أثار قرار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، جدلا كبيرا بعد رفع سعر رغيف الخبز المدعم 300% إلى 20 قرشا اعتبارا من أول يونيو 2024.

وتسأل البعض عن موقف سعر الخبز السياحي بعد قرار رفع سعر الخبز المدعم 20 قرشا، وهل سيتأثر الخبز السياحي بقرار رئيس الوزراء.

هل سيرتفع ثمن الخبز السياحي ؟

من جانبه أكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، على استمرار سعر الخبز السياحى كما هو دون زيادة، لافتا إلى أن الخبز السياحي لن يتأثر بما حدث من ترشيد الدعم على الخبز المدعم.

وكشف وزير التموين أسباب قرار ترشيد دعم الخبز المدعم، مشيرا إلى أن تكلفة دعم  الخبز في الموازنة العام المقبل 125 مليار جنيه.

وأوضح «المصيلحي»، في تصريحات إعلامية، أن هناك ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار القمح وتكلفة الخبز نتيجة الدولار والدولة تتحمل 105 قروش، بما يمثل 84% من التكلفة، منوهًا إلى أن الخطر هو زيادة الاستهلاك وعدم قدرة الدولة على تنفيذ احتياجات المواطن.

وأكد أن ما تم إقراره بخصوص ترشيد الدعم للخبز المدعم سيسهم في استمرار الدعم للفئات الأكثر احتياجًا، مشيرًا إلى أن وزن الرغيف كما هو لن يتغير، وستتم مراجعة تكلفة الصناعة مع أصحاب المخابز.

حصة المواطن على البطاقة التموينية

وقال الدكتور أحمد كمال، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، إن حصة المواطن على البطاقة ستبقى كما هي 5 أرغفة في اليوم، أي 150 رغيف خبز في الشهر، وبالتالي فإن الأسرة المكونة من 4 أفراد ستحصل على 600 رغيف خلال الشهر كما كان من قبل.

وأوضح كمال، في تصريحات إعلامية، أن كل ما في الأمر أن المواطن سيشتري الـ5 أرغفة بجنيه والـ20 رغيفا بأربعة جنيهات، ولكن منظومة الطحن والخبز والتوزيع والمطاحن والصوامع ثابتة كما هي دون أي تغيير.

وأضاف أن النقطة التي سيوفرها المواطن في رغيف الخبز سيبقى سعرها كما هي (10 قروش)، حتى يتمكن آخر الشهر من الحصول على سلع نقاط الخبز، في حال إذا وفر في الخبز، مشيرا إلى أن الدولة لا تزال تدعم كل رغيف خبز بـ105 قروش، وهو ما يعني أن الدولة ستتحمل نحو 105 مليارات جنيه سنويًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قرار رئيس الوزراء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي رفع سعر رغيف الخبز المدعم الخبز المدعم وزير التموين الدكتور على المصيلحي الخبز السیاحی الخبز المدعم ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

شبح الجوع يخيم على أجواء غزة من جديد

وسط شوارع غزة الضيقة والمدمرة، تتجول أم حسين - سيدة فلسطينية في منتصف الخمسينات من عمرها - تحت أشعة الشمس الحارقة، وهي تعاني من مرض السكري الذي يزيد من تعبها وإرهاقها. تمسك بيدها عصا تساعدها على السير بينما تلهث من التعب، وهي تبحث عن مخبز ما زال يعمل رغم الأزمة الخانقة. بات الحصول على ربطة خبز بمثابة حلم يراودها كل يوم، حيث تضطر للانتظار ساعات طويلة أمام المخابز التي لا تزال تعمل لتلبية احتياجات عائلتها.

تروي أم محمد قصتها بعينين مليئتين بالحسرة والأسى: «أخرج من بيتي كل صباح لأبحث عن الخبز. أقف في طوابير طويلة أمام الأفران، وأحيانًا أعود بلا شيء. أشعر بالضعف والإرهاق، لكن ليس لدي خيار آخر. أبنائي جياع، ويجب أن أوفر لهم ما يسد رمقهم».

تواصل السيدة حديثها وقد ارتعشت يداها من التعب: «حتى عندما أتمكن من الحصول على الخبز، يكون قد مضى على انتظاري ساعات طويلة، وسط زحام خانق ومشاجرات بين الناس المتعطشين للحصول على رغيف واحد».

تضيف أم محمد بصوت متهدج: «الحياة أصبحت قاسية جدًا. كأنني أعيش في كابوس لا ينتهي. جسدي لم يعد يحتمل هذه المشقة، لكن لا سبيل آخر أمامي». تعجز عن مواصلة الحديث وهي تنظر إلى الأرض بحسرة.

تلك المعاناة ليست حكرًا على أم محمد فقط، بل هي صورة مصغرة لأزمة كبيرة يعيشها سكان قطاع غزة، حيث تزداد الأوضاع سوءًا يومًا بعد يوم بسبب انعدام غاز الطهي والوقود، ما أجبر معظم المخابز على الإغلاق.

أزمة إنسانية حادة تهدد غزة

يعيش قطاع غزة على حافة كارثة إنسانية نتيجة للحصار الإسرائيلي المشدد، الذي يتسبب في إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والبضائع منذ 22 يومًا. هذا الإغلاق المستمر تسبب في نقص حاد في الدقيق وغاز الطهي والوقود؛ وهي مستلزمات ضرورية لتشغيل المخابز، مما أدى إلى إغلاق العديد منها أمام آلاف المواطنين المحتاجين إلى الخبز كوجبة رئيسية. الوقت نفسه، استأنف الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ 18 مارس الحالي، مما زاد من تفاقم الأوضاع.

ووفقًا لتقارير رسمية، فإن المخابز في غزة لا تستطيع العمل إلا بالحد الأدنى، وبعضها أغلق أبوابه تمامًا بسبب نفاد غاز الطهي، بينما تعاني أخرى من نقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء. تتزايد طوابير المواطنين أمام الأفران التي لا تزال تعمل، في مشاهد تعكس مدى الأزمة الحادة التي يعيشها القطاع.

الخبز حلم بعيد المنال

«لقد أصبح الخبز حلمًا بعيد المنال».. يقول أبو خالد عبدالرحمن خلال حديثه لـ«عُمان»، وهو أب لخمسة أطفال. يقف في طابور طويل أمام أحد الأفران التي ما زالت تعمل بشق الأنفس.

يتحدث أبو خالد وعيناه تنظران بقلق إلى الفرن الذي قد يتوقف عن العمل في أي لحظة: «نحن نعيش في أزمة لم نعهدها من قبل. نحن على أعتاب مجاعة جديدة. الخبز الذي كنا نعتبره شيئًا بديهيًا أصبح الآن كالحلم. نقضي ساعات طويلة في انتظار ربطة خبز، وقد نعود في النهاية دونها».

يتابع أبو خالد حديثه بغصة: «ليس لدي سوى هذا الخبز لأطعم أطفالي. حاولت الطهي على الحطب مثل كثيرين هنا، لكنه أمر شاق ومتعب. الحطب ليس متوفرًا بكثرة، واستخدامه يستغرق وقتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا. إضافة إلى أن الطهي على الحطب لا يلائم كافة أنواع الطعام، كما أن الرائحة والدخان المتصاعد يؤثران على صحة أطفالي».

وفي شهادة أخرى، تقول خالدة شراب، وهي أم لثلاثة أطفال: «أجبرت على الطهي على الحطب في ظل انعدام غاز الطهي. أقضي ساعات في إشعال النار وتحضير الطعام لأطفالي، وهو أمر شاق خاصة مع سوء الطقس وانخفاض درجات الحرارة. لم أكن أتخيل أن نصل إلى هذه المرحلة المأساوية».

وتضيف لـ«عُمان»: «نحن محاصرون من جميع الجهات، ولا أحد يسمع صوتنا. هل نحتاج أن نموت جوعًا حتى يتحرك العالم لإنقاذنا؟ الخبز بالنسبة لنا ليس رفاهية، بل ضرورة أساسية للبقاء».

أما عادل الرفاتي، وهو صاحب مخبز قديم في غزة، فيقول: «أغلقت المخبز قبل يومين بسبب نفاد غاز الطهي تمامًا. كان هذا مصدر رزقي الوحيد، وأشعر بالعجز أمام عائلات تعتمد عليّ في توفير الخبز».

ويتابع خلال حديثه لـ«عُمان»: «الأزمة الحالية لا تطاق، وإذا استمر الحال على ما هو عليه، سنشهد كارثة حقيقية».

خطر المجاعة يتجدد

وقال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: «الأزمة الحالية خطيرة للغاية ونحن نواجه نقصًا حادًا في غاز الطهي والوقود الضروري لتشغيل المخابز. المتبقي لدينا من الدقيق لا يكفي إلا لأيام معدودة، وإذا لم يتم فتح المعابر وإدخال المواد الأساسية، فإن الوضع سيتحول إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة».

وأضاف معروف في تصريح لـ«عُمان»: «نناشد المجتمع الدولي وكل الجهات المعنية بالتدخل الفوري لفتح المعابر وضمان إدخال الوقود والمواد الأساسية، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة بالكامل».

وتابع: «نحن نقوم بكل ما بوسعنا من أجل ترشيد استهلاك الموارد المتبقية وتوزيعها بشكل عادل على المناطق المختلفة، لكن الأزمة أكبر من قدراتنا بكثير. إن صمت المجتمع الدولي سيعني مزيدًا من المعاناة لأبناء شعبنا الذين لا ذنب لهم سوى أنهم محاصرون».

وأشار معروف إلى أن الكميات المتوفرة حاليًا من الدقيق في مخازن المخابز لا تكفي سوى لبضعة أيام فقط، مضيفًا: «ما تبقى لدينا من وقود وغاز طهي هو الحد الأدنى المطلوب لتسيير الحياة اليومية بشكل محدود. إذا لم يكن هناك استجابة عاجلة، سنواجه كارثة إنسانية حقيقية في القريب العاجل».

كما أكد معروف أن السلطات المحلية تبذل جهدًا كبيرًا لتوزيع المواد المتاحة بشكل عادل، مشيرًا إلى أن استمرار الإغلاق سيؤدي إلى انهيار كامل للبنية التحتية الغذائية في القطاع، مما سيضع آلاف العائلات أمام خطر المجاعة مجددًا.

عملية تجويع متعمدة

خلال الفترة الأخيرة، سعت بعض الجهات والمؤسسات الدولية، مثل منظمة الغذاء العالمي، إلى دعم المخابز التي ما زالت تعمل في قطاع غزة، من خلال توفير الدقيق والغاز والوقود. وكان الهدف من هذه المساعدات هو تمكين المواطنين من الحصول على ربطة خبز بسعر رمزي قدره شيكلين. لكن، وبسبب استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والغاز إلى القطاع، اضطرت معظم المخابز إلى الإغلاق، في ظل سياسة التجويع المنهجي التي تفرضها إسرائيل على السكان المحاصرين في غزة.

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن الوضع في قطاع غزة يزداد سوءًا مع نقص حاد في الإمدادات الغذائية والمياه والخدمات الصحية، وذلك نتيجة قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية وقطع الكهرباء والماء عن القطاع. وأضاف المكتب أن "سكان غزة يواجهون تحديات متزايدة في الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية من الطعام والماء والرعاية الصحية، إلى جانب نقص حاد في الوقود ووسائل العيش الأخرى".

مقالات مشابهة

  • ابور رغيف يبحث مع محافظ بغداد دعم التحول الرقمي في مؤسسات الدولة
  • وزارة المناجم في مالي: إنتاج الذهب سيرتفع إلى 54.7 طنا في 2025
  • لتوفير الخبز الدعم.. استمرار عمل مخابز التموين خلال عيد الفطر
  • باتنة: حجز 40.7 قنطار من مسحوق الحليب الموجه لإنتاج الحليب المدعم
  • باتنة: حجز 40.7 قنطار من مسحوق الحليب الموجه لانتاج الحليب المدعم
  • اليوم.. الغرف السياحية تناقش مع ممثلي مصلحة الضرائب التيسيرات الموجهة للعاملين بالقطاع السياحي
  • حسام الشاعر: القطاع السياحي الأكثر التزاما بأداء الضرائب
  • ابو رغيف يبحث مع مستشار رئيس الوزراء اهمية دعم المحتوى الثقافي الوطني قي العراق
  • شبح الجوع يخيم على أجواء غزة من جديد
  • التموين: طرح كحك العيد بتخفيضات تصل إلي 30٪