الوقت ينفد والطبيعة فى حالة طوارئ، وتواجه النظم البيئية تهديدات متزايدة فى جميع أنحاء العالم، بدايةً من الغابات والأراضى الجافة إلى الأراضى الزراعية والبحيرات، فضلًا عن انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى التى تتزايد بشكل مستمر، وقد تصل تلك المساحات الطبيعية، والتى يعتمد عليها وجود البشرية، مرحلة الانهيار.
وفى هذا الإطار ينظم العالم يوم الخامس من يونيو كل عام منذ عام 1973، اليوم العالمى للبيئة، والذى يعد أكبر منصة عالمية للتوعية العامة بالبيئة، ويحتفل به ملايين الأشخاص حول العالم، وكانت البداية عام 1972 بمثابة نقطة تحول فى تطوير السياسات البيئية الدولية، حيث عقد فى هذا العام تحت رعاية الأمم المتحدة، المؤتمر الرئيس الأول حول القضايا البيئية، فى الفترة من 5 إلى 16 يونيو فى ستوكهولم (السويد). وكان الهدف من المؤتمر، المعروف بمؤتمر البيئة البشرية، أو مؤتمر ستوكهولم، صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدى الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها.
ومنذ الاحتفال الأول فى عام 1973، ساعد اليوم العالمى للبيئة برنامج الأمم المتحدة على زيادة الوعى وتوليد زخم سياسى حول المخاوف المتنامية مثل استنفاد طبقة الأوزون والمواد الكيميائية السامة والتصحر والاحترار العالمى، وتطور اليوم ليصبح منصة عالمية لاتخاذ إجراءات بشأن القضايا البيئية العاجلة.
وفى هذا الإطار أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمملكة العربية السعودية، أن المملكة ستستضيف فعاليات الاحتفال باليوم العالمى للبيئة لعام 2024 تحت شعار «أرضنا مستقبلنا. «معًا_نستعيد_كوكبنا» مع التركيز على إصلاح الأراضى، والتصحر، والقدرة على مقاومة الجفاف، إذ يوافق عام 2024 الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وستعقد الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف (COP 16) لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) فى العاصمة السعودية، الرياض، فى الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024.
وفى هذا الإطار تُعد عمليّة المحافظة على البيئة وحمايتها من أهم الأمور التى يجب على الإنسان أخذها بعين الاعتبار، وذلك للحدّ من تدمير النُظم البيئية بشتى أنواعها، والتدهور البيئيّ الذى يهدد بدوره كلًا من صحة الحيوانات، والبشر، والنباتات على المدى الطويل بفعل الأنشطة البشريّة، ومن ثم فإن جميع القرارات المُتخذة من قِبل البشر تؤثر على البيئة بشكل أو بآخر سواء أكانت تتعلق بأغذيتهم أم مُشترياتهم، أم كيّفيّة التنقل.. وغيره، وتقع مسئولية حماية البيئة على عاتق كل فرد منا من خلال البحث عن التعاون، وتمكين مزيد من الناس من رعاية كوكب الأرض، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى بشكل مسئول لتعزيز العمل البيئى، ومواصلة أداء دور استباقى ومستنير وتسليط الضوء على الرسائل البيئية.
وفى النهاية، فإن تعاليم الإسلام مليئة بالنصوص والتوجيهات والأوامر للمحافظة على البيئة ونظافتها وتنميتها وإحيائها وإصلاحها، إذ قال الله تعالى: «وَلا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا» (الأعراف:56). وذم الله المفسدين فى الأرض والحرث والنسل، فقال سبحانه: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ». (البقرة:205)
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب
جامعة المنصورة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان أرضنا مستقبلنا الوقت النظم البيئية المساحات الطبيعية الأمم المتحدة على البیئة فى هذا
إقرأ أيضاً:
هايتي.. عنف العصابات يقتل 150 شخصاً في أسبوع
قالت الأمم المتحدة الأربعاء إن تصاعد العنف في بور أو برنس منذ الأسبوع الماضي أدى إلى مقتل 150 شخصاً على الأقل، ما يرفع عدد القتلى في هايتي هذا العام إلى أكثر من 4500 شخص.
وحذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في بيان من أن "التصعيد الأخير في أعمال العنف في عاصمة هايتي ينذر بما هو أسوأ".
وأضاف "يجب وقف عنف العصابات على الفور. ولا ينبغي السماح لهايتي بالانزلاق إلى مزيد من الفوضى".
تصاعدت أعمال العنف بشكل كبير في بور أو برنس منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، مع سعي تحالف من العصابات إلى بسط سيطرته على العاصمة الهايتية.
وتسيطر عصابات مسلحة على نحو 80% من المدينة، وتستهدف المدنيين بشكل منتظم رغم نشر قوة دولية بقيادة كينيا لمساعدة الشرطة الضعيفة على استعادة النظام.
وقال تورك في بيانه "قتل ما لا يقل عن 150 شخصاً وأصيب 92 آخرون وأجبر نحو 20 ألف شخص على الفرار من منازلهم خلال الأسبوع الماضي".
وأضاف أن "سكان بور أو برنس الذين يقدر عددهم بنحو أربعة ملايين نسمة، أصبحوا في الواقع رهائن في ظل سيطرة العصابات على جميع الطرق الرئيسية في العاصمة وتلك المؤدية إليها".
شهدت العاصمة الهايتية تجدد القتال في الأسبوع الماضي مع عصابات "فيف أنسانم"، وهو تحالف إجرامي ساعد في فبراير (شباط) على إطاحة رئيس الوزراء السابق أرييل هنري.
وأوضح فولكر تورك أن ما لا يقل عن 55% من الوفيات ناجمة عن هجمات متزامنة ومنسقة على ما يبدو في العاصمة ونتجت عن تبادل إطلاق النار بين أفراد العصابات والشرطة.
كما سلط الضوء على تقارير تتحدث عن ارتفاع حوادث الإعدام خارج نطاق القانون.
وقالت السلطات الثلاثاء إن الشرطة وجماعات مدنية تشكلت للدفاع عن النفس قتلت 28 من أفراد العصابات في بور أو برنس خلال عملية ليلية، فيما تسعى الحكومة إلى استعادة بعض السيطرة.
العام الماضي، وفي فصل مروع من أعمال الانتقام، تم رجم عشرة من أفراد العصابات بالحجارة وحرقهم أحياء على أيدي سكان في بور أو برنس.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن أعمال العنف الأخيرة رفعت "حصيلة الضحايا المؤكدة بسبب عنف العصابات حتى الآن هذا العام إلى 4544 قتيلاً و2060 جريحاً".
وأكدت أن الحصيلة الحقيقية "من المرجح أن تكون أعلى".
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن هناك زهاء 700 ألف نازح داخلياً، نصفهم من الأطفال.
وحذّر تورك من أن "عنف العصابات اللامتناهي وانعدام الأمن على نطاق واسع يؤديان إلى تعميق الأزمة الإنسانية المروعة في البلاد، بما في ذلك آثار النقص الحاد في الغذاء والمياه وانتشار الأمراض المعدية".
وقال إن ذلك يحدث "فيما أصبح النظام الصحي على وشك الانهيار"، مضيفاً أن "التهديدات والهجمات على العاملين في المجال الإنساني مثيرة للقلق العميق".
وأضاف مشدداً أن "عنف العصابات لا ينبغي أن يسود على مؤسسات الدولة"، مطالباً "باتخاذ خطوات ملموسة... لحماية السكان واستعادة سيادة القانون".