الخبز هو العمود الفقرى للوجبة المصرية، وبقيمته التاريخية شاع استخدام كلمة «عيش» باللغة العامية فى الحياة اليومية وخاصة فى وصف الحياة، وهو يساوى النيل والاستقرار والزراعة من أيام قدماء المصريين.
يحمل الخبز لدى القدماء المصريين مكانة دينية، لارتباطه بأسطورة أوزوريس إله الزراعة، والذى مثل حلم أى متوفى بأن يحيا معه فى العالم الآخر، والدليل على ذلك تمثال أوزوريس بالمتحف المصرى وهو يخرج من جسده حبوب القمح.
أخذ الخبز شكلًا مقدسًا لدى المصريين القدماء بل برعوا فيه، فهناك حوالى 120 اسمًا للخبز طبقًا للنصوص القديمة ومر صناعته بـ10 مراحل بداية من حصاده وتنقيته ودقه حتى خبزه، واختلفت أنواعه من الخبز العادى الدائرى والمخروطى الذى كان يستخدم أيضًا كقرابين، والخبز الحلو «الفطائر» حاليًا، والذى كان يزود بالعسل والعجوة المصنوعة من البلح والفواكه قديمًا.
لم يكن الخبز مجرد منتج غذائى ولكنه أصبح دليلاً على التميز الطبقى بين الفئات المجتمعية، منذ عصر الفراعنة، إذ كانت هناك ثلاثة أصناف منه فى مصر الفرعونية من دقيق القمح للأغنياء، ومن دقيق الشعير للطبقة المتوسطة، أما الفقراء فكان لهم خبز أسمر مصنوع بدقيق من الحبوب البرية.
وفى الحضارتين اليونانية والرومانية كان الخبز الأبيض خاصًا بالطبقات الأوستقراطية والنبيلة. وقرر أحد قياصرة روما قرار يقضى بسجن كل من يقدم خبزًا أسمر اللون إلى نبيل رومانى. أما امتلاك الفقراء للخبز الأبيض فكان جريمة قد تؤدى إلى الاعدام!
وخلال القرون الوسطى ظل الخبز موضع انقسام وتقسيم فى أوروبا والطريف أن الاعتقاد ساد آنذاك بأن أمعاء الفاحين كانت وحدها قادرة على تحمل الخبز الأسمر القاسى. أما أمعاء النبلاء مرفهة ولا تهضم سوى الخبز الأبيض الخفيف والطرى، وعليه لم يسمح باستهلاك الخبز الأبيض إلا للنبلاء.
وفى الأربعينيات من القرن الماضى، وفى سوريا، أدى وزن الرغيف إلى اسقاط حكومة الشيخ تاج بعدما اكتشف أحد المواطنين فى حلف أن أصحاب الأفران يقومون بوزن الخبز قبل أن يجف ماؤه تمامًا نظرًا لاتباع معايير ومواصفات دقيقة تتعلق بالوزن فى بيع الخبز، فانتشر الخبر وعم الغضب واعتبرت الحكومة مسئولة عن ذلك وسقطت.
وفى مصر حدثت ثورة الخبز عام 1977، حين حاولت الحكومة تقليص دعم الخبز وسلع أخرى، فثار المواطنون وخرجوا إلى الشوارع فى غضبة عارمة.
الخبز كلمة فارسية وتعنى مستدير. ويطلق اسم «خبز» أو «عيش» على الرغيف المصنوع من دقيق القمح أو غيره، أصل «الخبز» من فعل «خبز» فى اللغة العربية، ويعنى ضرب نقول: خبزه أى ضربه. ونقول خبز البعير الأرض بيديه أى ضرب الأرض، وسمى «خبزًا» لأن الخباز يضرب الدقيق بيديه عند صنع.
والخبز بات اسم يطلق على كل الحبوب مثل القمح والشعير والذرة.
أجمل ما قيل عن رغيف الخبز: الخبز الحاف يعرض الكتاف. وخبزة وجنبة وسترة حيطة ولا خروف من وراه عيطة. والخبز والماء أكل العلماء. خبز وزيت عماد البيت. خبز ولبن عافية على البدن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الخبز العمود الفقري اللغة العامية الحياة اليومية النيل والاستقرار المصريين القدماء
إقرأ أيضاً:
ندوة إرشادية لزراعة محصول القمح بالشرقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية أهمية الندوات الإرشادية التي تساعد في تنمية القطاع الزراعي وزيادة إنتاجية المحاصيل كذلك المعاملات الزراعية للمزارعين ورفع مستوى معيشتهم وتحقيق الإكتفاء الذاتي.
ومن جانبه أوضح المهندس عماد محمد جنجن وكيل وزارة الزراعة قيام المديرية بتنفيذ ندوة إرشادية عن التوصيات اللازمة لزراعة محصول القمح ضمت مركز الحسينية ومكتب زراعة منشأة أبو عمر بحضور المهندس محمد دسوقي مدير الإدارة الزراعية بالحسينية ومسئولي الإرشاد بالإدارة الزراعية وعدد من المزارعين حاضر فيها الدكتورة منال عبدالصمد رئيس بحوث قسم بحوث القمح.
أشار وكيل وزارة الزراعة إلى أن الندوة تناولت أهم الأصناف الموصي بها والمعاملات الزراعية المختلفة وأهمية إتباع السياسة الصنفية وأهم التوصيات الفنية وطرق الري وإستخدام السطارة الحديثة على مصاطب في زراعة محصول القمح والإلتزام بكمية التقاوي وأهمية التسميد وإضافة السوبر فوسفات قبل الزراعة بالجرعات الموصي بها من قبل وزارة الزراعة
كما تطرق الحديث عن طرق الوقاية من الآفات وكذلك الأمراض الفطرية التي تصيب محصول القمح من خلال تطهير الحبوب قبل الزراعة بالمبيد الفطري.
ندوة إرشادية لزراعة محصول القمح بالشرقية IMG_0292 IMG_0291