خبراء لـ"الرؤية": ضريبة الدخل على الأفراد تستلزم تحقيق "العدالة الضريبية" أولًا وتحسين كفاءة الخدمات
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
◄ الرئيسي: مفهوم "الاقتصاد الريعي" لم يعد "قابلًا للاستدامة".. والبحث عن بدائل ضرورة مُلحّة
◄ دول الخليج العربية الاستثناء الوحيد في العالم التي لا تفرض ضريبة على دخل الأفراد
◄ ضريبة الدخل تساعد على تمويل برامج الحماية الاجتماعية وتوسيع "مظلة الأمان"
◄ "عبء الامتثال" والتهرب الضريبي من سلبيات فرض ضريبة الدخل
◄ الحسيني: العدالة والاستدامة شرطان لتصميم نظام ضريبي ذي جدوى اقتصادية
◄ فرض ضريبة الدخل "قد يُزيد" من الفجوات الاقتصادية ومعدلات الفقر
◄ الحكومة مسؤولة عن إظهار كيفية توظيف عائدات الضرائب لتعزيز التنمية المُستدامة
◄ "الاقتصاد الخفي" أسوأ سلبيات زيادة الضرائب في المجتمعات
الرؤية - سارة العبرية
اتفق عددٌ من الخبراء الاقتصاديين على أنَّ أي تطبيقٍ لضريبة على دخل الأفراد، يستلزمُ أولًا تحقيق "العدالة الضريبية"، من خلال ضمان فرض الضريبة بشكل عادل "دون استثناءات"، وخضوع الإنفاق العام والاستثماري للدولة لرقابة تشريعية ومبادئ الحوكمة والشفافية، إلى جانب أهمية تحسين كفاءة الخدمات العامة.
وأشار الخبراء- في تصريحات لـ"الرؤية"- إلى أن من المتوقع أن يكون لهذه الضريبة تأثير ملموس على الإيرادات الحكومية، وبالتالي على الناتج المحلي الإجمالي، وعليه يتطلب الأمر إجراء دراسات مُعمَّقة لتوضيح الآثار المباشرة وغير المباشرة، والتأكد من "تطبيقها بشكل صحيح" وفق النظام المُصمَّم لها قبل فرض أي ضريبة أخرى تؤثر على الأفراد، في ظل تراجع قيمة الرواتب وشح الوظائف ذات الدخل العالي.
ويقول الدكتور يحيى بن خميس الحسيني الرئيس التنفيذي لمركز مسقط للاستشارات الإحصائية: "سلطنة عُمان تعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط والغاز والتي تبلغ مساهمتها حوالي 32.5% في الناتج المحلي الاجمالي لعام 2023 وفق بيانات المركز الوطني للاحصاء والمعلومات، كما تُقدِّم السلطنة مزايا ضريبية لجذب الاستثمارات الأجنبية؛ مما يعني أن الضرائب المُباشرة على الدخل الشخصي سوف يكون لها تأثيرات كبيرة، خاصة في ظل التوجه نحو تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، مشيرا إلى أن قد يؤدي مستقبلًا إلى تغييرات في السياسات الضريبية بما في ذلك احتمالية تقديم ضرائب دخل على الأفراد، لكن هذا النوع من التغيير يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتقبُّلًا واسعَ النطاق من الأفراد وكذلك المؤسسات الاقتصادية في السلطنة، تم تطبيق ضريبة القيمة المضافة (VAT) بدءًا من أبريل 2021 بنسبة 5%".
ويؤكد الحسيني: "من المهم عند تصميم نظام ضريبي أن يكون النظام عادلًا وفعّالًا ومستدامًا، وأن يحقق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وأن يأخذ في الحسبان التوازن بين جمع الإيرادات الضرورية للدولة وتشجيع نمو الاقتصاد والعدالة الاجتماعية".
وتابع قائلا: "يجب أن يتضمن النظام الضريبي استراتيجيات تستهدف تحقيق أهداف مُتعددة؛ بما في ذلك تشجيع المشاركة العامة في عملية تصميم النظام الضريبي، والاستماع إلى آراء مختلف الفئات المجتمعية والخبراء الاقتصاديين لضمان شمولية وقبول واسع للنظام، والتأكد من أن النظام الضريبي متكامل مع السياسات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى، مثل السياسات التعليمية والصحية، لتعزيز الأهداف التنموية المتكاملة، وأن يُصمم بطريقة تسمح بالمرونة والقدرة على التكيف مع الأزمات والتحديات الاقتصادية المستقبلية، مثل الركود الاقتصادي أو التغيرات الديموغرافية، والأخذ بعين الاعتبار المعايير الدولية والتعاون مع الهيئات الدولية لتعزيز الشفافية ومكافحة التهرب الضريبي العابر للحدود، ومن المهم أيضا هناك تقييم ومراجعة للنظام بشكل دوري لتعديله بما يتناسب مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية لضمان استمرار فعاليته وعدالته".
ويرى الحسيني أن الأفراد يتوقعون من الحكومة تحقيق مستوى عالٍ من الكفاءة والشفافية والعدالة عند فرض ضرائب جديدة، مع التأكيد على أن الأموال المتحصلة من هذه الضرائب تُستثمر في تحسين جودة الحياة وتقديم الخدمات التي تلبي احتياجات المواطنين بشكل فعّال، وعليه يجب على الحكومة أن تكون مسؤولة عن إظهار كيفية استخدام هذه الأموال بطريقة تعزز التنمية المستدامة وتحسن البنية التحتية والخدمات العامة، مما يدعم الثقة بين الحكومة والمواطنين ويُعزز الالتزام بالنظام الضريبي في حاله تطبيق هذه الضريبة.
تفاوت في الضرائب
فيما يرى علي بن حمدان الرئيسي الباحث في قضايا الاقتصاد والتنمية أن من البديهي أن لا أحد يفضل دفع الضرائب بأي نوع كانت، ومع ذلك تشير الإحصائيات العالمية إلى أن معظم دول العالم تفرض نوعًا من ضريبة الدخل، فعلى الرغم من تفاوت التفاصيل والمحددات بين الدول، إلّا أن ما يقرب من 170 إلى 190 دولة لديها أنظمة لضريبة الدخل، والاستثناء الوحيد لهذا هو دول الخليج العربية التي لا تفرض حتى الآن ضريبة على دخل الأفراد.
ويضيف الرئيسي: "تواجه الدول المنتجة للنفط تحديات غير سهلة في مجال المالية العامة، لذلك هناك تغييرات هيكلية لا بُد منها؛ فالبحث عن بدائل نظيفة للطاقة، والتوسع في الخدمات كالصحة والتعليم والخدمات الأخرى، إضافة الى توسيع وتعميق مظلات الأمان الاجتماعي"، موضحا أن هذه العوامل تجعل الحكومات تبحت عن وسائل جديدة للتمويل، وأن الضرائب بأنواعها من ضمن الخيارات المتاحة؛ إذ لم تعد المعطيات الاقتصادية تساعد على استمرارية مفهوم "الاقتصاد الريعي"، أي الاقتصاد الذي يعتمد على الموارد الطبيعية لتغطية نفقات الدولة المختلفة، ويحصل المواطنون على خدمات مجانية او بأسعار رمزية ومدعومة، مشددًا على أن هذا الأمر "لم يعد قابلًا للاستدامة".
ويُبيّن الرئيسي أن: "فرض الضريبة على دخل الأفراد، أو الضريبة على الأغنياء ومتوسطي الدخل له إيجابيات وسلبيات، ومن الإيجابيات استقرار الدخل الحكومي، وعدم الاعتماد بشكل كلي على الإيرادات النفطية، والتي هي بطبيعة الحال مُتذبذبة، كما إن النفط كمصدر للطاقة يعاني من الضغوط للاستغناء عنه لصالح الطاقة النظيفة، وأن الإيرادات الضريبية تساعد في توفير الأموال لإنفاقها على الخدمات الأساسية، مثل البنية الأساسية والرعاية الصحية والتعليم".
ويوضح أن "ضريبة الدخل تساعد في عملية توزيع الثروة والتقليل من المساواة في المجتمع، وخاصة إذا تم تطبيق الضريبة التصاعدية؛ حيث يدفع أصحاب الدخل الأعلى نسبة مئوية أعلى، كما تساهم ضريبة الدخل على الاستقرار الاقتصادي وذلك من خلال السيطرة على التضخم، واستقرار الاقتصاد الكلي من خلال السيطرة على الدخل المُتاح، وأن زيادة الادخار الحكومي قد يساعد في زيادة معدلات الاستثمار إذا تم استغلال الموارد المتاحة بكفاءة".
ويضيف علي الرئيسي: "كما تساعد ضريبة الدخل في تمويل برامج الضمان الاجتماعي، وإعانات البطالة وبرامج الرعاية الاجتماعية، مما يوسع ويعمق من مظلات الأمان الاجتماعي، والتي تساهم بشكل أساسي في استقرار السلم الاجتماعي".
ويرى الرئيسي: "أن من سلبيات فرض ضريبة الدخل على الأفراد ما يسمى بـ’عبء الامتثال‘؛ حيث قد يكون من الصعب والمُكلف التعامل مع قوانين الضرائب المعقدة خاصة بالنسبة للأفراد، كما قد تؤدي معدلات الضريبة المرتفعة إلى تقليل حوافز العمل بجدية أكبر أو الاستثمار، كما إن معدلات الضريبة المرتفعة تؤدي إلى التهرب من دفع الضرائب، وأن فرض ضريبة الدخل خاصة على ذوي الدخل المتوسط من الممكن أن يؤدي إلى عدم المساواة وخاصة إذا لم تكن الضريبة تصاعدية".
آثار اقتصادية
وحول الآثار الاقتصادية غير المباشرة لفرض ضريبة الدخل على الأفراد، يوضح الدكتور يحيى الحسيني أن: "فرض ضريبة الدخل على الأفراد يمكن أن يكون له تأثيرات اقتصادية مهمة تتنوع بين المباشرة وغير المباشرة، وتعتمد على معدلات الضريبة كالإعفاءات، الفئات المستهدفة، وأهداف السياسة الضريبية، قد تؤثر هذه الضريبة على معدل الادخار والاستثمار الشخصي، خاصة إذا كانت معدلات الضريبة مرتفعة".
ويضيف: "إذا لم يتم تصميم النظام الضريبي بشكل دقيق، فقد يؤدي إلى تقليل الحافز للعمل والاستثمار، وتقليص الإنفاق الاستهلاكي، مما يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي، خصوصًا في الاقتصادات التي تعتمد بشكل كبير على الاستهلاك مثل سلطنة عُمان، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تزيد ضريبة الدخل من الفجوة الاقتصادية إذا لم تضمن العدالة الاجتماعية، مما يفيد الطبقات الأعلى دخلًا بشكل غير متناسب".
ويعتقد الحسيني أن ضريبة القيمة المضافة تؤثر بشكل كبير على الأسر ذات الدخل المنخفض؛ حيث تستهلك نسبة أكبر من دخلها على الضروريات التي تخضع للضريبة، كما إن فرض ضريبة الدخل قد يزيد من الفجوات الاقتصادية ومعدلات الفقر إذا لم تُتَّخَذ تدابير تخفيف ضريبية للفئات الأكثر تأثرًا، مؤكدًا أنه يجب تصميم النظام الضريبي بشكل تصاعدي، بحيث تزداد الضريبة مع زيادة الدخل، لتحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوات الاقتصادية، ومع ذلك قد تكون الضريبة غير فعّالة في تحقيق هذا الهدف إذا كانت السياسات الضريبية تتضمن استثناءات وتخفيضات تفيد الطبقات الأعلى دخلًا.
وعن تأثير ضريبة الدخل على السلوك الاستهلاكي للأفراد، يشير الحسيني إلى أنه "قد يتجه المستهلكون نحو تعديل عاداتهم الشرائية بالبحث عن خيارات أقل تكلفة أو بتقليص إنفاقهم على السلع والخدمات الكمالية؛ الأمر الذي يضطر الشركات لمراجعة استراتيجياتها التسويقية والتسعيرية. كما إن تطبيق ضرائب مرتفعة أو غير عادلة قد يُحَفِّز الأفراد والشركات على الانخراط في الاقتصاد الخفي، لتفادي الالتزامات الضريبية، ما يؤدي إلى تقليص القاعدة الضريبية المتاحة".
نتائج وتداعيات
من جانبه، يقول أسعد بن محمد الخصيبي موظف سابق بتنمية نفط عُمان: "إذا كانت تستهدف ذوي الدخل المتوسط والمرتفع فاحتمال يكون تأثيرها كبير على الاقتصاد ككل، فمثلا بورصة مسقط كانت نشطة جدًا خلال الأشهر الماضية ولكن عند تداول موضوع ضريبة الدخل على الأفراد والشائعات حولها حدث انخفاض شديد في تداول البورصة".
ويضيف: "في السنوات الأخيرة تم فرض ضرائب مثل القيمة المضافة والانتقائية وتم رفع الدعم جزئيًا إلى جانب رفع أسعار بعض الخدمات؛ مما أدى إلى تأثر القوة الشرائية للأفراد، ولذلك فإن فرض المزيد من الضرائب يزيد من ضعف القوة الشرائية وقد يهدد بركود في السوق، وهذا على النقيض من التوجهات الحكومة الحالية".
وأشارت وكالة التصنيف العالمية "فيتش"- في تقرير لها- إلى أن من المتوقع تطبيق ضريبة الدخل على الأفراد بحلول عام 2026 متوقعة تسجيل "قدر ضئيل" من الإيرادات الإضافية لسلطنة عُمان، لكنها ستدعم تحسين الإيرادات غير النفطية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لقجع يستعرض أهم تعديلات مشروع قانون مالية 2025 أبرزها إعفاء الدخل الذي يقل عن 6000 درهم من الضريبة
زنقة 20. الرباط
استعرض الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، أهم التدابير والتعديلات التي هم ت مشروع قانون المالية رقم 60.24 للسنة المالية 2025.
وأبرز السيد لقجع، خلال تقديمه لمشروع القانون أمام لجنة المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية، أن هذه التدابير شملت أساسا إصلاح الضريبة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة، وعددا من التدابير الجمركية، من ضمنها تعريفة الرسوم الجمركية والضريبة الداخلية على الاستهلاك.
وفي ما يخص إصلاح الضريبة على الدخل، أوضح الوزير أن الحكومة عملت على مراجعة الجدول التصاعدي لأسعار الضريبة على الدخل، من خلال رفع الشريحة الأولى من الدخل السنوي المعفاة من الضريبة من 30 ألف إلى 40 ألف درهم، وهو ما سيمكن من إعفاء دخول الأجور التي تقل عن 6000 درهم شهريا.
وتابع أنه تمت مراجعة الشرائح الأخرى للجدول وتخفيض أسعار الضريبة المطبقة عليها، بالإضافة إلى رفع مبلغ الخصم السنوي من الضريبة على الدخل عن الأعباء العائلية من 360 إلى 500 درهم عن كل شخص يعوله الخاضع للضريبة.
وقال السيد لقجع إن التعديلات التي صادق عليها مجلس النواب، والتي همت الضريبة على الدخل، ارتكزت على رفع مبلغ السندات التي تمثل مصاريف الإطعام أو التغذية المسلمة من لدن المشغلين لمأجوريهم من 30 درهما عن كل مأجور وعن كل يوم من أيام العمل إلى 40 درهما مع إمكانية الأداء بطريقة إلكترونية.
وارتكزت التدابير، وفق الوزير، على مراجعة شروط إعفاء التعويض عن التدريب المدفوع إلى المتدرب خريج التعليم العالي أو التكوين المهني أو الحاصل على شهادة الباكلوريا المعين من لدن منشآت القطاع الخاص، موضحا أنه تم التنصيص على أنه في حالة تغيير المشغل، يمكن للمتدرب الاستمرار في الاستفادة من الإعفاء في حدود مدة 12 شهرا.
وأضاف أنه تم تحسين نظام الضريبة على الدخل برسم الدخول العقارية الخاضعة للحجز في المنبع، ومراجعة النظام الجبائي المتعلق باسترداد اشتراكات التقاعد التكميلي التي لم يتم خصمها.
وفي ما يتعلق بالضريبة على القيمة المضافة، أكد السيد لقجع أنه تم إدراج تدبير مؤقت، برسم سنة 2025، للتنصيص على إعفاء عمليات استيراد كمية محدودة من الحيوانات الحية والمنتجات الفلاحية من الضريبة على القيمة المضافة، وذلك لضمان الإمداد العادي للسوق الوطنية بأسعار مناسبة.
ومن أجل تحسين تمويل الجماعات الترابية، قال السيد لقجع إنه تم الرفع من الحد الأدنى لحصيلة الضريبة على القيمة المضافة المخصصة لميزانيات الجماعات الترابية من 30 إلى 32 في المائة، وذلك لتعزيز دينامية التنمية الترابية.
أما بشأن التدابير الجمركية، فأوضح الوزير أن التعديلات الواردة على مشروع قانون المالية لسنة 2025 نصت على استثناء الجماعات الترابية من الزيادة المطبقة عند عدم أداء مبالغ الرسوم والمكوس والغرامات، وكذا المبالغ الأخرى المستحقة بطريقة إلكترونية، على غرار الإدارات والمؤسسات العمومية.
وتابع أنه تم حذف العصبة الوطنية لمحاربة أمراض القلب والشرايين من لائحة المؤسسات التي تستفيد من رسم الاستيراد الأدنى بنسبة 2,5 في المائة.
من جهة أخرى، أشار السيد لقجع إلى أنه تم إحداث جنحة جمركية جديدة تتعلق بالحيازة غير المبررة للأختام الجمركية أو التزويد بها أو استعمالها، كما تم تخفيف العقوبات المطبقة على الجنح الجمركية، مع إضافة مقتضى جديد ينص على إرجاع الرسوم والمكوس التي تم استيفاؤها بغير حق في حالة تغيير أو إلغاء التصريح المفصل.
وفي ما يهم تعريفة الرسوم الجمركية، لفت الوزير إلى أن التعديلات همت أساسا تخفيض رسم الاستيراد المطبق على عسل المائدة المعبأ في عبوات يزيد وزن محتواها على 20 كلغ من 40 إلى 2,5 في المائة، بالإضافة إلى الرفع من رسم الاسيتراد المطبق على أسلاك الألياف الضوئية من 10 إلى 17,5 في المائة.
وبالنسبة للضريبة على الاستهلاك، أفاد السيد لقجع أن أبرز التدابير هم ت إحداث ضريبة داخلية على الاستهلاك على السجائر الإلكترونية غير القابلة للتعبئة بمقدار 50 درهما لكل وحدة، وإحداث مخالفة مختلفة متعلقة بعدم الالتزام بتطبيق إلزامية وضع العلامات الجبائية على الغازوال والوقود الممتاز خلال عرضهم للاستهلاك.
وتابع أنه تم التنصيص على وقف استيفاء، من فاتح إلى غاية 31 دجنبر 2025 رسم الاستيراد المطبق على كمية محدودة من الحيوانات الحية والمنتجات الفلاحية.
وفي سياق ذي صلة، أبرز السيد لقجع أن الحكومة تسعى من خلال التوجهات العامة لمشروع قانون المالية 2025 إلى “مواصلة تعزيز أسس الدولة الاجتماعية”، و”توطيد دينامية الاستثمار وخلق فرص الشغل”، و”مواصلة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية”، إلى جانب “الحفاظ على استدامة المالية العمومية”.
وبخصوص الفرضيات المرتقبة، قال الوزير إن الحكومة تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي يقدر بـ 4.6 في المائة وذلك بناء على فرضيات استقرار معدل التضخم في حدود 2 في المائة، و ارتفاع الطلب الدولي الموجه للمغرب بنسبة 3.2 في المائة، ومحصول الحبوب في حدود 70 مليون قنطار، ومتوسط سعر غاز البوتان عند 500 دولار للطن.
يشار إلى أن مجلس النواب، صادق في جلسة عمومية عقدها نهاية الأسبوع الماضي، بالأغلبية، على مشروع قانون المالية رقم 60.24 للسنة المالية 2025.