رغم صعوبة الحركة والتنقل لديهم.. طلاب من السويداء يتحدون إعاقتهم ويتقدمون لامتحانات الشهادة الثانوية
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
السويداء-سانا
بإصرار شديد تحدى عدد من طلاب محافظة السويداء إعاقتهم وتقدموا لامتحانات الشهادة الثانوية لدورة العام الحالي وهم محكومون بأمل النجاح فيها.
الطلاب /جنى جمول ويعرب عامر وأمل طحطح ودلع أبو الفضل / قدموا إلى المركز الامتحاني في مدرسة الشهيد سلمان دويعر بمدينة السويداء متسلحين بإرادة وتصميم كبيرين لمواصلة تعليمهم والوصول إلى الهدف الذي رسموه لمستقبلهم، كما ذكروا في حديثهم لمراسل سانا عند خروجهم من الامتحانات.
وحسب الطالبة جنى التي تعاني من شلل رباعي منذ طفولتها فإن الأمل والطموح ودعم الأهل جعلها تتجاوز كل الصعوبات ونجحت بنيل المرتبة الثالثة على مستوى مدرستها في قرية سهوة الخضر في شهادة التعليم الأساسي، وهي تتابع اليوم تعليمها لتحقيق النجاح في الشهادة الثانوية للفرع الأدبي ومتابعة دراستها الجامعية تماشياً مع الاهتمام بموهبتها في كتابة الشعر.
وبين بشار والد جنى كيف يعمل مع والدتها على الاهتمام بها وتشجيعها، خاصة بعد نجاحها وظهور موهبة لديها بالكتابة وتمكنها من نشر كتاب إلكتروني حول مرض انفصام الشخصية.
وبلغة الإشارة وبمساعدة والدته أشار الطالب يعرب عامر إلى أن الإعاقة السمعية والنطقية لم تحد من طموحه وشغفه بالعلم وتأثره بشقيقته الأكبر مريانا التي لديها إعاقة سمعية أيضا ونجحت بدخول الجامعة، حيث سعى مثلها في طريق العلم واختار دراسة تقنيات الحاسوب في ثانوية الشهيد نورس عبد الباقي بعد نجاحه بشهادة التعليم الأساسي بفضل الاهتمام به من قبل معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية التابع لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل.
وبين عامر كيف تجاوز جميع الصعوبات خلال العام الدراسي الحالي ومنها عدم توفر الكتاب واعتماده بالدراسة على تحميل ملفات على الحاسوب خاصة بالمنهاج والقراءة منها وكذلك انتقاله بشكل يومي من قريته عمرة التي تبعد عن مدرسته أكثر من عشرين كيلو متراً، وذلك في سبيل بلوغ هدفه ومتابعة تعليمه.
ورغم وجود ضعف كبير بالرؤية وإعاقة حركية تحرص الطالبة أمل طحطح من قرية تيما على التقدم لامتحانات الفرع الأدبي، وذلك جراء الدعم الكبير الذي تتلقاه من والديها كما أوضحت، مؤكدة سعيها للنجاح وتحقيق طموحاتها
بالدراسة في الجامعة، ومنوهة بالوقت نفسه بالدعم الذي تلقته من عمة والدها أرباح أبو عساف التي احتضنتها خلال فترة التقدم للامتحانات بمدينة السويداء لتخفيف أعباء التنقل عنها من قريتها إلى المدينة.
وعلى كرسيها المتحرك تجاوزت الطالبة دلع أبو الفضل من مدينة السويداء حالة الشلل بالأطراف السفلية وتقدمت لامتحانات الفرع الأدبي في محاولة منها لتوصيل رسالة لعدم الاستسلام واليأس أمام أي ظرف كان وإيماناً منها كما ذكرت بأن العلم هو سلاح للإنسان وبناء مستقبله، معربة عن ارتياحها للأجواء العامة للامتحانات وتقديمها للمواد بشكل جيد.
ووفقاً لمدير المركز الامتحاني في مدرسة الشهيد سلمان دويعر سمير الحج قال في تصريح لمراسل سانا: إن المركز يعمل على توفير الأجواء المريحة للطلاب للتقدم للامتحانات، منوهاً بحالة الإصرار والعزيمة لدى هؤلاء الطلاب وغيرهم من الحالات الخاصة كنماذج مهمة بالمجتمع تجهد لإثبات حضورها بسلاح العلم والمعرفة.
عمر الطويل
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
عقيد بريطاني: الحوثيون لديهم قدرات كبيرة ويجب على الغرب التعامل معهم بقوة أكبر الآن (ترجمة خاصة)
حذّر عقيد بريطاني سابق من أن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن أصبحوا الآن يشكلون تهديدًا "كبيرًا" بعد "قطع رأس" حزب الله وحماس.
ونقلت صحيفة "ذا صن" عن العقيد ريتشارد كيمب، 65 عامًا، قوله إن الحوثيين في اليمن "لم يتضرروا إلى حد كبير" من الحرب التي خاضتها إسرائيل على سبع جبهات - ولا يزال لديهم "قدرة كبيرة".
وقال كيمب "بينما قضت إسرائيل بلا رحمة على سلسلة قيادة حزب الله واغتالت زعيم حماس يحيى السنوار، يجب التعامل مع الحوثيين في اليمن الآن"، حد قوله.
وأضاف: "الحوثيون لم يلحق بهم أي ضرر إلى حد كبير حتى الآن، نحن بحاجة إلى الحذر من تهديد إرهابي محتمل أكبر مما نراه منهم الآن".
وتابع "بينما واصلت إسرائيل حربها ضد حماس في غزة، سعى المتمردون الحوثيون إلى مساعدة صديقهم الإيراني بالوكالة من خلال إرهاب السفن في البحر الأحمر وخليج عدن".
وأردف "لقد تعرضوا لضربات، ولكنها كانت رمزية إلى حد كبير، أعتقد أن الوقت سيأتي قريبًا حيث يتعين التعامل معهم بقوة أكبر".
واستدرك العقيد البريطاني أن "السعودية والإمارات حاولتا التعامل مع التهديد الذي يشكله الحوثيون لسنوات عديدة - لكنهما "لم تحرزا تقدما كبيرا في هذا الصدد". مشيرا إلى أن في هذا الشهر فقط، أطلقت الجماعة قاربًا بدون طيار محملاً بالمتفجرات على ناقلة نفط بريطانية.
وقال العقيد كيمب، الذي قاد القوات البريطانية في أفغانستان: "إن الحوثيين لديهم قدرات كبيرة، أعتقد أنه ينبغي أن تكون الأولوية القصوى للدول الغربية محاولة التعامل مع الحوثيين".
وقال العقيد كيمب: "الحوثيون منظمة فعالة للغاية"، "كما يستخدمون صواريخ باليستية بعيدة المدى وطائرات بدون طيار، في وقت مبكر من الحملة، اندلعت أول حرب على الإطلاق في الفضاء عندما أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا، خرج مساره خارج الغلاف الجوي للأرض واعترضه صاروخ إسرائيلي من طراز أرو 3، خارج الغلاف الجوي للأرض".
يضيف "كان هذا أول مثال على الصراع في الفضاء نشهده في التاريخ، وهذا يظهر لك مستوى التطور الذي أصبح ممكنا بفضل التسليح والتمويل والرعاية الإيرانية".
وقال كيمب إنه على الرغم من أن إيران "تتمتع بسيطرة أكبر" على حزب الله، إلا أنها لا تزال تسيطر على الحوثيين من حيث التمويل والأسلحة.
واستطرد: "أعتقد أن هذه منطقة نحتاج إلى الحذر منها في المستقبل، وهي تهديد إرهابي محتمل أعظم مما نراه منهم الآن".
وطرح العقيد ريتشارد كيمب عدة خيارات لطهران وقال "هناك مجموعة من الخيارات التي يمكن لإيران أن تدرسها وهي تحاول معرفة كيفية إصلاح الضرر الذي حدث بالفعل."
وأضاف "أحد الخيارات هو أن "تتشبث" إيران بمجموعة إرهابية أخرى - مثل القاعدة وداعش - "لمنحها قدرات أكبر".
وحذر قائلاً: "يمكننا أن نكون متأكدين من شيء واحد - ستظل هذه المنظمات الإرهابية تشكل تهديدًا، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل وأيضًا في جميع أنحاء العالم". حسب زعمه