لجريدة عمان:
2024-07-08@13:27:22 GMT

«ساهم».. المبادرة المُلتبسة

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

سأكون مجانبًا للحقيقة إذا قلت إنه لا ينبغي لي أن أكون قلقا كأب يرتبط ابنه بعقد عمل مؤقت لا يعرف ما مصيره ضمن ما أطلقت عليها وزارة العمل قبل عامين مبادرة «ساهم» كلما اقترب موعد انتهاء العقد.

مبعث هذا القلق أنه لم يخرج حتى اليوم مسؤول حكومي واحد ليقدم لنا صورة واضحة ومكتملة لنهاية هذه التجربة وما الخطوة القادمة في الوقت الذي تتأزم فيه ظروف الناس المعيشية بسبب الوضع الاقتصادي العام مع تراكم طبيعي لعدد الباحثين عن عمل.

لا يُنتظر من وضع غائم ومرتبك كهذا، إلا أن يُلقي بظلال قاتمة على الموظف «المؤقت» الذي يرى أن سنوات عمره تفرُ من بين يديه وهو عاجز عن وضع خريطة طريق لمسار حياته المستقبلية.

بطبيعة الحال تغيب عني وعن الكثيرين حقيقة الظروف التي تحُول دون تثبيت جميع المرتبطين بهذه العقود في الوظائف التي يشغلونها رغم أنهم لا يحصلون حاليا على مستحقات درجاتهم المالية التي تفرضها مؤهلاتهم الدراسية كاملة بل وتؤخذ من رواتبهم 40 ريالا تذهب لاقتطاعات الموظف.

تواصل فكرة التوظيف بعقود ثابتة للمستفيدين من مبادرة «ساهم» غيابها رغم القفزة النوعية التي يحققها الاقتصاد العماني وكمية الوظائف التي شغرت نتيجة حركة التقاعد في السنوات الأخيرة ورغم طرح بعض الوظائف بنظام «العقد الثابت»، وهذا ما أدخل الجميع في حالة من التأويل والتكهنات التي يتوجب إسكاتها.

ما يجعل الجميع متوجسا أن هذا الملف المهم لا يحتمل سوى ثلاثة سيناريوهات، يذهب الأول، إلى تمديد العقود لسنتين إضافيتين وما يعيب هذا التصور أنه سيُبقي على حالة القلق لدى المواطن وسيظل يدور في الدائرة المغلقة نفسها ويسأل نفسه هل ستكون هناك فترات ثالثة ورابعة و...؟ مع عجزه عن اتخاذ أي قرارات حياتية مصيرية.

ويذهب السيناريو الثاني، وهو الأسوأ إلى تسريح الموظف بعد انتهاء مدة التعاقد المُتفق عليها مع الوزارة وهو ما سيشكل كارثة حقيقية لا تُحمد عقباها ولا تؤمن نتائجها على كافة المستويات خاصة النفسية والاجتماعية، إضافة إلى الفراغ الذي ستُخلفه مغادرته بعد أن اكتسب خبرة عملية ليصبح مجددا في عداد الباحثين عن عمل.

أما أفضل التصورات وأكثرها واقعية وما يتمناه الجميع فهو الاحتفاظ بالمتعاقد لكن بنظام «العقد الثابت»، خاصة وأن البعض قدم نفسه كموظف مُستحِق للتوظيف نظرًا لما يمتلكه من تعليم كافٍ ومهارات لا غبار عليها مدفوعًا بروح الشباب والفكر المتطور والوعي والانفتاح على التقنية.

من أجل ذلك أرى أنه آن الأوان للحديث «نهارًا» وبشجاعة عن ميزات ومثالب مبادرة «ساهم» والتخلي عن سياسة «الصمت والحذر» في تناولها والسير باتجاه اتخاذ خطوات حقيقية لإغلاق ملفها وتذكُر أن التوظيف هو حق لكل مواطن وطريقه الأمثل نحو تحقيق الاستقرار النفسي والأسري وباعتباره محفزا قويا لتنشيط حركة الاقتصاد المحلي بداية بشراء المركبات وانتهاء ببناء المنازل وتعزيز القوة الشرائية.

النقطة الأخيرة..

يقول دوستويفسكي:

«أنا لا أعيش يومي، إنما أنجو منه

فقط».

عُمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الداخلة.. انطلاق أشغال الدورة السابعة لـ منتدى المغرب اليوم

انطلقت، اليوم الجمعة بالداخلة، أشغال الدورة السابعة لـ "منتدى المغرب اليوم"، بمشاركة شخصيات وطنية ودولية، بينها العديد من صناع القرار والدبلوماسيين والفاعلين الاقتصاديين.

 

ويهدف هذا الحدث الدولي، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف مجموعة (لوماتان) بشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي ومجلس جهة الداخلة - وادي الذهب، إلى مناقشة الإمكانيات والوسائل التي يجب اعتمادها، والتحديات التي يتعين رفعها من أجل تنزيل الرؤية الملكية لتنمية الواجهة الأطلسية لإفريقيا وولوج دول الساحل إليها.

 

ويتوخى هذا المنتدى، المنظم على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش المجيد، في موضوع "إفريقيا الأطلسية، من أجل منطقة قارية مندمجة، شاملة ومزدهرة"، تعبئة جميع الفاعلين المعنيين بهذه الرؤية الملكية ومناقشة الإمكانيات والوسائل اللازمة والتحديات التي يتعين رفعها من أجل تنزيلها، بهدف صياغة توصيات سيتم تدوينها في "كتاب أبيض".

 

وسيناقش المشاركون في النسخة السابعة من المنتدى ثلاثة محاور رئيسية، وهي "المبادرة الأطلسية كاستجابة لتطلعات شعوب القارة"، و"خارطة الطريق لتنزيل عرض المغرب بالنسبة للقارة"، و"المبادرة الأطلسية كشكل من أشكال التعاون المتجدد جنوب-جنوب".

 

وستتميز الجلسة الختامية لهذا الحدث الدولي باعتماد "إعلان الداخلة" حول المبادرة الأطلسية.

 

ويعرف هذا المنتدى مشاركة، على الخصوص، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، والسفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال، ووالي جهة الداخلة – وادي الذهب، عامل إقليم وادي الذهب علي خليل، وسفير المملكة بواشنطن يوسف العمراني، ورئيس المجلس الجهوي الخطاط ينجا، وعدد من الوزراء الأفارقة.

 

مقالات مشابهة

  • دراسة سعودية: قطاع البناء والتشييد ساهم بنحو 11.3% من الناتج المحلي غير النفطي
  • خسائر الدولار تتراكم بعد بيانات الوظائف الأمريكية
  • مسؤولون: حجم الدمار في غزة ساهم على الأرجح في دفع حماس إلى تخفيف مطالب وقف إطلاق النار
  • ما الإجراءات القانونية التى تقوم بها النيابة الإدارية خلال التحقيق
  • تفعيل انضمام بلدان الساحل إلى المبادرة الملكية الأطلسية قد بدأ بالفعل
  • أستاذ العلوم السياسية: الحوار الوطني ساهم في تقريب وجهات النظر
  • الداخلة.. انطلاق أشغال الدورة السابعة لـ منتدى المغرب اليوم
  • هل ساهم اتحاد التأمين في تحقيق رؤية مصر 2030؟.. بيان رسمي
  • أحمد عبد العال يكتب: «حياة كريمة».. نموذج رائد لتحقيق التنمية
  • الوزير لقجع: القانون التنظيمي للمالية ساهم في الارتقاء بدور قانون التصفية إلى المساءلة حول جدوى الإنفاق العمومي ونجاعة السياسات