الداخلية تنظم المؤتمر العربي 22 لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية بأكاديمية الشرطة
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت وزارة الداخلية المؤتمر العربى الثانى والعشرين لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية على مدار يومين بمجمع المؤتمرات والاحتفالات بأكاديمية الشرطة وذلك بمشاركة ممثلى وزارات الداخلية والعدل فى (13) دولة عربية فضلاً عن جامعة الدول العربية ومكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة وجامعة نايف للعلوم الأمنية وممثلو الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب .
و شهد إستعراض التجارب الوطنية للدول المشاركة فى مجال تطوير المؤسسات العقابية ، وتم خلال جلسات إنعقاد المؤتمر تناول العديد من الموضوعات الهامة المدرجة على جدول أعمال المؤتمر ومن أبرزها ( العقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية – تأثير العقوبات على الترابط الأسرى ) .
وعلى هامش فعاليات المؤتمر تم تنظيم زيارة ميدانية للوفود المشاركة لمجمع مركز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان تضمنت جولة تفقدية لعدد من المنشآت بمركز الإصلاح والتأهيل ، شملت المركز الطبى والإطلاع على جانب من الرعاية الطبية المقدمة للنزلاء .
كما تفقدت الوفود أماكن الأنشطة الرياضية المتنوعة بالإضافة إلى (المطبخ – مبنى التأهيل والتعليم الفنى والذى يضم قاعة الرسم والمشغولات اليدوية والمكتبة ، ومبنى روضة الأطفال للنزيلات الحاضنات وأطفالهن).
و تفقد الزائرون المشروعات الإنتاجية الخاصة بتأهيل النزلاء "منطقة المصانع – المجزر الآلى – محطة إنتاج بيض المائدة – المشروعات الزراعية المكشوفة والصوب" .
واختتمت فعاليات الزيارة بمشاهدة عرض فنى للفرق الموسيقية من النزلاء والنزيلات ، وتوزيع بعض الهدايا التذكارية من إنتاج نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل .
ولاقت الزيارة إستحساناً وإشادة من الحضور وأعربوا عن بالغ تقديرهم لوزارة الداخلية لما لمسوه من مهنية كافة العناصر الأمنية فى إدارة المؤسسات العقابية الحديثة بفكر مستنير.
ويأتى إنعقاد المؤتمر الثانى والعشرون لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية إدراكاً لأهمية وقيمة العمل المشترك فى ترسيخ دعائم الأمن والإستقرار للشعوب العربية وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بأكاديمية الشرطة مراكز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان وزارة الداخلية المؤسسات العقابیة
إقرأ أيضاً:
رسالة من زنزانة رقم «7»
قبل عدة أسابيع تلقيتُ اتصالًا من هاتف أرضي، صوتُ شاب متردد، يسألني ـ بصفتي مشرفًا على صفحة الشعر الشعبي بجريدة عمان ـ إن كان بإمكانه نشر قصيدته في الجريدة، أجبته أن ذلك ممكن بالطبع، حسب صلاحية قصيدته، سألته: «مَن معي؟».. كانت إجابته صاعقة، وغير متوقعة، «أنا نزيل في السجن المركزي»!!، توقفتُ فجأة، وكأنني أحاول أن أستوعب ما يقول، ثم أردف: «دخلتُ السجن وأنا في سن الثامنة عشرة، والآن أنا في الثالثة والعشرين من عمري»!!، لم أتمالك نفسي من الدموع، سألتُ الله أن يفك كربته، قال: «إنهم يقرؤون الصحف، ويمارسون هواياتهم بشكل دائم، وإن إدارة السجن تبنّت طباعة ديوانه الشعري الأول، وأن لديه مشروع طباعة ديوان ثانٍ»، كان حديثه يشع أملا، رغم كل معاناته، وعدني بإرسال قصائده، وما زلتُ بانتظاره.
وفي بدايات شهر رمضان تلقيتُ اتصالا من نفس الهاتف، هذه المرة صوت شاب آخر، صوت يبدو أنه مثقف، ينتقي عباراته بعناية، ويتحدث بصلابة، وثقة، عرّفني بنفسه، اعتقدتُ في البداية أنه أحد موظفي السجن، غير أنه اتضح أن المتصل «نزيل» آخر!!، دار بيننا حوار طويل، أشاد فيه «بإدارة السجون، والتعامل الإنساني الذي يحظون به، وكيف يحافظ السجناء عل معنوياتهم مرتفعة، وعن الأوقات التي يقضونها، ويمارسون فيها هواياتهم المختلفة»، وعبّر عن ندمه على فعلته التي أوصلته السجن، كان يتحدث عن «مكان» شعرتُ بأنه مثالي!!، كانت الصورة الذهنية للسجن بالنسبة لي وللكثيرين أنه عبارة عن أربعة جدران، يُحبس فيها المذنب حتى انقضاء عقوبته، ولا يخرج فيها إلا لأداء «الأشغال الشاقة»، ثم يعود إلى زنزانته.
أرسل لي النزيل من خلال طرف ثالث، رسالة صوتية على «الواتس آب»، هي عبارة عن المقال التالي الذي أنشر الجزء المهم منه كما هو دون تعديل، وعنونه الكاتب بـ «دور إصلاحنا العمانية»، يقول فيه:
« من دور الإصلاح العمانية، وفي شهر رمضان الكريم، تجلّت عظمة ما قاله الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-: (الدين المعاملة)، حيث تبرز الإنسانية، والرقي في التعامل، من قبل (الإدارة العامة للسجون)، التي عملت على الإصلاح والتأهيل، بجميع الوسائل والطرق، لتفرز للعالم صميم الأخلاق العمانية المتوارثة، طيبا، وحسن خلق، وإخاء، وعطف، تجلّى في إنسانية السجّان، ليكون نموذجا عالميا مشرّفا لدور إصلاحنا، وما وصلت إليه من مستويات راقية، ومن خلال هذه الأسطر سنعكس وقائع حقيقية عن عالم قد يكون محجوبا عن العالم الآخر، فها نحن في جناح رقم (7)، حيث يوجد أقدم النزلاء، وأصحاب الأحكام الكبيرة، تتجلى روح الإنسانية في تعامل الإدارة، مع هذه الفئات، فمن يتوقع أنه في هذا الجناح، تُقام (السُفَر)، والموائد الرمضانية الجماعية، التي تظهر من خلالها روح الأخوة والإنسانية، لتؤثر في كل من يرى هذه الظاهرة الإسلامية العظيمة، في أول أيام شهر رمضان المبارك، وبينما يرى هذا المشهد أحد النزلاء من جنسية آسيوية، وهو من غير المسلمين، فتفيض عيناه بالدموع بما غشى قلبه من الروحانيات، فيطلب من النزلاء المسلمين إخباره كيف يدخل الإسلام، فما هي إلا سويعات، ويشهر إسلامه ناطقا الشهادتين قبل صلاة التراويح، معلنا اعتناقه الإسلام، وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على ما قاله الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: إن (الدين المعاملة)، وليس هذا الموقف بدْعًا، فكم من أفواج أثّرت فيهم الأخلاق، والمعاملة الحسنة لقدامى النزلاء في هذا الجناح، لتغير من حياتهم ومعتقداتهم، وتقودهم من الظلمات، ظلمات الجهل، إلى نور الحق الوضاح، كما أن هذا الموقف يجب أن يكون نافذة إنسانية، تعكس للمجتمع وقائع التأهيل والإصلاح من دور إصلاحنا العمانية الماجدة، ولعل هذا يسهم في تغيير الفكر النمطي التقليدي المترسخ في العقل الجمعي للمجتمع عن قدامى السجناء، ليمنحهم فرصة أخرى بعد أن أثبتوا (إصلاحهم)، وتغيّرهم الذي استطاعوا من خلاله تغيير أنفسهم، والتأثير على الغير تأثيرا إيجابيا، فهذه رسالة إنسانية تخاطب الإنسانية وكل ذي ضمير حي».
*انتهت رسالة «النزيل»، ويبقى أثرها مشهدا مفتوحا على الخارج، فرغم ألم الحبس، يبقى الأمل شمعة تضيء آخر النفق، فشكرا لكل من ينير هذا الطريق المظلم بإنسانيته، وقيمه، ورقيّه الحضاري، وتعامله النبيل مع أولئك الذين كانوا ضحية لأنفسهم، ولحظات ضعفهم، ليتحولوا من (مذنبين)، إلى (مصلحين)، و (شهود عيان) على فترة مظلمة من حياتهم، نسأل الله أن يفك كربتهم، ويعينهم على ما ابتلاهم به.