في كتابه الجديد «أوراق سيد قطب المفقودة».. حمادة إمام يكشف عن 34 ورقة مفقودة سربها هيكل وأزعجت السادات
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
لسيد قطب أوراق مفقودة لم تنشر بعد وعدد هذه الأوراق 64 ورقة ما نشر منها فقط 30 ورقة أما الباقي فظلت مجهولة وهى الأهم والأخطر وثلاثة مقالات ترصد تحولاته الفكرية من الماسونية للإخوان، هذا هو موضوع الكتاب الجديد لمدير تحرير جريدة الشروق حمادة إمام الذى صدر له مؤخرا عن مركز الحضارة كتاب جديد تحت عنوان «الأوراق المفقودة لسيد قطب».
ويتناول الكتاب قصة اختفاء بعض الأوراق لسيد قطب ولماذا تحرص جماعة الإخوان المسلمين عدم الاقتراب منها فى الكتاب يفجر الكاتب مفاجأة عن كيفية تسريب الأوراق ومن وقف وراء تسريب اوراق سيد قطب حيث يكشف الكاتب ان من سرب أوراق سيد قطب هو الكاتب محمد حسنين هيكل وان من قدمها لجريدة الشرق الأوسط هو فهمى هويدى وعن هذه النقطة يقول إمام أن الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل فى كتابه «مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان» فى صفحة 25 بلا موعد مسبق حضر أشرف مروان سكرتير الرئيس للمعلومات إلى بيت أنور السادات بالجيزة، ومعه حقيبتان من حجمين مختلفين معبأتين بأوراق ووثائق جلبها من مكتب سامى شرف وزير شئون الرئاسة، الذى اعتقل فى أحداث مايو 1971.
تصور مروان أن وثائق الرئاسة فى «منشية البكري» قد تغرى الرئيس الجديد بقراءتها، أو اعتبارها «هدية ثمينة» تستوجب الامتنان والشكر، لكن السادات قال ساخطا: «لن أقرأ البلاوى دى.. اقرأها أنت يا محمد وإن كان فيها حاجة مهمة قل لى « خدها إنت بتحب الورق القديم وعندك صبر لتقرأ أما أنا فلا صبر عندى عليه». وبالفعل أخذت الحقيبتان.
وفى نفس الصفحة يقول هيكل: كان السيد سامى شرف قد جرى العمل فى أسلوبه على أن يسجل بخط يده ما يسمع فى التليفون من أى مسئول حتى لا يضيع من تفاصيله شىء عندما يعرض على الرئيس إذا كان فيها ما يتطلب العرض، وفى بعض المرات فإن سامى شرف كان يبعث بأصول ما كتبه بخط يده وفى لحظتها للأهمية ما فيه ثم تعود تلك الأصول وعليها تأشيرة براى أو إشارة برفض أو قبول وأحيانا بعلامة استفهام.
وكان سيد قطب قد كتب الاوراق وقدمها الى شمس بدران الذى كان ينقلها اول باول لسامى شرف لعرضها على عبد الناصر
يعود هيكل فى صفحة 34 وكان حوار دائر بينه وبين السادات بخصوص ترشيح مبارك نائبا لرئيس الجمهورية، فيقول: «وقلت لرئيس السادات ولكن مبارك دارت حوله إشاعات فى قضية اغتيال الإمام المهدى وسوف تعود القضية كلها إلى التداول فى الخرطوم فور إعلانه نائبا للرئيس».
فرد الرئيس السادات وقال: مشكلتك يا محمد إنك بتصدق الإشاعات.
فقلت له: إنت بنفسك رويت القصة كلها على التليفون وسامى شرف سجلها بخط إيده لعرضها على الرئيس جمال عبد الناصر وما كتبه سامى شرف عندى فى أوراقى التى تفضلت وأعطيتها بنفسك لى.
هنا انزعج السادات وتغيرت ملامحه وقال: وعندك الورقة التى كتبها سامى ثم استطرد بأنه يريدها، يريد أن يراها، فقلت له: إن الورقة موجودة ولكنها ليست هنا وذكرته بأننى استأذنته فى إخراج بعض الأوراق الخاصة بعيدا عن مصر خوفا عليها من تربص صراعات السلطة التى لاحت نذرها بعد رحيل جمال عبد الناصر.
يعود إمام لسيرة قطب مرة اخرى وتحديدا عن بداياته فيكشف أن سيد قطب بدا متأثرا بحزب الوفد وخصوصا بكاتبه عباس محمود العقاد وكان من أشد المدافعين عنه من أهم تلك المعارك، وقوفه فى صف أستاذه عباس محمود العقاد مهاجمته الدكتور طه حسين عقب نشره لكتاب «مستقبل الثقافة فى مصر».
المثير هنا، من أن قطب فى تلك المرحلة قد وقف مع عباس العقاد فى عدد من المعارك ضد المفكرين والمثقفين المحسوبين على الخط الإسلامى، من أمثال مصطفى صادق الرافعى، ومحمود شاكر، ومحمد سعيد العريان.
فى عام 1948 حصل سيد على بعثة للولايات المتحدة لدراسة التربية وأصول المناهج، فى 23 أغسطس 1952، عاد سيد من الولايات المتحدة إلى مصر للعمل فى مكتب وزير المعارف وبعد رجوعه، قدم تقريرا إلى قيادات وزارة المعارف، هاجم فيه مناهج التعليم الأمريكية وادعى بأن تلك المناهج لا تتسق مطلقا مع الثوابت والمبادئ الإسلامية، وقامت الوزارة على نقله أكثر من مرة، الأمر الذى لم يرق لسيد فقدم استقالته من الوزارة فى تاريخ 18 أكتوبر 1952.
لسيد قطب ثلاثة مقالات، تكشف الكثير عن حياته الخاصة، ونزعاته الدفينة، ولا يطيق كثير من الإخوان المسلمين والسلفيين، أن تتمّ الإشارة إليها عند دراسة فكر هذا الرجل شديد التقلب، وذى الانعطافات الفكرية الحادة.
المقالة الأولى تكشف عن انتماء سيد قطب للماسونية، ولمحفلها الأكبر فى زمن الملكية المصرية، بل كان قطب من كتّاب افتتاحيات مجلة «التاج المصرى»، لسان حال الماسونيين فى مصر حينذاك.
وثانى تلك المقالات: مقال عن شواطئ مصر «الميتة»، التى يريد لها سيد قطب أن تضجّ بالحياة، وبالفتيات المصريات اللواتى يجمّلن الشوطئ بملابس السباحة «المايوه»، وينتقد فيها العقليات «المتخلفة» التى ترى فى المايوه عريا وقلة أدب.
أما المقالة الثالثة فكتبه قطب عندما كان العضو المدنى الوحيد فى مجلس قيادة ثورة يوليو المصرية عام 1952، حثّ فيه زملاءه من القادة العسكريين، على ألا يتورعوا عن إبادة العمال المتظاهرين فى مدينة كفر الدوار، وأنّ الثورات يجب أن تحرِق خصومها، وتصفّى كلّ من يقف فى طريقها.
«لماذا صرت ماسونيا»، المقال الذى نشره كافتتاحية فى مجلة «التاج المصرى» عام 1943.
وقال فيه: أنى صرت ماسونيا لأننى أحسست أن الماسونية بلسم لجراح الإنسانية، طرقت أبواب الماسونية لأغذى الروح الظمأى بالمزيد من الفلسفة والحكمة، ولأقتبس من النور شعلة بل شعلات تضىء لى طريق الحياة المظلم، ولأستمد قوة أحطم بها ما فى الطريق من عراقيل وأشواك، ثم لكى أكون مجاهدا مع المجاهدين وعاملا مع العاملين.
أما المقال الثانى فقد نشر فى الاهرام فى مقاله خواطر صيف جريدة الأهرام يوليو 1938 تحت عنوان ((شواطئ ميتة)) وقال فيه ليس فى الجسم العارى على (البلاج) فتنة لمن يشاهده ويراه فى متناول عينه كل لحظة، وفتن الأجسام هناك وهى المنتشرة فى البرنس أو الفستان، أما (المايوه) فهو لا يجذب ولا يثير، وإن أثار شيئا فهو الإعجاب الفنى البعيد بقدر ما يستطاع عن النظرة المخوفة المرهوبة.
اما المقال الثالث فكان دعوة سيد قطب لمجلس قيادة ثورة يوليو بعدم الخوف من مظاهرات عمال كفر ادوار ونشر فى جريدة «الأخبار»، أغسطس 1952
وهنا «إنّ عهدا عفنا بأكمله يلفظ أنفاسه الأخيرة فى قبضة طاهرة، لكنّها قويّة مكينة، فلا بأس أن يرفس برجليه، لكنه عهد انتهى، عهد قد مات، لكنّ المهمّ هو أن نشرع فى الإجهاز عليه، وأن تكون المدية حامية فلا يطول الصراع، ولا تطول السكرات. لقد أطلع الشيطان قرنيه فى كفر الدوّار، فلنضرب بقوّة، ولنضرب بسرعة.
اقرأ أيضاًلا تقلقوا.. أول تحرك من وزير التعليم بشأن قطع الكهرباء في امتحانات الثانوية العامة
محافظ الغربية يعتمد الخرائط والإحداثيات الخاصة بالكتل القريبة من الأحوزة العمرانية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السادات حمادة إمام هيكل سيد قطب سید قطب
إقرأ أيضاً:
كاتب إيطالي: إسرائيل تلعب ورقة الطائفية كما فعلت فرنسا قبل قرن
ذكر تقرير نشرته صحيفة "إل مانيفستو" الإيطالية أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه بأنهم مستعدون لحماية الدروز، والحديث عن إمكانية منحهم تصاريح عمل في إسرائيل، وتوزيع مساعدات إنسانية في السويداء، كلها مساع تندرج ضمن إستراتيجية تقوم على تقسيم المنطقة طائفيا حتى تسهل السيطرة عليها.
وقال الكاتب لورينزو ترومبيتا إن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر عبّر بأوضح طريقة ممكنة عن رؤية حكومة نتنياهو لكيفية تحقيق الهدف الإستراتيجي لإسرائيل وضمان استمرار تفوقها في الشرق الأوسط؛ عندما قال تعليقا على خبر توزيع مساعدات إنسانية إسرائيلية على الدروز في جنوب سوريا "في منطقة سنكون فيها دائما أقلية، من الصواب والضروري دعم الأقليات الأخرى".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما جيش تحرير بلوشستان الذي خطف "القطار الدامي" بباكستان؟list 2 of 2واشنطن بوست: على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سورياend of list أسلوب فرنسيوأوضح الكاتب أن فرنسا عملت خلال الحقبة الاستعمارية على تطبيق سياسة مماثلة لتلك التي تنتهجها إسرائيل حاليا، إذ سعت إلى تأجيج الانقسامات الطائفية في سوريا ولبنان لإبقاء هذين البلدين ضعيفين ومجزأين داخليا عبر خطوط صدع عرقية مستمرة حتى الآن.
لكن الاتفاق التاريخي الأخير بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، وكذلك المفاوضات الجارية بين الحكومة المركزية ونخب الطائفة الدرزية في السويداء، كلها خطوات تقوض الجهود الإسرائيلية، وفقا للكاتب ترومبيتا.
إعلانويتابع أن الحكومة السورية الجديدة تعمل جاهدة على رأب الصدوع الداخلية التي خلفتها عقود من الاستبداد و14 عاما من الحرب الطاحنة، وعلى إرساء أسس دولة قادرة على ضمان حقوق جميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية.
حليف محتملويمضي الكاتب موضحا أنه في ظل ما تعانيه الدول العربية منذ عقود من أزمات طائفية، قدمت عدة أطراف خارجية نفسها حامية لهذه الطائفة أو تلك، بهدف توسيع النفوذ واستغلال الموارد.
ففي هذا السياق، تصر الحكومة الإسرائيلية -حسب ترومبيتا- على تقديم نفسها حامية للدروز السوريين الذين يتركز وجودهم في منطقة السويداء جنوب غربي البلاد، وعلى بعد بضع عشرات من الكيلومترات من الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد استغل الفراغ الذي خلفه سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي وسيطر على قمة جبل الشيخ الذي يطل على دمشق، ووسع وجوده وصولا إلى نهر اليرموك، أحد روافد بحيرة طبريا.
وأكد الكاتب أن إسرائيل تنظر إلى دروز السويداء على أنهم حليف محتمل قد يمكّنها من تعزيز نفوذها شرق الجولان، في مناطق كانت تشهد حضورا من إيران وحزب الله اللبناني حتى 3 أشهر مضت.
جهود إسرائيليةوإذا كانت إسرائيل تتبع في أماكن مثل غزة سياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري، فإنها تنتهج في مناطق أخرى مثل جنوب سوريا سياسة أقل عنفا وأكثر مرونة، حسب تعبير الكاتب.
ففي هذه المنطقة لا توجد هجمات جوية ومدفعية لتدمير البنية التحتية وطرد السكان، بل يتم احتلال بعض المناطق بعناية.
وذكر الكاتب أن العديد من شهود العيان السوريين أكدوا أن كبار الضباط الإسرائيليين يتواصلون مع نخب قرى القنيطرة ووادي اليرموك ويتحدثون العربية بطلاقة، إذ تختار إسرائيل ضباطا دروزا من الجليل وآخرين ينحدرون من دمشق وحلب للتفاوض في أجواء ودية مع السكان المحليين.
إعلانوقال ترومبيتا إنه لا توجد حتى الآن إشارات على أي انفتاح تجاه إسرائيل في مدن القنيطرة وبلداتها.