سواليف:
2025-02-22@22:49:05 GMT

والمخفي أعظم

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

و #المخفي_أعظم

د. #هاشم_غرايبه

لعل حادثة التخلي الطوعي عن محور فيلادلفيا لصالح الكيان اللقيط، كانت الأكثر إيلاما، إذ أكدت حقيقة ولاء النظام الحاكم في مصر لعدو الأمة الأول المتمثل في الغرب المستعمر ومخلبه (الكيان اللقيط)، والذي سأبين من خلال تسلسل الأحداث تاريخيا، كيف حقق النظام القطري في هذه المنطقة الأهم في الأمة، استجابة للدور الأساسي لمنظومة أنظمة (سايكس بيكو)، في منع عودة الأمة الى الدولة الإسلامية الجامعة، وإدارة الظهر لواجب أرض الكنانة القيادي في الأمة.


فلم يعد ممكنا إخفاء اتباع هذا النظام كباقي الأنظمة العربية، سواء الرجعية منها أو التقدمية، منهج المنافقين التاريخي، المتمثل بالعداء لمنهج الله عن قناعة، والولاء لمنهج الغرب المعادي، ابتغاء العزة لديه جراء تنفيذه تلك القناعة عمليا.
وهو مصريا استمرار متوارث لمنهج العسكر منذ انقلابهم على نظام الخديوية الخانعين للاستعمار البريطاني، والتزموا بتطبيقه في كل ألأنظمة الأربعة التي توارث العسكر فيها الحكم طيلة الإثنين والسبعين عاما الماضية، فلم يكن التغير الى النظام الجمهوري بدل الملكي تحررا وتحولا ديموقراطيا، بل تحولا من الولاء لبريطانيا الى الولاء لأمريكا.
كشف ذلك بداية اعتراف عبد الناصر أن السفارة الأمريكية هي الجهة الوحيدة التي كانت تعلم بموعد الانقلاب عام 1952، ثم أكده الانذار الأمريكي لدول العدوان الثلاثي عام 1956 الذي جرى لاستعادة مصر للاستعمار الأوروبي، وكان ذلك الإنذار حاسما في رد المعتدين وليس هزيمتهم من الجيش المصري.
الشعارات القومية والاشتراكية التي استخدمها نظام العسكر بعدها كانت حردا على رفض أمريكا لمشروع السد العالي مما اضطرهم لمغازلة المعسكر الشرقي مؤقتا، لكن ترتيبات هزيمة 67 كشفت حجم الاختراق للجيش المصري.
الصدمة التي أصابت عبد الناصر جراء اكتشافه ذلك أذهلته، فلم يعد الاصلاح ممكنا بعد إذ تبين جسامة أخطائه باتباع استشارات من اكتشف أنهم عملاء الغرب، فقد كان يعتقد أن مبالغتهم بالبطش بمعارضيه كانت دعما له، لكنها كانت تنفيذا لإملاءات المخابرات الأمريكية، بهدف قطع دابر طرفين تخشاهما: الشيوعيين العرب لأنهم مناصرون لعدوها المعسكر الشرقي، فمنذ حقبة المكارثية، اعتبرتهم عدوها الأول (مرحليا الى أن يتم القضاء عليهم)، والإسلاميين الذين هم العدو التاريخي الدائم، الذين رغم قبضة الأنظمة العربية الصارمة، فهي لا تركن لذلك فلو أفلتوا سيعيدون الأمة موحدة من جديد.
منح عبد الناصر “صلاح نصر” صلاحية تأسيس جهاز المخابرات المصري الذي تولى قمع هؤلاء، ووككل المستبدين العرب، ترتقي البطانة لديهم بناء على مدى التزلف والتملق، وليس الكفاءة والانجاز، فلم يعرف حقيقة أنه عميل للمخابرات الأمريكية، وأن بطشه بالمعارضين ليس إخلاصا له بل اتباعه الأوامر، إلا بعد هزيمة 67، ولات حين مندم، إذ لم يتح له الغرب الفرصة للتصحيح، فجاءوا بمن دربوه ضمن المدرسة ذاتها (السادات)، والذي أبلى لهم بأكثر منه تحت شعار (العلم والإيمان)، لتبرير الانفكاك عن المعسكر الشرقي، لكن أهم أنجازاته للغرب كانت تبديد انتصار عام 73، وهدم الحاجز النفسي أمام تقبل الكيان اللقيط، وعندما انتقم منه أحرار الجيش، جاءوا بفارسهم الثالث (مبارك)، الذي فاق من سبقوه في تحقيق منجزات للمخابرات الأمريكية، فأخرج الجيش المصري من العداء للكيان، وألحقه بأمن النظام لمحاربة الإسلاميين.
ونقم الشعب عليه لعمالته المكشوفة ولفشله الإداري ولنيته توريث الحكم، مثلما نقم على سلفه، فقامت الثورة عليه عام 2011 ، وعندما وجدت المخابرات الأمريكية أنه أصبح مستهلكا غير قابل للتدوير، أوعزوا للعسكر بإقالته وتشكيل مجلس عسكري الى حين اجراء انتخابات، لانتخاب أحدهم رئيسا، كانت صدمة الراعي الأمريكي أنهم لم يتمكنوا من تزوير الانتخابات كالعادة، فنجح إسلامي، فأسقط في أيديهم ولم يبق لهم من سيلة غير رشوة العسكر بمال عملائهم الخليجيين لتدبير انقلاب، فجاءوا بفارسهم الرابع، والذي يفترض أن يتفوق في إخلاصه عن كل الثلاثة الذين سبقوه.
من هذا الاستعراض المقتضب، يتبين لنا أنه كان من الغباء أن تنتظر الأمة خيرا من أنظمة مرتهنة بالقرار الأمريكي، وتسعى جهدها لتحقيق إملاءاته.
لذلك لأجل الإيهام بالحفاظ على سيادة البلد الذي تحكمه، كان إعلان النظام المصري أن احتلال محور فيلادلفيا خط أحمر، لكن على الواقع فقد وجدت قوات العدو المتقدمة لاحتلاله الإشارة خضراء، ولم يجرؤ حتى على مساءلة العدو عن إطلاقه النار على جنوده.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/05/30

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

الأول من نوعه.. أعظم اكتشاف مصري لم يسبق له مثيل| القصة الكاملة

بعد أكثر من 100 عام من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، تمكن علماء المصريات البريطانيون من اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني، من الأسرة الثامنة عشرة الذي عاش وحكم منذ نحو 3500 عام.

ظل مكان دفن تحتمس الثاني موضع تكهنات لأجيال، لكن فريقًا بقيادة بيرس ليثرلاند في جامعة كامبريدج  نجح أخيرًا في حسم الأمر والذى أكد على وجود سلسلة من الأدلة الدقيقة التي قادت علماء الآثار إلى تأكيد مكان دفن الملك تحتمس الثاني، وحل “لغز عظيم من ألغاز مصر القديمة”.

أول مقبرة ملكية منذ اكتشاف توت عنخ آمون

وقال البروفيسور ليثرلاند لـ صحيفة التايمز:  "لم يتم العثور على قبر لتوت عنخ آمون أبدًا لأنه كان من المعتقد دائمًا أنه يقع في الطرف الآخر من الجبل بالقرب من وادي الملوك".

ويمثل هذا أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها في الأقصر منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون  - أحد نسل تحتمس - في وادي الملوك في عام 1922.

ويقع وادي الملوك، الموقع الأثري في شرق مصر، معروف بالفعل بأنه مكان دفن الشخصيات الملكية الرئيسية في المملكة الحديثة، بما في ذلك حتشبسوت، وتحتمس الأول، وأمنحتب الأول، وكذلك توت عنخ آمون.

تم العثور على مدخل المقبرة والممر الرئيسي لها في الأصل عام 2022، ولكن هذه الفترة فقط تم تأكيد أنه للملك تحتمس الثاني، حيث  تم العثور عليه خلال مهمة مشتركة بين مؤسسة أبحاث المملكة الحديثة التابعة للبروفيسور ليثرلاند، وهي مؤسسة أكاديمية بريطانية مستقلة، ووزارة السياحة والآثار. وفق صحيفة الديلي ميل.

تفاصيل اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني

كان البروفيسور ليثرلاند، المستكشف لوادي الملوك لأكثر من عقد من الزمان، قد عثر على درج صخري في أسفل وجه صخري مثير، يؤدي الدرج الكبير المنحوت في الصخر إلى ممر هابط كبير جدًا" - وهو ما يشير إلى العظمة.

وقال  العالم،"في البداية اعتقدنا أننا ربما وجدنا قبر زوجة ملكية، لكن الدرج العريض والمدخل الكبير أوحانا إلى شيء أكثر أهمية.. كانت مليئة بالرمال ورواسب الحجر الجيري - وهي حطام ناجم عن الفيضانات القديمة العنيفة".

وأوضح أنه لم يتمكنوا من الوصول إلى حجرة الدفن إلا بعد الزحف عبر ممر بطول 10 أمتار (32 قدمًا) مع وجود فجوة صغيرة في الأعلى.

وهناك اكتشف بقايا سقف مطلي باللون الأزرق مع نجوم صفراء، والتي لا توجد إلا في مقابر الملوك، بحسب ما قاله البروفيسور ليثرلاند لبي بي سي .

وتم تزيين حجرة الدفن بمشاهد من كتاب أمدوات، وهو نص ديني مخصص للملوك - وهو اكتشاف “مثير للغاية”، كما حملت أجزاء من جرار مصنوعة من المرمر نقوشاً تحدد هوية تحتمس الثاني باعتباره "الملك المتوفى"، إلى جانب اسم زوجته حتشبسوت.

القطع الأثرية الوحيدة المرتبطة بالدفن والتي تم العثور عليها على الإطلاق، تقدم دليلاً قاطعاً على ملكية الشخص الذي دفن ، حيث أن هناك قطع كانت عبارة عن قطع من جرار كانوبية، يتوقع أنها استخدمت أثناء عملية التحنيط.  

وعلى النقيض من مقبرة توت عنخ آمون الكبرى، لم تحتوي هذه الغرفة التي تم تأسيسها حديثًا على جسد مومياء، ولا أي سلع جنائزية لا تقدر بثمن.

ويعتقد الخبراء أن القبر تم إفراغه بشكل استراتيجي من الجثة والكنوز بعد سنوات من الدفن بسبب الفيضانات - وربما لا تزال الغنائم تنتظر من يجدها في المنطقة.

تم نقل الجثة المحنطة في العصور القديمة إلى خبيئة الدير البحري، حيث تم اكتشافها مفتوحة في القرن التاسع عشر في حالة غير جيدة، وكان ذراعه اليمنى مقطوعة من أسفل الكوع بين الأضرار.  

وُصف الملك تحتمس الثاني بأنه "صقر العش" عندما اعتلى العرش، ومن المرجح أنه مات عندما كان أصغر من 30 عامًا. و حكم تحتمس الثاني لفترة كافية فقط لإنجاب الطفل تحتمس الثالث، قبل أن يموت بمرض "لم تتمكن عملية التحنيط من إزالة آثاره".  

كان الملك تحتمس الثاني رابع فراعنة الأسرة الثامنة عشرة في مصر، ويُعتقد عمومًا أن فترة حكمه استمرت 13 عامًا (1493 إلى 1479 قبل الميلاد) أو ثلاث سنوات فقط (1482 إلى 1479 قبل الميلاد).

تعتبر الأسرة الثامنة عشر، وهي جزء من فترة التاريخ المصري المعروفة باسم المملكة الحديثة، من بين الأعوام الأكثر ازدهارًا في مصر القديمة، حيث حكمت لأكثر من 200 عام - حوالي 1539 إلى 1292 قبل الميلاد.

مقالات مشابهة

  • السعودية.. أعظم وحدة في العصر الحديث
  • تعليق المساعدات الأمريكية.. خبير: الشعب المصري قادر على تحمل جميع العقوبات
  • أعظم ثلاث دعوات فى القرآن.. داوم عليها كل يوم
  • نائب ترامب: لولا الكرم الأميركي ما كانت أوكرانيا موجودة
  • الأول من نوعه.. أعظم اكتشاف مصري لم يسبق له مثيل| القصة الكاملة
  • اقتصاديون في ذكرى التأسيس: السعودية تصنع أعظم قصة نجاح عالمية
  • التعديلات الدستورية في السودان- ما بين مطرقة العسكر وسندان الانتقال الديمقراطي
  • حُكم العسكر
  • أمين العربي للكوادر الشبابية: الموقف المصري من قضايا الأمة العربية ثابت وراسخ
  • مدير غرفة التجارة الأمريكية للشرق الأوسط تشيد بالتطور الذي يشهده الاقتصاد المصري