زوما الفائز الأكبر في الانتخابات بينما تتجه جنوب أفريقيا لتشكيل حكومة ائتلافية
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا– يبرز الرئيس السابق جاكوب زوما بوصفه أكبر منتصر في الانتخابات العامة في جنوب أفريقيا، حيث يبدو أن حزبه المنشق الجديد "أومكونتو وي سيزوي" (إم كيه) يستعد لتحقيق مكاسب كبيرة على حساب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في البلاد.
ومع فرز أكثر من 97% من الأصوات، بدا أن زوما على وشك الاستيلاء على السلطة في كوازولو ناتال، ليتقدم بشكل مريح في مقاطعة لم يخسر فيها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي من قبل، منذ أول انتخابات بعد الفصل العنصري عام 1994.
فقد احتل حزب زوما المركز الثالث بنسبة 15% تقريبا من الأصوات، خلف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي حصل على نحو 40% من الأصوات وحزب المعارضة الرئيسي، التحالف الديمقراطي (21%).
ترسم الأصوات -التي تم فرزها حتى الآن- صورة واضحة لفوز حزب زوما بأجزاء من الدعم التقليدي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في معاقله. وبالإضافة إلى كوازولو ناتال وكيب الغربية ، حيث بدا أن الحزب الديمقراطي مستعد للعودة إلى السلطة بأغلبية واضحة، فقد تعرض حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أيضا لضربة قوية في مقاطعة جوتنغ، حيث لا يتمتع بأغلبية كبيرة.
على مدى اليومين الماضيين، تعززت هذه الاتجاهات، وإذا استمرت، فسوف يحتاج حزب المؤتمر الوطني الأفريقي -للمرة الأولى منذ 30 عاما- إلى مناشدة بعض أحزاب المعارضة لدعمه في حكومة ائتلافية وطنية إذا كان يريد البقاء في السلطة.
وسيتعين عليه أيضا أن يفعل الشيء نفسه للبقاء في السلطة في مقاطعات مثل جوتنغ. وقال المحلل سيزوي مبوفو والش إن هذه النتائج تشير إلى "انتهاء هيمنة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. هناك قدر كبير من الأمل، كما ينبغي أن يكون هناك خوف. الناس قلقون وغير متأكدين مما سيحدث"، وأضاف أنه "سيفتح آفاقا جديدة للتغيير وسبلا جديدة للمساءلة".
وقال مبوفو والش إن الخسارة الانتخابية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي كانت مزيجا من الغطرسة وإنكار إخفاقاتهم. في حين قال المحلل السياسي المستقل سانديل سوانا إن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي انضم إلى حركات التحرير الأخرى التي عوقبت لفشلها في تحقيق أهدافها.
وأضاف أن "حزب سوابو في ناميبيا، وحزب زانو الجبهة الوطنية في زيمبابوي، وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، في القارب نفسه"، في إشارة إلى الأحزاب التي قادت حركات الاستقلال في ناميبيا وزيمبابوي على التوالي.
وقال عمران بوكوس، الأكاديمي والباحث في معهد أوال للبحوث الاجتماعية والاقتصادية، إن نتائج الانتخابات تشير إلى انهيار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وأضاف أن "هذا يتوافق مع ما حدث لحركات التحرر في جميع أنحاء أفريقيا. هناك أمثلة في زامبيا وكينيا". وأشار بوكوس إلى أن مزيجا من إخفاقات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والاقتصاد غير المتكافئ أدى إلى نتيجة الانتخابات هذه.
ووفقا للبنك الدولي، فإن 55% من سكان جنوب أفريقيا يعيشون في فقر. وقد اتسمت السنوات الـ30 التي قضاها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في السلطة بتفاقم البطالة التي تبلغ حاليا 33%. كما أن الفساد المنهجي وعدم كفاءة الحكومة، مما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية، من بين القضايا التي تواجه مواطني جنوب أفريقيا.
وتشير توقعات الانتخابات إلى أنه في حين شهد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي خسارة هائلة في الدعم، فإن أحزاب المعارضة الأخرى لم تتمكن من الاستفادة من ذلك.
ومع توحيد النتائج، أظهر التحالف الديمقراطي المعارض مكاسب هامشية. وقال زعيمه جون ستينهاوزن للصحفيين -أمس الجمعة- إنه سعيد بنمو حزبه. وقال عندما سئل عن الزيادة الطفيفة في الدعم الذي حصل عليه حزبه "النمو هو النمو". وحصل على 21% من الأصوات والمقاعد في انتخابات 2019. وفي الوقت نفسه، يبدو أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ليس هو الوحيد الذي خسر ناخبيه لصالح حزب زوما، فقد انخفضت أعداد المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية اليساريين أيضا.
وقد اجتذب حزب "إم كيه" الدعم في جميع أنحاء مقاطعة كوازولو ناتال، مسقط رأس زوما، واجتذب الناخبين في المناطق الريفية والحضرية، وكذلك في مناطق في مقاطعتي جوتنغ ومبومالانغا.
وزوما أحد أنصار الحركة المناهضة للفصل العنصري، وتم عزله من منصبه الرئاسي عام 2018 وسط سحابة من مزاعم الفساد، وهو شخصية شعبية بين عديد من مواطني جنوب أفريقيا، واعتمد على سياسات شعبوية لجذب الأصوات.
خلال الحملة الانتخابية، أرجع كفاح جنوب أفريقيا إلى "رأس المال الاحتكاري الأبيض"، وجعل خليفته سيريل رامافوزا "عميلا لرأس المال". كما انتقد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بسبب إخفاقاته من دون أن يعترف بأنه كان رئيسا للحزب لمدة 10 سنوات ونائبا للرئيس لمدة مماثلة. وقدم زوما وعودا جريئة بإنهاء البطالة والفقر.
ونفى زوما ارتكاب أي مخالفات، ووصف نفسه بأنه ضحية القضاء. ويمتلك الرئيس السابق سجلا إجراميا بتهمة ازدراء المحكمة، ونتيجة لذلك، تم سجنه في يوليو/تموز 2021. وقال سوانا إن فضائح زوما لم تعرقل دعمه. وأضاف أن "زوما تمكن من تصوير نفسه على أنه ضحية يضطهدها الجميع".
من جانبه، اعترف رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي جويدي ماناتشي بأنه فوجئ بأداء حزب زوما في كوازولو ناتال، واعترف بأن أداء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي كان سيئا في استطلاعات هذا العام. ومع ذلك، أرجع دعم زوما إلى القومية العرقية، زاعما أن زوما ناشد سكان الزولو في الإقليم، الذين يشترك معهم في الهوية القبلية، لحشد الدعم.
لكن سوانا قال إن دعم زوما تجاوز سياسات الهوية، وأوضح أن "زوما محبوب من الناس في كوازولو ناتال"، وعزا ذلك إلى الدور الذي لعبه في التفاوض على إنهاء أعمال العنف التي أعقبت الفصل العنصري بين أغلبية سكان الزولو في ذلك الإقليم. وأشار إلى كيف أدى دخول زوما إلى حزب "إم كيه" إلى كسر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بشكل فعال، مع عبور عديد من قادة الحزب وأنصاره أيضا إلى المنزل السياسي الجديد للرئيس السابق. وقال إن هذا الانقسام الداخلي كلف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي تكلفة كبيرة.
وقال بوكوس إن استخدام زوما للسياسات والخطابات الشعبوية، ونجاحه في تلك الإستراتيجية، يتماشى مع الاتجاه العالمي لدعم القادة الشعبويين، مستشهدا بالرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو والرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي كأمثلة.
وقال "في ظل إخفاقات حكومة المؤتمر الوطني الأفريقي، يبحث الناس عن بدائل. لقد رأينا أمثلة مثل هذه في جميع أنحاء العالم".
من يشكل الحكومة المقبلة؟
وبينما من المتوقع أن تعلن لجنة الانتخابات النتائج النهائية غدا الأحد، فقد بدأ حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بالفعل محادثات غير رسمية مع شركاء محتملين في الائتلاف.
وقال مانتاشي من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إن الحزب لم يخطط لهذه النتيجة، قائلا إن "الائتلافات هي نتيجة، أنت لا تخطط للعواقب". ومع ذلك، استبعد حزب زوما تشكيل ائتلاف مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
وظلت أحزاب المعارضة الأخرى متكتمة بشأن إذا ما كانت ستفكر في إجراء محادثات مع المؤتمر الوطني الأفريقي، قائلة إنها ستنتظر إعلان النتائج النهائية أولا. وبموجب القانون، يجب انتخاب الرئيس خلال 14 يوما بعد إعلان نتائج الانتخابات من قبل اللجنة الانتخابية.
وقال مبوفو والش إن التضاريس السياسية في جنوب أفريقيا من المتوقع أن تكون "صاخبة وغير مستقرة"، لكنه قال إن العواقب الكاملة لتراجع دعم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ستظهر في الوقت المناسب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب المؤتمر الوطنی الأفریقی جنوب أفریقیا من الأصوات حزب زوما وأضاف أن
إقرأ أيضاً:
إنطلاق فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأمراض النادرة 2025 في أبوظبي
إنطلقت اليوم الخميس في أبوظبي فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأمراض النادرة 2025، الذي يستمر لأربعة أيام بحضور أكثر من 1500 شخص، ومشاركة أكثر من 160 متحدثًا متخصصون في أمراض الجينات والأمراض النادرة منهم 55 خبيرًا دوليًا من 24 دولة، لمناقشة أحدث التطورات في تشخيص الأمراض النادرة وعلاجها وأبحاثها، فيما تم تنظيم المؤتمر بالشراكة مع مدينة برجيل الطبية.
يضم المؤتمر أكثر من 50 جلسة تُقدم رؤىً قيّمة حول موضوعات رئيسية تشمل العلاجات الجديدة، ومستجدات التشخيص، والعلاج الجيني والخلوي، والوصول إلى الأدوية الذكية، ودعم المرضى، وأحدث الأبحاث والابتكارات في مجال الأمراض النادرة، فيما يشكل الحضور نسبة 30% مشاركون من خارج دولة الإمارات، قَدِموا من أكثر من 50 دولة، حيث يعد المؤتمر منصة عالمية حيوية للتعاون وتبادل الخبرات.
ويناقش المتخصصون خلال أيام المؤتمر عدد من الجلسات العلمية، حول أمراض الدم الوراثي، ودمج أصحاب الهمم من ذوي الأمراض النادرة في الحياة الإجتماعية، ، والتغذية لأصحاب الأمراض النادرة، والتحديات النفسية والإجتماعية المصاحبة للأمراض النادرة ، ودور الجمعيات الخيرية في دعم ذوي الأمراض النادرة، والأورام النادرة وأمراض العيون النادرة وأمراض المناعة ، حيث يوفر المؤتمر مسارات علمية باللغة الإنجليزية وبعض المحاضرات باللغة العربية ، كما يتم استعراض عدد من الحالات النادرة لمرضى حول العالم، أيضا يقدم المؤتمر للمشاركين برامج تدريبية لتطوير مهارات التعامل للعاملين في القطاع الصحي والأهالي مع ذوي الأمراض النادرة.
من جانبه، قال البروفيسور أيمن الحطاب، استشاري أمراض الجينات والوراثة مدير مركز الجينات والأمراض النادرة في مدينة برجيل الطبية، رئيس المؤتمر: “يُمثل هذا المؤتمر منصةً فريدة تجمع جميع المتخصصين والمعنيين بالأمراض النادرة في مكان واحد للحصول على أحدث المعارف، وتبادل الخبرات، وتطوير الأبحاث، واستكشاف فرص تعاون جديدة، هدفنا هو تحسين الرعاية وجودة الحياة للأفراد الذين يعانون من أمراض نادرة في المنطقة وخارجها، وفخورون بإقامة هذا الحدث في العاصمة أبوظبي للسنة الرابعة على التوالي ما يؤكد على أهمية أبوظبي لإستقطاب الأحداث العالمية المهمة”.
وعلى هامش فعاليات المؤتمر، قُدِّمت جائزة الإنجازات المتميزة في مجال الأمراض النادرة لعدد من الأفراد الذين قدموا مساهمات رائدة في مجال الأمراض النادرة، منهم ألكسندرا هيمبر بيري الرئيسة التنفيذية لمنظمة الأمراض النادرة الدولية؛ وسفين أولاف أولسن رئيس الجمعية الدولية لمرض “الهانتنجتون” ؛ ود. محمد العامري رئيس قسم الدراسات والمشاريع الخاصة في دائرة الصحة بأبوظبي، ود. خولة الشحي الحاصلة على درجة الدكتوراه في التعليم الخاص والدمج من الجامعة البريطانية في دبي؛ والبروفيسور إبراهيم تباركي مليكي استشاري طب أعصاب الأطفال في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالمملكة العربية السعودية؛ ود. ديفيد كاسبر الرئيس التنفيذي لشركة أركيميدلايف المحدودة من النمسا.
من جهته، قال الدكتور خالد مُسَلّم، رئيس اللجنة العلمية ورئيس قسم الأبحاث في برجيل القابضة: “تتحمل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبئًا أكبر من الأمراض النادرة، ويعكس هذا المؤتمر إلتزامنا الجماعي بمعالجة الثغرات في الرعاية والتشخيص والعلاج، من خلال العلم والابتكار والتعاون، نرسم مستقبلًا أفضل للمرضى المصابين بالأمراض النادرة، ويعد المؤتمر إنجازاً بارزاً في مساعينا المستمرة لتحسين الوعي وتقديم الرعاية الصحية وتحسين النتائج للمرضى المصابين بالأمراض النادرة في منطقة الشرق الأوسط شمال أفريقيا والعالم”.
ويتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر لهذا العام، عرضاً لملخصات بحثية مُحكّمة، وسيتم خلال فعاليات المؤتمر تكريم الملخصات الفائزة وتقديمها في الجلسات العلمية، كما تم استعراض جهود المنشأت الصحية التي تقدم الرعاية لمرضى الأمراض الوراثة في الدولة عبر المشاركين، كما تم استعراض الجهود التي يقدمها مركز الجينات والأمراض النادرة الجديد في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، والذي يقدم رعاية شاملة قائمة على الأدلة للأفراد المصابين بأمراض نادرة ووراثية، ويتبنى المركز نهجًا متكاملًا لإدارة هذه الحالات من خلال ثلاث وحدات أساسية: وحدة الرعاية الطبية، ووحدة التجارب المبتكرة، ووحدة الدعم الاجتماعي والتثقيف.