عربي21:
2024-12-22@21:10:30 GMT

إدانة ترامب.. إنقلاب إستباقي

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

توصّلت هيئة محلفين مكوّنة من 12 عضوا يوم الخميس الموافق 30 مايو 2024، إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مذنب في كافة التهم الـ 34 التي يواجهها بشأن تزوير وثائق للتغطية على مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة إباحية قبل انتخابات عام 2016. ومن المقرر أن يتم النطق بالحكم وفق ما ورد من تقارير قبل أربعة أيام من موعد إنعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، أي في11 يوليو.



وبالاستناد الى النتيجة التي خلصت إليها هيئة المحلفين، أصبح ترامب أوّل رئيس أمريكي سابق مدان جنائياً مع عقوبة قد تصل الى أربع سنوات. ويشير بعض القانونيين الى أنّه عادة ما تصدر أحكام أقصر من هذه المدّة الزمنية للمدانين بمثل هذه الجريمة فيما يواجه البعض غرامات مالية أو يتم وضعهم تحت المراقبة. لكنّ وكيل الدفاع عن ترامب قال أنّ فريقه سيستأنف الحكم "في أقرب وقت ممكن"، فيما أمهل القاضي فريق الدفاع عن ترامب حتى 13 يونيو لتقديم دفوعه وللنيابة العامة حتى 27 حزيران للرد على هذه الدفوع.

وتعليقاً على هذه التطورات اعتبر رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، إدانة ترامب "مخزية"، فيما قاله محاميه السابق والشاهد الرئيسي في المحكمة مايكل كوهين أنّ يوم صدور النتيجة هو يوم تاريخي لأمريكا وأنّه بالرغم من أنّ المرحلة كانت شاقة بالنسبة له ولعائلته إلاّ أنّ ما تحقّق هو تأكّد على مبدأ العدالة. لكن ما يبدو للبعض انّه مجرّد عمليّة قضائية لتحقيق العدالة يرى آخرون أنّها جزء من انقلاب استباقي مدبّر.

الأوضاع في الولايات المتّحدة  ليست كما تبدو عليه لبعض المراقبين من الخارج، إذ يلعب المال والإعلام وأجهزة المخابرات والسياسيين الفاسدين بالإضافة إلى اللوبيات دوراً كبيراً في تشكيل مخرجات مثل هذه الأحداث وصناعتها أو التأثير عليها بالإضافة إلى التأثير على الرأي العام. خلال السنوات الأربع الماضية، تمّ إثارة الكثير من القضايا والمشاكل في وجه ترامب في ما يعتبره كثيرون عملية مدبّرة لمنعه من الترشح للإنتخابات الرئاسية أو تهشيم حظوظه في الفوز.

لا يعني ذلك بالضرورة أنّ ترامب بريء من هذه التهم، فهو رجل غير متوازن ولا يمكن توقع سلوكه وغارق في الفساد. لكن هل تقتصر هذه الصفات عليه دون غيره؟ يشير البعض الى قضايا فساد تتعلّق بجو بادين وعائلته تمّ حجب النقاش بخصوصها في الإعلام وفي المؤسسات الرسمية من قبل أجهزة حكومية كقضية حاسوب هانتر بايدن، وقضية تلقي بايدن وهانتر رشاوى من أوكرانيا.

سواءً كانت إدانة ترامب جزء من مخطط استباقي للإطاحة به وقطع الطريق عليه للوصول إلى البيت الأبيض مرة أخرى، أم أنّه كان مساراً طبيعياً لتحقيق العدالة، فالأكيد أنّ مشاكل الولايات المتّحدة الداخلية والخارجية آخذة في الازدياد في ظل التراجع الأمريكي على المستوى العالمي، وهو تراجع من المتوقّع أن يستمر على مختلف الجبهات خلال المرحلة المقبلة.وفي هذا السياق، هناك من يرى بأنّ ترامب رجل غير تقليدي، بمعنى أنّه لا ينتمي للطبقة السياسية التقليدية ولا يمكن للمؤسسات الرسمية أن تسيطر عليه أو تؤثّر فيه، وأنّه من الأفضل إبعاده عن المشهد لاسيما في ظل الاستقطاب السياسي والإجتماعي المتزايد في الولايات المتّحدة، وتصاعد إتجاه اليمين المتطرف. اذ يعتبر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن والجماعات اليمينيّة المتطرّفة المُسلّحة هم التهديد الإرهابي المحلي الأكبر في الولايات المتحدة منذ العام 2019.

بقاء ترامب في المشهد السياسي من شأنه أن يُشكل حاضنة رسمية لهذه القوى. ويواجه ترامب منذ نهاية ولايته في عام 2020 سيلاً من الاتهامات والملاحقات القضائية في قضايا مختلفة، ويعتقد مناصرو ترامب أنّه قد تمّ تسييس القضاء الأمريكي واستخدامه كسلاح ضدّه الرئيس السابق في هذه القضية، وأنّ ذلك جزء من مخطّط لإبعاده عن الساحة السياسية وحرمانه من التنافس على الانتخابات المقبلة سيما في ظل تراجع حظوظ بايدن بسبب الموقف من الحرب الإسرائيلية على غزّة.

وفقاً لاستطلاع أجرته "سي أن أن" قبل حوالي شهر من الآن، فإنّ ترامب يتفوّق على بايدن بواقع 49% مقابل 43%، وأنّ 55% من الأمريكيين يرون أن ولاية ترامب السابقة كانت ولاية ناجحة مقابل 44% يرون أنّها فاشلة. وتشير نتائج بعض استطلاعات الرأي التي تمّ نشر نتائجها الخميس الماضي إلى أنّ بايدن خسر الكثير من أصوات بعض المجموعات التي أمّنت له الإنتصار خلال الانتخابات الرئاسية السابقة لاسيما فئة الشباب.

واستناداً إلى نتائج هذا الاستطلاع، فإنّ حوالي 44% من الديمقراطيين لا يوافقون على طريقة إدارة بايدن لملف الحرب الإسرائيلية على غزّة. ويشير هذا الاستطلاع إلى أنّ بايدن قد يتفوّق على ترامب بنقطتين لكنّه قد يخسر أمام مرشّح ثالث بأربع نقاط.  المثير للاهتمام أنّ هذه التطورات التي حدثت قبل خمسة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد تترك تأثيرها المباشر على النتائج النهائية للانتخابات إذا لم يتم حرمان ترامب من الترشّح.

وبهذا المعنى، فهي قد تأتي بنتائج عكسية إذا ما نجح ترامب بتوظيفها لكسب المزيد من الشعبية من خلال التركيز على دور الضحيّة. يطرح هذا السيناريو كذلك تساؤلات عن مستقبل الولايات المتّحدة إذا ما قام رئيس سابق مدان بالترشح والفوز، وكيف سينعكس ذلك على الانقسام السياسي والاجتماعي في البلاد، وعلى الصراع الداخلي الجاري في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية أن تشهد الولايات المتّحدة حرباً أهلية في المستقبل القريب.

وسواءً كانت إدانة ترامب جزء من مخطط استباقي للإطاحة به وقطع الطريق عليه للوصول إلى البيت الأبيض مرة أخرى، أم أنّه كان مساراً طبيعياً لتحقيق العدالة، فالأكيد أنّ مشاكل الولايات المتّحدة الداخلية والخارجية آخذة في الازدياد في ظل التراجع الأمريكي على المستوى العالمي، وهو تراجع من المتوقّع أن يستمر على مختلف الجبهات خلال المرحلة المقبلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب إدانة الرأي القضاء امريكا قضاء إدانة رأي ترامب مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المت حدة إدانة ترامب جزء من

إقرأ أيضاً:

عمليات ترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة تسجل رقما قياسيا

سلطت صحيفة، واشنطن بوست، الأمريكية الضوء على ترحيل إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية 271 ألفا و484 مهاجرا إلى ما يقرب من 200 دولة في السنة المالية الماضية.

ونشرت الصحيفة، اليوم الخميس، التقرير السنوي للإدارة الذي أفاد بأن هذا العدد من المرحلين هو أعلى رقم مسجل خلال عقد من الزمان.

ولفتت الصحيفة إلى أن معظم المرحلين كانوا قد عبروا الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بشكل غير قانوني، كجزء من عدد قياسي من الأشخاص الفارين من الفقر والانهيار الاقتصادي في نصف الكرة الغربي بعد الوباء. وغطى تقرير إدارة الهجرة والجمارك عمليات الإنفاذ من 1 أكتوبر 2023 إلى 30 سبتمبر 2024.

وبحسب الصحيفة، يعد التقرير هو الحساب الختامي لإدارة الهجرة والجمارك بشأن إنفاذ قوانين الهجرة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير المقبل.

ووعد ترامب بإطلاق أكبر حملة ترحيل في تاريخ أمريكا بشكل فوري، على الرغم من أنه قدم تفاصيل قليلة أو متضاربة حول كيفية إدارتها. وظلت مستويات توظيف ضباط إنفاذ قوانين الهجرة راكدة لسنوات.

وذكرت الصحيفة أن بايدن تولى منصبه في عام 2021، متعهدا بوقف عمليات الترحيل، وأرسل إلى الكونجرس مشروع قانون كان من شأنه أن يسمح لمعظم المهاجرين غير المسجلين البالغ عددهم 11 مليونا في الولايات المتحدة بالوصول إلى مسارات الحصول على الجنسية.. لكن زيادة عدد المعابر الحدودية أفسدت خططه، وانتهى الأمر بمسؤولي بايدن إلى توسيع عمليات الاحتجاز والترحيل بدلا من الحد منها.

وأشارت الواشنطن بوست إلى أن عمليات الترحيل التي قامت بها إدارة الهجرة والجمارك خلال فترة ولاية ترامب الأولى بلغت ذروتها عند 267 ألفا و260 مهاجرا خلال السنة المالية 2019، وفقا للبيانات. وفي عهد ترامب، كان من المرجح أن يكون المرحلون أفرادا تم القبض عليهم في المناطق الداخلية من الولايات المتحدة، وليسوا عابري حدود حديثًا.

وقال مسؤولون فيدراليون في مجال الهجرة، إن هناك عدة عوامل دفعت إلى الزيادة الإجمالية في عمليات الإنفاذ والترحيل خلال العام الماضي، وخاصة إلى السلفادور وجواتيمالا وهندوراس، التي قبلت المزيد من الرحلات الجوية التي تنقل المرحلين من الولايات المتحدة.

كما وسعت إدارة الهجرة والجمارك بعد "جهود دبلوماسية مكثفة" عدد الرحلات الجوية المستأجرة العام الماضي إلى دول في نصف الكرة الشرقي، بما في ذلك أول رحلة ترحيل كبيرة إلى الصين منذ السنة المالية 2018. وذهبت رحلات أخرى إلى ألبانيا والهند والسنغال وأوزبكستان.

ووفقا للصحيفة، تُظهر السجلات أن بايدن أوفى إلى حد كبير بوعده بالتركيز على المهاجرين الذين يشكلون أولوية قصوى للترحيل، بما في ذلك الذين عبروا الحدود مؤخرا والأشخاص الذين يشكلون تهديدا للأمن القومي أو السلامة العامة.

ويعيش حوالي 11 مليون مهاجر غير موثق في الولايات المتحدة، ويقوم مسؤولو الهجرة عادة بترحيل جزء صغير منهم كل عام، ويرجع ذلك جزئيا إلى تراكمات طويلة الأمد في محاكم الهجرة الأمريكية، والقيود على الميزانية، والمعارضة العامة لعمليات الترحيل في العديد من الولايات.

ويظهر تقرير عام 2024 أن أعلى أعداد المهاجرين الذين تم إبعادهم من الولايات المتحدة ذهبت إلى المكسيك وجواتيمالا وهندوراس والسلفادور. وتتعاون هذه الدول عادة مع عمليات الترحيل ومن المرجح أن يكون مواطنوها أهدافا مهمة للترحيل في ظل إدارة ترامب القادمة.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سيتم بدء أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة
  • فنان بريطاني يتّهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماعية بغزة.. تعرّف عليه؟
  • بايدن يعلن حضوره حفل تنصيب ترامب في يناير المقبل
  • معضلة تؤرق الاقتصاديين في الولايات المتحدة.. هل يضع ترامب حلولا لسقف الدين؟
  • بايدن: سوف أحضر حفل تنصيب ترامب
  • عادل حمودة: صفقة ترامب وبوتين دون معارضة بايدن أنهت حكم بشار الأسد
  • بايدن يصدر قانوناً لتجنب الإغلاق الحكومي
  • نائب أمريكي: بايدن وترامب فشلا في وقف سعي إيران نحو الأسلحة النووية
  • هل بايدن حي؟.. إيلون ماسك يثير ضجة بسبب الرئيس الأمريكي
  • عمليات ترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة تسجل رقما قياسيا