المملكة تحقق جائزة التميز في الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في رفع جودة بيانات الوفيات
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
جنيف : البلاد
حصلت المملكة العربية السعودية على جائزة التميّز في الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في مجال رفع جودة بيانات الوفيات، وذلك تتويجاً لما أنجزته في سجل الوفيات، وذلك بحضور المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ونخبة من القادة الصحيين العالميين بجنيف.
ويمثل حصول المملكة على الجائزة شهادة على جهود وزارة الصحة والتحسينات المهمة التي حققتها في مجال الصحة العامة والإحصاء الحيوي، لا سيما في اكتمال ودقة تسجيل بيانات الوفيات الوطني، مما عزز من تخطيط الصحة العامة، وصياغة السياسات وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، مما جعله حجر الزاوية لصنع القرار القائم على الأدلة والبراهين والتقدم نحو الأهداف الصحية الدولية، وجعل نموذج المملكة في إدارة تسجيل بيانات الوفيات من النماذج التي يُستدل بها عالمياً.
وشهِد نظام تسجيل الوفيات تطويراً شاملاً، ومواءمات متعددة مع الجهات ذات العلاقة، كما تضمن تحديثاً لنظام النموذج الطبي الخاص برصد أسباب الوفيات، مما أسهم في رفع جودة بيانات الوفيات في المملكة من خلال متابعة تسجيل أسباب الوفيات وإكمال السجل الطبي لجميع حالات الوفيات في جميع المنشآت الصحية في المملكة عن طريق إنشاء لوحات بيانات تتابع مستوى التزام تلك المنشآت لإكمال السجل الطبي، كما أثّر النظام على نظام تسجيل الوفيات والإحصاءات الحيوية بشكل كبير، حيث شهد زيادة كبيرة في اكتمال ودقة تسجيل الوفيات من اكتمال 40٪ وجودة 15٪ إلى اكتمال 100٪ وجودة 96٪ , حيث عززت قدرات جمع البيانات في الوقت الفعلي للنظام مما سمح باكتشاف أسرع لأنماط الوفيات وتخصيص موارد أكثر فعالية للوقاية منها؛ وبذلك أصبح من الممكن تحديد وتحليل مسببات الوفيات بشكل أدق
وأسهم مشروع تحسين جودة البيانات للوفيات في رفع دقة العديد من المؤشرات الصحية الدولية للمملكة، خاصة تلك المتعلقة بمتوسط العمر المتوقع، والوفيات الناجمة عن الحوادث، والأمراض المزمنة، وهذا سيتيح تحسين السياسات الخاصة بالصحة العامة، وتكوين اللجان والفرق المختصة بالوزارة وهيئة الصحة العامة لمتابعة الأمراض الأكثر شيوعاً لوضع الخطط الصحية والبرامج الوقائية المناسبة للتقليل من انتشار الأمراض والمساعدة على اتخاذ تدابير وقرارات مُستنيرة تسهم في تعزيز الصحة العامة وصياغة السياسات الوقائية، بما يسهم في تقليل عدد الوفيات من الأمراض غير المعدية، وزيادة متوسط العمر المتوقع للفرد بالمملكة إلى 80 عاماً كأحد مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وقد تسلمت الجائزة من منظمة الصحة العالمية لمؤسسة الإمارات العربية المتحدة الصحية الدكتورة مرام بنت عبد المحسن العتيبي، الرئيس التنفيذي لمركز الخدمات الصحية المساندة نيابة عن المملكة، حيث تمنح الجائزة للأفراد أو المنظمات أو الجهات غير الحكومية، بهدف تكريم المساهمين في تطوير النظام الصحي.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية الصحة العالمیة الصحة العامة
إقرأ أيضاً:
صراع مرير لتسجيل شهداء غزة.. «السيستم» لم يستوعب جميع الوفيات ودراسة تفجر مفاجأة
نشر باحثون بمجلة «لانسيت» الطبية منذ أيام قليلة، تحليلًا جديدًا كشف أن عدد شهداء غزة الحقيقي يزيد عن الأرقام المعلنة من وزارة الصحة الفلسطينية بحوالي 40%، ومؤكدين أنهم اعتمدوا في الدراسة على الفترة من أكتوبر 2023 ويوليو 2024، لكن، كيف توصلوا إلى هذه النتيجة؟
استخدم مؤلفو الدراسة تحليل اسمه «الالتقاط وإعادة الالتقاط»، وأجراه باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي بجامعة لندن، واستغرق العمل عليه 4 أشهر تقريبًا.
«الوطن» تكشف.. كيف توصل الباحثون إلى نتيجة الدراسة؟تواصلت «الوطن» مع مؤلفو الدراسة للحديث حول كيفية استخدام التحليل وطريقة الوصول إلى حصيلة شهداء قطاع غزة الحقيقية.
تقول الدكتورة زينة جمال الدين، أستاذ مساعد بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي وأحد أبرز المشاركين في الدراسة، إنه مع بداية الحرب في غزة كانت أسماء الشهداء والضحايا ومستنداتهم متوفرة وواضحة وتستطيع الوزارة تسجيل كل شخص، لكن مع الاستهداف الإسرائيلي للمستشفيات أصبح الوضع أكثر صعوبة وسوءًا، وتحول تسجيل الضحايا إلى «صراع مرير».
تضيف، خلال حديثها لـ«الوطن»: «نظام تسجيل المعلومات في غزة أصبح غير متصل، ومع كثافة القصف الإسرائيلي أصبح هناك أعداد كثيرة تحت الأنقاض، وأناس تموت وتُدفن في بيوتها، ومن الصعب الوصول إليهم، ولم يتم تسجيل هؤلاء بسجلات وزارة الصحة، لذلك قررنا العمل على الدراسة ومعرفة عدد الضحايا في حرب غزة، وتمت بمشاركة الباحثين وقدمناها لمجلة لانسيت وتم مراجعتها من علماء آخرين لتأكيد المعلومات قبل النشر».
تحليل «الالتقاط وإعادة الالتقاط»استخدم الباحثون تحليل «الالتقاط وإعادة الالقتاط»، وذلك عن طريق تجميع 3 لوائح، الأولى خاصة بأسماء كل من وصل إلى المستشفيات واستشهد، ولائحة ثانية عبارة عن استمارة تمت كتابتها بواسطة الفلسطينيين الذين توفى أشخاص من عائلتهم، واللائحة الثالثة عن طريق تجميع بيانات من مواقع التواصل الاجتماعي لأسماء من توفى.
تقول «زينة»: «استهدفنا الوصول إلى عدد الوفيات في أكثر من لائحة في نفس الوقت، ومن هذه المعلومات نستطيع معرفة عدد من توفوا ولا يوجد تفاصيل عنهم، وبمعنى أدق إننا من خلال الأشخاص المتوفر معلومات عنهم نستطيع معرفة عدد الناس غير المتوفر أي معلومات عنهم»، لافتة إلى أن هذه الطريقة استُخدمت في عدة بلدان لمعرفة إحصائيات عدد الموتى في الصراعات والحروب، مثل كولومبيا.
توصلت الدراسة إلى أن العدد الفعلي للوفيات يتراوح بين 55298 و78525 شهيدًا، وبحساب متوسط التقديرات فإنه حوالي 64 ألف شهيد.
الأكثر تأكيدًا.. عدد الشهداء بين 55 و78 ألفوتضيف: «نحن واثقين بنسبة 95% إن الأرقام ما بين 55 ألف و78 ألف، والرقم المتوسط هو 64 ألف، نمتلك دقة عالية، وبالطبع هناك نسبة شك لأن وضع المستشفيات في غزة صعب».
إجراء الدراسة في أوقات فراغ الباحثين دون مصادر تمويليقول فرانشيسكو تشيتشي، عالم الأوبئة المتخصص في الصراعات والأزمات الإنسانية وأستاذ في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي والذي شارك في إعداد الدراسة، إنه تم إجراء الدراسة في وقت فراغ الباحثين دون مصدر تمويل، واستغرق الأمر حوالي 3 إلى 4 أشهر.
الهدف من الدراسة، كان التوصل إلى تقدير دقيق لعدد الأشخاص الذين توفوا بالفعل في غزة أثناء الحرب، موضحًا في تصريحات لـ«الوطن»: «كنا نعلم من دراسات الوفيات المتعددة في صراعات مسلحة أخرى أن هذا العدد الحقيقي يميل إلى التقليل من تقديراته».
الصحة الفلسطينية تؤكد نتائج الدراسةوزارة الصحة الفلسطينية أيدت نتائج الدراسة أيضًا، مشيرًة إلى أنه مع استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، سيكون هناك فرصة للتوصل إلى إحصاء أفضل من خلال البحث على الأرض.
زاهر الوحيدي مدير وحدة المعلومات في وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، والتي تواصل معه الباحثون لمساعدتهم، تحدث لـ«الوطن» مؤكدًا أن ما نُشر في «مجلة لانسيت» وما جاء في الدراسة صحيح وتتفق الوزارة معه وبشدة.
يقول: «تواصل معي الباحثون قبل 8 أشهر أو ما يزيد بخصوص إجراء دراسة لتحديد العدد الفعلي أو الحقيقي للشهداء، لأن الوزارة تعمتد فقط على من يصل إلى المستشفيات من الشهداء وتقوم بتسجيله، من استشهد أو توفى ولا يصل إلى المستشفيات أو حتى الوفيات الميدانية لا يتم تسجيله، والدراسة اعتمدت على ما قامت به الصحة بتسجيله، واعتمدت على أن الصحة أطلقت رابطًا إلكترونيًا للإبلاغ عن الشهداء والمفقودين، واعتمدت على البيانات الموجودة في الرابط وأمور أخرى».
5 آلاف شهيد قيد التحقق منهموأكد مدير وحدة المعلومات في صحة غزة، أن نحو 46700 ألف شهيد مسجل بالفعل في بيانات الصحة وهو ما تم إعلانه والتحقق منه، لكن مسجل الآن في وحدة المعلومات 51430 شهيد، وهؤلاء لم تعلن عنهم الصحة الفلسطينية حتى الآن: «هناك 5 آلاف شهيد قيد التحقق، بمعنى كل من يقوم بالتبليغ عن الشهداء أو عن ذويه لا يتم إضافته، لكن يتم ترشيحه لحضور لجنة قضائية، هذه اللجنة يتم الاستماع إلى شهادات الشهود والتحقق منها بشكل جيد، ثم يتم إضافته، لذلك هناك فروقات كبيرة بين ما هو منشور وما هو قيد التحقيق».
أوضح «الوحيدي»، أن هناك نوعين من الشهداء، شهداء مستوفين البيانات وهم من توفرت لدينا كل البيانات الأساسية عنهم كالاسم والجنس وتاريخ الميلاد وتاريخ الاستهداف، وشهداء غير مكتملي البيانات.
جهود كبيرة قامت بها وحدة المعلومات بوزارة الصحة الفلسطينية في غزة للتأكد من صحة البيانات وعدد الشهداء، فكانت نسبة المجهولين في بداية الحرب 13 ألف، يضيف «الوحيدي»: «استطاعت وحدة المعلومات على مدار عدة أشهر تقليص البيانات من 13 ألف إلى 6 آلاف من تم تسجليهم والبيانات الناقصة والجثث مجهولة الهوية، وليس من كافة الشهداء، وهو من خلال الاعتماد على بيانات أقاربه والجيران للوصول إلى الهوية الحقيقية».
نظام جديد بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزةوبعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ستقوم الصحة الفلسطينية ووحدة المعلومات بتطوير نظام لرصد الشهداء وتسجليهم والتحقق منهم ومتابعتهم أول بأول، مؤكدًا أن هناك آلية جديدة لحصر وتسجيل الشهداء بشكل مباشر، يقول: «أي جثة سيتم انتشالها وأول ما تصل إلى المستشفى سيتم تسجيلها مباشرة بعد التعرف عليها»، لكن، يؤكد «الوحيدي»، أن الإصابات الناتجة عن سوء التغذية في غزة أو البرد القارس أو الإهمال الطبي، يتم تصنيفهم لكن لا يكونوا داخل إحصائية الشهداء.