خبير عسكري: تكتيكات المقاومة شرق رفح تحبط معنويات جنود الاحتلال
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن التكتيكات العسكرية التي تتبعها فصائل المقاومة في شرق رفح تؤثر بشكل كبير على معنويات جنود الاحتلال ومقدراتهم القتالية في الميدان.
وأضاف -في فقرة التحليل العسكري على شاشة الجزيرة- أن الخسائر التي منيت بها القطاعات المتقدمة في مختلف محاور التقدم تتسبب في تأخير تقدم جيش الاحتلال في هذه المناطق.
واعتبر الخبير العسكري أن أبرز العمليات اللافتة في منطقة رفح هي تفجير "عبوة رعدية" في تقاطع شارع جورج يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في قطاعات قوات المشاة الموجودة في هذه المنطقة وقطاعات الهندسة التي تعمل على طول الشريط الحدودي بحثا عن أنفاق توصل باتجاه مصر.
كما أشار إلى أن فصائل المقاومة قصفت بالهاون تجمعات لجيش الاحتلال في منطقة تل زعرب.
ووفقا للفلاحي، فإن جيش الاحتلال يبني خطته على أن تستغرق عملية اجتياح رفح 20 يوما أخرى، ولكنه أشار إلى أن مقاومة فصائل المقاومة في المناطق الشرقية تعطي دلالة واضحة على أن هناك عمليات عسكرية ومواجهات ضارية قادمة، خصوصا أن فصائل المقاومة أوضحت -وفقا للفلاحي- أنها تستخدم الآن نسبة 25% من قوتها الحقيقية الموجودة في رفح استعدادا لمعركة طويلة الأمد.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الاحتلال يوسع عملياته العسكرية في منطقة شرق رفح، ويدفع بمزيد من الألوية إلى الداخل، ولكنه يقابل بأداء بطولي متطور من قبل فصائل المقاومة.
بيت حانونواعتبر الفلاحي طلب الاحتلال من المدنيين إخلاء منطقة بيت حانون يشير إلى دلالات متعددة منها التحسب لمبادرة المفاوضات المتوقعة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بخروج القوات الإسرائيلية إلى الشريط الحدودي والمنطقة العازلة، كما لم يستبعد أن يكون لجيش الاحتلال نية للعودة مرة أخرى للعمل العسكري في مناطق معينة من الشمال.
وفي جميع الأحوال دعا العقيد المقاومة إلى الأخذ في الحسبان جميع الاحتمالات، بما فيها عودة الاحتلال للعمل العسكري في مناطق معينة في الشمال.
وأشار إلى أن وصول الاحتلال إلى نفق أو نفقين لا يعني أنه وصل إلى كل شبكة الأنفاق الموجودة في المنطقة، مؤكدا أن المقاومة نفذت عمليات نوعية في هذه المنطقة كبدت الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في مخيم جباليا أكبر بكثير من خسائره التي مني بها خلال التوغل الذي جرى في الأيام الأولى.
محور نتساريموبشأن تطورات الأوضاع بمحور نتساريم، قال الفلاحي إن عمليات فصائل المقاومة العسكرية في هذا المحور لم تتوقف طوال هذه الفترة، مشيرا إلى عملية نفذتها المقاومة في حي الزيتون، وانسحاب لواء ناحال والزج به في المنطقة الجنوبية، كما لم تنقطع عمليات القنص ولا عمليات القصف المباشر.
وأشار إلى أن العملية التي جرت في تل الهوى هي عملية قنص وقصف لتجمعات جيش الاحتلال التي تحاول التوغل نحو الشمال.
الحدود اللبنانية
وفيما يتعلق بإسقاط حزب الله لطائرة إسرائيلية مسيرة من طراز "هيرمز 900" فوق الأراضي اللبنانية، قال الفلاحي إن الطائرة ذات مهام قتالية متعددة تقوم بالمراقبة والرصد، ويمكنها الطيران لأكثر من 30 ألف قدم تقريبا.
وأضاف أن حمولتها يمكن أن تصل إلى 300 كيلوغرام، ويمكن أن تحمل الذخيرة والصواريخ، ومزودة بكاميرات ومستشعرات ورادار ينقل صورة متكاملة.
ويرى أن حزب الله أراد إرسال رسالة إلى جيش الاحتلال بهذه العملية مفادها أنه يمتلك قدرات تمكنه من إلحاق خسائر كبيرة بالجيش الإسرائيلي.
وتوقع الفلاحي أن تكون هناك ردة فعل إسرائيلية قوية على هذه العملية بضرب مواقع لحزب الله خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن الحزب أخذ في الحسبان نشوب المواجهة وإمكانية الرد الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فصائل المقاومة جیش الاحتلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: عملية حاجز تياسير ذات قيمة عالية وضربة موجعة للاحتلال
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن عملية حاجز تياسير شرق جنين بالضفة الغربية، تمثل ضربة موجعة للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنها ذات قيمة عالية ونفذت بتخطيط استخباري دقيق.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت -في وقت سابق- إن مسلحا تسلل إلى داخل المجمع العسكري قرب حاجز تياسير، وبدأ بإطلاق النار واندلعت اشتباكات بينه وبين الجنود، وهذا أدى لمقتل جنديين اثنين وإصابة 8 آخرين، حالة 2 منهم حرجة.
وأوضح حنا أن العملية كشفت فشلا أمنيا إسرائيليًا، خاصة مع نجاح مقاوم واحد في اختراق موقع عسكري منيع بمنطقة جبلية معزولة، رغم الإجراءات الأمنية المشددة، مما يدل على دراسة مسبقة لتحركات الجنود وأوقات تغيير الحرس والأنشطة اليومية.
وأشار إلى أن التوقيت الجغرافي للعملية زاد من تعقيداتها، إذ نفذت في منطقة تشهد تركيزا عسكريا إسرائيليًا مكثفًا، مما يبرز قدرة المقاومة على التأقلم واستهداف النقاط الطرية، معتبرا أنها تذكر بعمليات نوعية سابقة مثل هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولفت الخبير العسكري إلى أن خسائر الاحتلال (قتيلين و8 إصابات بينها حالتان خطيرتان) تحمل أبعادا سياسية وعسكرية، خاصة مع تأثيرها على الروح المعنوية للإسرائيليين الذين يعتبرون الجنود "أبناءهم"، مما قد يزيد الضغط على القيادة العسكرية.
إعلانونوه بأن استخدام المقاوم لسترة واقية وبندقية "إم 16" مكّنه من إطالة مدة الاشتباك، مما ضاعف الخسائر، مشيرا إلى أن العملية نفذت رغم انتشار وحدات خاصة إسرائيلية ومصفحات حديثة في المنطقة.
وتوقع أن تدفع العملية الجيش الإسرائيلي إلى مراجعة إستراتيجياته الأمنية، خاصة مع تصاعد عمليات المقاومة في مناطق تُعتبر "آمنة"، مما قد يُعيد تعريف أولويات الوجود العسكري في الضفة الغربية ويُكبد الاحتلال خسائر أكبر مستقبلا.
ويرى حنا أن العمليات الفردية أو الجماعية ذات التخطيط الدقيق ستظل الخيار الأنجح لمواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية، معتبرا أن "الاستثمار البسيط" (شهيد واحد مقابل خسائر كبيرة) يحقق أثرا إستراتيجيا يفوق التكلفة.