مع تزايد مستويات التوترات الجيوسياسية فى المنطقة، والتى أثرت بشكل كبير على تدفّق الاستثمار الأجنبى المباشر، ومع ضرورة التركيز على رأس المال البشرى، والاعتماد على المشاركة الفعّالة من المرأة والشباب فى الحياة الاقتصادية، فإن المشروعات الصغيرة والمتوسّطة يمكنها أن تلعب دوراً محورياً فى الاقتصاد المصرى، وتسهم بشكل كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تُعد المشروعات الصغيرة والمتوسّطة المصدر الرئيسى لتوفير فرص العمل فى مصر، حيث تُسهم هذه المشروعات بنحو 75% من إجمالى فرص العمل فى القطاع الخاص، وفقاً لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وتتميز هذه المشروعات بقدرتها على استيعاب الأيدى العاملة ذات المهارات والخبرات المتباينة، حيث تنتشر المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مختلف محافظات مصر، بما فى ذلك المناطق الحدودية والأقل نمواً والريفية.

وتسهم فى تحقيق التنمية المتوازنة وتقليل الفوارق الإقليمية، من خلال تنشيط الأنشطة الاقتصادية المتنوعة فى هذه المناطق، مما يسهم فى خلق فرص عمل محلية توفر فرص عمل مباشرة لقاطنى هذه المناطق، ويُحد من الانتقال إلى المدن الكبرى، ويعمل على إدماج فئات مثل المرأة المعيلة، وذوى الاحتياجات الخاصة والشباب.

ورغم أن بيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة تتميز بالمرونة والقدرة على التكيّف السريع مع المتغيرات، إلا أن مساهمتها فى إجمالى الصادرات المصرية تشكل نحو 4% فقط، وفقاً لبيانات وزارة التخطيط.

وهذا يستلزم استهداف سياسات تحفيزية لتلك المشروعات لزيادة مساهمتها فى زيادة الصادرات وتقليل الواردات، والعمل على زيادة مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى.

وقد صدر قانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر عام 2020، الذى يقدّم الكثير من الحوافز والتيسيرات لهذه المشروعات، ومنها نظام ضريبى مبسّط للمشروعات الصغـيرة ومتناهية الصغر، حيث تبلغ قيمة الضريبة السنوية على حجم أعمال المشروع الأقل من 250 ألف جنيه 1000 جنيه وفقاً للقانون، بينما تكون 2500 جنيه على أعمال المشروع التى تتراوح من 250 إلى 500 ألف جنيه.

والضريبة السنوية تصل إلى 5 آلاف جنيه بالنسبة للمشروع الذى تتراوح أعماله من 500 ألف إلى مليون جنيه، و0.5% من حجم الأعمال التى تتراوح من مليون إلى 2 مليون جنيه، و0.75% من حجم الأعمال التى تتراوح من 2 مليون إلى 3 ملايين جنيه، و1% من حجم الأعمال التى تتراوح من 3 ملايين جنيه إلى 10 ملايين جنيه.

كما نص القانون أيضاً على الإعفاء من ضريبة الدمغة ورسوم التوثيق والشهر بالنسبة لعقود تأسيس الشركات والمنشآت وعقود التسهيلات الائتمانية والرهن وعقود تسجيل الأراضى، وخفض الرسوم الجمركية على الآلات والمعدات اللازمة للتشغيل بنسبة تتراوح من 2% إلى 5%، بالإضافة إلى تخصيص 20٪ من المشتريات الحكومية لصالح المشروعات المتوسّطة و20% إلى المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

بالإضافة إلى إعطاء أولوية لتخصيص الأراضى الشاغرة المتاحة فى المناطق الصناعية والسياحية والمجتمعات العمرانية وأراضى الاستصلاح الزراعى لهذه المشروعات، بالإضافة إلى توفير آلية محفّزة لتوفيق أوضاع المشروعات العاملة فى مجال الاقتصاد غير الرسمى، لتشجيعها على التحول إلى القطاع الرسمى.

وبالنظر إلى تلك الحوافز والتيسيرات فإنه يوجد الكثير من التحديات التى تواجه تنفيذ وتطبيق القانون بسهولة ويسر لتمكين تلك المشروعات من الاستفادة بما قررته الدولة من حوافز لزيادة نمو تلك المشروعات وانطلاقها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولعل أحد أهم تلك التحديات هو صعوبة الحصول على التراخيص والموافقات، خاصة فى ضوء تعدّد الجهات الحكومية ذات الصلة.

ووجود تداخل بين بعض التشريعات التى يعمل صغار الموظفين على تفسيرها بطرق لا تساعد على حصول تلك المشروعات على الرخص أو تخصيص الأراضى أو الموافقات بشكل ميسر.

وسوف نستعرض بإذن الله فى المقالات القادمة بالتفصيل تلك التحديات التى يجب العمل على إزالتها لمساعدة تلك المشروعات على الانطلاق.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التنمية المشروعات التنموية المشروعات الصغیرة هذه المشروعات تلک المشروعات

إقرأ أيضاً:

رفض التهجير.. رئيس مشروعات النواب يبعث برسالة دعم وتأييد للرئيس السيسي

بعث النائب محمد كمال مرعي رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمجلس النواب ، والدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف ،نيابة عن أهالي بني سويف برسالة دعم وتأييد للرئيس عبدالفتاح السيسي ، لاتخاذ ما يراه من إجراءات لحماية الأمن القومي المصري ، والتأكيد علي رفض التهجير القسري للفلسطينين ، جاء ذلك خلال إجتماع لجنة المشروعات الصغيرة بمجلس النواب برئاسة النائب محمد كمال مرعي وبحضور محافظ بني سويف لمناقشة دعم المشروعات الصغيرة بالمحافظة.

وأكد "مرعي" أن مصر قيادة وحكومة وشعبا يقفون ضد مخططات التهجير القسري للفلسطينين ، حتي لا يتم تصفية القضية الفلسطينية وناقش الإجتماع الحرف التراثية والحرفية في محافظة بني سوسف، بحضور جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ،وجهاز تنمية الصعيد ، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي، ووزارة العمل ، ووزارة التعليم العالي،والمجلس القومي للمرأة.

 وأكد" مرعي" أنه تم وضع إستراتيجية واضحة بحيث يتم تنمية المشروعات في محافظة بني سويف ، كما أنه سيتم وضع بروتووكول بين المحافظة ،وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة بحيث يتم إستقدام خبراء وجهاز تنمية المشروعات لتدريب وبخاصة في الصناعات التي تتميز بها محافظة بني سويف كالنباتات الطبية والعطرية ".

مقالات مشابهة

  • تحت رعاية رئيس الدولة..خالد بن محمد بن زايد يكرم الفائزين بجائزة الشيخ خليفة للامتياز
  • ملتقى توعوي بـ خدمة اجتماعية بني سويف حول ريادة الأعمال والعمل الحر
  • رفض التهجير.. رئيس مشروعات النواب يبعث برسالة دعم وتأييد للرئيس السيسي
  • محافظ السويس: التوسع في إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ركيزة للتنمية الاقتصادية
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الإلهام التعليمي وخصائص المتعلمين
  • «الوطن» تكرم الزميل محمد مسعد.. و«عمار»: رمز كبير نتعلم منه ورائد الصورة «الحلوة»
  • برلماني: دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة هو الحل الأمثل لتقليل البطالة وتحقيق التنمية الاقتصادية
  • مقاول حرب| السفير محمد حجازي: ما يحدث في غزة هولوكوست جديدة
  • الكتكوت بـ 56.5 جنيه.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 22 فبراير 2025
  • دعم مستمر.. 124 مليون خدمة قدمها التحالف الوطني بـ47 مليار جنيه لـ40 مليون مستفيد