الحرة:
2025-03-03@11:03:30 GMT

قمة صينية مع الزعماء العرب.. ماذا تريد بكين؟

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

قمة صينية مع الزعماء العرب.. ماذا تريد بكين؟

ترى الصين في تعرض الولايات المتحدة لانتقادات بسبب دعمها لإسرائيل في حرب غزة فرصة للعب دور أكبر في الشرق الأوسط وتقديم نفسها كقوة عالمية ودودة لحكومات المنطقة.

واستضاف الزعيم الصيني شي جين بينغ زعماء عرب في قمة بين الصين والدول العربية في بكين الخميس، في محاولة  للترويج لسياستها الخارجية لقادة المنطقة، وفق تقرير من صحيفة "وول ستريت جورنال".

ولكن على الرغم من رد الفعل السلبي ضد الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل، فقد أظهر الصراع في غزة أن واشنطن لا تزال القوة الأجنبية البارزة في الشرق الأوسط.

وبعد عام من التوسط في اتفاق تاريخي بين إيران و السعودية، كانت بكين خارج المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة وبقيت على الهامش حيث يتعرض طريق تجاري مهم عبر البحر الأحمر للنيران، وفق تقرير الصحيفة.

وفي افتتاح مؤتمر يوم الخميس بين الصين وجامعة الدول العربية، استغل شي خطابه الرئيسي للتأكيد على موقفه من الصراع في غزة. كما عاد إلى العلاقات التجارية طويلة الأمد على طول طريق الحرير القديم، ووعد بمساعدة ضيوفه على تعزيز التنمية الاقتصادية وإحلال السلام في المنطقة، مؤكدا دعم الصين لعقد مؤتمر سلام دولي لإنهاء الحرب في غزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.

ووضعت الصين نفسها بشكل متزايد كـ "قوة خير" في شؤون الشرق الأوسط، قوة تتصرف بمسؤولية في محاولة لتهدئة التوترات الإقليمية على النقيض من الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى التي تتهمها بكين بتفاقم الصراعات المحلية.

وقد مال المسؤولون الصينيون بشكل أكبر إلى هذا الدور منذ اندلاع حرب غزة العام الماضي، مما أدى إلى تكثيف التواصل الدبلوماسي مع العالم العربي.

ويقول محللون إن الاستياء في الشرق الأوسط من دعم واشنطن لإسرائيل يوفر فرصة للصين لتعميق العلاقات مع الشركاء الأميركيين التقليديين في المنطقة مثل مصر والإمارات.

ولم تبد بكين اهتماما بإزاحة واشنطن كقوة سياسية وأمنية في المنطقة، كما قال ستيفن رايت، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية في جامعة حمد بن خليفة في قطر.

وأكد غياب رد عسكري صيني على الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن على السفن في البحر الأحمر حقيقة أن بكين لن تحل محل واشنطن كضامن أمني في الشرق الأوسط، وفقا لأفنير غولوف، نائب رئيس منظمة مايند إسرائيل، وهي منظمة تقدم الاستشارات لمؤسسة الأمن القومي الإسرائيلية وصناع القرار.

وفي خطابه الخميس، ضاعف شي وعوده بالتعاون الاقتصادي مع الدول العربية، بما في ذلك الاستثمارات في الطاقة والتمويل والأمن الغذائي والذكاء الاصطناعي، والتي تم توجيهها من خلال مبادرة الحزام والطريق لتطوير البنية التحتية للتجارة العالمية.

كما تعهد شي بالتبرع بمبلغ 500 مليون يوان، أو ما يقرب من 69 مليون دولار، لدعم الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار بعد الحرب في غزة، بالإضافة إلى حزمة من 100 مليون يوان التزمت بها الصين في وقت سابق.

وتعتبر الدول العربية مجتمعة الصين أكبر شريك تجاري لها، حيث بلغت التجارة الثنائية 398 مليار دولار في عام 2023، ارتفاعا من 36.7 مليار دولار في عام 2004، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية الصينية.

ووقعت جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية البالغ عددها 22 دولة اتفاقيات للتعاون مع بكين في مبادرة الحزام والطريق.وتوسعت طموحات بكين في العالم العربي إلى ما هو أبعد من التجارة في السنوات الأخيرة.

وبالإضافة إلى التوسط في الانفراج المفاجئ بين السعودية وإيران في عام 2023، تودد المسؤولون الصينيون إلى الدول ذات الأغلبية المسلمة في الشرق الأوسط لتخفيف الانتقادات الدولية لجهود الحزب الشيوعي لاستيعاب الأقليات المسلمة قسرا في منطقة شينجيانغ الشمالية الغربية.

وفي أعقاب مؤتمر الخميس، أصدرت الصين وجامعة الدول العربية إعلانا مشتركا دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، ودعا إلى تنفيذ "حل الدولتين" لحل القضية الفلسطينية، وانتقد الولايات المتحدة لعرقلة محاولات منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

ويقول خبراء في السياسة الخارجية الصينية إن إيماءات بكين الدبلوماسية بشأن غزة تساعد في تعزيز صورتها كقوة عالمية مسؤولة.  على الرغم من أن هذه الجهود لم تفعل شيئا يذكر للمساعدة في حل الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط الدول العربیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

قراءات في لبنان الجديد

يذكّرني ما حصل ويحصل في لبنان، ولنسمِّه لبنان الجديد، بما كان يحصل في المراحل التمهيدية التي مهّدت لتحوّلات المنظومة الاشتراكية الطبيعية عبر الشاشات ومن الداخل شبه الجاهز وبعناصر مدرّبة وببرامج إعلامية. صحيح أنّ لبنان كان وتقدّم وقفز في الحريّة بشكلٍ هائل وجريء مثالاً للميديا ستيت إلى درجة أسميناه يوماً صاحب المقصلة التي تجرّأت على قطع رأس مونتسكيو القائل بأنّه السلطة الرابعة الخاضع للسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، لكنّ الصحيح أيضاً وأيضاً أنّ الحال يبدو اليوم في لبنان مضروباً بألفٍ ويوم، وبالأساليب والخطط والقرارات المصانة دوليّاً لإشباع العيون والآذان والإرادات دحضاً لكلّ تحريم أو إدانة أو حجب ما كان يُعرف بالمحرّمات. باتت المحرمات التاريخية وكأنّها هندسة المستقبل، وتحقيق السياسات والقرارات الدولية وأخواتها خروجاً نهائياً من التاريخ الدموي الثابت والمُكلف.
لطالما زُجّت الأنظمة والدول والعقائد في أتون من الصراعات بوقود وأساليب حامية كانت تُذكي النيران والحروب المحمولة Portable بالحقائب من وطنٍ إلى آخر كان أقصاها ما شهدناه عبر كوارث «ربيع العرب». كانت تلك بصفتها مقدّمات جاذبة مدروسة لفتح الشهية على المستقبل المرسوم. كلّ ذلك كان يقدّم بتهذيب دولي وصور فاتنة بهيّة، وعلى شكل هدايا ملفوفة بالأفكار المتغيّرة والمتحيّرة وبالأوراق والمشاريع والمبادرات التي كانت تشقّ الطريق نحو العرب ترقّباً لوعودٍ من الأمن والاستقرار والفهم التاريخي الجامع والخبير بشؤون العرب والمسلمين المستقبلية. جاء ذلك كلّه تحت عناوين وأفكار جاذبة تلقّفناها وحاضرنا بها في الجامعات وعلى الشاشات أهمّها: "نهاية التاريخ" ثم "الشرق الأوسط الكبير" وصولاً إلى "صراع الحضارات"، وغيرها من العناوين العالمية التي اجتاحت بمؤلفاتها المجتمعات والأذهان. هكذا نفهم ونقبل واعين وفقاً لمنطق الدبلوماسية الدولية الكبرى كيف تنقلب الأزمنة والأدوار والعصور لتنفتح على تقطيب الجراح الفلسطينية والعربية المُزمنة ليتمّ تجميلها بحروب قاسية ودموية مكلفة جدّاً كما حصل في لبنان تعقبها دبلوماسيات دولية إقليمية ناعمة جديدة وجريئة أو مفروضة سبق رسمها قبل حصولها فرضتها الاستراتيجيات الجديدة في معاقلها الدولية بعيداً من المواقف المنتظرة المتراكمة لدى تقدّم العرب الذين باتوا كما شعوب العالم ينهلون وقد لا يناقشون ذوبانهم الهائل في ماء العولمة.
نعم، يتأرجح لبنان الجديد الذي اعتبرته مثالاً متحيراً بين التطور والتنوع في صفوف الدول غير المستقرة، بينما تُقيم "إسرائيل" وتتقدّم في نصوص الدول الكبرى بماضيها وحاضرها تلويحاً بمستقبلٍ يحمل الملامح التي تتجاوز بكثير ما كان يُسمّى أو يُعرف بالملامح التطبيعية.
كيف أفسّر هذا؟
لطالما كانت إسرائيل سجينة القوسين تدليلاً على عدم الاعتراف بها. يكفي استرجاع النصوص القديمة والراهنة لماماً تأكيداً لهذا الأمر. المسألة أكثر من مقدّسة كانت ولربّما ما زالت تستل طهارتها من المقدس. كنت تقرأ فلسطين أو فلسطين المحتلّة أو الأراضي المحتلة أو الغاصب الإسرائيلي، إلى تسميات أخرى لا حصر لها تنزّ بالتراجع الخجول الملفوف بالحيرة والتخلّي الساكت، لكنّ الجرح الفلسطيني لم يلتئم حتى الأمس في غزّة وجنوبي لبنان لكأنه الجرح العربي التاريخي فكراً وموقفاً توسّع وتعسّل وانحصر سانداً ومسنوداً من إيران في جنوبي لبنان أخيراً، وكأنه لم ولن يعرف اليباس ولا حتى الاسوداد منذ 1948 حتى يوم 18 فبراير(شباط)2025 موعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني المدمّر الباحث عن المعمّر محتفظاً بخمس من التلال شمالي نهر الليطاني تطل على جنوبه في إسرائيل بانتظار تاريخ تطبيق القرار الدولي 1701 نهائياً وفق نصوصه الأممية المعقّدة، والذي اعتبر من أطول نصوص القرارات الدولية في تاريخ مجلس الأمن الدولي.

لنتذكّر أنّه منذ اتفاق كامب ديفيد وتداعياته في أوسلو ومؤتمر مدريد وصولاً إلى الغزو الأمريكي للعراق الذي عرّق التاريخ المعاصر، فاحت في الأجواء السياسية والإعلامية سيناريوهات تُبشّر بتجدد الكوارث الحاصلة في الخط الممتد بين النيل والفرات. إنّه الخط الممطوط نحو اليسار أو نحو اليمين وأقصى هندسته رسم المثلثات فوق رقعة الشرق لتتشابك وتتكامل لتؤلّف "موزاييك" من النجوم لتكتمل الحلقات عبرها، لتصل إلى نسيج البساط الدولي المفلوش فوق رقعة الشرق العربي.
لقد فات العديد من المفكرين العرب والباحثين أن دُور النشر العالمية والكتب والجامعات والخرائط أخرجت وتخرج من أدبياتها مفاهيم الحقوق والأوطان والمصطلحات القديمة في العصر الراهن، لتستبدلها بـ"الشرق الأوسط الجديد"، الذي غار لفترة لكنه لم يمُت أو يذوي بل يظهر قويّاً في زمن نسمع فيه وقع انكسار مصطلح "العالم الثالث"، وتفكك "العالم الثاني" اليوم أو ذوبانه في تجمّعٍ عالمي كبير تديره دول كبرى في تركيب العظمة المتجددة بين كبريات الدول في الشرق والغرب.

مقالات مشابهة

  • إيران: يمكن شراء الأمن من خارج منطقة الشرق الأوسط
  • إيران: الأمن في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتم داخلياً
  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
  • أحمد موسى: القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى.. وأتمنى خروج القمة العربية بقرارات واضحة ومحددة
  • جامعة الدول العربية تدعو لإدارة الموارد المائية بطريقة متكاملة وعادلة لضمان أمن المياه
  • ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
  • القضايا العربية والمتغيرات العالمية
  • قراءات في لبنان الجديد
  • إلى ماذا يسعى ترامب حقا في الشرق الأوسط؟
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظرائه في الدول العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان