التاريخ.. والذكاء الاصطناعي!
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
يوسف عوض العازمي
"فالتاريخ لا تصنعه الآلهة وإنما البشر. وعلى المفكرين، البحث عن أسباب تطوره الثابتة الكامنة في ثناياه. وبنشأة هذا التيار الحديث والمعاصر في تفسير مسيرة التاريخ؛ نشأت فلسفة التاريخ". عبدالقادر عدالة.
***********
في فترة سابقة كنت أتجهز لكتابة بحث تاريخي لإنجازه أهمية قصوى لدي، وكنت مهتما به وأطمح ليكون ذا وجاهة، ويقدم شيئا لم يتم التطرق له سابقا، وتتبعت كل ماهنالك مفيد وينفع في كتابة هذا البحث، وأتذكر وقتذاك استشرت أحدهم ممن أظن فيه المعرفة والكياسة والفطنة في علم التاريخ، وأشار إلي بما يفيد، وبدأت مرحلة التجهيز، وخذ وهات من تجميع للمصادر والمراجع، والتوجه إلى عدة مكتبات بين وقت وآخر، وقراءة عدة تقارير وأبحاث إلكترونية (بصيغة PDF) لتعزيز المتطلبات للبحث المزمع إنجازه، وغير ذلك مما يفيد.
من الكتب التي أستعنت بها للتدرب والفهم والاستيعاب على منهج الكتابة التاريخية كتاب أوراق في التاريخ والحضارة أوراق في علم التاريخ للدكتور عبدالعزيز الدوري، صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، إذ ذكر في صفحة 242: إن أساليب البحث تتمثل بالدرجة الأولى في التآليف الجامعية، وفي رسائل الدراسات العليا، وفي بعض مؤلفات الأساتذة والمختصين، ولكن أساليب الكتابة الموروثة ماتزال تؤثر في الكتابة التاريخية، وخاصة لدى كتاب لم يتدربوا حديثا في البحث التاريخي.
وفي صفحة 243 من نفس الكتاب للمؤلف: ويبين البعض أن المطلوب ليس إعادة كتابة للتاريخ بل كتابته برؤية جديدة، أو قراءة جديدة، وهكذا نسمع دعوة إلى رؤية قومية للتاريخ العربي، ومثلها دعوة إلى وجهة إسلامية في كتابة التاريخ .
مما سلف يتضح أن الكتابة بمجال التاريخ ليس باليسر المتوقع، صعب جدا على الكاتب المهتم كتابة بحث مختل الميزان، متذبذب التوازن، يمتلئ جداره بثقوب.
لذلك أتذكر أن البحث وصل مراحله النهائية، وتم تحديد الفكرة الرئيسية لرأي الكاتب، وهنا كانت المشكلة إذ إن الفكرة أو رأي الكاتب غير مواتية للنشر، وممكن تفتقد دقة معينة سيما وهي تتحدث عن حدث قريب زمانيا في حقبة الستينيات الميلادية، هنا كنت بين إستكمال البحث بغض النظر عن أية تبعات، وإن لم ينشر حاضرا ممكن جدا يجد متسعا للنشر مستقبلا؛ فالزمن يتغير، والأفكار تتبدل، وإن ثبتت المواقف والمبادئ، وكما قيل قديما لكل زمان دولة ورجال .
القصة ليست خوفًا من أمر ما، إنما خشية ألا ينشر البحث كاملا؛ سواء ببتر فقرة، أو حذف سطر، أو استبدال عبارة، والكلمة ممكن تغير معنى الفكرة بأكملها فما بالك بسطر كامل أو عبارة أستكملت مفرداتها، لاشك هامش الحرية معقول، ومناسب جدا، لكن التاريخ صعب تقديمه أحيانا بحقبة معينة لعدة أعذار وجيهه، وبحقبة أخرى قد تمر هذه الأبحاث مرور الكرام ولايلتفت لها أساسا !
من الأمور المهمة هي أخلاق الكاتب، فكاتب التاريخ ليس "نقال علوم" كما يُقال بلهجتنا العامية، ينقل كل شئ بلا ضوابط، أحيانا وأن ثبتت صحة الرواية يفترض لأسباب منطقية أن لاتنشر، وأن لايتم حتى التلميح بها أيضا، لأن كاتب التاريخ يفترض فيه حسن الخلق والفطنة والنظرة البعيدة الثاقبة، ويفهم تماما قاعدة : ليس كل مايعرف يقال، فكاتب التاريخ المحترم ليس محررا في صحيفة تابلويد تنقل الفضائحيات، وأخبارا ما أنزل الله بها من سلطان.
قراءة التاريخ تحتاج كتبا موثوقة النقل، وجيهة البحث، صادقة الكلمة، توصل المعنى في قلب الخبر بحرفية المؤرخ المتمكن، والآن دخلنا عصر الألكترونيات، وملفات إلكترونية، ووسائل تواصل ألكترونية، وبداية دخول الذكاء الأصطناعي على الناس وحياتهم عبر باب واسع، تصور إن السيارة أصبحت كهربائية، والطائرات المسيرة (درون) أصبحت تغني بتأثيرها عن القوات الجوية ومنصات الصواريخ، وأيضا بالدرون ممكن جدا ولا تستغرب أن تتحول مستقبلا لكبسولات طائرة، وتجدها متاحة وبأرخص الأثمان، هل تتذكر عندما نزل الهاتف النقال قي السوق وكم سعره ذاك الوقت رغم مواصفاته المتواضعة ورغم ذلك كان بعتبر ثورة في التطور، وبعدها بسنوات أصبح هذا الهاتف يباع بأسعار زهيدة وبمواصفات عالية.
تخيل معي لو ان لكل منا كبسولته الطائرة المنخفضة الثمن، يذهب بها ويتنقل بها وممكن يسافر بها، سنجد من يتذكر السيارات بشعور من يتذكر هاتف نوكيا حاليا !
الزمن يتغير، والتاريخ صفحاته يتم تصفحها بسرعة الأيام، ومن بعلم هل ستصدر كنب تاريخ معتبرة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وماهي قدرتها على التفكر والتمعن والتقدير للحدث المؤرخ له، إن غدا لناظره قريب، ولنننظر؟
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بالصور.. آداب عين شمس تكرم الكاتب مجدي صابر عن مجمل أعماله
كرمت كلية الأداب بجامعة عين شمس الكاتب مجدي صابر، عن مجمل أعماله الفنية، فى أمسية ثقافية أقيمت خصيصًا للإحتفاء به حضرها عدد كبير من طلبة وطالبات الجامعة وأدارت الندوة الدكتورة حنان كامل عميد كلية الآداب.
تفاصيل الندوة
تحدث الكاتب مجدي صابر عن مشواره الفني وبدايته مع الكتابة، ورحلة تقديمه قصص وأعمال للأطفال فقدم لهم أكثر من 350 عمل متنوع بين الأسطورية والبوليسية، كما قدم العديد من القصص الشبابية التي تنوعت بين الرومانسي والخيال العلمي ليقدم أعمالا أثرت في تكوين أجيال مختلفة.
وتحدث خلال الندوة عن نشأته في حي شبرا العريق وأثر ذلك في تكوينه الثقافي والاجتماعي والإنساني والذي ساعد فى تقديمه أعمالا درامية من واقع المجتمع اثرت فى عقول وقلوب جمهوره، وتطرق فى الحوار إلى بداياته في عالم كتابة الأعمال الدرامية، التى بدأها في سن مبكره بالكتابه للاطفال، قبل أن ينتقل للكتابة للكبار مع المنتج إبراهيم شوقي الذي أعجب ببعض رواياته فقرر أن يحولها إلى مسلسلات.
وتطرق حديث السيناريست مجدي صابر عن تعاونه مع كبار النجوم، على رأسهم الراحل نور الشريف ويحيى الفخراني وعبلة كامل، وغيرهم وكواليس كثيرة في مشواره، التي جمعته بكبار المخرجين أمثال محمد فاضل ومجدي أبو عميرة واحمد صقر ومجدي أحمد علي ورباب حسين وسمير سيف وخيري بشارة، وكشف أيضًا عن اكتشافه العديد من الوجوه الفنية التي أصبحت نجومًا للصف الأول أمثال أحمد زاهر، منة شلبي، مي عز الدين، أحمد رزق، ريهام عبد الغفور، خالد سرحان، غادة عبد الرازق.
واختتم حديثه بالإشادة باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بالدراما، ووصف اهتمام القيادة السياسية بالحديث عن المنتج الدرامي والإعلامي بالأمر المحمود، مؤكدًا أن القيادة السياسية تؤكد دائمًا على تقديم القيم الايجابيه والإعلاؤ من قيمة المواطن المصرى، وتستهدف تقديم أعمالا فنية، تعبر عن النسيج الوطني الأصيل.
وقدم مجدي صابر، الشكر لأعضاء هيئة التدريس وطلبة جامعة عين الشمس، وقدم للطلبة النصيحة بكثرة القراءة،وضرورة الاهتمام بالثقافة والمعرفة والتاريخ المصرى العظيم في الأدب والفنون والهندسة وكل العلوم، مؤكدًا على أن من لا ماضي له، لا يملك حاضرًا ليصنعه.
أعمال مجدي صابر
يذكر أن السيناريست مجدي صابر قدم العديد من الأعمال لكبار النجوم؛ من أهمها “الرجل الآخر لنور الشريف، للعدالة وجوه كثيرة ليحيى الفخراني، أين قلبي ليسرا، يا ورد مين يشتريك لسميرة أحمد وحسين فهمي، وسلسال الدم بأجزائه الخمسة وغيرها من الأعمال الفنية التى اثرت الفن المصرى.