نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقريرا مطولا يتحدث عن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، قائلة إنه يواجه معركة شاقة في مفاوضات سرية تهدف لجعل إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تتفقان على وقف إطلاق النار في غزة.

واستعرض التقرير الذي كتبه للصحيفة وارن ب. ستروبل وسمر سعيد، المهمات العديدة التي تولاها بيرنز في أفغانستان وأوكرانيا وغيرهما وأخيرا غزة، وجوانب من شخصيته التي تخصصت في الأنشطة الاستخباراتية والتوسط لحل الأزمات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكاديمي أميركي: عندما ينتهك القادة القانونأكاديمي أميركي: عندما ينتهك القادة ...list 2 of 2رئيس وزراء أستراليا السابق: هكذا يمكن أن يتعامل العالم مع ترامب إذا فاز بالرئاسةرئيس وزراء أستراليا السابق: هكذا يمكن أن ...end of list

وجاء فيه أن جولات المفاوضات المتعددة وما يقرب من 12 رحلة قام بها المسؤول الأميركي إلى الشرق الأوسط وأوروبا لم تسفر عن وقف دائم لإطلاق النار، وسط شكوك بأن لا قائد حركة حماس يحيى السنوار، ولا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريدان حقا وقف إطلاق النار.

وبعد أشهر، يقول التقرير، لا يزال بيرنز وزملاؤه الوسطاء يحاولون.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الجمعة ما قال إنه اقتراح جديد لوقف إطلاق النار من 3 مراحل من قبل إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى وقف دائم للصراع. وقال "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب".

دبلوماسية عالية المخاطر

وعلق تقرير الصحيفة بأنه بالنسبة لوليام بيرنز (68 عاما) قد تكون مهمة غزة هذه أصعب مهمة في مسيرته المهنية التي استمرت 4 عقود من الدبلوماسية عالية المخاطر والعمل على القنوات الخلفية. وقالت الصحيفة إن بيرنز نفسه شبّه مؤخرا الجهد المبذول بـ"دفع صخرة كبيرة جدا إلى أعلى تل شديد الانحدار".

وحتى لوجيستيات المفاوضات مرهقة. لا إسرائيل ولا واشنطن تتعامل مباشرة مع حركة حماس، وتشارك قطر كل اقتراح لوقف إطلاق النار مع الجناح السياسي للحركة، ثم يُنقل إلى السنوار، الذي يُعتقد أنه مختبئ في متاهة الأنفاق التابعة لحماس تحت قطاع غزة، وفي بعض الأحيان تستغرق الردود أياما.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون في الولايات المتحدة والشرق الأوسط إن المخاطر تتجاوز الموت والمعاناة الإنسانية في غزة وإسرائيل.

وقال أفنير غولوف، المدير السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي ونائب رئيس مؤسسة "مايند إسرائيل"، وهي منظمة غير ربحية تركز على الأمن ومقرها تل أبيب، إن عمل بيرنز على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة هو مفتاح إطلاق الجهود الدبلوماسية الأميركية الأخرى في المنطقة.

محادثات عالية المستوى

وعلى مدى حياته المهنية كدبلوماسي كبير ورئيس وكالة استخبارات، أجرى وليام بيرنز محادثات صعبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل بدء الحرب على أوكرانيا، ومفاوضات نووية سرية مع إيران، ومناقشات حول "الإرهاب" وأسلحة الدمار الشامل مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الذي ارتدى في لقاء ليلي في الصحراء ما وصفه بيرنز لاحقا بأنه "بيجاما صفراء عليها دكتاتوريون أفارقة راحلون".

وقال آرون ديفيد ميلر، وهو صديق قديم عمل مع بيرنز في وزارة الخارجية، إن صديقه شارك في عهد الرئيس جو بايدن، في الأزمات الأمنية الثلاث الكبرى -أفغانستان وأوكرانيا وغزة الآن- لكنه أضاف أن محادثات غزة، على الأقل في الوقت الحالي، "مهمة مستحيلة".

وقد اعترف مدير وكالة المخابرات الأميركية علنا بخصوصية دوره المكثف في محادثات غزة. وظيفته اليومية، بعد كل شيء، إدارة وكالة استخبارات تتمتع بمليارات الدولارات، مكلفة بتتبع الصين، وروسيا و"الإرهاب" وأشياء أخرى كثيرة.

قناة دبلوماسية استخباراتية

وقد تعززت مشاركته في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما وافقت قطر ومصر وإسرائيل والولايات المتحدة على تشكيل خلية سرية للتفاوض على إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس بعد هجوم طوفان الأقصى على إسرائيل.

وسرعان ما أصبحت قناة "دبلوماسية استخباراتية". ونظراء بيرنز في المحادثات هم ديفيد برنيع، رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وحققت المجموعة، التي يطلق عليها أحيانا اسم الرباعية، انتصارا أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما توصلت إلى وقف لإطلاق نار لمدة أسبوع بين إسرائيل وحماس شهد إطلاق سراح أكثر من 100 أسير كانت تحتجزهم الحركة بغزة و240 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

وتبخر وقف إطلاق النار ذاك مع تجدد القتال. وتعثرت جهود استمرت 6 أشهر لإحياء وتوسيع هذا الاتفاق إلى حد كبير بسبب مطالبة حماس بضمانات لإنهاء للهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، وبسبب إصرار إسرائيل على وقف إطلاق النار على مراحل.

لا يصرخ ولا يهدد

وبوصفه وسيطا في غزة، يجمع وليام بيرنز بين أدوار المبعوث الرئاسي والحكم والمعالج، وفقا للمشاركين في محادثات غزة والمسؤولين الأميركيين الذين عملوا معه عن كثب.

يقول أولئك الذين رأوه في العمل إن رئيس وكالة المخابرات المركزية "لا يصرخ ولا يهدد أبدا".

وقال مسؤول كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية "هذا ليس أسلوبه، يمكنه إجراء محادثات صعبة ولكنه يترك الناس بكرامتهم".

وأواخر يناير/كانون الثاني الماضي، اجتمع بيرنز وبرنيع وكامل ورئيس الوزراء القطري في باريس في محاولة جديدة لإحياء المحادثات عندما اندلعت أزمة صغيرة أخرى.

وحينها وصف نتنياهو علنا دور قطر كوسيط بأنه "إشكالي" لأنه يسمح للقيادة السياسية لحماس بالإقامة في الدوحة. ووصفت قطر هذه التصريحات بأنها "غير مسؤولة ومدمرة"، وكان على بيرنز أن يخفف الأمور، كما قال أشخاص على دراية بالمحادثات.

بيرنز العرب

يتمتع بيرنز بعقود من الخبرة في تاريخ الشرق الأوسط، وفترات الغضب بالمنطقة والشخصيات الفاعلة، ويعود تاريخه إلى أول منصب له في عام 1983 كضابط مبتدئ في السفارة الأميركية في الأردن. ويطلق عليه نظراؤه القطريون والمصريون أحيانا اسم "بيرنز أوف أرابيا"، ومن المعروف أنه يستخدم أجزاء من لغته العربية المتواضعة في المفاوضات.

ويقول مسؤولون إن المسؤول الأميركي يتمتع، في محادثات غزة، بثقة كل من العرب والإسرائيليين، كما يقول المسؤولون.

يسافر بيرنز دون ضجة، ولا تؤكد وكالة المخابرات المركزية رحلاته رسميا. عند الهبوط في العواصم الأجنبية، يرافقه 3 مساعدين وتفاصيل أمنية. وغالبا ما يلتقي بأعضاء محطة وكالة المخابرات المركزية المحلية.

تدخل بقوة أكبر

وفي مارس/آذار الماضي، بدأ وليام بيرنز وفريق التفاوض الأميركي في التدخل بقوة أكبر بمقترحات وقف إطلاق النار التوفيقية التي صاغتها الولايات المتحدة، كما قال المطلعون على المحادثات. وقالوا إن هناك ما لا يقل عن 5 مقترحات أميركية من هذا القبيل.

وأوائل أبريل/نيسان الماضي، في أعقاب ضربة صاروخية إسرائيلية خاطئة أسفرت عن مقتل 7 من عمال الإغاثة في "مطبخ وورلد سنترال"، تعرضت إسرائيل لضغوط شديدة من البيت الأبيض.

وبعد فترة وجيزة، تم طرح خطة جديدة لوقف إطلاق النار في القاهرة تضمنت "مرونة" من إسرائيل بشأن النقاط الرئيسية، حسبما قال بيرنز في 19 أبريل/نيسان الماضي. ورفضت حماس مرة أخرى، ووصفه بيرنز ذلك الرفض بأنه تسبب في "خيبة أمل عميقة".

ثم أوائل مايو/أيار الماضي، وبينما كان بيرنز يتنقل بين عواصم الشرق الأوسط لمدة أسبوع تقريبا، ظهر الأمر كما لو أن حركة حماس وإسرائيل قد توصلتا أخيرا إلى اتفاق، بعد أن قدمت إسرائيل تنازلات وافقت فيها على فترة من "الهدوء المستدام"، بدلا من "وقفة إنسانية" غامضة، والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة.

سافر لمنع انهيار المحادثات

ثم تراجعت حماس وجددت مطالبتها بوقف دائم للهجوم العسكري الإسرائيلي، بحسب وسطاء. وفي الخامس من مايو/أيار الماضي، ضربت صواريخ الحركة المعبر الحدودي الثلاثي بين غزة ومصر وإسرائيل في كرم أبو سالم، مما أسفر عن مقتل جنود إسرائيليين. وسافر بيرنز إلى قطر لمحاولة منع المحادثات من الانهيار.

وتسابق المفاوضون العرب لتقديم اقتراح معدل يتضمن مطالب حماس. وفي السادس من مايو/أيار الماضي، أعلنت الحركة أنها قبلت ما كان في الأساس اقتراحها الخاص، وفاجأت إسرائيل والأميركيين. رفضت إسرائيل اقتراح حماس وانهارت المحادثات مرة أخرى.

يقول بيرنز إنه سيستمر. وقال في دالاس، ولاية تكساس الأميركية منتصف أبريل/نيسان الماضي "لا أستطيع أن أقول بصراحة إنني متأكد من أننا سننجح، لكن الفشل لن يكون بسبب عدم المحاولة، وأنا أعلم أن البدائل أسوأ".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات وکالة المخابرات المرکزیة وقف إطلاق النار ولیام بیرنز محادثات غزة بیرنز فی فی غزة ما قال

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن احتضان الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل الحلفاء القدامى للولايات المتحدة ينظرون إليها، لا باعتبارها حليفا غير موثوق به فقط، بل باعتبارها تهديدا محتملا لأمنهم.

وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم ياروسلاف تروفيموف- أن بقاء أميركا لمدة 80 عاما كقوة خيرية نسبيا مهيمنة في العالم، جذب لها شركاء وحلفاء راغبين في التعاون، وذلك يعود إلى مبادرتين رئيسيتين أطلقتهما استجابة للاضطرابات التي أحدثتها الحرب العالمية الثانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست: هل معاهدة كامب ديفيد للسلام في خطر؟list 2 of 2صحف عالمية: ترامب يرضي اليمين الإسرائيلي وحكم غزة صعب دون رضا حماسend of list

كانت الأولى عقد مؤتمر بريتون وودز عام 1944، الذي كرس فكرة التجارة الحرة والتعريفات الجمركية المنخفضة، وأدى إلى ازدهار غير مسبوق بالنسبة للغرب، وكانت الثانية قيادة إنشاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو التحالف الذي انتصر في الحرب الباردة وضمن السلام في أوروبا.

ولتشكيل هذا النظام من الفوضى، وعلى أنقاض الحرب العالمية الثانية، كما كتب دين أتشيسون، المستشار الرئيسي للرئيسين فرانكلين روزفلت وهاري ترومان المعادي للانعزاليين الذين ينادون بشعار "أميركا أولا"، يجب أميركا أن "تبذل جهدا خياليا فريدا من نوعه أكثر حتى من ذلك الذي بُذِل في فترة الحرب السابقة".

إعلان

البحث عن رد

ورأت الصحيفة أن إرث هاتين المبادرتين بدأ يتراجع بسرعة مذهلة بسبب مساعي ترامب الذي استهدفت إدارته الثانية أقرب حلفاء أميركا برسوم جمركية عقابية، وأمرت بوقف مفاجئ للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، وجمدت المساعدات الخارجية، وتميل إلى إعادة تنظيم جيوسياسي جانح لروسيا الاستبدادية، على حد تعبير الصحيفة.

وقد دفعت تحركات ترامب هذه بقية العالم -حسب الصحيفة- إلى البحث عن رد، وقال النائب الكندي إيفان بيكر، مرددا وجهة نظر أصبح عليها إجماع أوروبا "لقد غيرت الولايات المتحدة من وقوفها مع الديمقراطيات مثل كندا وفرنسا واليابان، وهي تقف الآن مع الدكتاتوريين مثل بوتين، ويجب أن يشعر الناس في البلدان الحرة في جميع أنحاء العالم بالقلق الشديد".

وفي خطاب دراماتيكي، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحملة إعادة تسليح كبرى، وقال إن أوروبا لا يمكنها السماح لواشنطن وموسكو بتحديد مستقبلها، وبالتالي يجب عليها الآن الاستعداد لأميركا التي لم تعد إلى جانبها.

وإذا كان ترامب -كما ترى الصحيفة- شكك أثناء رئاسته الأولى، علنا في قيمة التحالفات والتجارة الحرة، وأعرب عن إعجابه بالزعماء الاستبداديين واحتقاره للديمقراطيات الأخرى، لا سيما في أوروبا، فإنه اليوم يعود بلا معارضة تقريبا لمتابعة هذه الدوافع بقوة غير مقيدة وبلا مثيل، مضيفا إليها المطالبات المفترسة بأراضي الغير، مثل كندا وغرينلاند وقناة بنما وحتى قطاع غزة.

وقال مايكل فوليلوف، المدير التنفيذي لمؤسسة لوي للأبحاث في أستراليا، إن "ترامب في ولايته الأولى، اعتقد أن أميركا كانت ضحية للخداع، وكان رد فعله هو التقشف، أما في ولايته الثانية، فيدفعه الاعتقاد نفسه لطلب المزيد من أموال الحماية والمزيد من الأراضي، وهو مستعد لاستخدام الإكراه للحصول على هذه الأشياء".

إعلان

وحذرت إيفلين فاركاس، المديرة التنفيذية لمعهد ماكين، من أن المزيج المتفجر من مذهب ترامب التجاري الجديد واحتضانه التفكير الإمبراطوري الذي يشبه القرن التاسع عشر قد يدفع العالم نحو حريق جديد، لأن "كلا من جانبي سياسته الخارجية، المكون الأمني ​​وكذلك المكون التجاري والاقتصادي، يحملان الكثير من الخطر، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل والعالم".

وذكرت وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة، التي لم تكن دائما قوة عالمية حميدة، لم تحاول طوال قرن من الزمان الاستيلاء بشكل دائم على أراضي دول أخرى، رغم أنها دعمت الانقلابات والدكتاتوريات القمعية في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، وغزت واحتلت العراق عام 2003.

غير أن حروب ترامب التجارية -كما تقول الصحية- وإذلاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتهديداته لكندا وبنما والدانمارك، وتهميشه الحلفاء الأوروبيين أدت إلى تآكل هذا الإرث في جميع أنحاء العالم، وغيّرت صورة أميركا في آسيا "من دولة محررة إلى دولة هدامة"، كما قال وزير الدفاع السنغافوري نغ إنغ هين، أحد أقرب شركاء واشنطن الآسيويين.

والسؤال الحاسم الذي يطرحه الحلفاء الآسيويون على أنفسهم هو الآن: هل إدارة ترامب، بعد أن بدت وكأنها تقبل حق روسيا في منطقة نفوذ بأوروبا، ستسعى أيضا إلى إيجاد تسوية مماثلة فوق رؤوسهم لتقاسم العالم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، خاصة بعد أن قال وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية إلبريدج كولبي إن تايوان، رغم أهميتها الكبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، ليست "مصلحة وجودية؟".

الصين أم أوروبا؟

وفي هذا السياق، قدمت الصين نفسها للأوروبيين على أن نهجها الدبلوماسي يؤكد على السلام والصداقة وحُسن النية والتعاون المربح للجانبين، معربة عن فظاعة تعامل ترامب معهم، واتفقت معهم على أن مستقبل أوكرانيا لا ينبغي أن تقرره واشنطن وموسكو وحدهما.

إعلان

ويأتي ذلك -حسب الصحيفة- في وقت أدركت فيه الحكومات الأوروبية أن الولايات المتحدة تتحول من حليف إستراتيجي إلى مفترس، مما يعني أن إعادة التوازن أمر لا مفر منه، وإن كانت لا تزال تتشبث بالأمل في أن الرابطة عبر الأطلسي التي استمرت 8 عقود من الزمان سوف تبقى بطريقة أو بأخرى.

وتساءلت ريم ممتاز، المحللة في مؤسسة كارنيغي بباريس، هل الأوروبيون قادرون على أن يصبحوا القطب الرابع، بحيث لا يتم استيعابهم في مجالات نفوذ روسيا ولا الولايات المتحدة ولا الصين، أم إنهم مقتنعون بأنهم لا يستطيعون ذلك، ومن ثم سيكون هناك تقسيم لأوروبا".

وقال المارشال الجوي المتقاعد إدوارد سترينغر، رئيس العمليات السابق في هيئة أركان الدفاع البريطانية، إن نوعا من "تحالف شرق الأطلسي"، ربما يشمل كندا، قد يحل محل الناتو في السنوات المقبلة، وأوضح "أن أوروبا لديها فرصة عابرة لمواجهة التحدي الذي يفرضه بوتين وترامب بشكل مباشر وغير مباشر".

وقال ثورستن بينر، مدير معهد السياسات العامة العالمية في برلين، متحدثا عن أوروبا "لقد اتبعنا دائما مبدأ الأمل في الأفضل، ولكننا الآن نستعد أخيرا للأسوأ، بأن تصبح الولايات المتحدة قوة معادية علنا متحالفة مع روسيا"، وتساءل: هل فات الأوان؟

في حين أن تآكل التحالفات بين الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى يصب في مصلحة الصين، فإن الفائز الأكبر في النهاية قد يكون أوروبا، كما يرى الأدميرال البحري الأميركي المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي يقول "إن الأحداث التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من الممكن أن تدفع أوروبا إلى التوحد والإرادة والوحدة، وتجعلها قوة أكثر أهمية في العلاقات الدولية".

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: التحضير لاجتماع قمة بين ترامب ورئيس الصين في واشنطن
  • «حماس»: إسرائيل لم تلتزم بجدول الانسحاب المتفق عليه من قطاع غزة
  • تفاقم الأوضاع في غزة مع وقف إسرائيل دخول المواد الغذائية والمساعدات
  • جهود دبلوماسية لإطلاق المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • الوال ستريت جورنال: واشنطن باشرت بــ خنق بغداد لإنهاء العلاقة مع إيران
  • مفاوضات حاسمة في الدوحة .. مبعوث أمريكي يسعى لاتفاق جديد بين إسرائيل وحماس
  • إسرائيل ترسل وفدًا للدوحة لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل: إرسال وفد إلى قطر الاثنين في محاولة لدفع المفاوضات بشأن غزة
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مفاوضات واشنطن وحماس لتمديد هدنة غزة
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب