المقترح الإسرائيلي يتلاعب بعبارات وقف الحرب.. والرئيس الأمريكي يسعى لإنقاذ الاحتلال من الاستنزاف والعُزلة الدولية

 

تخوف أمريكي من تفكك حكومة الاحتلال واستمرار الخسائر العسكرية

إسرائيل لم تقترح وقف الحرب وإنما "وقف الأعمال العدائية"

المقترح يربط وقف إطلاق النار باستمرار المفاوضات

نتنياهو: بموجب المقترح سنواصل تحقيق هدف القضاء على حماس قبل وقف دائم لإطلاق النار

حماس: ننظر بإيجابية إلى مقترح الرئيس الأمريكي لوقف دائم لإطلاق النار

محلل فلسطيني: بايدن يتحرك بناء على المصلحة الإسرائيلية باعتباره شريكا وليس وسيطا

الرؤية- غرفة الأخبار

يؤكد محللون أن ما قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن من مقترح لتبادل الأسرى، ما هو إلا خداعا أمريكيا لإنقاذ إسرائيل من التورط في الاستنزاف والعزلة الدولية، بعدما فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي إنجازات عسكرية.

ولقد برهن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذا الطرح، وذلك في بيان أكد فيه أنه بموجب المقترح الذي عرضه الرئيس الأمريكي فإن إسرائيل ستواصل تحقيق أهدافها بالقضاء على حماس، ولن يتم وقف الحرب إلا بتحقيق هذا الهدف.

وقدم بايدن في خطاب ألقاه الجمعة تفاصيل مقترح إسرائيلي مكون 3 مراحل، ووصفه بأنه خارطة طريق لوقف كامل وتام لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن المحتجزين بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين.

وأوضح أن المرحلة الأولى ستدوم 6 أسابيع، وتتضمن وقف إطلاق نار شاملا وكاملا، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم جرحى وشيوخ ونساء، مقابل إطلاق سجناء فلسطينيين.

وسيتم في هذه المرحلة أيضا تسليم ما بقي في غزة من جثث لمحتجزين إسرائيليين، كما سيعود الفلسطينيون إلى كل مناطق غزة بما في ذلك الشمال، وستدخل المساعدات إلى غزة بمعدل 600 شاحنة في اليوم.

وأشار إلى أنه خلال هذه الأسابيع الستة، (المرحلة الأولى) ستتفاوض إسرائيل وحماس على وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية.

وأضاف الرئيس الأميركي "طالما وفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار المؤقت سيصبح -وفق العبارة الواردة في الاقتراح الإسرائيلي- وقفا دائما للأعمال العدائية".

وأوضح أنه سيتم في المرحلة الثانية تبادل كل الأسرى الأحياء، بما في ذلك الجنود الإسرائيليون، في حين تشمل المرحلة الثالثة منه -حسب بايدن- إعادة إعمار قطاع غزة.

وفي المقابل، علق وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خطاب الرئيس الأمريكي قائلا إن "القضاء على حماس شرط أساسي لوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب".

وأضاف في بيان نشره في صفحة تابعة للحكومة، إن "شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وهي عبارة عن تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإطلاق سراح كافة الرهائن، والضمان بأن غزة لن تشكل تهديداً على إسرائيل".

وأضاف أنه "بموجب المقترح، ستواصل إسرائيل الإصرار على استيفاء هذه الشروط قبل أن يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. إن فكرة موافقة إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار قبل استيفاء هذه الشروط هي فكرة غير مقبولة".

وأصدرت حركة حماس بيانا، الجمعة، قالت فيه إنها تنظر بإيجابية إلى مقترح أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، لوقف إطلاق النار بصورة دائمة في قطاع غزة.

 

وأضافت: "تؤكد الحركة على موقفها الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبناء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك".

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني سعيد زياد، أن ما قدمه بايدن يأتي انطلاقا من الاعتراف بالهزيمة العسكرية لجيش الاحتلال لأنه لولا صمود فصائل المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح الإسرائيلي.

وأضاف في مقابلة تلفزيونية: "ينطلق بايدن في خطابه من منطلق مصلحة اسرائيل وإعادة الأسرى فقط وليس من منطلق وقف الحرب، كما أنه يتحرك بصفته شريكا لإسرائيل وليس وسيطا أو ضامنا لوقف الحرب، فالرئيس الأمريكي يخشى من تفكك الحكومة الإسرائيلية ويرد إنقاذها قبل فوات الأوان".

وأشار زياد أن بايدن لم يتحدث عن عشرات الآلاف من الأسرى الإسرائيليين وكأنهم بشر من الدرجة الثانية، كما أنه لم يتحدث عن الجرائم في رفح والتي كان يعتبرها خطا أحمر، مؤكدا أن أمريكا تحرص على أن يكون المقترح المطروح يضمن أمان إسرائيل وقويض قدرات المقاومة.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ثم عاد ترامب..هل تؤثر عودة الرئيس الأمريكي على جاذبية الشرق الأوسط للمستثمرين؟

بدأت التغييرات التاريخية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط تجذب المستثمرين الدوليين الذين يلمحون مؤشرات تلوح في الأفق على السلام النسبي والتعافي الاقتصادي بعد ذلك الكم الهائل من الاضطرابات على مدار العام الماضي.

وربما كان اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة مربكاً وصادماً، لكن وقف إطلاق النار الهش في القطاع الفلسطيني، والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وضعف إيران والحكومة الجديدة في لبنان، كلها أحداث وتطورات تنعش الآمال في استقامة الأوضاع وإعادة الأمور، إلى نصابها.

وتمكنت مصر، الدولة الأكبر في المنطقة بعدد السكان والمفاوض الرئيسي في المحادثات لوقف إطلاق النار، من بيع أول سندات دولية بالدولار منذ 4 أعوام، بعد أن كانت تواجه صعوبات اقتصادية.

وبدأ المستثمرون في شراء سندات إسرائيل مرة أخرى، وسندات لبنان، مراهنين على أن بيروت يمكن أن تبدأ أخيراً في علاج أزماتها السياسية والاقتصادية والمالية المتشابكة.

فيديو 24 - خطة ترامب لغزة.. هل تنجح مصر في إفشالها؟رفضت مصر بشكل قاطع خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، محذرةً من تداعياتها على الأمن الإقليمي ومعاهدة السلام مع إسرائيل، وأكدت القاهرة عبر تحركات دبلوماسية مكثفة رفضها لأي عمليات ترحيل قسري، مشددةً على أن الحل الوحيد المقبول هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.   السيناريو الأفضل

وقال تشارلي روبرتسون محلل الأسواق الناشئة المخضرم لدى شركة إف.آي.إم بارتنرز: "الأشهر القليلة الماضية غيرت الكثير في شكل المنطقة، وأدخلت حيوية مختلفة في سيناريو هو الأفضل". وأضاف أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل ستؤجج خطة ترامب في غزة التوتر من جديد.

وأشارت وكالة ستاندرد اند بورز غلوبال للتصنيفات الائتمانية إلى أنها ستزيل تحذيراً بخفض تصنيف إسرائيل إذا استمر وقف إطلاق النار. وتقر بصعوبات وتعقيدات، لكنه احتمال موضع ترحيب في وقت تستعد فيه إسرائيل لأول بيع كبير للديون منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

تعذر التنبؤ

ومن جانبه قال مايكل فيرتيك، وهو مستثمر أمريكي في مشاريع عالية المخاطر والرئيس التنفيذي لشركة "موديل كود دوت إيه.آي" للذكاء الاصطناعي، إن انحسار التوتر ساهم في اتخاذه قراراً بفتح فرع في إسرائيل. ويطمح إلى توظيف مبرمجين محليين مهرة، لكن الوضع الجيوسياسي يلعب دورا أيضاً.

وقال: "مع وجود ترامب في البيت الأبيض، لا أحد يشك في أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في القتال"، موضحاً كيف يوفر هذا قدرة على التنبؤ حتى لو اشتعلت الحرب مجدداً.

وتظهر بيانات البنك المركزي أن المستثمرين في السندات بدأوا يعودون أيضاً بعد أن ظلوا بعيدين بشكل كبير عندما زادت إسرائيل إنفاقها على الحرب.

وقال وزير الاقتصاد نير بركات في مقابلة في الشهر الماضي إنه سيسعى للحصول على حزمة إنفاق أكثر سخاء تركز على "النمو الاقتصادي الجريء".

لكن العقبة أمام المستثمرين في الأسهم هي أن إسرائيل كانت واحدة من أفضل الأسواق أداء في العالم في الأشهر الـ18 التي أعقبت هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول9 2023. ولكنها في تراجع منذ وقف إطلاق النار، الذي تزامن مع  بيع كبير في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة.

وقالت سابينا ليفي رئيسة الأبحاث في ليدر كابيتال ماركتس في تل أبيب: "في 2024، أعتقد أننا علمنا أن السوق لا تخشى الحرب حقاً بل الصراع السياسي الداخلي والتوترات". وأضافت أنه إذا انهار وقف إطلاق النار "فمن المعقول أن نفترض رد فعل سلبيا".

وقال يرلان سيزديكوف رئيس قسم الأسواق الناشئة لدى أموندي، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في أوروبا، إن شركته اشترت سندات مصرية، بعد اتفاق وقف إطلاق النار لكن خطة ترامب التي تتوقع استقبال مصر والأردن مليوني لاجئ فلسطيني دفعت الشركة إلى تغيير موقفها.

واعترضت الدولتان على فكرة ترامب لكن الخطر يكمن، حسب سيزديكوف، في أن يستغل الرئيس الأمريكي اعتماد مصر في التسليح القوي للبلاد على دعم الولايات المتحدة، وكذلك مساندة صندوق النقد الدولي، في ظل أزمة اقتصادية كبرى مرت بها مصر في الآونة الأخيرة.

وقال سيزديكوف: "لا يرجح أن ترحب الأسواق بخسارة مصر لهذا الدعم الثنائي ومتعدد الأطراف، ونحن نتخذ موقفاً أكثر حذراً لنرى كيف ستتطور هذه المفاوضات". 

إعادة بناء وهيكلة

ويتوقع آخرون أن تكون إعادة بناء المنازل، والبنية التحتية التي تعرضت للقصف في سوريا وأماكن أخرى فرصة لشركات البناء ذات الوزن الثقيل في تركيا.

وقال مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن إعادة إعمار غزة ربما تستغرق بين 10 أعوام و15 عاماً. وفي الوقت نفسه، يقدر البنك الدولي الأضرار التي لحقت بلبنان بنحو 8.5 مليارات دولار، أي ما يقرب من 35 % من ناتجه المحلي الإجمالي.

وارتفعت السندات الحكومية اللبنانية بما يزيد على المثلين عندما أصبح واضحاً في سبتمبر (أيلول) أن قبضة حزب الله في لبنان تضعف، وواصلت الارتفاع مع تفاؤل الأسواق بمعالجة أزمة البلاد.

وستكون وجهة الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، في أول زيارة رسمية للخارج، هي السعودية التي يُنظر إليها على أنها داعم رئيسي محتمل. ومن المرجح أن ترى الرياض في ذلك فرصة لإبعاد لبنان عن النفوذ الإيراني.

ويقول حملة السندات إن هناك اتصالات أولية مع السلطات الجديدة أيضاً.

بعد غياب عامين.. مصر تطرح سندات دولارية بقيمة 2 مليار دولار

التفاصيل ف اول تعليق???? #سندات_دولارية #اقتصاد_مصر #الأسواق_الدولية #استثمار #تمويل pic.twitter.com/ZOJOPPFG1W

— جريدة البورصة (@alborsanews) January 29, 2025

وقالت ماجدة برانيت رئيسة قسم الدخل الثابت للأسواق الناشئة لدى أكسا إنفستمنت ماندجرز "قد تحدث أمور مهمة  للبنان في 2025،  إذا أحرزنا تقدما نحو إعادة هيكلة الديون"، لكنها أضافت أن الأمر لن يكون سهلاً.

مقالات مشابهة

  • الصليب الأحمر الدولي: إسرائيل رفضت طلباتنا بزيارة الأسرى الفلسطينيين
  • على غرار غزة.. إسرائيل توسع أوامر إطلاق النار ضد الفلسطينيين بالضفة
  • إسرائيل: مفاوضات المرحلة الثانية لصفقة التبادل مرتبط باجتماع الحكومة المصغر
  • وفد يصل الدوحة لاستكمال المفاوضات.. ماذا قالت عنه إسرائيل؟
  • إسرائيل تكمل انسحابها من محور نتساريم في غزة.. وهكذا علقت حماس
  • ثم عاد ترامب..هل تؤثر عودة الرئيس الأمريكي على جاذبية الشرق الأوسط للمستثمرين؟
  • إسرائيل ترسل وفداً للدوحة.. وحماس: وقف النار قد ينهار
  • إسرائيل تستعد للإفراج عن 183 أسيرا فلسطينيا مقابل 3 رهائن
  • هدنة غزة في مهب الريح .. وحماس تتهم إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار
  • إسرائيل تحذر حماس من تأخير تسليم "الدفعة الخامسة"