بوابة الوفد:
2025-05-01@17:38:19 GMT

عيش يعنى خبز!

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

الخبز هو العمود الفقرى للوجبة المصرية، وبقيمته التاريخية شاع استخدام كلمة «عيش» باللغة العامية فى الحياة اليومية وخاصة فى وصف الحياة، وهو يساوى النيل والاستقرار والزراعة من أيام قدماء المصريين.

يحمل الخبز لدى القدماء المصريين مكانة دينية، لارتباطه بأسطورة أوزوريس إله الزراعة، والذى مثل حلم أى متوفى بأن يحيا معه فى العالم الآخر، والدليل على ذلك تمثال أوزوريس بالمتحف المصرى وهو يخرج من جسده حبوب القمح.

أخذ الخبز شكلًا مقدسًا لدى المصريين القدماء بل برعوا فيه، فهناك حوالى 120 اسمًا للخبز طبقًا للنصوص القديمة ومر صناعته بـ10 مراحل بداية من حصاده وتنقيته ودقه حتى خبزه، واختلفت أنواعه من الخبز العادى الدائرى والمخروطى الذى كان يستخدم أيضًا كقرابين، والخبز الحلو «الفطائر» حاليًا، والذى كان يزود بالعسل والعجوة المصنوعة من البلح والفواكه قديمًا.

لم يكن الخبز مجرد منتج غذائى ولكنه أصبح دليلاً على التميز الطبقى بين الفئات المجتمعية، منذ عصر الفراعنة، إذ كانت هناك ثلاثة أصناف منه فى مصر الفرعونية من دقيق القمح للأغنياء، ومن دقيق الشعير للطبقة المتوسطة، أما الفقراء فكان لهم خبز أسمر مصنوع بدقيق من الحبوب البرية.

وفى الحضارتين اليونانية والرومانية كان الخبز الأبيض خاصًا بالطبقات الأوستقراطية والنبيلة. وقرر أحد قياصرة روما قرار يقضى بسجن كل من يقدم خبزًا أسمر اللون إلى نبيل رومانى. أما امتلاك الفقراء للخبز الأبيض فكان جريمة قد تؤدى إلى الاعدام!

وخلال القرون الوسطى ظل الخبز موضع انقسام وتقسيم فى أوروبا والطريف أن الاعتقاد ساد آنذاك بأن أمعاء الفاحين كانت وحدها قادرة على تحمل الخبز الأسمر القاسى. أما أمعاء النبلاء مرفهة ولا تهضم سوى الخبز الأبيض الخفيف والطرى، وعليه لم يسمح باستهلاك الخبز الأبيض إلا للنبلاء.

وفى الأربعينيات من القرن الماضى، وفى سوريا، أدى وزن الرغيف إلى اسقاط حكومة الشيخ تاج بعدما اكتشف أحد المواطنين فى حلف أن أصحاب الأفران يقومون بوزن الخبز قبل أن يجف ماؤه تمامًا نظرًا لاتباع معايير ومواصفات دقيقة تتعلق بالوزن فى بيع الخبز، فانتشر الخبر وعم الغضب واعتبرت الحكومة مسئولة عن ذلك وسقطت.

وفى مصر حدثت ثورة الخبز عام 1977، حين حاولت الحكومة تقليص دعم الخبز وسلع أخرى، فثار المواطنون وخرجوا إلى الشوارع فى غضبة عارمة.

الخبز كلمة فارسية وتعنى مستدير. ويطلق اسم «خبز» أو «عيش» على الرغيف المصنوع من دقيق القمح أو غيره، أصل «الخبز» من فعل «خبز» فى اللغة العربية، ويعنى ضرب نقول: خبزه أى ضربه. ونقول خبز البعير الأرض بيديه أى ضرب الأرض، وسمى «خبزًا» لأن الخباز يضرب الدقيق بيديه عند صنع.

والخبز بات اسم يطلق على كل الحبوب مثل القمح والشعير والذرة.

أجمل ما قيل عن رغيف الخبز: الخبز الحاف يعرض الكتاف. وخبزة وجنبة وسترة حيطة ولا خروف من وراه عيطة. والخبز والماء أكل العلماء. خبز وزيت عماد البيت. خبز ولبن عافية على البدن.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الخبز العمود الفقري اللغة العامية الحياة اليومية النيل والاستقرار المصريين القدماء

إقرأ أيضاً:

دراسة أثرية: القدماء المصريين أول من اعترف بحقوق العمال

كشفت دراسة قدمتها حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن مصر القديمة أول من اعترف بحقوق العمال حيث كفلتها الدولة المصرية القديمة لعمال بناء حضارتها؛ وذلك في إطار استشراف معالم الحضارة المصرية التي تكشف للبشرية كل يوم عن مواطن إبداعها كحضارة إنسانية كانت فجر الضمير للعالم وكان العمال جزءًا لا يتجزأ من منظومتها الحضارية.


وكشفت الدراسة التي أجرتها لجنة الدراسات والبحوث بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتورة رنا التونسي نائب رئيس الحملة عن مراعاة العمال في مصر القديمة سواءً من الناحية التنظيمية للعمل أو من ناحية توفير سبل المعيشة لهم من مسكن ومأكل وملبس ومشرب ورعاية صحية وتذليل معظم العقبات التي حالت دون إتمام العمال لعملهم خاصة بعد ما أصبح البناء بالحجر له شأن عظيم


وتضيف الدكتورة رنا التونسي، أن عمال البناء في مصر القديمة كان لهم شأن عظيم نظرًا للتوجه العام للدولة المصرية في التوسع في تشييد المباني الضخمة؛ وقد أبرزت النصوص المصرية القديمة هذه الحقوق بوضوح تام حقوق العمال في الحصول على أجورهم كاملة وتوفير مساكن وملابس وتغذية وتحديد ساعات عمل ورعاية صحية وإجازات مرضية.


ويلقي خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن التغذية وإطعام هذا الكم الهائل من العمال كانت من أعظم التحديات التي واجهت الدولة والسلطات من أجل تحقيق نجاح المشروع، فكانت الوجبات اليومية أثناء ساعات الراحة من العمل حقًا من حقوق العمال وجزءا من أجورهم منذ عصر الدولة القديمة وشهدت البقايا الأثرية في مدن العمال علي إمدادهم بما يكفيهم من حاجاتهم اليومية، وقدمت لهم "حمية البحر الأبيض المتوسط" التي تعتمد بنسبة كبيرة علي الثوم وزيت الزيتون والخبز والخضروات والفواكه والأسماك والقليل من اللحوم.


وتابع الدكتور ريحان بأن الدولة عملت علي تنظيم العمل اليومي في مواقع العمل من تنظيم ساعات العمل مع كامل حقوقهم الكاملة في الأجازات، ففي عصر الدولة القديمة أثناء بناء الأهرامات كان يستيقظ العمال في وقت مبكر من الصباح قبل شروق الشمس يسيرون في طوابير من خلال الباب الموجود في منتصف سور حائط الغراب متجهين إلى موقع بناء الهرم وبعد عدد من ساعات العمل حتى الظهيرة يحصل العمال علي قسط من الراحة (حوالي ساعة)، يتناولون فيها وجبة من الطعام ثم يعودون مرة أخرى لاستئناف العمل حتى وقت الغروب، ثم يعودون إلي ثكناتهم مرة أخرى، وعمال قرية دير المدينة كانوا يوميًا يخرجون من مساكنهم في القرية متجهين إلى موقع عملهم بالوادي عند مطلع الفجر ليزاولوا عملهم علي امتداد ثماني ساعات بعد أن يتسلموا أدواتهم من الكاتب وعند الظهيرة يتوقف العمل حيث يترك العمال موقع العمل ويتجهون لأكواخ مصنوعة من الدبش أو من بقايا أحجار المقابر ليحصلوا علي وجبة خفيفة ثم ينالوا قسطًا من الراحة قبل أن يعاودوا إلى العمل مرة أخرى حتى موعد الانتهاء من العمل المكلفين به. 


كما ألقت الدراسة الضوء على الرعاية الصحية للعمال من خلال النصوص المصرية القديمة حيث كانت تحدث إصابات عديدة للعمال لاستخدامهم للأدوات الصلبة والحادة والمواد ثقيلة الوزن كالأحجار التي تصل أوزانها في بعض الأحيان إلى الأطنان، فمن المؤكد أن يتعرض هؤلاء العمال إلى حوادث العمل التي تحدث بشكل مفاجئ وخاصة وأن هناك فئات تشارك في هذه الأعمال ليس لديها الخبرة الكافية للتعامل مع تلك المواد والأدوات كالفلاحين اللذين يعملون في فترات الفيضان.


ومن أجل ذلك اهتمت الحكومة في مصر القديمة برعاية العاملين بها صحيًا بهدف توفير التوازن البدني والنفسي للعامل وحمايته من كل الأمراض والأخطار التي قد تؤثر على أدائه وإنتاجه فأنشأت مراكز الطوارئ واتاحت الأجازات المرضية والعلاج وتوفير الأطباء بتعيين طبيب في مناطق تجمع العاملين خاصة أعمال المناجم في سيناء لاستخراج النحاس والفيروز لعلاج الأمراض المختلفة إلى جانب حالات السموم الناجمة عن لدغ الثعابين والعقارب 
علاوة على وجود أطباء المجموعات وهم فئة مخصصة لتقديم الرعاية الصحية لمجموعة محددة من الأفراد يعيشون في مجتمع محدد ومقيد وطبيب المعبد الجنائزي وطبيب المقبرة للعاملين في بناء المقابر، وقد عثر على تمثال للطبيب "بوير" يرجع إلى عصر الأسرة التاسعة عشر محفوظ الآن بالفاتيكان منقوش عليه لقبه "كبير الأطباء في الجبانة".

طباعة شارك حملة الدفاع عن الحضارة المصرية مصر القديمة معالم الحضارة المصرية

مقالات مشابهة

  • دراسة أثرية: القدماء المصريين أول من اعترف بحقوق العمال
  • أسعار الخبز تهبط في تركيا: من 12.5 ليرة إلى 6 ليرات
  • موعد فتح باب التقديم في مشروع سكن لكل المصريين 7.. «الأسعار والشروط»
  • سكن لكل المصريين 7.. قيمه مقدم الحجز لشقق لحدودي ومتوسطي الدخل
  • في حملات تموينية.. ضبط أكثر من 12 طن دقيق مدعم خلال 24 ساعة
  • الـ3 بدينار.. تغيّر سعر الخبز في سبها
  • تراجع مشتريات المصريين من الذهب 16% خلال الربع الأول من 2025
  • شقق سكن لكل المصريين 7.. موعد التقديم ومقدم جدية الحجز
  • في غزة.. الخبز مفقود والعدس لا يكفي والمطابخ الخيرية تلفظ أنفاسها الأخيرة
  • الإمارات تدعم العائلات النازحة في مركز الإيواء بغزة