د. ليلى الهاشمية: توفير المجسات الإلكترونية للسكري يعكس الاهتمام السامي بالطفولة
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
مع بدء وزارة الصحة تنفيذ الأوامر السامية بصرف المجسات الإلكترونية لقياس السكر للأطفال والمراهقين دون سن الثامنة عشرة المصابين بالسكري من النوع الأول، أوضحت الدكتورة ليلى بنت سالم الهاشمية استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال بمستشفى نزوى أن توفير مثل هذه التسهيلات التكنولوجية لهذه الفئة يعني لهم الكثير، وسوف يسهم بالتخفيف من معاناتهم وتذليل الصعاب التي يواجهونها لينعموا بحياة صحية ويحققوا مستقبلا أفضل، مشيرة إلى أن الأطفال واليافعين المصابين بمرض السكري من النوع الأول يواجهون تحديات كبيرة خلال رحلة علاجهم هم وأسرهم على المستوى الصحي أو النفسي أو الاجتماعي أو المادي، لذا فإن تمكينهم من الحصول على هذه الأجهزة المهمة بشكل مجاني ضمن حزمة العلاج الخاصة بعلاج السكري يعد لفتة مباركة تعكس الاهتمام السامي برعاية الطفولة العمانية وحقوق الطفل، وتقوم وزارة الصحة ممثلة في اللجنة المسؤولة عن تنفيذ خطة توفير المجسات الإلكترونية ومضخات الأنسولين بجهود كبيرة لتوفير أحدث المجسات الدقيقة ووضع البروتوكولات الخاصة لهذه الفئة وتدريب العاملين الصحيين- من أطباء وممرضين ومثقفي صحة- المختصين بعلاج هذه الفئة من المستفيدين، وقد تم تحديد المستشفيات والمجمعات الطبية بالتنسيق مع مديريات الصحة العامة في كافة المحافظات، وقد تم البدء في تدريب بعض العاملين الصحيين ضمن ورش حضورية تقوم بها الشركات المختصة بالمجسات الإلكترونية المتفق عليها، كما بدأ المركز الوطني لعلاج أمراض السكري بتوزيعها للفئة المستهدفة وسيتم توزيعها لكافة المستشفيات والمجمعات الطبية بالمحافظات تباعا حسب خطة التنفيذ لضمان تدريب الطواقم الصحية المستهدفة ومتابعة تنفيذها.
وذكرت الدكتورة ليلى أن طريقة قياس مستوى سكر الدم الأقدم والأشهر والمتوفرة بشكل كبير حاليا هي عن طريق الفحص المباشر بالوخز وأخذ عينة بسيطة من دم الإصبع في شريحة وإدخالها في مقياس السكر، وهذه الطريقة دقيقة إلى حد ما ولكنها تعرض الطفل إلى الألم المتكرر بسبب الوخز المتكرر. بسبب ذلك هنالك عزوف عند بعض الأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول عن القياس بشكل منتظم وأخذ العلاج بشكل مناسب. كما أنها تعطي قياسات محدودة لعدم القدرة على تكرار القياس بشكل مكثف خلال اليوم والليلة بسبب الألم وأحيانا بسبب عدم توفر الشرائح للقياس، ما يؤدي إلى إعطاء صورة غير مكتملة عن نمط سكر الطفل خلال اليوم والليلة. الجدير بالذكر أن هذه الطريقة ما زالت تمارس في كثير من الدول وكثير من المستشفيات. ولكن مع التطور الحديث وتقدم تكنولوجيا الأجهزة تطورت أيضا أجهزة وطرق قياس السكر بشكل كبير وإيجابي.
وأشارت الدكتورة الهاشمية إلى أن وجود مجسات إلكترونية ضمن ما يعرف بجهاز مراقبة السكر المستمر هي وسيلة حديثة ومهمة جدا في تاريخ الأفراد المصابين بمرض السكري وعلى وجه الخصوص الأطفال واليافعين المصابين بالنوع الأول، حيث إنها أجهزة متطورة متكونة من مجس أو مستشعر (سنسر) يستشعر نسبة السكر في السائل حول الشعيرات الدموية ويغرس في الجلد في أعلى الذراع ويتم استبداله كل 10 أيام إلى 14 يوما حسب المنتج المستخدم، وجهاز استقبال (القارئ) يستقبل قياسات مستوى السكر كل بضع دقائق عن طريق تمريره بالمجس دون الحاجة إلى الوخز المتكرر، وتتخزن بيانات مستويات السكر في جهاز القارئ ومن الممكن الرجوع إليها وأخذ نبذة مبسطة عن نمط السكر لدى الطفل، ومن الممكن أيضا تنصيب التطبيقات الخاصة بالجهاز الحساس في الهواتف الذكية واستخدام الهاتف كجهاز قارئ دون الحاجة لتمرير الجهاز على المجس.
وأضافت: هنالك أيضا مزايا أخرى لبعض المجسات الإلكترونية المستخدمة وهي أن مستويات السكر تظهر على شاشة القارئ أو الهاتف الذكي وتساعد الفرد المصاب بالسكري وترشده لأخذ الحيطة وطلب المساعدة في بعض الأحيان كحالات الارتفاع في مستوى السكر أو انخفاضه عن المستوى الطبيعي، بالإضافة إلى ميزة وجود تنبيهات بهبوط مستوى السكر لدى الطفل وهي إحدى أهم المزايا في هذه المجسات حيث من الممكن التعرف على هبوط السكر دون التأخر في العلاج ووضع خطة احترازية بصورة أسرع عن ذي قبل، ومن الممكن الرجوع للبيانات ومعرفة بعض أنماط مستويات السكر في التطبيق غبر الهاتف الذكي، كما يمكن أيضا للطبيب المعالج الاطلاع على البيانات بشكل مفصل عبر الإنترنت عن طريق الاشتراك والتسجيل في الصفحة المخصصة لهذه الأجهزة.
وقالت: هذه البيانات بشكل مفصل تساعد الطبيب المعالج على اتخاذ خطة العلاج المناسبة حسب الأنماط والمعدلات المتوفرة. يتم أحيانا التواصل مع المريض هاتفيا دون الحاجة للذهاب إلى عيادة الطبيب لمناقشة أنماط مستويات السكر لتحديث خطة العلاج التي تعكس الوضع الفعلي للطفل. هذه الوسيلة المكثفة لقياس مستويات السكر ستسهم بشكل كبير بالوصول إلى التحكم بالسكري بشكل أفضل عن السابق، هذا بدوره يسهم بتجنب المضاعفات المرتبطة بالسكري في المستقبل.
ومن الممكن تنصيب تطبيقات الجهاز في عدة أجهزة أخرى لكي يسهل على أفراد الأسرة معرفة مستويات السكر لدى الطفل حتى لو كانوا في مكان آخر كمقر العمل أو في رحلة سفر مثلا، فيستطيع أفراد الأسرة متابعة مستوى تحكم السكر لدى الطفل وتوجيهه بما يتناسب مع الوضع الفعلي لمستوى السكر وأيضا وضع تنبيهات خاصة بما يختص بهبوط السكر.
وأشارت الهاشمية إلى أن هذه المجسات تعد وسيلة مريحة لأفراد الأسرة أيضا في أوقات الليل حيث إنه من السهل عليهم التعرف على مستويات سكر الطفل دون إيقاظه من النوم والتسبب في ألمه والقدرة على اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة في حالة هبوط السكر بصورة أسرع وأفضل.
ولكن هذه المجسات مكلفة ماديا ولا يستطيع غالبية الأطفال واليافعين المصابين بمرض السكري من النوع الأول توفيرها بسهولة كما أنها تستدعي المعرفة بطريقة استخدامها والتدريب على تركيبها وأيضا ضرورة فهم البيانات المسجلة فيها والتفاعل معها بشكل مستمر بحيث يتم تعديل طريقة وكمية الأكل حسب مستويات السكر وتحديد جرعات الأنسولين المناسبة.
ونصحت الهاشمية الوالدين بتشجيع أطفالهم المصابين بالسكري من النوع الأول على اقتنائها والتدريب على تركيبها والمتابعة مع الطبيب المعالج في المؤسسة الصحية التابعة لهم والاستفادة المثلى من التطبيقات المتاحة والخاصة بالجهاز، والتعاون مع الطبيب المعالج والمثقف الصحي للوصول إلى حالة السيطرة على مرض السكري لديهم.
وأوضحت أن هذه الأجهزة عبارة عن وسيلة لفحص السكر بطريقة سهلة ودون وخز وليست علاجا في حد ذاتها لذلك ينصح بالتفاعل مع مستويات السكر التي تظهر عليها عند استخدامها واستخدامها الاستخدام الأمثل ومتابعة الطبيب المعالج والاتفاق على خطط العلاج ومتابعتها. ينصح أيضا بالحفاظ عليها من التلف المباشر.
مضخة الأنسولين
وحول مضخة الأنسولين قالت الدكتورة ليلى الهاشمية: هي أحد أهم وأحدث الوسائل لإعطاء الأنسولين وقد خضعت للعديد من التجارب وتم تحسينها عبر السنوات الماضية بشكل كبير، الهدف منها أداء عمل شبيه بوظيفة غدة البنكرياس السليم بشكل أكثر مرونة ويتناسب مع مستويات سكر الدم خلال وبعد الوجبات وطوال اليوم، وتعوّض المضخة عن الحاجة إلى حقن متكرّرة من إبر الإنسولين من خلال توصيل جرعات دقيقة من الأنسولين سريع المفعول على مدار الساعة في اليوم بكمية تتطابق بشكل كبير مع احتياج الجسم.
والمضخة عبارة عن جهاز إلكتروني صغير يحتوي على خزان للأنسولين سريع المفعول ونظام تشغيل فائق الدقة وبطارية والجهاز موصول بأنبوب متصل بقسطار (أنبوب قسطرة رفيع) يدخل تحت جلد البطن ويتم تغيير القسطار مع الأنبوب كل ثلاثة أيام.
وتتم برمجة مضخة الأنسولين تبعا لاحتياج الطفل فتوصل كميات مُحددة ومدروسة من الأنسولين سريع المفعول طوال اليوم وأيضا عند تناول الطعام حسب متطلبات مستويات السكر وحسب كمية الكربوهيدرات في الطعام حتى تضمن بقاء مستويات السكر طبيعية خلال اليوم والليلة.
وهنالك أيضا نوع من المضخة دون أنبوب، تحتوي على الأنسولين ومزود بأنبوب قسطرة صغير يُدخل تحت الجلد يتم تغييره كل ثلاثة أيام.
بالنسبة لمضخة الأنسولين كونها عبارة عن جهاز مبرمج عالي الدقة ووسيلة لضخ الأنسولين العلاجي فهي تستدعي الاستعداد والتهيئة للطفل والأسرة بشكل كبير. ويستدعي جاهزية المؤسسة التي تقدم الخدمة بتدريب وتثقيف وتهيئة أفراد الأسرة لذلك. بداية التهيئة النفسية لأنها عبارة عن جهاز متصل بجسم الطفل طوال الوقت وبالتالي يستدعي تهيئة الطفل لقبول ذلك والتأكد من ارتياحه. وأيضا لاعتماد مضخة الأنسولين على الدقة في حساب كمية الكربوهيدرات في الطعام حتى توفر الجرعة الدقيقة من الأنسولين بشكل صحيح فإن ذلك يتطلب من أفراد الأسرة الاطلاع على حساب الكربوهيدرات وأخذ المعرفة الكافية لذلك والتدريب عليها بالتنسيق مع الطبيب المعالج المختص بالعلاج بمضخات الأنسولين وأخصائي التغذية في هذا الجانب، فليست كل المستشفيات تقوم بذلك هنالك مؤسسات معينة مخولة حسب وجود الطواقم الصحية المختصة والمدربة لذلك لضمان نجاحها. فالطبيب المعالج المختص يقوم بتقييم الطفل ومدى جاهزيته وجاهزية أسرته والتنسيق مع أخصائي التغذية والمثقف الصحي لمتابعته وتوفير الوقت الكافي لتدريب الأسرة على مضخة الأنسولين وطريقة استخدامها وكيفية التعامل معها وتحديد الفرصة المناسبة لبدء استخدام مضخة الأنسولين والمتابعة الدقيقة لضمان نجاحها عند الطفل وارتياحه لها.
كل ذلك يستدعي دراسة كل طفل ويافع على حدة وبالتالي فإن توقيت بدء استخدام مضخة الأنسولين قد يتفاوت بين الأطفال واليافعين كل حسب جاهزيته ومتابعته مع فريقه الطبي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السکری من النوع الأول المصابین بمرض السکری الأطفال والیافعین الطبیب المعالج مستویات السکر أفراد الأسرة مستوى السکر ومن الممکن بشکل کبیر من الممکن عبارة عن
إقرأ أيضاً:
الجامعة الهاشمية تحتفل بمرور 30 عاماً على تأسيسها وتستعرض إنجازاتها البحثية والمشاريع المستقبلية
صراحة نيوز- أكد رئيس الجامعة الهاشمية خالد الحياري، أن الجامعة حققت قفزات غير مسبوقة في مجالات البحث العلمي والتصنيفات العالمية، مع التركيز على مشاريع تنموية تخدم المجتمع المحلي وتواكب رؤية التحديث الاقتصادي، وذلك في إطار احتفالها بمرور 30 عاما على تأسيسها.
وقال الحياري، خلال لقائه الثلاثاء، أعضاء نقابة الصحفيين الأردنيين – فرع الزرقاء، إن الجامعة سجلت إنجازا بحثيا نوعيا خلال عام 2024، إذ بلغ عدد الأبحاث المنشورة في قواعد البيانات العالمية 1384 بحثا، بنمو قدره 150 بالمئة مقارنة بعام 2020، كما ارتفع متوسط النشر لأعضاء هيئة التدريس إلى 1.6 بحث لكل أكاديمي، فيما قفزت استشهادات الباحثين الدوليين بأبحاث الجامعة إلى 23672 استشهادا في 2024 مقارنة بـ 9032 في 2020.
وأشار إلى حصول الجامعة على اعتمادات دولية في 15 برنامجا أكاديميا، منها اعتماد برامج الهندسة من “ABET”، وبرامج صحية من جهات دولية متخصصة، كما حققت تقدما في التصنيفات العالمية، فدخلت تصنيف “QS” العالمي وحصلت على تقييم 5 نجوم في مجالات التعليم والبحث العلمي وتشغيل الخريجين، كما احتلت المرتبة الثالثة محليا و37 عربيا في تصنيف “UNIRANKS” العالمي لعام 2025.
وكشف الحياري، عن مشروع لإنشاء مبنى للعيادات السريرية بكلية طب الأسنان، سيكون بسعة 200 وحدة سنية على مساحة 10 آلاف متر مربع، ليكون مركزا متطورا يقدم خدمات نوعية لأبناء الزرقاء والمناطق المجاورة.
ولفت إلى نجاح الجامعة في تسجيل 4 براءات اختراع دولية خلال العامين الماضيين، شملت تطوير أجهزة طبية مبتكرة وتقنيات ذكية لقياس الأداء الرياضي، كما استعرض برامج الريادة والابتكار التي تهدف إلى ربط البحث الأكاديمي باحتياجات القطاعات الصناعية والتطبيقية، إضافة إلى إنشاء مركز الابتكار والمشاريع الإبداعية الذي يحتضن الأفكار الريادية للطلبة.
وأوضح أن الجامعة أنهت إعداد خطتها الاستراتيجية للفترة (2025–2028) التي تتضمن 7 محاور استراتيجية و25 هدفا و77 مؤشر أداء، تركز على نوعية التدريس والبحث العلمي والتحول الرقمي والاعتماد الدولي، بما يتوافق مع رؤية التحديث الاقتصادي، مشيرا إلى أن الخطة أعدت وفق نهج تشاركي وشامل شمل مراجعة دقيقة للخطة السابقة وتحليل الأولويات الوطنية.
وتطرق إلى المشاريع المستقبلية للجامعة، ومنها إنشاء كلية تقنية متخصصة تقدم تخصصات تطبيقية في مجالات حديثة، والاستمرار في تجويد العملية التدريسية وتنمية المهارات التطبيقية والحياتية والرقمية للطلبة، إضافة إلى ترسيخ التفكير النقدي والإبداعي كأدوات جوهرية في تكوين شخصية الطالب الجامعي، وإدخال الذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات.
واستعرض الحياري، مشروع “شمس الهاشمية”، الذي يعد من أهم مشاريعها بقدرة إجمالية تبلغ 5 ميغاواط، إضافة إلى إنشاء أول مختبر عملي متخصص في الشبكات الكهربائية الذكية والتهديدات السيبرانية، ما يعزز مكانة الجامعة كرائدة في مجال الاستدامة البيئية.
وأوضح أن الجامعة مستقرة ماليا، إضافة إلى توفير الدعم من خلال مبادرة الدينار، مؤكدا أن كل النشاطات التي تعقد في الجامعة تقدم دعما للمبادرة، والتي كانت بدايتها طلابية وانضم إليها كوادر الجامعة.
وثمن الحياري الدور الحيوي الذي يضطلع به الصحفيون والإعلاميون في إيصال الرسالة الوطنية، وتسليط الضوء على المنجزات التي تحققها المؤسسات الحكومية والخاصة من خلال تغطياتهم الموضوعية ومساهماتهم الفاعلة في تعزيز الوعي المجتمعي، وترسيخ الثقة في جهود التنمية والبناء.
وفي ختام اللقاء، قدم رئيس فرع النقابة في الزرقاء الدكتور ماجد الخضري درعا تذكاريا لرئيس الجامعة، معبرا عن شكره للتواصل المستمر مع أعضاء النقابة، وداعيا إلى ضرورة اعتماد مادة التربية الإعلامية في الجامعة سواء على مستوى البرامج الأكاديمية أو الدبلومات المهنية المزمع تنفيذها خلال العام المقبل، مؤكدا أن هذه الخطوة ستعزز مهارات الطلبة في التعامل مع البيئة الإعلامية الرقمية وتطوير قدراتهم في مجال الإعلام الحديث.