يشهد العالم العربى، وخاصة مصر، اهتماماً متزايداً بتوطين صناعة الهواتف الذكية، مدفوعاً برؤية ثاقبة تسعى إلى تحقيق الاستقلال الاقتصادى والتكنولوجى. وتُعدّ هذه الخطوة استراتيجية حاسمة لتعزيز قدرات المنطقة وخلق فرص عمل واعدة، مع تقليل الاعتماد على الواردات الخارجية وتحفيز النمو الاقتصادى.

حقائق:

سوق استهلاكية ضخمة: يُقدر حجم سوق الهواتف الذكية فى العالم العربى بنحو 40 مليار دولار أمريكى، مع توقعات بوصوله إلى 60 مليار دولار بحلول عام 2025.

فرص هائلة: تُتيح صناعة الهواتف فرصة خلق ما يزيد على 700 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة فى المنطقة.

خطوات ملموسة: تخطو مصر خطوات حثيثة فى سبيل توطين هذه الصناعة، حيث ارتفع معدل المكون المحلى فى تصنيع الهواتف إلى أكثر من 40% خلال العام الماضى.

تجارب ناجحة: برزت نماذج ناجحة فى المنطقة، مثل مصنع سامسونج فى مصر الذى ينتج 5 ملايين هاتف سنوياً، ومصنع فيفو الذى يوفر 2000 فرصة عمل، واستقطاب الحكومة المصرية اللاعبين الرئيسيين فى هذه الصناعة للسوق المصرية، عبر 4 مصانع لشركات عالمية لإنتاج الهاتف المحمول تابعة لشركات سامسونج وأوبو وشاومى، بالإضافة لمصنع فيفو الذى سينتج 6 ملايين جهاز سنوياً.

وقامت مصر بإعداد استراتيجية تهدف لتوطين صناعة الهواتف الذكية إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، تشمل:

خفض قيمة الواردات: حيث تسعى الدولة إلى تقليل فاتورة استيراد الهواتف الذكية، والتى وصلت إلى 1.5 مليار دولار فى وقت سابق.

خلق فرص عمل: تهدف الاستراتيجية إلى توفير المزيد من فرص العمل للشباب المصرى من خلال جذب المزيد من الاستثمارات فى هذا المجال.

زيادة التصنيع المحلى: تسعى الدولة إلى زيادة نسبة المكون المحلى فى تصنيع الهواتف الذكية لتصل إلى أكثر من 50%.

تغطية الطلب المحلى: تهدف الاستراتيجية إلى تغطية كامل احتياجات السوق المحلية من الهواتف الذكية من خلال الإنتاج المحلى.

زيادة الصادرات: تسعى الدولة إلى زيادة صادرات الهواتف الذكية المصرية للاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التى تتمتع بها مصرو جذب العملة الصعبة.

إنتاج 6 ملايين هاتف محمول لكل شركة: تستهدف الدولة، ضمن استراتيجيتها طويلة المدى، إنتاج 6 ملايين هاتف محمول من كل شركة تصنع الهواتف فى مصر.

نقل التكنولوجيا: يُساهم توطين صناعة الهواتف فى نقل التكنولوجيا الحديثة إلى المنطقة، وتعزيز قدراتها البحثية والتطويرية.

جذب الاستثمارات: تهدف الاستراتيجية إلى جذب استثمارات جديدة فى صناعة الهواتف الذكية والصناعات التكميلية المتعلقة بها.

بناء هوية صناعية جديدة: تسعى الدولة إلى بناء هوية صناعية جديدة لمصر فى مجال تصنيع الهواتف الذكية.

توطين صناعة الهواتف الذكية بشكل كامل: تهدف الاستراتيجية إلى توطين صناعة الهواتف الذكية بشكل كامل فى مصر.

أظهرت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء انخفاضاً ملحوظاً فى واردات مصر من الهواتف المحمولة فى بداية عام 2023. ففى شهر يناير الماضى، بلغت قيمة الواردات 106 آلاف دولار فقط، بينما كانت فى شهر يناير من عام 2022 قد وصلت إلى 167 مليوناً و577 ألف دولار. وبذلك، شهدت الواردات انخفاضاً هائلاً بقيمة 167 مليوناً و471 ألف دولار.

تُعد صناعة الهواتف الذكية من أهم القطاعات التكنولوجية فى العالم، وتشهد مصر جهوداً مستمرة لتطوير هذا القطاع وتوطينه. إليك بعض التفاصيل حول مبادرة توطين صناعة الهواتف الذكية فى مصر:

1- الهدف من التوطين:

- يهدف توطين صناعة الهواتف الذكية فى مصر إلى تصنيع الهواتف المحمولة بمكون محلى يزيد على 50%.

- يهدف ذلك إلى تلبية الطلب المحلى وتقليل الاستيراد، وزيادة الصادرات للاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة مع دول أخرى.

2- الشركات المشاركة:

- تعاونت الحكومة المصرية مع كبرى شركات تصنيع الهواتف لإنشاء مصانع فى المناطق الصناعية فى مصر.

- من بين هذه الشركات الكبرى: «سامسونج، أوبو، شاومى، ونوكيا».

- تم توجيه استثمارات كبيرة لتحقيق هذا الهدف وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للعمال المصريين.

3- التأثير على الاقتصاد المحلى:

- توطين صناعة الهواتف يعزز الاكتفاء الذاتى فى السوق المحلية.

- يساهم فى تقليل الواردات وتوفير العملة الصعبة.

4- التحديات:

- تحقيق التوطين يتطلب تطوير البنية التحتية وتوفير التدريب المتخصص للعمال.

- تقديم حوافز مالية وتدريبية للشركات العالمية.

ونؤكد على أهمية دعم التصنيع المصرى لتعزيز الاقتصاد الوطنى، وضرورة تقديم حوافز مالية وتسهيلات لجذب استثمارات أجنبية فى هذا المجال، وكذلك على أهمية منح امتيازات خاصة للمصانع المصرية التى تصدر منتجاتها للخارج، مع التركيز على تشجيع الشراكات بين الشركات المصرية والأجنبية لنقل الخبرات وتوطين التكنولوجيا.

كما أن بعض المواد الأساسية المستخدمة فى تصنيع الهواتف متوفرة محلياً، مما يُقلل من الاعتماد على الواردات. ومن المهم توفير حوافز للاستدامة وتشجيع التصنيع المحلى، مع العمل على توطين المعرفة التكنولوجية الخاصة بمدخلات الصناعة التكنولوجية أو تصميم وتصنيع خطوط الإنتاج، مع مراعاة المعايير العالمية لضمان جودة المنتجات وسهولة دخولها الأسواق العالمية.

يُمثل توطين صناعة الهواتف خطوة استراتيجية مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة فى مصر والعالم العربى. وبفضل الدعم الحكومى المستمر والتعاون بين القطاعين العام والخاص، ستُصبح هذه الصناعة محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادى وخلق فرص عمل واعدة، ورافعة أساسية لتحقيق الاستقلال الاقتصادى والتكنولوجى للمنطقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الهواتف الصناعة الالكترونية التكنولوجيا تهدف الاستراتیجیة إلى تسعى الدولة إلى تصنیع الهواتف فرص عمل فى مصر

إقرأ أيضاً:

قفزة قياسية لأسعار الذهب في مصر.. وعيار 21 بـ 82 دولارًا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سجّلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا قياسيًا ليتجاوز سعر جرام 21 - وهو الأكثر مبيعًا - 4100 جنيهًا (81 دولارًا)، مدفوعة بزيادة السعر العالمي للأوقية، مما تسبب في انخفاض الطلب المحلي على شراء المشغولات الذهبية - وفق تجار - وكذلك انخفاض الطلب على الاستثمار في السبائك والجنيهات الذهب بسبب نقص السيولة.

وانخفضت مشتريات المصريين من الذهب 50.1 مليون طن خلال عام 2024 بنسبة تراجع 12%، لتصبح مصر في المركز الثاني بعد السعودية بقائمة أعلى البلدان العربية شراءً للذهب، وفق بيانات مجلس الذهب العالمي.

وقال رئيس الشعبة العامة للذهب والمصوغات بالاتحاد العام للغرف التجارية، هاني ميلاد، إن أسعار الذهب في مصر سجّلت أعلى مستوى في تاريخها ليقفز سعر جرام عيار 21 إلى 4160 جنيهًا (82.15 دولار)، لافتًا أن هذه المستويات سبق أن اقترب منها سعر الذهب محليًا خلال فترة أزمة نقص الدولار.

وواجهت مصر أزمة نقص النقد الأجنبي خلال عامي 2022 و2023 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الفائدة عالميًا مما أدى إلى خروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، وارتفاع تكلفة الاستيراد، وظلت الأزمة مستمرة حتى وقعت مصر صفقة تطوير مدينة رأس الحكمة مقابل 36 مليار دولار في فبراير/شباط 2024. وفي 6 مارس/آذار، اتخذ البنك المركزي المصري، قرارًا بتحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، وإتمام اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي، مما انعكس على توافر النقد الأجنبي.

وأرجع ميلاد، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، سبب ارتفاع أسعار الذهب في مصر، إلى زيادة سعر الذهب العالمي ليصل إلى 2940 دولار للأوقية، نتيجة ارتفاع الطلب على الذهب عالميًا بسب إقبال الولايات المتحدة على شراء كميات ضخمة من المخزون العالمي، وحرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين ودول أخرى، متوقعًا استمرار زيادة سعر الذهب العالمي لتتجاوز الأوقية 3 آلاف دولار، خاصة في ظل استمرار التوترات التجارية والجيوسياسية.

وحول تأثير زيادة سعر الذهب على مبيعات السبائك والجنيهات الذهب، قال هاني ميلاد إن هناك تراجعًا في مبيعات الذهب محليًا بسبب نقص السيولة، فرغم وجود طلب على الذهب من الراغبين في الاستثمار لتحقيق عوائد مرتفعة، إلا أن نقص السيولة بالأسواق يحجم من المشتريات، وليس نتيجة ارتفاع السعر، إضافة إلى عوامل موسمية مع قرب دخول شهر رمضان، الذي يميل فيه المواطنون إلى شراء السلع الغذائية الأساسية.

وبالنسبة لتأثير زيادة السعر على المقبلين على شراء المشغولات الذهبية من أجل الزواج، قال ميلاد إن العديد من المقبلين على الزواج اتجهوا إلى خفض عدد جرامات "شبكة العروس" من المشغولات الذهبية بسبب ارتفاع سعرها، وكذلك اتجهوا لشراء مشغولات الألماس، لتعويض خفض جرامات الذهب، حسب قوله.

وانخفضت مشتريات المصريين من المشغولات الذهبية إلى 26.1 طن خلال عام 2024 مقابل 26.7 طن خلال العام السابق بنسبة تراجع 2%، وفق بيانات مجلس الذهب العالمي.

نصح رئيس الشعبة العامة للذهب والمصوغات بالاتحاد العام للغرف التجارية، الراغبين في الاستثمار طويل الأجل في الذهب بالشراء حتى في ظل المستويات السعرية المرتفعة؛ لأن المعدن الأصفر مخزن للقيمة، وملاذ آمن للاستثمار.

قال نائب رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، لطفي المنيب، إن أسعار الذهب سجّلت أعلى مستويات في تاريخها عالميًا نتيجة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والحرب التجارية العالمية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وكندا، مما دفع المستثمرين إلى التحوط من تداعيات هذه الحرب بشراء الذهب باعتباره ملاذ آمن للاستثمار.

وأضاف المنيب، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أنه من الصعب التكهن بأسعار الذهب مستقبليًا في ظل التحركات غير المتوقعة للإدارة الأمريكية، وتغير مواقفها تجاه أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، ولكن أي تغير إيجابي في موقف الإدارة الأمريكية سيؤدي لانخفاض سعر الذهب عالميًا، والعكس.

وأشار لطفي المنيب إلى أن أسعار الذهب محليًا قرب أعلى مستوياتها في التاريخ، إذ سجّلت 4200 جنيهًا (83.02 دولار) خلال فبراير/شباط عام 2024، بسبب نقص الدولار في السوق، مما أدى إلى ارتفاع سعره إلى 70 جنيهًا، ولكن ارتفاع الذهب هذا العام يعود إلى زيادة السعر العالمي.

وقال المنيب إن ارتفاع سعر الذهب تسبب في انخفاض حجم مبيعاته، وفي الوقت نفسه زيادة حجم المعروض للبيع، خاصة من المستثمرين الذين اشتروا الذهب في مستويات أقل من الحالية لتحقيق جني في الأرباح، ومن المستثمرين الذين اشتروا الذهب بمستويات مرتفعة خلال نفس الفترة من العام الماضي لتخفيف حدة خسائرهم.

مصرالذهبنشر الأربعاء، 19 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • جامعة القاهرة تستضيف مؤتمر دور المرأة العلمية في توطين التكنولوجيا
  • قاتل الهواتف الذكية إيه آي بن يموت قبل أن يكمل عامه الأول
  • أحمد نجم يكتب: الطفل العنيد صناعة أسرية
  • تخريج 14 مواطناً في برنامج توطين الأئمة
  • قفزة قياسية لأسعار الذهب في مصر.. وعيار 21 بـ 82 دولارًا
  • ملك إسبانيا يعرب للرئيس السيسي عن تقدير بلاده لدور مصر الجوهري في استقرار وأمن الشرق الأوسط
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره بجمهورية غامبيا بذكرى عيد الاستقلال
  • «التعليم» تشارك في افتتاح الملتقى الدولي الرابع للتعليم الفني والتكنولوجي
  • وزيرة التخطيط: الدولة تسعي لتعزيز التدريب المهني والتكنولوجي في المحافظات
  • حارس الاستقلال: أتمنى أن نحقق الفوز على ⁧‫النصر‬⁩