جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-02@00:13:59 GMT

التنمر والعنف.. خطر مجتمعي

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

التنمر والعنف.. خطر مجتمعي

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

المشاهد التي بتنا نراها بين الحين والآخر من العنف الذي يُمارسه بعض المُراهقين ضد بعضهم، تدعونا للوقوف معها حتى لا تتحول إلى ظاهرة تنتشر بين أفراد المُجتمع ويصعب التعامل معها مستقبلًا، وربما قد تكون عواقبها وخيمة وقد تُفضي إلى كارثة حقيقية إذا لم يتم احتواؤها مبكرًا.

الميل للعنف ليس وليد الصدفة ولا يحدث بشكل عرضي لدى الطفل أو المراهقين؛ بل هو نتيجة لمجموعة من العوامل تتشكل على مدى سنوات عمره، وتلعب التنشئة دورًا مهمًا في تشكيل شخصية الطفل والمراهق، وتتكون شخصية الطفل من خلال مجموعة الأساليب والسلوكيات التربوية التي ينشأ عليها، ويعد التفكك الأسرى وانفصال الوالدين والعنف وممارسة أساليب التربية الخاطئة من أهم الأسباب التي تفضي إلى تكوين شخصيات تميل للعنف والتنمر وممارسة التسلط على الأقران.

ورغم سعي المجتمعات الحديثة لاستخدام أساليب تربوية ناجعة في تربية أبنائهم وتركيزهم على تعزيز هذا الجانب المُهم، إلّا أن هذه المشكلة لا يمكن تجنبها بشكل كامل، وذلك لعدة أسباب؛ مثل: ثقافة الوالدين، ومستواهم المعيشي والتعليمي، والبيئة التي يعيشون فيها، والعلاقات الاجتماعية التي تربطهم بالمحيط، وكل ذلك يسهم بدور في تنشئة الأطفال؛ الأمر الذي يترك أثرًا في شخصيتهم، وقد ينتج عنه وجود اضطرابات في الشخصية، مثل الافتقار للثقة، والشك، والاعتقاد بتعرضهم للأذى من الآخرين، والميل للضغينة والحقد والعدوانية، والعجز والقلق، وفي أحيان أخرى تصل إلى السيكوباتية، وهو ما يعد خطرًا كبيرًا على المجتمع.

وعندما نُشاهد مشهدَ عراكٍ بين طلاب مدرسة تقوم فيه مجموعة من الطلبة بالاعتداء على طالب واحد بكل وحشية، مستخدمين كل أشكال العنف دون أدنى تفكير في العواقب والأضرار التي قد تلحق به والتي قد تُفضي إلى موته، ورغم ذلك يستمرون دون أدنى تردد، هنا يجب أن ندرك أن الأمر ليس مجرد عراك عابر أو خلاف له مسببات وخلفيات معينة؛ بل إن الأمر يتعلق باضطراب نفسي وعنف ناتج عن شخصية غير سوية بداخل هذا الطفل أو المراهق يجب علاجها بشكل سريع.

إنَّ مسؤولية التربية لا تقف عند توفير التعليم وحفظ الدروس؛ بل أرى أن مؤسسة التعليم يجب أن تهتم بعلم النفس بشكل أكبر، ويجب أن يتم توظيف المختصين في الصحة النفسية، ليقوموا بدور مُهم داخل المدارس والجامعات والكليات؛ فهذه الاضطرابات لها أعراض تظهر على شكل سلوك، ومتابعتها وتقديم الدعم النفسي لمن يُعاني منها يُجنبنا ما نشاهده بين الحين والآخر من مشاهد عنف، وقد يكون التدخل في الوقت المناسب إنقاذًا لحياة فرد ومجتمع من كارثة، يتسبب فيها مُعتل نفسي لم يجد الرعاية الصحيحة.

كما إن على الأسرة دور مُهم في مراقبة سلوكيات الأبناء ومتابعتها وعدم التغافل عنها، فقد يكون هناك أمر خطير في المستقبل، وهذه المراقبة تجعل من عملية ضبط السلوك أمرًا أسهل منذ بدايته؛ فالدراسات تشير إلى أن سلوك الانحراف لدى الإنسان لم يحدث فجأة؛ بل تشكّل عبر سنوات عمره نتيجة عوامل التنشئة الاجتماعية الخاطئة، وهو ما يفسر سلوك الإجرام لدى المجرمين الذين خضعوا للدراسات، فالسارق لم يُولد سارقًا، والقاتل لم يولد قاتلًا، ولهذا تقع على الأسرة والمجتمع مسؤولية كبيرة في هذا الجانب.

بقي أن أشير إلى أن التنمر والعنف الذي نرصده ونشاهده، أقل بكثير من ذلك الذي لا يظهر للعيان، وفي كثير من الأحيان يقع الضحية في وضع لا يمكنه من الإبلاغ، وقد يكون تحت تأثير التهديد والابتزاز والتسلط، وكمربين يجب أن نراقب سلوك أبنائنا وأن نلاحظ التغيرات التي قد تطرأ على سلوكهم اليومي، خاصة الانطواء والانعزال والعصبية والصمت الطويل؛ لأنها أكثر السلوكيات التي تدل على تعرضهم للتنمر، وهُنا يجب التدخل المباشر لمساعدتهم، ويجب أن ندرك أن المساعدة سوف تتحقق إذا ما شعر الطفل بالأمان والطمأنينة، وليس من خلال التخويف والترهيب، وهذا ما سوف أعود إليه في مقال لاحق في حينه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات

2024-09-30hadeilسابق الوزير صباغ: سورية تشدد على أن الجولان أرض سورية محتلة وسكانه مواطنون سوريون كانوا وما زالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من الشعب السوري قاوموا على مدى عقود الاحتلال انظر ايضاًالوزير صباغ: سورية تشدد على أن الجولان أرض سورية محتلة وسكانه مواطنون سوريون كانوا وما زالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من الشعب السوري قاوموا على مدى عقود الاحتلال

آخر الأخبار 2024-09-30بزشكيان: دماء الشهيد السيد حسن نصر الله ستظل شعلة في مواجهة الظلم والجور 2024-09-30توزيع بذار بطاطا وسماد على المزارعين الأشد احتياجاً في ريف درعا الغربي 2024-09-30وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ في بيان سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: تنعقد الدورة الـ 79 للجمعية والتوتر الدولي يبلغ ذروته وجهود صون السلم والأمن الدوليين تواجه تحديات وأخطاراً حقيقية فالأزمات تتوالد والنزاعات تتفاقم والفوضى تنتشر والإرهاب يتفشى والاقتصاد العالمي يتعثر ونسب الفقر تزداد 2024-09-30استشهاد عسكري لبناني جراء غارة إسرائيلية على الوزاني 2024-09-30سبل تأمين احتياجات الوافدين من لبنان خلال اجتماع بين محافظ دمشق ومسؤول أممي 2024-09-30السوداني يؤكد دعم العراق للشعب اللبناني بمواجهة العدو الإسرائيلي 2024-09-30إيران تجدد دعمها الكامل للمقاومة والشعب اللبناني في مواجهة جرائم الكيان الصهيوني 2024-09-30القوات الروسية تقضي على أكثر من 350 عسكرياً أوكرانياً في كورسك 2024-09-30ارتفاع عدد ضحايا مجزرة العدو الإسرائيلي في عين الدلب جنوب لبنان إلى 45 شهيداً 2024-09-30الشيخ قاسم: مسيرة الشهيد نصر الله مستمرة والمقاومة لن تتزحزح عن دعم غزة والدفاع عن لبنان 

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد غازي الجلالي 2024-09-23 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتسمية الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية 2024-09-23 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ 22 من أيلول 2024 2024-09-22الأحداث على حقيقتها استشهاد خمسة عسكريين جراء عدوان إسرائيلي استهدف موقعاً عند الحدود السورية اللبنانية 2024-09-27 عدوان إسرائيلي بالصواريخ يستهدف عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى 2024-09-09صور من سورية منوعات الولايات المتحدة: مصرع 63 شخصاً جراء الإعصار هيلين 2024-09-29 روسيا تختبر غواصة جديدة حاملة للصواريخ المجنحة 2024-09-27فرص عمل وزارة الخارجية تعلن أسماء المتقدمين المقبولين للاشتراك في مسابقة تعيين 25 دبلوماسياً 2024-09-18 الخارجية والمغتربين تعلن عن إجراء مسابقة لتعيين 25 عاملاً في السلك الدبلوماسي 2024-07-24الصحافة من 11 أيلول إلى 17 أيلول.. بقلم: د. بثينة شعبان 2024-09-23 مستنقع الفشل الأمريكي في أوكرانيا 2024-09-22حدث في مثل هذا اليوم 2024-09-3030 أيلول 1958 – الاتحاد السوفييتي يستأنف أبحاثه النووي 2024-09-2929 أيلول 1923 – بداية الانتداب البريطاني على فلسطين 2024-09-2828 أيلول 2000 – بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد اقتحام وزير الحرب الإسرائيلي أرئيل شارون المسجد الأقصى المبارك 2024-09-27 27 أيلول 1825- أول استخدام لسكة الحديد كوسيلة نقل عام 2024-09-2626 أيلول 1580- المكتشف البريطاني السير فرانسيس دريك ينتهي من الطواف حول الكرة الأرضية 2024-09-2525 أيلول 1955- تمديد أول كابل هاتفي تحت مياه المحيط الأطلسي
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • من التنمر لضياع الجوارب.. قضايا خلع غريبة في مصر
  • اعتباران واستثمار وراء سلوك الأسد على المعابر مع لبنان
  • غضب في فرنسا بعد واقعة ضرب شخص من ذوي الإعاقة
  • فيفا يوقف صامويل إيتو 6 أشهر بسبب سلوك غير لائق
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • أسباب بكاء الرضيع أثناء الرضاعة.. ما الذي يزعجه وكيف يمكنك تهدئته؟
  • غرامة تصل لـ 100 ألف جنيه عقوبة التنمر في مكان العمل
  • عضو بـ«الشيوخ»: مناقشة قضية الدعم في حوار مجتمعي يضمن وصوله لمستحقيه
  • حزب الاتحاد: المنطقة على موعد جديد من التصعيد والعنف بعد اغتيال حسن نصرالله
  • خبير تربوي يكشف لـ«الأسبوع» أسباب التنمر وطرق تعديل سلوكيات الأطفال