«الرئيس» والرهان.. والحكومة الذكية!
عندما راهن الرئيس على الشعب المصرى أمام العالم، كان يعرف ما يقول، عندما راهن الرئيس على تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادى المؤلمة التى وضعها للنهوض بهذا البلد من مستنقع المسكنات الذى كان يغرق فيه، كان يعى جيدًا أن وراءه شعبًا يستحق أن يعيش حياة كريمة، عندما رفع الرئيس قبضة يده فى مناسبات عديدة يؤكد فيها أن الشعب المصرى عندما يقف يدًا واحدة، سيهزم كل من يحاول النيل من هذا الوطن، نعم الرئيس راهن، وما زال يراهن، وما زال يكسب الرهان، ولا يزال يمضى فى طريق بناء مصر الجديدة القوية، وخلفه شعب يظهر كالأسد وقت الأزمات، ويساند قواته المسلحة التى تحدت الزمن وكسرت شوكة الإرهاب الأسود الذى كان سيقضى على أى استقرار أو إصلاح، لقد حقق الرئيس المستحيل بإصلاح البنية التحتية لمصر، التى كانت مخلوطة بفساد أكثر من ٤٠ عامًا، وتحدى التحدى بإنشاء أكبر شبكة طرق عالمية لتشجيع الاستثمار، والتجارة، وتم إنجاز مشروعات قومية لمصر فى ١٠ سنوات كانت تستغرق ٥٠ عامًا، ولكن وقفنا لندفع فاتورة الإصلاح بسياسات حكومية فاشلة أدت إلى ارتفاع الأسعار، والغلاء الفاحش، بصورة لم يسبق لها مثيل، وفساد ما زال يضرب بجذوره فى كافة المصالح، ويحاول الرئيس معالجته برقمنة مؤسسات الدولة، ولكن هل يتم الإصلاح دون محاسبة أحد تسبب فى هذا الغلاء الفاحش الذى يزداد يومًا بعد يوم؟ هل نبنى بلدًا جديدًا دون محاسبة الفساد المستشرى فى المحليات، وغيرها من المؤسسات، الرئيس عندما وجه رئيس الوزراء، ووزيرى الكهرباء والمالية بمصارحة الشعب بحقائق انقطاع الكهرباء والأزمات التى تتعرض لها مصر خلال افتتاحات توشكى والعوينات، والخير القادم لمصر من الزراعة الحديثة والتنمية المستدامة، كان الهدف إعلام المواطن بما يحدث، وليس تحرك الحكومة الذكية بتصريحات إعلامية أنها تعتزم تحريك أسعار الوقود، والكهرباء، وهل هذا الوقت المناسب لمثل هذه التصريحات؟ وهل هذه التصريحات التى أعلنها رئيس الوزراء، تؤدى إلى إنجاز، أو تقدم ما فى علاقة الحكومة بالمواطن، وهل تعى الحكومة فى أى وقت تتحدث، ومتى تتحدث؟ وهل ترى الحكومة أن المواطن الذى يدفع فاتورة الإصلاح أصبح يتحمل إلى هذا الحد الذى تقصم فيه ظهره، فى ظل ارتفاع أسعار كل شىء، والرقابة الغائبة عن الأسواق، وهل الحكومة بذلك تقدم صك اعتمادها لفترة جديدة؟ أين مجلس النواب من تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة، اين طلبات الإحاطة والاستجوابات، انكم تهيلون التراب على إنجازات الرئيس بتصريحاتكم المستفزة للشعب، أليس من حق هذا الشعب محاسبة بل ومحاكمة هؤلاء المحتكرين، أليس من حق الشعب محاسبة كل من احتكر السلع الغذائية، والدواء، وأيضا اختفاء مستلزمات الدعامات، والقسطرة بمعظم المستشفيات!! إننى ايضًا أوجه حديثى لكل وزير، ومحافظ، ورئيس حى، هل عجزتم عن محاسبة من قاموا بل ويقومون حتى الآن بالتغاضى عن مخالفات البناء، وما رأيته فى زيارتى لمدينة كفر الدوار بالبحيرة يفوق الوصف، أين الرقابة، وأين لجان المرور على مخالفات المبانى؟ وهل يستمر التجار فى التلاعب فى الأسعار بهذه الصورة؟ إن مصر لا تحتاج إلى حكومة تفكر دائمًا فى زيادة الأعباء على المواطن، مصر تحتاج إلى حكومة اقتصادية تؤلف من رجال يعرفون كيفية تفكيك كل هذه الألغاز، وجنى ثمار الإصلاح الذى قام به رئيس يحارب طواحين الهواء لبناء مصر جديدة قوية يستحقها شعب صابر يستحق الحياة الكريمة!
︎شوارع وأنفاق الكورنيش وكبارى الإسكندرية.
ماذا يحدث فى الإسكندرية؟ تطوير كبير فى عروس البحر المتوسط يشرف عليه محافظ نشيط لا يجلس فى مكتبه، ولكن أمورا عديدة تحتاج إلى لجان رقابية تتعامل مع تركة الإهمال التى تتسبب فيها عدم رقابة المحليات فى الأحياء المختلفة، معظم شوارع سيدى بشر قبلى المقرر لها ميزانية رصف منذ سنوات لم ترصف حتى اليوم، معظم الشوارع تم حفرها من التليفونات، والغاز، والكهرباء، ولم يعاد الشىء إلى أصله، أين ذهبت هذه الأموال، اغلاق كوبرى محرم بك للصيانة، مع كوبرى العامرية، مع ايقاف قطار أبوقير، مع مشروع توسعة الكورنيش، كل ذلك فى وقت واحد، هل هذا معقول؟ أنفاق الكورنيش تعانى من الباعة الجائلين وعدم النظافة، هل قام رئيس حى بالتجول داخل الأنفاق ليرى بنفسه؟ لا توجد صيانة للطرق، محور المحمودية يحتاج إلى رقابة عن النظافة والإضاءة التى تقطع يوميا على معظم اجزائه، ومحور ابو ذكرى المشروع المبهر، التراب على أجنابه، ويحتاج إلى صيانة دائمة، وإلزام الشركات التى تكلفت بالتنفيذ بصيانة تلك الطرق لعدة سنوات، الكلاب الضالة انتشرت بصورة كبيرة، واسألوا عن أعداد المصابين يوميا دون تحرك من الصحة لأماكن تواجدها، شارع المركز الطبى ومديرية الأمن بسموحة هل هذا شارع يعتبر واجهة لمدخل المحافظة؟ وأخيرا هل لا يوجد حل للتوكتوك الذى أصبح كالوباء، ووصل إلى البحر بميدان محمد نجيب، وكل الشوارع الجانبية بطول البحر؟ إيه الحكاية؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد صلاح قلم رصاص الرئيس الشعب المصرى حياة كريمة
إقرأ أيضاً:
«الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
لم يعد الرأى العام المصرى يندهش أو حتى يهتز لأننا أصبحنا نبحر فى كل اللا معقَول بسبب الأحداث التى تفوق كل التوقعات والتكهنات وحتى الخيالات التى غالبًا ما تنتهى بسنياريوهات دمويه للعنف الأسرى أو بدافع الحب، هزت نسيج أسطورة المجتمع المصرى المتدين المعروف بالتدين والحياء، خلافات قد تكون تافهة تنسف كل المشاعر الإنسانية، وتدمير كلى وجزئى لكل أدبيات «العيش والملح»، والعشرة الطويلة على المرة قبل الحلوة.. الحقيقة المفزعة بأن هناك ظاهرة خطيرة بدأت تنتشر فى البيوت المصرية التى تحولت إلى قنابل موقوتة تسقط عند أول اختبار صعب للظروف المعيشية و«العيشة الضنك».. بسبب البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة الذى يمر بها، تدل بل تؤكد على هشاشة العلاقات الأسرية. وتبادل الأدوار فى تحمل المسئولية بين أزواج ضعاف النفوس ومنزوعى العلاقة الروحية والربانية التى توثق الأخلاق وتهذب النفوس بالخوف من الله والظلم... لتتحول كل المشاعر إلى نزعة انتقامية تنتهى برغبة أكيدة بالتخلص من كليهما،. غالباً ما تقع الزوجة الطرف الأضعف كضحيه لهذا الخلل..جرائم قتل بشعه تهز عروش السماء وينفطر لها القلب وتخرج عن كل التوقعات أو حتى ما يستوعبه المنطق والعقل..والأسباب تافهة الذبح هو سيد كل نزاع بين العاشقين أو الزوج والزوجه وأمام أعين أولادهم فاجعة بكل المقاييس، تزامنًا من تزايد وتيرة العنف بشكل غير مسبوق فى ظاهرة باتت تهدد المجتمع المصرى بشكل خطير، للأسف الإعلام والدراما الهابطة ساعد فى تأجيجها هذه الظاهرة.
فمنتهى الهدوء والثبات والثقة قام زوج ببث فيديو مباشر بـ «سيلفى» مع زوجته التى قطع راسها أمام بناتها الثلاث بعد ٩ سنوات من العشرة انتهت بمشهد انتقامى دموى.. وآخر سابق «بطلها» طبيب قتل زوجته الطبيبة وأطفاله الثلاثة ذبحا فى دقائق وسط بركة من الدماء..وفى شوارع الإسماعيلية جريمة هزت أنحاء المحافظة، بعدما أقدم الشاب عبدالرحمن نظمى، الشهير بـ»دبور»، على ذبح عامل وسط الشارع أمام أعين المارة باستخدام سلاح أبيض «ساطور». ولم يكتف الشاب بذلك، بل فصل رأس العامل عن جسده وتجول بها بين المارة فى مشهد مرعب وسط ذهول، إذ سجل مقطع فيديو قتل شاب لجاره وفصل رأسه بطريقة مروعة باستخدام سكين، وفى محافظة الغربية قام شاب بقتل أفراد عائلته بطريقة بشعة، قام بالتخلص من عائلته المكونة، من والدته وشقيقه وشقيقته ذبحا بالسكين، وإشعال النيران فى أجسادهم بمركز قطور ، مشاهد الذبح اليومية التى ملأت أسماعنا هنا وهناك لم تفرق بين الطبقات بل انها النهاية البشعة لكل فئات المجتمع سواء المثقفة أو حتى الأمية، فى ظل انتشار «السوشيال ميديا» وسرعة البرق فى نشر الأفكار المسمومة الذى تسبب فى انتهاك الخصوصية للمواطن المصرى البسيط «أبوضحكة جنان» الشهير بخفة الدم و»القفشات» التى يحول المواقف الصعبة إلى ضحكات وابتسامات.. للأسف لم يعد دمه خفيفًا بل أصبح دمه رخيصًا، وتنوعت الأسباب التى يرجع إلى غياب الوعى الثقافى والدينى، وتعاطى المخدرات الرديئة الصنع آلتى انتشرت حالياً فى السوق المصرى والتى تفتك بالعقل وتغيبه وأسباب كثيرة وخطيرة أهمها ضياع الوازع الدينى وانهيار الأخلاق والضغوط والتوترات الاقتصادية الباب الخلفى الذى أفرز مجتمعًا مضغوطًا نفسياً وعصبيا وجسدياً عجز عن توفير حياة كريمة، يمكن تلخيصها فى عدة عوامل متداخلة، إذ إن تدهور الأوضاع الاقتصادية من تضخم وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة، يعزز من مشاعر الإحباط والضغوط النفسية، مما يؤدى إلى تصاعد العنف كوسيلة للتنفيس عن الغضب. بالإضافة إلى ذلك يؤثر الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة على تزايد الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وضعف الخدمات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، يعمق الإحساس بعدم العدالة الاجتماعية ويزيد من السلوكيات العدوانية.، ولابد من وضع السياسات العاجلة وزيادة الوعى الثقافى والاجتماعى ونشر الخطاب الدينى، عدة عوامل حربية كخطة عاجلة لوقف نزيف وجراح مجتمع فى طريقه إلى الانهيار، إلى جانب تراجع القيم المجتمعية، أدى إلى تغيرات فى التركيبة الاجتماعية وانخفاض الوعى بالقيم الإنسانية والتسامح، زادت من انتشار السلوكيات العدوانية والعنف كجزء من سلوكيات الاحتجاج أو الدفاع عن النفس، إضافة إلى أن تعدد مصادر الأسلحة والمخدرات فى بعض المناطق يجعل العنف أكثر شيوعًا.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
[email protected]