لجريدة عمان:
2025-02-03@20:23:37 GMT

التاريخ في حياة الشعوب

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

التاريخ في ثقافة المتخصصين يعني (الزمن)، وقد تباينت الآراء حول تعريفه، واختلف المؤرخون حول معنى (تاريخ)، فالبعض اعتبره لفظا عربيا، والبعض الآخر يرى أنه كلمة وفدت إلينا من اللغات الساميّة وقد عُربت عن الفارسية، والتي وردت فيها بمعنى (ماء روز) أي بداية ظهور الهلال، بعدها انصرف المعنى إلى مجمل الأحداث التاريخية، وهو المعنى الذي استخدمه العرب للدلالة على معرفة أحداث الماضي، ومحاولة كشف وقائعه، وهي معان لا تختلف كثيرا عما ورد في الثقافات الأوروبية، التي استخدمت الأصل اليوناني (History)، وقد استخدمها الفلاسفة والمؤرخون الأوروبيون في تسجيل أحداث الماضي في محاولة لفهمه بعكس القصص والأساطير التي أسقطها المؤرخون الأوروبيون من حساباتهم منذ فترة مبكرة من عصر النهضة الإيطالية، ووضعوا فروقا واضحة ما بين الأساطير وبين التاريخ باعتباره مجالا فسيحا لدراسة سيرة الإنسان وأحواله في شتى مناحي الحياة، بعد أن تبين لهم حقيقة تلك الأساطير التي شاعت في أوساط العامة والدهماء خلال العصور الوسطى، وقد كشفوا عن التاريخ بمعناه الحقيقي، وتبين لهم معناه وفلسفاته من خلال المؤرخين والفلاسفة الذين استقوا معارفهم من القراءة في الثقافتين الإغريقيّة واللاتينية، وقد تبين لهم ما ورد في هذا التراث من خرافات أضرت الناس في حياتهم وفي عقيدتهم.

أدرك ابن خلدون ( ١٣٣٢-١٤٠٦م ) أهمية التاريخ، ليس باعتباره قصصا وحكايات وإنما باعتباره علما يتحرى معرفة الحقيقة، ويرصد مكمن الخطأ والصواب في مسيرة الحضارة الإنسانية، حيث يقوم على النظر والتحقيق ورصد الظواهر الإيجابية والسلبية والتعرف على مختلف النشاط الإنساني، وتسجيل الظواهر السلبية والإيجابية والكشف عن أسبابها، والتاريخ كما يراه ابن خلدون علم أصيل عريق قوامه الحكمة التي تعني في الثقافة العربية أسمى درجات المعرفة، ولعل ابن خلدون هو أول من قال بهذا، حتى قبل المؤرخين الأوروبيين حينما أدرك المعنى الحقيقي للتاريخ، ليس باعتباره ترفا وإنما باعتباره ضرورة حضارية وإنسانية، المقصود منها معرفة مسيرة الحضارة الإنسانية، فضلا عن أهمية الوقوف على تاريخ عمران الأرض، وبهذا يكون الرجل قد سبق غيره في معرفة التاريخ كعلم، وإدراكه لأهميته الحضارية في خدمة البشرية.

يعد التاريخ بمثابة سجل يرصد الأحداث وليس الحوادث نفسها، لذا (فالتأريخ) مصطلح يعني صناعة التاريخ والوقوف على معرفة وقائع الماضي وتفسيره، وهي مهمة جليلة يتولاها العلماء وفلاسفة التاريخ الذين جعلوا منه علما يستهدف استعادة الماضي والنظر في الأفكار والسياسات التي يحققها البشر وفقا للمنهج العلمي الذي اصطلح عليه العلماء، وهناك فرق كبير بين كلمة التاريخ، وهو المعنى الذي يرصد الوقائع ويسجل الأحداث منذ الأزمان السحيقة، وبين كلمة (تدوين التاريخ)، وهو المصطلح الذي يُعنى بتفسير الوقائع وتحليلها ونقدها والسعي نحو معرفة العوامل التي تسيَّر حركتها، كما أن هناك فرقا بين مصطلح (تاريخ) ومصطلح (تأريخ)، فالأخير يُقصد به تسجيل الأحداث بكل وقائعها وجهد المؤرخين في تسجيل ودراسة هذا الماضي الذي ربما لا نملك عليه دليلا واضحا.

الإنسان هو صانع التاريخ وهو مؤسس الحضارة، ولولا الإنسان منذ وجوده على الأرض ما وجد التاريخ له مجالا، لذا بدأ تاريخ الحضارة الإنسانية منذ وجد الإنسان وتفاعله مع جميع المنجزات الحضارية، وهي محصلة لخبرات الإنسان وارتباطه بماضيه وبيئته الجغرافية والاجتماعية، لهذا تفاوتت الحضارة بين بني البشر رغم أنهم يعيشون على كوكب واحد، والاختلاف بين المجتمعات في صناعة التاريخ يعد أمرا محسوما بحكم الفروق الجغرافية والبيئية، ونلاحظ بشكل واضح أن الدول التي تقع على شواطئ البحار والمحيطات وطرق المواصلات كانت هي الدول التي أسست بشكل كبير كل الحضارات القديمة، حينما كان البحر والمحيط هما الوسيلتان الأهم في تبادل التجارة والاحتكاك بين الشعوب، بعكس ما يحدث في واقعنا المعاصر، فقد تنوعت وسائل الاتصال البري والبحري والجوي والإلكتروني، ولم تعد الجغرافيا عائقا في إشراك الجماعات الإنسانية في صناعة الحضارة.

غالبا ما يتردد في أدبيات الكتابات التاريخية وعبر وسائل الإعلام كلمة الدول المتحضرة، ويقصد بها الدول التي أقامت حضارات متعاقبة سجلها التاريخ ووثق قصص نجاحاتها، وهو قول يجافي الحقيقة، فكل الدول متقدمة أو متخلفة جميعها لها حضارة تختلف قوة أو ضعفا، لكنها جميعا، غنية أو فقيرة نامية أو متقدمة جميعها تملك حضارة، بما في ذلك الدول الفقيرة، فهي تملك من الحضارة ما يعينها على معاشها في مأكلها ومشربها ومسكنها وسبل عيشها، وغالبا إذا ما أتيح لها أن تحظى بحكم رشيد فإنها تتسابق في اللحاق بالدول المتقدمة، والأمثلة على ذلك كثيرة في عالمنا المعاصر.

العامل الأهم في صناعة التاريخ والحضارة الإنسانية هو الإنسان الذي يملك العقل والتفكير الحر المنظم، الذي يعول عليه في صناعة التاريخ أو الحضارة، وفي عالمنا المعاصر تجاوزت المجتمعات الرشيدة الجمود الفكري والمفاهيم الدينية والاجتماعية الخاطئة، وأخضعت كل شيء للنقد والتحليل، بعد أن قطعت الإنسانية شوطا كبيرا في صناعة تاريخها وحضارتها، وراحت الدول والشعوب تتسابق نحو المعارف الجديدة والقواعد الحاكمة للدول التي نهضت والأخرى التي تراجعت، فضلا عن إعلاء قيمة الإنسان باعتباره الصانع الحقيقي للحضارة، رغم ما يروج له بعض الأوروبيين بأن شعوبا بذاتها مؤهلة لصناعة حضارتها وتاريخها، بينما هناك أجناس أخرى لا تملك مقومات الإندماج والتكيف واستيعاب منجزات الحضارة المعاصرة، وقد تبين من الواقع المعاش أن انفراد جنس بذاته في صناعة الحضارة هو قول يجافي الواقع، بعد أن كانت شعوبا تُصنف وفق أعراقها وألوانها وأجناسها ودينها باعتبارها شعوبا عصية على التقدم، وقد تبين من الواقع خلال نهايات القرن الحادي والعشرين وبداية القرن الثاني والعشرين أن كثيرا من هذه الدول قطعت شوطاً عظمياً في صناعة تاريخها وحضارتها، وهي حقيقة تفند مقولات البعض بهذا الشأن.

إن القول بتفاضل الأجناس وتباينها بالذكاء والكفاءة والقدرة على بناء الحضارات كان سببا كافيا لوقوع الكثير من المآسي التي أدخلت البشرية في أُتون صراعات، فالحقيقة العلمية المؤكدة أن كل الأجناس متحضرة، وكل الشعوب تملك مقوماتها الحضارية كبيرة أو متواضعة، ومن الخطأ الذي روج له المستعمرون دائما فكرة الفروق بين من تقدموا أو تخلفوا، فلكل جماعة إنسانية تاريخها وحضارتها بصرف النظر عن مستوى تلك الحضارة، ولعل من المؤكد أن الدول ذات الحضارات الكبيرة كانت سببا في ضعف وإفقار الدول الضعيفة.

وعلى الرغم من الفوضى القائمة الآن في العالم المعاصر، والدخول في صراعات إقليمية ودولية وتفاقم المشاكل بين من روجوا لفكرة أنهم صناع الحضارة، وبين دول فقيرة راحت تنهض وفق ظروفها الاجتماعية والسياسية المعقدة، لكن المحصلة النهائية أن الحضارة الإنسانية هي فعل جماعي يشترك فيه المتقدمون والمتخلفون، لأن الجميع مشتركون في الجماعة الإنسانية صانعة التاريخ والحضارة.

د. محمد صابر عرب أكاديمي وكاتب مصري

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحضارة الإنسانیة صناعة التاریخ فی صناعة بین من

إقرأ أيضاً:

الرحبي : عمان من الدول التي تبنت سياسات في مجالات التنمية المستدامة ضمن رؤيتها لعام 2040


 

نظم المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة اليوم، ندوة بعنوان "استراتيجيات الدمج الثقافي..مصر وعمان نموذجًا"، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 بمركز مصر للمعارض الدولية بمحور المشير في التجمع الخامس.

جاءت الندوة بحضور الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس، وعدد من الشخصيات الهامة، وعلى رأسهم السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عمان، والكاتبة فاطمة المعدول التي تأتي شخصية المعرض لهذا العام، والدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، والفنانة التشكيلية أمنية السيد، والعازفة نيرة عصام، كما جاءت الندوة بمشاركة عدد كبير من الشخصيات العامة، زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب عامةً، والأشخاص ذوي الإعاقة خاصةً.

استعرضت الندوة استراتيجيات الدمج الثقافى في مصر وعمان وعلاقته بأهداف التنمية المستدامة، وتناولت السياسات والاستراتجيات الثقافية التى تنتهجها الدول فى مجال دمج الأشخاص ذوى الاعاقة، مستعرضة دور الدمج الثقافى فى تحقيق العدالة الثقافية، وناقشت خصوصية التخطيط للأنشطة الثقافية الدامجة، والتحديات والفرص والخطط المستقبلية للدمج الثقافى.
 

أعربت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، عن سعادتها بتنظيم مثل هذه الندوة بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان وووارة الثقافة والهيئة العامة المصرية للكتاب، لافته 15% من إجمالي تعداد سكان مصر من الأشخاص ذوي الإعاقة، الأمر الذي يدل على أنهم شريحة كبيرة من المجتمع، لذلك كرست الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، جهودها للإهتمام بحقوقهم والعمل على تعزيزها من خلال مجموعة من القوانين والإجراءات والاستراتيجيات المتنوعة لضمان دمجهم وتمكينهم، والقضاء على كافة أشكال التمييز.
 

أوضحت "كريم" خلال كلمتها في الندوة، أن ملف الثقافة والفنون هو بمثابة قوى ناعمة، تسهم في تحقيق الدمج المجتمعي للأشخاص ذوي الإعاقة، لافته أن مصر وقعت اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهناك 9 مواد في الدستور تنص على هذه الحقوق، وقانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم (10) لسنة 2018، الذي نص في المادة رقم (40) منه على إتخاذ التدابير اللازمة لضمان مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الثقافة والفنون، والعمل على دمجهم في هذه الأنشطة.

أضافت أن القانون رقم 178 لسنة 2020، الذي نص على تعديل بعض أحكام قانون حماية حقوق الملكية الفكرية، وضع ضوابط حماية الحقوق الفكرية للأشخاص ذوي الإعاقة، الأمر الذي يؤكد على إلتزام الدولة برعاية الأشخاص ذوي الإعاقة وفتح المجال لقيد تصرفاتهم الواردة على المصنفات، والأداءات، والتسجيلات الصوتية، والإذاعية الخاضعة لأحكام قانون حماية الملكية الفكرية، ونص القانون على إعفاء من هم دون سن واحد وعشرين عامًا والأشخاص ذوي الإعاقة من رسم القيد.

 

تابعت أن المجلس يعمل على إتاحة جميع البرامج في المجالات المختلفة، لاسيما الثقافية منها للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بلغة الإشارة، وكذلك بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية المختلفة بالدولة لإتاحة المواد والنصوص المكتوبة بطريقة برايل للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، لافته أن المجلس قام بتوقيع بروتوكول مع وزارة الثقافة منذ 3 سنوات للعمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المجال الثقافي، منها مشروع "حرفتنا من تراثنا"، التي تشجع فكرة العمل الحر، وتعمل على تحقيق الاستقلالية لهذ الفئة، وتوعية مقدمي الخدمة الثقافية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وآداب التعامل معهم، كما يتعاون المجلس مع الوزارة في "جائزة الدولة للمبدع الصغير 2025" التي تأتي تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، قرينة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، و"تمنح الجائزة في  ثلاثة مجالات، هي: الأدب، ويشمل «القصة- الشعر- التأليف المسرحي»، والفنون، و تشمل  «الرسم- العزف- الغناء»، والإبداع والابتكار، ويضم «التطبيقات والمواقع الإلكترونية- الابتكارات العلمية»، مؤكدة أن هذا التعاون جاء لإيمان المجلس الشديد بأهمية الثقافة والفنون، في احداث تغيير في المجتمع، وتقديم قضاياه المختلفة بشكل جذاب ومميز.

 

من جهتها قال السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عمان في مصر، 
أن سلطنة عمان من الدول التي تبنت سياسات دامجة في مجالات التنمية المستدامة، ووضعت قضايا الإعاقة ضمن رؤية عمان 2040. وقد تجلت هذه الجهود في عدة محاور، منها الإطار التشريعي والمؤسسي، فصدرت عدة قوانين تدعم حقوق ذوي الإعاقة، منها ما يضمن مشاركتهم في الفعاليات الثقافية والفنية، ودمج قضايا الإعاقة في استراتيجيات التنمية الثقافية والتعليمية، والمبادرات والبرامج الثقافية، دعم الفعاليات والأنشطة التي تعزز مشاركة ذوي الإعاقة، مثل معارض الفنون التشكيلية، والمهرجانات الأدبية، والمسرح الدامج.، وكذلك تشجيع دور النشر على توفير الكتب بطريقة برايل أو الصوتيات لذوي الإعاقة البصرية، وإتاحة المكتبات العامة لتكون دامجة لذوي الإعاقة من خلال تجهيزاتها وبرامجها، بالإضافة إلى دور المؤسسات والمجتمع المدني، ودعم الجمعيات الثقافية والمؤسسات غير الربحية التي تعمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في الفنون والآداب، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل المشاريع الثقافية الموجهة لذوي الإعاقة.

أشار "الرحبي" خلال كلمته في الندوة، أن سلطنة عمان ملتزمة بالعديد من الاتفاقيات الدولية التي تعزز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المجال الثقافي، كاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD) التي تنص على حقهم في المشاركة في الحياة الثقافية والفنية، وأهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي تؤكد على تحقيق مجتمعات دامجة للجميع بحلول عام 2030، مضيفًا أن السلطنة عززت هذه الالتزامات بمشاركتها في المنظمات والفعاليات الثقافية الدولية، حيث تطرح قضايا الإعاقة كجزء من استراتيجياتها الثقافية.

تابع أن الاهتمام بحقوق ذوي الإعاقة لا يقتصر على الجوانب التشريعية والتنموية، بل يمتد إلى المبادرات المجتمعية التي تعكس وعي القيادة والمجتمع بأهمية هذه القضية، وهنا لا يمكننا أن نغفل الدور الكبير الذي تلعبه السيدة الجليلة عهد بنت عبد الله البوسعيدية، حرم جلالة السلطان، حيث قدمت دعمًا ملحوظًا لهذه الفئة، من خلال رعاية البرامج التعليمية والتأهيلية لذوي الإعاقة، ودعم المبادرات الثقافية والفنية التي تدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وتسليط الضوء على قضايا الإعاقة في المحافل الرسمية والمناسبات الوطنية.

استطرد "عبد الله الرحبي" سفير سلطنة عمان، أن تحقيق العدالة والدمج المجتمعي في الثقافة، مرهون بتبني استراتيجيات متطورة تشمل إدماج مفهوم الثقافة الدامجة في المناهج التعليمية، بحيث يتم تعزيز الوعي منذ الصغر، وإنشاء منصات إلكترونية دامجة توفر محتوى ثقافيًا متاحًا للجميع، لا سيما للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في التنقل، وكلك العمل على دعم الفنون الدامجة مثل المسرح والموسيقى التي تشمل ذوي الإعاقة وتبرز مواهبهم، وتعزيز الإنتاج الإعلامي الدامج الذي يقدم محتوى يعكس واقع ذوي الإعاقة بإيجابية.
 

فيما قالت الكاتبة فاطمة المعدول شخصية المعرض لهذا العام، أنها عملت على العمل في ملف الإعاقة منذ بداية فترة الرئيس الراحل حسني مبارك، لكن لم يكن هناك إهتمام بهذ بالأشخاص ذوي الإعاقة، ثم بدأت في التسعينات في التعاون مع مجموعة من السيدات في إنشاء جمعية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، على غير المألوف حيث كان وقتها الإهتمام متجه نحو الإعاقة الحركية، لافته أنها عملت 10 عروض وقتها في قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي، وألفت بالإضافة لكتاب "شريف البطل" 10 كتب عن للأشخاص ذوي الإعاقة، منهم كتب خطوط ودوائر، والدائرة الزرقاء والدنيا بكل الألوان، وقطعة من السماء، وكما ألفت ٦ كتب بأيدي الأشخاص ذوي الإعاقة، وهناك 10 مسرحيات تم عملها في هذا الشأن.
 

أضافت الكاتبة فاطمة المعدول خلال كلمتها في الندوة، أن القصور الثقافية والثقافة الجماهيرية أثرت بشكل كبير في حياتها، وعملت على نقلها في الفترات الزمنية المتلاحقة التي شاركت في العمل فيها فيما بعد، لافته أن العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة انعكس على حياتها بالحب والوفاء، لافته أن هناك 10 عروض في الثقافة الجماهير يمكن العمل على تصويرها من خلال التعاون مع المجلس.
 

من ناحية أخرى أكد الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، أن  وزارة الثقافة وجدت أن هناك تغيير ملموس من خلال مشروع "حرفتنا من تراثنا" الذي تتعاون فيه مع المجلس، لافتًا أن هناك برامج ومشروعات أخرى في هذا الشأن تقوم بها الوزارة، موضحًا أنه يأمل في استمرار التعاون مع المجلس ، للعمل على الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة والجمعيات الخاصة بهم على مستوى كافة أنحاء الجمهورية،

أضاف "قانوش" خلال كلمته في الندوة أن هناك  مسابقة للمواهب الذهبية، وورش الفنون الأدائية التي تقدمها الوزارة من خلال صندوق التنمية الثقافية، والعديد من البرامج الثقافية التي يتم تنفيذها في محافظات مختلفة، منها محافظة الإسكندرية.
 

فيما قالت الفنانة التشكيلية أمنية السيد، أنه يجب على الأشخاص ذوي الإعاقة تجاوز مرحلة صعوبات الإعاقة، من خلال البدء في تحقيق أحلامهم، لافته أنها عملت في مجال الإعاقة منذ عام 2014 عقب تعرضها لحادث الذي أدى إلى حدوث إعاقة لها.
 

أوضحت "أمنية السيد" خلال كلمتها في الندوة، أنها حصلت على رسالة ماجستير من جامعة حلوان في مجال دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بعنوان "الحالات الخاصة في فن تصوير الإنسان منذ الحضارة المصرية القديمة حتى أوائل القرن الواحد والعشرين"، التي تتناول الأشخاص ذوي الإعاقة في العصور المصري القديم والإغريقي والروماني والقطبي والإسلامي، والدمج الذي حدث في هذه العصور.

وشهد ختام الندوة عزف منفرد من قبل الفنانة نيرة عصام من ذويالإعاقة الذهنية "داون ساندروم"، وإهداء درع المجلس للسفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عمان، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية المعرض لهذا العام، والدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، والفنانة التشكيلية أمنية السيد، والعازفة نيرة عصام.

مقالات مشابهة

  • انتكاس فرنسا في إفريقيا
  • الرحبي : عمان من الدول التي تبنت سياسات في مجالات التنمية المستدامة ضمن رؤيتها لعام 2040
  • وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»
  • البرلمان العربي يدعو لتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية
  • سنرد بالمثل.. تنسيق بين الدول التي فرض ترامب رسوماً غير قانونية بحقها 
  • البرلمان العربي يدعو لتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي
  • الإتحاد البرلماني العربي يرحب بإنشاء مجموعة لاهاي
  • لازم تقيف ..طالما استخدمت قحتقدم هذا الشعار بالتزامن والتناسق مع الإرهاب الذي يمارسه حلفاؤهم
  • الأبراج التي لا تناسبها حياة العزوبية
  • وزير السياحة: تاريخ مصر والعراق ساهم في تطور الحضارة الإنسانية