامه بمضاعفة الجهود واتخاذ جملة من الخطوات تسهم في إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
ولفت الوفد نظر المبعوث الخاص للأمم المتحدة، إلى عمليات القصف الجوي الممنهج للطيران الحربي العسكري للجيش، واستهدافه المدنيين والمستشفيات ومصادر المياه والمرافق العامة، وأعمال القتل والتعذيب التي يرتكبها ضد المواطنين على أساس الهوية.
وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن القتال في الفاشر قد أدى إلى فرض «ضغوط لا تطاق» على مئات الآلاف من السكان وعلى الموارد الضئيلة في المدينة. وأضافت، في بيان عبر منصة «إكس»، قائلة: «يجب الحفاظ على حياة المدنيين، ويجب أن تتمكّن المنظمات الإنسانية من توفير الإمدادات الحيوية لهم». وشدد البيان على أن المستشفيات والأسواق وإمدادات المياه وغيرها من الخدمات المدنية الأساسية «ليست هدفاً».
تحذيرات دولية وإقليمية
وتفرض «قوات الدعم السريع» حصاراً على مدينة الفاشر في مسعى للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على 4 مدن في إقليم دارفور من أصل 5 مدن، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع. واندلع الصراع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» بعد خلافات حول خطط لدمج الأخيرة في الجيش في إطار عملية سياسية مدعومة دولياً كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات والعودة إلى النظام الديمقراطي البرلماني، بينما يترك العسكريون السلطة ويعودون إلى ثكناتهم.
الشرق الاوسط
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مدینة الفاشر
إقرأ أيضاً:
نازحو غرب الفاشر يناشدون المنظمات السودانية و الأجنبية بمدهم بالغذاء
ناشد نازحو منطفة شقرة غرب الفاشر بإقليم دارفور المنظمات الدولية والإقليمية بمدهم بالغذاء بعد نفاذ المواد التمونية التي بحوزتهم بعد تهجيرهم قسرا من مناطقهم بواسطة قوات الدعم السريع، ونوهوا إلى أن الأطفال يتضورون من الجوع في ظل نقص المؤن والغذاء .
الفاشر ــ التغيير
وبحسب مصادر «التغيير» شنت قوات الدعم السريع قبل أيام هجوما على مناطق شقرة وماجاورها 7 كيلو متر غرب الفاشر، واحرقت بيوت المواطنين ونهبت عدد من الماشية واقتادت عدد من الشباب ما أجبر المئات من الأسر على النزوح إلى معسكر زمزم مشياً علي الاقدام، وسط ظروف إنسانية صعبة.
ويواجه المواطنون ظروف إنسانية صعبة خلال فصل الشتاء الحالى مع تفاقم مشكلة الجوع وانعدام الغذاء.
وكانت القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح التي تقاتل بجانب الجيش السوداني بقيادة الجنرال جاموس ،اعلنت مؤخرا السيطرة علي منطقة شقرة وخزان قولو وأكدت القوة المشتركة أن المنطقة خالية من الدعم السريع وقالت المشتركة انها تخوض معارك لتحرير بقية المناطق غرب شقرة بالفاشر.
وتشهد مدينة الفاشر مواجهات عنيفة منذ أكثر من عام بين قوات الجيش والقوات المشتركة ضد قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة علي عاصمة ولاية شمال دارفور.
ومن “5” أيام قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في السودان إن قوات الدعم السريع منعت شاحنات مفوضية اللاجئين من الوصول إلى مخيم زمزم الذي يواجه مجاعة طاحنة.
و أكدت مصادر مطلعة من داخل وكالات الأمم المتحدة أن 40 شاحنة مساعدات إنسانية، كانت متجهة من معبر أدري إلى معسكر زمزم للنازحين، تم حجزها وتفتيشها من قبل قوات الدعم السريع وتوجيهها بدلاً من ذلك إلى مدينة نيالا.
الوسومالجوع الدعم السريع الفاشر دارفور شقرة