بابتسامات وضحكات تغمرهم وأغاني يرددونها، يحاول الأطفال الفلسطينيون في قطاع غزة الهروب من مآسي الحرب وآثارها، وهم يركبون أرجوحة صغيرة صنعوها بأنفسهم من أسلاك كهربائية، داخل مدرسة لجأوا إليها مع أسرهم في مدينة خان يونس جنوب القطاع.

وعلى تلك الأرجوحة البسيطة، يتبادل الأطفال الأدوار بحماس، حيث يحظى كل طفل بدقائق معدودة للاستمتاع بركوبها، ليتمكن الجميع من التمتع بلحظات من الفرح والبهجة.



في هذه اللحظات البسيطة، يتحدى الأطفال قسوة الحرب وما سببته لهم من معاناة وتهجير وفقدان لأحبائهم، ويهربون بالاستمتاع بأوقات كانوا يأملون لو كانت خالية من الدمار والخراب.

ويسعى الأطفال لصناعة فرص من السعادة والابتهاج على الرغم من وجودهم بين الركام والدمار الذي يحيط بتلك المدرسة، حيث تعرضت لقصف إسرائيلي سابق مما أدى لتدمير أجزاء منها.

أطفال غزة يحولون أسلاك الكهرباء إلى أرجوحة بعد 200 يوم من انقطاعها. pic.twitter.com/Z64xlNg8nU

— فلسطين بوست (@PalpostN) April 23, 2024

ونزح هؤلاء الأطفال من أماكن مختلفة في قطاع غزة عدة مرات جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتفتقر أماكن النزوح المتمثلة بالمدارس والمراكز الدينية والثقافية والكنائس في قطاع غزة للخدمات الترفيهية مناسب للأطفال في ظل الحرب على القطاع.

وأمام هذا، يحاول أسر الأطفال جاهدين إيجاد طرق للتخفيف عنهم وإخراجهم من حالة الصدمة التي سببتها لهم الحرب، من خلال اللعب معهم وتوفير نشاطات ترفيهية تساعدهم على تخطي الصعوبات التي يواجهونها.

وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، يُقدر أن حوالي ٢ مليون فلسطيني قد نُزحوا من منازلهم بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع.



وتقول الطفلة سنين المصري (14 عامًا) بعد انتهاء دورها من ركوب الأرجوحة: "نزحنا من بلدة بيت حانون شمالي القطاع إلى أماكن مختلفة في القطاع، ثم وصلنا إلى مدرسة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع منذ بداية الحرب".

وأضافت لمراسل الأناضول: "قمنا بصنع الأرجوحة من أسلاك كهربائية نحاسية لنهرب من الحزن الذي يسكن قلوبنا، ونزرع الفرحة".

وتابعت: "نحن في مدرسة تعرضت للدمار بسبب القصف، لا يوجد فيها طعام ولا مياه ولا حتى أساسيات الحياة".

وعلى جانب المصري تقف لارا رمزي (9 سنوات) بحماس لتركب الأرجوحة، ولكن قبل ذلك، قالت لمراسل الأناضول: "نحن نعيش وسط الدمار ونلعب على الأرجوحة لنسعد أنفسنا".

وتضيف: "رغم أننا نمرح ونلعب غير أننا تعرضنا للإصابة لأننا محاطون بالدمار الناجم عن القصف".

وتعبر الطفلة عن خوفها من سقوط سقف المدرسة الذي ربطوا فيه الأرجوحة، أو من سقوط الحجارة عليها، حيث أن المكان الذي يتواجدون فيه تعرض للقصف وتظهر عليه آثار الدمار والحرق.

ولفتت إلى أنها: "بحاجة إلى حرية ولعب، ففي تلك المدرسة لا مياه ولا دعم نفسي ولا أي شيء".

ولا تختلف حالة ميرا بهلول (10 سنوات) عن حال صديقاتها، حيث تشتكي من نقص الترفيه والألعاب في تلك المدرسة.

وتقول: "نحاول أن نصنع لأنفسنا الفرحة ونخرج الألم والوجع من قلوبنا".

وأضافت: "رغم أننا نستمتع ونلعب في تلك الأرجوحة، إلا أننا متخوفون، فالدمار يحيط بنا في كل مكان ونحن نلعب بحذر".

وكانت الطفلة الفلسطينية تتمنى أن تكون في تلك المدرسة لتحصل على التعليم والدروس اللازمة، وأن لا تكون نازحة هي وأسرتها، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة الأساسية.

والخميس، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، من التأثير "الكارثي" والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة، بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع.

جاء ذلك بمنشور للمديرة التنفيذية ليونيسف كاثرين راسل، عبر منصة إكس.

وقالت إن "أطفال غزة لا يزالون يدفعون ثمنا كارثيا بسبب طرق المساعدات المغلقة، والعمليات العسكرية المكثفة، والقتال داخل مدينة رفح جنوبي القطاع وخارجها، ما أدى إلى شلل مستشفى الأطفال الوحيد في شمال غزة القادر على تقديم خدمات التغذية"، في إشارة إلى مستشفى كمال عدوان.



وأضافت راسل أن أطفال غزة الذين نجوا من الحرب المتواصلة للشهر الثامن "معرضون بشكل متزايد لخطر الموت بسبب سوء التغذية والجفاف".

وشددت على أن "سوء التغذية الحاد الشديد يمكن أن يؤدي إلى أضرار معرفية وجسدية دائمة لدى الأطفال الصغار".

واختتمت المسؤولة الأممية حديثها بالقول: "لا ينبغي أن يموت أي طفل من الجوع".

ويواصل الاحتلال حربه على غزة رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب) فورا، واتخاذ تدابير فورية لتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع ومنع وقوع أعمال "إبادة جماعية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الأطفال غزة الحرب أرجوحة الاحتلال غزة الاحتلال أطفال الحرب أرجوحة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تلک المدرسة فی قطاع غزة أطفال غزة فی تلک

إقرأ أيضاً:

سوبر هيرو فيصل يتسلق 6 أدوار فى عمارة وينقذ أطفال من النـ يران.. صور

كاد شاب ان يضحي بحياته عندما تسلق 6 طوابق خارج عقار بمنطقة كعبيش في فيصل لانقاذ 3 أطفال محتجزين داخل حريق شقة حيث عاونه شاب آخر في اخراج الأطفال من الشرفة.

من معجبة إلى مطلقة.. زوجة تترك حياتها بسبب وهم حب مع مطرب مشهورسلاح ومخدرات.. الداخلية تداهم أوكار العناصر الإجرامية بـ 3 محافظات

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مدته 5 دقائق يرصد لحظات من بطولة الشاب الذي وقف على حافة شرفة حديدية يتمسك بها بيد واليد الأخرى ينزل بها الأطفال من الشرفة التي تتصاعد منها أدخنة سوداء كثيفة بسبب الحريق داخل الشقة.

وانهالت التعليقات على مقطع الفيديو بالإشادة ببطولة الشابين الذين ساهما في انقاذ أرواح الأطفال المحتجزين وكادا ان يضحيا بروحيهما ويطالبون بتكريمهما على دورهما البطولي.

وقال بعض الأهالي ان توقف حركة المرور تسبب في عدم تمكن وصول سيارات الإطفاء والسلالم الهيدروليكية لموقع الحريق ما دفع الشاب لتسلق العقار من الخارج لإنقاذ الأطفال قبل اختناقهم.

مقالات مشابهة

  • أحد منقذي أطفال «كعابيش» لـ الأسبوع»: أنقذنا أطفال حريق شقة فيصل من البلكونة
  • فيديو.. شباب يخاطرون لإنقاذ أطفال من عقار مشتعل في مصر
  • لحظات مرعبة.. شاب يتسلق 10 طوابق لإنقاذ 3 أطفال في حريق شقة بفيصل
  • مصر.. 3 شباب ينقذون أطفالاً من حريق مدمّر وتامر حسني يشيد ببطولتهم
  • منقذ أطفال فيصل يكشف سبب الحريق ومحاصرة النيران لشقتهم| فيديو
  • سوبر هيرو فيصل .. صاحب فيديو الحريق: ربنا ألهمني إنقاذ الأطفال | فيديو
  • أصغر مراسل في غزة.. محمد يوثق دموع الأطفال بعدسة اليُتم
  • الجزيرة ترصد أوضاع مدارس الطوارئ بمخيمات النازحين في السودان
  • سوبر هيرو فيصل يتسلق 6 أدوار فى عمارة وينقذ أطفال من النـ يران.. صور
  • فحص بلاغ من شخص يتهم مدرسة دولية بالإهمال بسبب إصابة نجله بـ6 أكتوبر