بوابة الوفد:
2024-07-06@19:33:25 GMT

استثمار مال الوقف وتأهيل الأئمة

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

فتح مجلس الشيوخ خلال جلساته الأخيرة ملف مهم جداً يتعلق بآليات حفظ مال الوقف وتنميته، بالإضافة إلى إحلال وتجديد وفرش المساجد ونقص الأئمة والخطباء ومقيمى الشعائر والعاملين بالمساجد وتحسين أحوالهم المعيشية، وهو ملف مهم يرتبط ارتباطاً أصيلا بدعم جهود التنمية من خلال حفظ وتنمية مال الوقف، والتثقيف والتنوير ومواجهة التطرف من خلال دعم وتأهيل الأئمة وسد العجز فى أعدادهم وتحسين أحوالهم المعيشية.

وتُعد تنمية مال الوقف مسئولية جسيمة تقع على عاتق القائمين على إدارته، وتتطلب جهدًا وخبرات متخصصة، وتُساهم تنمية مال الوقف فى استدامة مشاريع الوقف وتعزيز دوره فى المجتمع وحماية حقوق الواقفين وتنويع مصادر دخل الوقف وجذب المزيد من المتبرعين، حيث إنه بفضل تنمية مال الوقف، يمكن للوقف أن يلعب دورًا فاعلًا فى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين حياة أفراد المجتمع.

وتكتسب تنمية مال الوقف أهمية قصوى لعدة أسباب، أبرزها استدامة مشاريع الوقف، وتُساهم فى مواكبة التغيرات الاقتصادية وتلبية احتياجات المستفيدين المتجددة، وتُعزز من استقلالية الوقف وقدرته على تحقيق أهدافه، فضلاً عن تعزيز دور الوقف فى المجتمع، مما يُتيح للوقف إمكانيات أوسع للمساهمة فى مجالات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وغيرها، وتنمية المجتمعات المحلية وتحسين مستوى معيشة أفرادها، ويُساهم فى تحقيق التنمية المستدامة من خلال دعم المشاريع ذات التأثير الإيجابى على البيئة والاقتصاد.

أيضاً تُساهم فى الحفاظ على أصول الوقف من الضياع أو التلف، وتُعزز من الثقة فى الوقف كأداة خيرية فعالة، ويُتيح للوقف فرصًا جديدة للاستثمار واستغلال موارده بشكل أمثل، حيث تُظهر تنمية مال الوقف كفاءة إدارة الوقف وحرصه على تحقيق أقصى استفادة من موارده.

الحقيقة أن وزارة الأوقاف تبذل جهودا كبيرة فى تنمية مال الوقف وتحسين عوائده، وهناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتكثيف الجهود للحفاظ على مال الوقف وتنميته وحسن إدارته وذلك لضمان تنمية استثمارات الأوقاف وتحقيق أعلى عائد منها، والأمر يتطلب بذل مزيد من الجهد لصون وحسن استثمار أصول الأوقاف، وحسن إدارة واستثمار مال الوقف وتعظيم إيراداته، وتعظيم الاستفادة من مال الوقف فى تنفيذ وإقامة مشروعات نفع عام مثل إقامة مدارس ومستشفيات وغيرها.

لذلك لابد من تكثيف الجهود واتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة أى تعدٍى على مال الوقف، وضرورة إنهاء وتيسير إجراءات تقنين وضع اليد على أراضى الأوقاف فى المدن والقرى والنجوع، وسرعة إنهاء منازعات المواطنين مع هيئة الأوقاف المصرية بما يضمن حماية مال الوقف واستقرار أوضاع المواطنين، وإعداد حصر شامل لكل أصول وأراضى الأوقاف على مستوى الجمهورية وتعظيم الاستفادة منها وحسن إدارتها.

أما بالنسبة للمساجد، فهناك جهوداً كبيرة وتجاوب من وزارة الأوقاف فى فرش وإحلال وتجديد المساجد فى ضوء الإمكانيات المتاحة، وهناك ضرورة لأن تعمل وزارتى المالية والتخطيط على زيادة الاعتمادات المالية المخصصة لإحلال وتجديد وفرش المساجد لتلبية كافة الاحتياجات، وحتى تؤدى دورها على أكمل وجه.

ومشكلة نقص الأئمة والخطباء والعاملين فى المساجد، هو أمر فى غاية الأهمية أن يتم العمل على سد العجز حتى لا يؤثر ذلك سلبا على دور وأهمية رسالة الأئمة فى التوعية والتثقيف والتنوير ومواجهة الفكر المتطرف،.

وهناك اعتراف من الحكومة وتحديدا وزارة الأوقاف بوجود عجز فى الأئمة والعمال وأنها تعمل على سده، إذ بلغ عدد المعينين من أئمة وعمال منذ عام 2017 نحو 7 آلاف، وفى الآونة الأخيرة تم إعلان عن مسابقات لتعيين 3 آلاف إمام وخطيب، و3 آلاف عامل بالأوقاف، أى نحو 13 ألف منذ عام 2017، وهى جهود مقدرة ويمكن زيادة أعداد المعينين والاستعانة بنظام التعاقد لسد العجز.

ويعد تأهيل وتدريب الأئمة مسئولية جسيمة تقع على عاتق المؤسسات الدينية والتعليمية، وذلك لأهمية دورهم المحورى فى نشر الإسلام الصحيح وتعزيز القيم الدينية السمحة بين أفراد المجتمع، وتزداد أهمية تأهيل الأئمة وتدريبهم فى ظل التحديات المعاصرة التى تواجهها الأمة الإسلامية، ومن أبرزها انتشار الأفكار المتطرفة، حيث يلعب الأئمة دورا رئيسيا فى التصدى للأفكار المتطرفة ودحض الشبهات التى يروّج لها أصحابها، وذلك من خلال نشر الإسلام الصحيح القائم على التسامح والوسطية، بجانب أهمية مواكبة الأئمة للتغيرات الاجتماعية والثقافية، كما أنه بات من الضرورى للأئمة امتلاك مهارات التواصل الفعال مع مختلف شرائح المجتمع، خاصةً فئة الشباب، وذلك باستخدام لغةٍ عصريةٍ تلامس احتياجاتهم وتجيب على تساؤلاتهم.

لذلك نؤكد على ضرورة تحسين الأحوال المعيشية للأئمة والعمال وزيادة أجورهم، والاهتمام بتأهيل وتدريب الأئمة ليؤدوا دورهم ورسالتهم على أكمل وجه والتصدى للفكر المتطرف، وحيث إن هناك توجيهات من القيادة السياسية بتعزيز الاهتمام بدعم الأئمة، سواء فيما يتعلق بأحوالهم المالية، أو بتطوير برامج التدريب، كما أدعو إلى الاهتمام بتقنين كتاتيب حفظ القرآن الكريم داخل المساجد ودعمها لحماية النشء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حازم الجندى مجلس الشيوخ الأئمة والخطباء من خلال

إقرأ أيضاً:

الإمارات توقع مذكرتي تفاهم مع الجمهورية التركية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال العمل الاجتماعي

وقعت وزارة تنمية المجتمع ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية مذكرتي تفاهم مع وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية في الجمهورية التركية بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال العمل الاجتماعي، إضافة إلى إعادة تطوير مركز الشيخ زايد لرعاية الأطفال في إسطنبول بقيمة 40 مليون درهم.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقيات في إطار إستراتيجية دولة الإمارات الهادفة إلى تعزيز شراكاتها وتوطيد علاقاتها مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة والتزامها المستمر بتعزيز التعاون وتحسين حياة الأفراد والشعوب في مختلف أنحاء العالم كنهج إماراتي راسخ ومستمد من إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وبهذه المناسبة قال سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية إن هذه الشراكة مع الجمهورية التركية تأتي لتعزيز سبل التعاون وتبادل الخبرات في مجال العمل الاجتماعي وتطوير مركز الشيخ زايد لرعاية الأطفال، مشيرا سموه إلى أن رعاية الأطفال وضمان حصولهم على أفضل الخدمات الصحية والتعليمية هي أساس بناء مجتمعات متماسكة وقادرة على المضي قدماً في مسيرة التنمية والازدهار.
وأكد سموه أن الاستثمار في صحة وتعليم الأطفال هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا للجميع مستلهمين إرث زايد الخير الذي سيظل مستمراً في جميع مجالات العمل الإنساني والخيري.
شهد مراسم توقيع مذكرتي التفاهم السيدة الأولى أمينة أردوغان ومعالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي ماهينور أوزدمير غوكطاش، وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية في الجمهورية التركية، ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، وسعادة الدكتور محمد عتيق الفلاحي مدير عام “مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية”، وسعادة عائشة غول يلدريم كارا، المدير العام لخدمات الطفل في وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية.
وأوضحت معالي شما بنت سهيل المزروعي أن توقيع مذكرة التفاهم بين وزارة تنمية المجتمع، ووزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، يأتي ترسيخاً لعلاقات التعاون بين الدولتين وتبادل الخبرات والتجارب وأفضل الممارسات في مجال التنمية الاجتماعية، بما يتوافق مع توجيهات القيادة الرشيدة وحكومة دولة الإمارات، مشيرة إلى المتابعة المتواصلة من سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان للمشاريع والمبادرات التي تقدمها دولة الإمارات في الدول الشقيقة والصديقة.
وقالت إن الوزارة تسعى على الدوام إلى تقديم أفضل الخدمات التي تتوافق مع أحدث المعايير ومؤشرات التنافسية العالمية، واستحداث وتطوير السياسات والبرامج والمبادرات، لدفع عجلة التنمية والتمكين الاجتماعي في دولة الإمارات بما يلبي احتياجات المجتمع.
من جانبها أوضحت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي أن توقيع هذه المذكرات يترجم رؤية دولة الإمارات في إعلاء شأن الإنسان ومنح الأسرة والطفل أولوية في العمل الجاد لتحسين الخدمات وجودة الحياة، لافتة إلى أن هذا التعاون سيساهم في تعزيز تبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات لدى الطرفين.
– تعزيز الشراكات.
وتتضمن مذكرة التفاهم التعاون في العديد من المجالات بين الوزارتين، كتنمية ورعاية الأسرة، والاطلاع على التشريعات القانونية والإدارية والتثقيفية، بالإضافة إلى بناء القاعدة المعرفية حول أفضل الممارسات العالمية التي تهدف لحماية الطفل، وكيفية التعامل مع ظاهرة العنف الأسري، وإتاحة الفرصة للجهات المعنية بالطفولة في دولة الإمارات، للاستفادة من برامج الدعم الاجتماعي والنفسي المُوجهة للأطفال عبر منصة (ANKA) الإلكترونية، والمُطورة من قبل الجهات المختصة بالجمهورية التركية.
– مجمع الشيخ زايد لرعاية الأطفال.
ويهدف هذا الاتفاق إلى إعادة تطوير مجمع الشيخ زايد للأطفال في إسطنبول، بتقديم مساهمة قدرها 40.4 مليون درهم. وسيشمل هذا التحديث التوسعة وإعادة التطوير والصيانة المستمرة لضمان استمرارية عمل المرافق بكل كفاءة.
وعبر سعادة د. محمد عتيق الفلاحي، مدير عام مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، عن سعادته بهذا التعاون في إطار أهداف المؤسسة في دعم تنمية المجتمع وبناء مستقبل أفضل للجميع، مشيرًا إلى أن “العطاء” هو قيمة عظيمة غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” وأصبحت نهجًا فريدًا وجوهريًا تتميز به الإمارات ومبادراتها الإنسانية العديدة، تحت إرشاد ودعم مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.وام


مقالات مشابهة

  • برلمانية تطالب بإقامة صلاة الجمعة في الزوايا.. وتطوير الخطاب الديني بـ«الخطبة»
  • جامعة حلوان تطلق مبادرة بتجميل غرف الكهرباء بالحرم الجامعي لتعزير البيئة الملائمة وتحسين الصورة البصرية
  • المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمسندم تختتم البرنامج التدريبي ما قبل الاحتضان
  • «أوقاف كفر الشيخ» تفتتح مسجدا جديدا في قرية أريمون
  • وزير الأوقاف مخاطبا الأئمة والخطباء: «أنا داعم لكم.. واحتاج لـ كل موهوب ومبدع»
  • «تنمية المجتمع بأبوظبي» تطلق نموذج مِديم لأعراس النساء
  • تنمية المجتمع تطلق نموذج مِديم لأعراس النساء
  • الإمارات توقع مذكرتي تفاهم مع الجمهورية التركية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال العمل الاجتماعي
  • ذياب بن محمد بن زايد: إرث زايد الخير مستمر في العمل الإنساني
  • 40 مليون درهم لتطوير مركز الشيخ زايد للأطفال بأسطنبول