طريقة التيمم الصحيحة والشروط والأحكام التي لا تصح إلا بها، من الأمور المهمة، إذ أنّ الله سبحانه وتعالى شرعه بالتراب بدلا من الوضوء، من باب التيسير على المسلمين في حالة عدم توافر الماء، وورد الأمر بالتشريع في السنة السادسة من الهجرة، حينما أرسل النبي الصحابة للبحث عن العِقد الذي أضاعته السيدة عائشة، وعندما جاء وقت الصلاة، لم يكن معهم ماءً، فأنزل الله آية التيم: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)، أي اقصدوا الصعيد الطيب.

طريقة التيمم الصحيحة

أوضح أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في إجابته على سؤال بشأن طريقة التيمم الصحيحة، وماهي الشروط والاحكام؟ قائلًا: «التيمّم جائزٌ شرعًا، ووردت فيه الكثير من النصوص بالقرآن الكريم والسنة النبوية المباركة، وأجمع المُسلمون على مشروعيّته عند عدم توافر الماء».

وأضاف «ممدوح» في إجابته على سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية، بشأن الطريقة الصحيحة للتيمم، أنّ التيمم يكون بالتراب، ويكون ضربتين، الأولى للوجه، والثانية من اليدين إلى المرفقين، بشرط وجود النية، «لو هناك سجادة قديمة متربة، يجوز التيمم بها، ولو هناك حجر يجوز استخدامه أيضا، حالة عدم وجود تراب».

وأكد الشيخ محمد طه إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن الله شَرع التيمم من باب التيسيرعلى المسلمين، في حال عدم القدرة على توافر الماء، حتى لا يكون على الناس حرج في أداء الفرائض، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا﴾ .

وأضاف أن الحِكمة من مشروعية التيمم، للحرص بكل السبل على إدراك المسلم للصلاة في وقتها، وعدم جمع الصلاتين في وقت واحد، من باب الحرص على عدم تأخير الصلاة، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾.

طريقة التيمم الصحيحة للمسافر بالطائرة

قالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي في إجابتها، إنه يجوز شرعا التيمم للمرضى، بشرط أن يقدِّم المتيمم النية، ثم يسمي الله تعالى، ويضرب بيديه التراب الطاهر، ويمسح بهما وجهه ويديه إلى الرسغين، موضحة أنه يصحُّ التيمّم بالترابِ الطاهر في أيّ مكان، ولو كان حائطًا بالنسبة للمرضى، أو الكرسي الذي يجلس عليه المسافر في الطائرة، والتراب العالق بهما يكفي للتيمم.

الشروط والاحكام لتيمم الجنب

أجابت دار الإفتاء على سؤال ما حكم التيمم للجنب في البرد الشديد خوفًا من المرض أو الأذى بسبب الاغتسال بالماء البارد؟، قائلة: «لا حرج على السائل شرعًا في التيمم من الجنابة للصلاة في البرد الشديد عند عدم وجود وسيلة لتسخين الماء؛ خوفًا من إلحاق الأذى والمرض إذا اغتسل بالماء البارد، مع وجوب الغسل وقت توافر الماء».

الشروط والأحكام للتيمم بالغبار والحجر

حول الشروط والأحكام للتيمم بالغبار والحجر، أفادت «الإفتاء»: بأنه يجوز شرعًا التيمم بالغبار الموجود على الملابس أو الفراش عند جمهور الفقهاء، إضافة إلى جواز التيمم بالرخام والأحجار الطاهرة، التي لا تراب عليها على مذهب الحنفية والمالكية، الذين لم يشترطا الغبار ولا التراب لصحة التيمم، فالحكمة عندهم، بكون المتيَمَّم به من جنس الأرض.

تكرار التيمم لكل فريضة

أوضحت دار الإفتاء عبر موقعها، أن مَنْ له رخصة التيمم بسبب فقدِ الماء أو بسبب المرض، مُطالَبٌ بالتيمّم لكل فريضة قبل الصلاة، وإن اجتمع في حقه فريضتان أو أكثر، وصعب عليه التيمم لكلٍّ منها؛ جاز له أن يصلّي بِتَيَمُّمِهِ ما شاء من الفرائض ما لم يكن وقت الفريضة التي تيمم لها قد فات أو وَجَدَ الماء، وتابعت أنه إن دخل عليه وقت صلاةٍ أخرى أو أكثر وشق عليه التيمم لكل منهم؛ جاز له أن يصلي بالتيمم الواحد ما شاء من الفرائض دون التقيد بوقت، حتى ينتقض وضوؤه أو يجد الماء كما هو الحال في الوضوء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التيمم دار الافتاء الافتاء دار الافتاء المصرية الشروط والأحکام دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

حكم سماع الموسيقى والغناء.. الإفتاء توضح

قالت دار الإفتاء المصرية، إن إذا كانت الأغاني والموسيقى تُثِير الفتنة والشهوة، وتحثّ على الفسق والفجور، وتتضمَّن شيئًا مُنكَرًا وحرامًا، وتُلْهِي عن ذكر الله، وعن أداء واجب من الواجبات، وتُحَرّك الغرائز الجنسية؛ فيكون الغناء والموسيقى على هذا النحو حرامًا.

الإفتاء توضح حكم استخدام السبحة في الذكر خلق ذميم يجعلك من المنافقين.. الإفتاء تُحذر

وأضافت دار الإفتاء أن أمّا إذا كانت الأغاني والموسيقى لم تقترن بشيءٍ مُحَرَّم، وكانت للعلم والتعلم، ولم تكن وسيلة للمحرمات، ولم تحرك الغرائز الجنسية وخلافه، وتدعو إلى التحلّي بمكارم الأخلاق، وإلى بثّ روح الألفة والمحبة والتعاون الصادق بين الناس، أو لتحريضِ الجند على القتال ونحو ذلك كانت الأغاني والموسيقى حلالًا.


وأوضحت دار الإفتاء أن وقد جاء في سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه ذهب لتهنئة إحدى الصحابيات بعرسها، واسمها الربيع بنت معوذ رضي الله عنه، وهناك سمع فتيات يضربن على الدفوف، ويرددن الغناء، فقالت إحداهن: وفينا رسول الله يَعْلَمُ ما في غد؛ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «دَعِي هَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ» رواه ابن حبان في "صحيحه".

وأشارت دار الإفتاء أن كذلك فإنَّ الإسلام أباح الغناء الذي لا يُثِير الفتنة، ولا يتضمن شيئًا مُنْكرًا، والضرب بالدفوف في إعلان الزواج.

وفيما يتعلق بحكم مشاهدة مقاطع قراءة القرآن مصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها، حذَّرت دار الإفتاء المصرية عموم الناس من تتبع مقاطع قراءة القرآن الكريم مصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها، فهذا الأمر ممنوعٌ شرعًا؛ لما فيه من الاطلاع على المنكر وتهوينِ شأنِ القرآن في القلوب، والأصل إماتة المنكر بالإعراض عنه، والبعد عن الانشغال باللغو الممنوع؛ وقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، كما أنَّ في متابعة تلك المقاطع المسيئة إعانةً على إذاعة الباطل والمنكر ومساعدةً له في الانتشار بكثرة عدد مرات المشاهدات.

قنوات تدعو إلى الكراهية:

وحثَّت دار الإفتاء المصرية جموع المسلمين على ضرورة المبادرة إلى الإبلاغ عن هذه القنوات باعتبارها قنوات تدعو إلى الكراهية وتتضمن الإساءة إلى الأديان؛ فهذا يُعدُّ من القيام بواجبنا تجاه كتاب ربنا القرآن الكريم، كما أنَّه من الإعانة على إزالة المنكر.


أكدت  دار الإفتاء المصرية في بيان سابق أنَّ قراءة القرآن الكريم بمصاحبة المعازف والآلات الموسيقية أمرٌ محرمٌ شرعًا بإجماع الأمة، لما في ذلك من التهاون والتلاعب بمكانة القرآن الكريم وقدسيته، كما أنَّ فيه انتقاصًا لشأن القرآن الكريم في نفوس الناس، وأن من حق القرآن الكريم أن يُسمع في جوٍّ من السكينة والاحترام بما يليق بقدسيته وجلاله؛ قال الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204].

وتؤكد دار الإفتاء المصرية أن كل محاولات الاعتداء على القرآن الكريم قد باءت بالفشل وارتدت على صاحبها بالخيبة والخسران، وازداد القرآن الكريم نورًا وانتشارًا بحفظ الله تعالى له وتمسك المسلمين به.

نبَّهت دار الإفتاء المصرية إلى أنَّ تحسين الصوت بالقرآن الكريم أمرٌ مستحبٌّ شرعًا؛ ففي الحديث الشريف أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ»، والضابط في ذلك: مراعاة شرط الأداء المعتبر، وعدم الإخلال بالقراءة الصحيحة من حيث مخارج الحروف وأحكامها المتلقاة بالسند المتصل من أهل الإقراء إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وتُهيب دار الإفتاء المصرية بالجميع إلى ضرورة المحافظة على قدسية القرآن الكريم وعدم المساس بها حتى تتحقق الغاية التي من أجلها نزل القرآن الكريم؛ فهو كتاب هداية أنزله الله تعالى على رسوله الكريم هدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان.

مقالات مشابهة

  • هل دعاء أول العام وآخره بدعة؟.. الإفتاء توضح
  • طريقة عمل طبق عاشوراء للاحتفال برأس السنة
  • طريقة استيراد سيارة من الخارج.. الشروط والرسوم.. تفاصيل
  • حكم الصيام في شهر رجب.. دار الإفتاء توضح
  • قدميه بجانب المشاوي.. طريقة تخليل اللفت زي المحلات
  • طريقة تخزين القرنبيط في الفريزر لمدة عام
  • الإفتاء توضح حكم من نذر صوم شهر رجب مدى الحياة وعجز عن الوفاء به
  • حكم سماع الموسيقى والغناء.. الإفتاء توضح
  • الإفتاء توضح حكم استخدام السبحة في الذكر
  • طريقة الغسل والوضوء الصحيح من الجنابة