ـ الأجهزة تعطي قراءات لمستوى السكر دون وخز وترسل تنبيهات عند هبوطه

مع بدء وزارة الصحة صرف المجسات الالكترونية لقياس السكر للأطفال والمراهقين دون سن الثامنة عشر المصابين بالسكري من النوع الأول، تنفيذًا للأوامر السّامية أوضحت الدكتورة ليلى بنت سالم الهاشمية استشارية - أمراض الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال بمستشفى نزوى أن توفير مثل هذه التسهيلات التكنولوجية لهذه الفئة يعني لهم الكثير، وسوف يسهم في التخفيف من معاناتهم وتذليل الصعاب التي يواجهونها لينعموا بحياة صحية ويحققوا مستقبلا أفضل، مشيرة إلى أن الأطفال واليافعين المصابين بمرض السكري من النوع الأول يواجهون تحديات كبيرة خلال رحلة علاجهم هم وأسرهم سواء على المستوى الصحي أو النفسي أو الاجتماعي أو المادي، ولذا فإن تمكينهم من الحصول على هذه الأجهزة المهمة بشكل مجاني ضمن حزمة العلاج الخاصة بعلاج السكري يعد لفتة مباركة تعكس الاهتمام السامي برعاية الطفولة العمانية وحقوق الطفل، وتقوم وزارة الصحة ممثلة في اللجنة المسؤولة عن تنفيذ خطة توفير المجسات الإلكترونية ومضخات الأنسولين تشمل توفير أحدث المجسات الدقيقة في هذا الجانب ووضع البروتوكولات الخاصة لهذه الفئة وتدريب العاملين الصحيين - من أطباء وممرضين ومثقفي صحة - المختصين بعلاج هذه الفئة من المستفيدين، وقد تم تحديد المستشفيات والمجمعات الطبية بالتنسيق مع مديريات الصحة العامة في كافة المحافظات، وقد تم البدء في تدريب بعض العاملين الصحيين ضمن ورش حضورية تقوم بها الشركات المختصة بالمجسات الإلكترونية المتفق عليها، كما بدأ المركز الوطني لعلاج أمراض السكري بتوزيعها للفئة المستهدفة وسيتم توزيعها لكافة المستشفيات والمجمعات الطبية بالمحافظات تباعا حسب خطة التنفيذ لضمان تدريب الطواقم الصحية المستهدفة ومتابعة تنفيذها.

وذكرت الدكتورة ليلى أن طريقة قياس مستوى سكر الدم الأقدم والأشهر والمتوفرة بشكل كبير حاليا هي عن طريق الفحص المباشر بالوخز وأخذ عينة بسيطة من دم الإصبع في شريحة وإدخالها في مقياس السكر، وهذه الطريقة دقيقة إلى حد ما ولكنها تعرض الطفل إلى الألم المتكرر بسبب الوخز المتكرر. بسبب ذلك هنالك عزوف عند بعض الأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول عن القياس بشكل منتظم وأخذ العلاج بشكل مناسب. كما أنها تعطي قياسات محدودة لعدم القدرة على تكرار القياس بشكل مكثف خلال اليوم والليلة بسبب الألم وأحيانا بسبب عدم توفر الشرائح للقياس، مما يؤدي إلى إعطاء صورة غير مكتملة عن الصورة الحقيقة لنمط سكر الطفل خلال اليوم والليلة. والجدير بالذكر أن هذه الطريقة لا زالت تمارس في كثير من الدول وكثير من المستشفيات. ولكن مع التطور الحديث وتقدم تكنولوجيا الأجهزة تطورت أيضا أجهزة وطرق قياس السكر بشكل كبير وإيجابي.

واشارت الدكتورة الهاشمية إلى أن وجود مجسات إلكترونية ضمن ما يعرف بجهاز مراقبة السكر المستمر هي وسيلة حديثة ومهمة جدا في تاريخ الأفراد المصابين بمرض السكري وعلى وجه الخصوص الأطفال واليافعين المصابين بالنوع الأول، حيث إنها أجهزة متطورة متكونة من مجس أو مستشعر (سنسر) يستشعر نسبة السكر في السائل حول الشعيرات الدموية ويغرس في الجلد في أعلى الذراع ويتم استبداله كل 10 أيام إلى 14 يوما حسب المنتج المستخدم، وجهاز استقبال (القارئ) يستقبل قياسات مستوى السكر كل بضع دقائق عن طريق تمريره بالمجس دون الحاجة إلى الوغز المتكرر، وتتخزن بيانات مستويات السكر في جهاز القارئ ومن الممكن الرجوع إليها وأخذ نبذة مبسطة عن نمط السكر لدى الطفل، ومن الممكن أيضا تنصيب التطبيقات الخاصة بالجهاز الحساس في الهواتف الذكية واستخدام الهاتف كجهاز قارئ دون الحاجة لتمرير الجهاز على المجس.

وأضافت: هنالك أيضا مزايا أخرى لبعض المجسات الإلكترونية المستخدمة وهي أن مستويات السكر تظهر على شاشة القارئ أو الهاتف الذكي وتساعد الفرد المصاب بالسكري وترشده لأخذ الحيطة وطلب المساعدة في بعض الأحيان كحالات الارتفاع في مستوى السكر أو انخفاضه عن المستوى الطبيعي، بالإضافة إلى ميزة وجود تنبيهات بهبوط مستوى السكر لدى الطفل وهي إحدى أهم المزايا في هذه المجسات حيث من الممكن التعرف على هبوط السكر دون التأخر في العلاج ووضع خطة احترازية بصورة أسرع عن ذي قبل، ومن الممكن الرجوع للبيانات ومعرفة بعض أنماط مستويات السكر في التطبيق غبر الهاتف الذكي، كما يمكن أيضا للطبيب المعالج الاطلاع على البيانات بشكل مفصل عبر الإنترنت عن طريق الاشتراك والتسجيل في الصفحة المخصصة لهذه الأجهزة.

وقالت: إن وجود هذه البيانات بشكل مفصل يساعد الطبيب المعالج على اتخاذ خطة العلاج المناسبة حسب الأنماط والمعدلات المتوفرة. يتم أحيانا التواصل مع المريض هاتفيا دون الحاجة للذهاب إلى عيادة الطبيب لمناقشة أنماط مستويات السكر لتحديث خطة العلاج والتي تعكس الوضع الفعلي للطفل. هذه الوسيلة المكثفة لقياس مستويات السكر ستسهم بشكل كبير إلى الوصول إلى التحكم بالسكري بشكل أفضل عن السابق، هذا بدوره يسهم في تجنب المضاعفات المرتبطة بالسكري في المستقبل.

ومن الممكن تنصيب تطبيقات الجهاز في عدة أجهزة أخرى لكي يسهل على أفراد الأسرة معرفة مستويات السكر لدى الطفل حتى لو كانوا في مكان آخر كمقر العمل أو في رحلة سفر مثلا، فيستطيع أفراد الأسرة متابعة مستوى تحكم السكر لدى الطفل وتوجيهه بما يتناسب مع الوضع الفعلي لمستوى السكر وأيضا وضع تنبيهات خاصة بما يخص بهبوط السكر.

وأشارت الهاشمية إلى أن هذه المجسات تعد وسيلة مريحة لأفراد الأسرة أيضا في أوقات الليل حيث إنه من السهل عليهم التعرف على مستويات سكر الطفل دون إيقاظه من النوم والتسبب في ألمه والقدرة على اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة في حالة هبوط السكر بصورة أسرع وأفضل.

ولكن هذه المسجات مكلفة ماديا ولا يستطيع غالبية الأطفال واليافعين المصابين بمرض السكري من النوع الأول توفيرها بسهولة كما أنها تستدعي المعرفة بطريقة استخدامها والتدريب على تركيبها وأيضا ضرورة فهم البيانات المسجلة فيها والتفاعل معها بشكل مستمر بحيث يتم تعديل طريقة وكمية الأكل حسب مستويات السكر وتحديد جرعات الأنسولين المناسبة.

ونصحت الهاشمية الوالدين بتشجيع أطفالهم المصابين بالسكري من النوع الأول على اقتناءها والتدريب على تركيبها والمتابعة مع الطبيب المعالج في المؤسسة الصحية التابعة لهم والاستفادة المثلى من التطبيقات المتاحة والخاصة بالجهاز، والتعاون مع الطبيب المعالج والمثقف الصحي للوصول إلى حالة تحكم وسيطرة على مرض السكري لديهم.

وأوضحت أن هذه الأجهزة عبارة عن وسيلة لفحص السكر بطريقة سهلة ودون وخز وليست علاجا بحد ذاتها لذلك ينصح بالتفاعل مع مستويات السكر التي تظهر عليها عند استخدامها واستخدامها الاستخدام الأمثل ومتابعة الطبيب المعالج والاتفاق على خطط العلاج ومتابعتها. ينصح أيضا بالحفاظ عليها من التلف المباشر.

مضخة الأنسولين

وحول مضخة الأنسولين قالت الدكتورة ليلى الهاشمية: هي أحد أهم وأحدث الوسائل لإعطاء الأنسولين والتي خضعت للعديد من التجارب وتم تحسينها عبر السنوات الماضية بشكل كبير، الهدف منها أداء عمل شبيه بوظيفة غدة البنكرياس السليم بشكل أكثر مرونه ويتناسب مع مستويات سكر الدم خلال وبعد الوجبات وطوال اليوم، وتعوّض المضخة عن الحاجة إلى حقن متكرّرة من إبر الإنسولين من خلال توصيل جرعات دقيقة من الأنسولين سريع المفعول على مدار الساعة في اليوم بكمية تتطابق بشكل كبير مع احتياج الجسم.

والمضخة عبارة عن جهاز إلكتروني صغير يحتوي على خزان للأنسولين سريع المفعول ونظام تشغيل فائق الدقة وبطارية والجهاز موصول بأنبوب متصل بقسطار (أنبوب قسطرة رفيع) يدخل تحت جلد البطن ويتم تغيير القسطار مع الأنبوب كل ثلاثة أيام.

وتتم برمجة مضخة الأنسولين تبعا لاحتياج الطفل فتوصل كميات مُحددة ومدروسة من الأنسولين سريع المفعول طوال اليوم وأيضا عند تناول الطعام حسب متطلبات مستويات السكر وحسب كمية الكربوهيدرات في الطعام حتى تضمن بقاء مستويات السكر طبيعية خلال اليوم والليلة.

وهنالك أيضا نوع من المضخة دون أنبوب، تحتوي على الأنسولين ومزود بأنبوب قسطرة صغير يُدخل تحت الجلد يتم تغييره كل ثلاثة أيام.

بالنسبة لمضخة الأنسولين كونها عبارة عن جهاز مبرمج عالي الدقة ووسيلة لضخ الأنسولين العلاجي فهي تستدعي الاستعداد والتهيئة للطفل والأسرة بشكل كبير. ويستدعي جاهزية المؤسسة التي تقدم الخدمة بتدريب وتثقيف وتهيئة أفراد الأسرة لذلك. بداية التهيئة النفسية لأنها عبارة عن جهاز متصل بجسم الطفل طوال الوقت خلال اليوم وبالتالي يستدعي تهيئة الطفل لقبول ذلك والتأكد من ارتياحه. وأيضا لاعتماد مضخة الأنسولين على الدقة في حساب كمية الكربوهيدرات في الطعام حتى توفر الجرعة الدقيقة من الأنسولين بشكل صحيح فإن ذلك يتطلب من أفراد الأسرة الاطلاع على حساب الكربوهيدرات وأخذ المعرفة الكافية لذلك والتدريب عليها والذي يتم عادة بالتنسيق مع الطبيب المعالج المختص بالعلاج بمضخات الأنسولين وأخصائي التغذية الذي لديه الخبرة الكافية في هذا الجانب، فليست كل المستشفيات تقوم بذلك هنالك مؤسسات معينة مخولة لذلك حسب وجود الطواقم الصحية المختصة والمدربة لذلك لضمان نجاحها. فالطبيب المعالج المختص يقوم بتقييم الطفل ومدى جاهزيته وجاهزية أسرته والتنسيق مع أخصائي التغذية والمثقف الصحي لمتابعته وتوفير الوقت الكافي لتدريب الأسرة على مضخة الأنسولين وطريقة استخدامها وكيفية التعامل معها وتحديد الفرصة المناسبة لبدء استخدام مضخة الأنسولين والمتابعة الدقيقة لضمان نجاحها عند الطفل وارتياحه لها.

كل ذلك يستدعي دراسة كل طفل ويافع على حدة وبالتالي فإن توقيت بدء استخدام مضخة الأنسولين قد يتفاوت بين الأطفال واليافعين كل حسب جاهزيته ومتابعته مع فريقه الطبي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السکری من النوع الأول المصابین بمرض السکری الأطفال والیافعین الطبیب المعالج مستویات السکر أفراد الأسرة مستوى السکر خلال الیوم ومن الممکن بشکل کبیر من الممکن عبارة عن

إقرأ أيضاً:

«القومي للطفولة» يستعد لإطلاق مبادرة «زرع.. حصد» لتأسيس طفولة بدون عنف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صرحت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، بأن المجلس بصدد الإعداد لإطلاق مبادرة "زرع .. حصد" تحت شعار طفل سعيد بداية لعمر مديد، هدفها تأسيس طفولة بدون عنف، لافتة إلى أن هذه المبادرة سيتم تنفيذها بالتعاون والشراكة مع عدد من الجهات المعنية بحقوق الطفل، وذلك استكمالًا لمسيرة طويلة بدأها المجلس لإنهاء العنف الموجه ضد الأطفال بكل صوره، يأتى ذلك فى إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".

جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري لأعضاء مجلس إدارة المجلس القومي للطفولة والأمومة بمشاركة الدكتورة هيام نظيف نائب رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة عبر تطبيق زووم، وبحضور الدكتور وائل عبد الرازق الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، وأعضاء مجلس الإدارة، د. غادة الدري، د. سامح عوض، د. كرم ملاك، والسيد عبداللطيف صبحي، د. نور أسامة، والسيد عمر حجازي، والسيدة مي زين الدين، وسارة عزيز، ودينا سيد عبد الوهاب، والسيدة ميراي نسيم.

واستعرضت الدكتورة سحر السنباطي، جهود المجلس القومي للطفولة والأمومة خلال الفترة الماضية، وكذلك دور الإدارة العامة لنجدة الطفل في التدخل العاجل لحماية الأطفال المعرضين للخطر، فضلا عن مشاركة المجلس في النسخة الثانية للمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية والذى عقد خلال الفترة من 21-25 أكتوبر ٢٠٢٤ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حيث شارك المجلس في عدد من الجلسات والتي كان محورها حماية الطفل، كجلسة "مناهضة تطبيب ختان الإناث وصحة ورفاهية الفتيات في مصر" و "إطلاق العنان لقوة طول العمر الصحي" وجلسة "تنمية للطفولة المبكرة" والمشاركة في الجلسة النقاشية مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، بعنوان "تضمين منظور الإعاقة مفتاح تحقيق التنمية الشاملة"، مشيدة بتنظيم ونجاح المؤتمر فى نسخته الثانية.

كما شهد الاجتماع مناقشة مفتوحة لإبداء الرأي على الإطار الاستراتيجي الوطني والخطة الوطنية للطفولة والأمومة 2018-2030، والمحاور الخاصة بتحديث وصياغة الخطة الوطنية للطفولة والأمومة 2024-2030، وربطها بمؤشرات التنمية المستدامة لتعزيز وحماية حقوق الطفل، وذلك انطلاقا من الدور المنوط به المجلس القومي للطفولة والأمومة من وضع السياسات والاستراتيجيات الخاصة بإنفاذ حقوق الطفل بالنهج التشاركي.

IMG-20241031-WA0012 IMG-20241031-WA0013 IMG-20241031-WA0010 IMG-20241031-WA0011 IMG-20241031-WA0008 IMG-20241031-WA0009

مقالات مشابهة

  • مسؤولون واقتصاديون: الاهتمام السامي بقطاع الأعمال يُعزز مشاركة القطاع الخاص في التنمية
  • مسؤولون واقتصاديون: الاهتمام السامي بقطاع الأعمال يعزز مشاركة المؤسسات الخاصة في التنمية الاقتصادية الشاملة
  • المشدد 15 عاما للمتهمة بقتل طفلها بحقنة الأنسولين في القليوبية
  • فرع ثقافة الدقهلية يواصل استعدادته للموسم الجديد لمسرح الطفل
  • خبير تكنولوجي: الذكاء الاصطناعي يرفع مستويات النفايات الإلكترونية بشكل غير مسبوق
  • "خطة النواب": توفير 34 مليار دولار من زيادة أسعار البنزين لرفع المرتبات والمعاشات
  • الذهب يواصل مساره الصعودي إلى مستويات قياسية ويتجه لأفضل أداء في 7 أشهر
  • «النقل»: توفير 100 أتوبيس صديق للبيئة لخدمة رواد المنتدى الحضري العالمي
  • «القومي للطفولة» يستعد لإطلاق مبادرة «زرع.. حصد» لتأسيس طفولة بدون عنف
  • النقل: توفير 100 أتوبيس لنقل رواد المنتدى الحضري العالمي بالمجان