سودانايل:
2025-05-02@14:38:52 GMT

راهن الحرب السودانية

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

اختتمت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدّم" في السودان، يوم أمس مؤتمرها التأسيسي الذي انعقد في العاصمة الإثيوبية بحضور أكثر من 600 ممثل للتنظيمات المدنية والحركات المسلحة، معلنة عن "رؤية سياسية" لإنهاء الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تجاذبات بين مؤيد ومعارض بشأن هذه الرؤية. وقدم المؤتمر رؤية سياسية لإيقاف وإنهاء الحرب وتأسيس الدولة واستكمال الثورة، وترتكز على وقف وإنهاء الحرب، وإعادة الأمن والاستقرار وعودة النازحين، ووحدة السودان شعباً وأرضاً.

بالإضافة إلى إقامة دولة مدنية ديمقراطية تقف على مسافة واحدة من الأديان، والهويات، والثقافات، وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكوناتها دون تمييز، وإقرار أن المواطنة المتساوية هي أساس الحقوق والواجبات، والاعتراف بالتنوع التاريخي والمعاصر. كما نصت الرؤية على تأسيس وبناء منظومة عسكرية وأمنية احترافية ذات عقيدة قتالية وطنية، إنشاء نظام حكم فيدرالي حقيقي عماده الاعتراف بالحق الأصيل لجميع الأقاليم في إدارة شؤونها ومواردها عبر مجالسها التشريعية وسلطاتها الإقليمية.
على الطرف الآخر يقف معسكر "بل بس"عبر نشاط إعلامي يقوده دعاة الحرب لاستمرار معركتهم الاسفيرية يعلنون من خلالها دعمهم للقوات المسلحة مطالبين بضرورة حسم المليشيا وفق تعبيرهم عبر القوى المسلحة ودك حصون مناصريها وهم يصفون ما يجرى بأنه انقلاب على الشرعية الدستورية للقوات المسلحة عبر تمرد قائد الدعم السريع وحاضنته السياسية القوى المدنية بالنسبة لهم فإن الدعوة لإيقاف الحرب باطل أريد به باطل وإن الحياد نفسه محاولة من القوى السياسية المدنية للالتفاف على دعمها لتمرد الدعم السريع وقائده كما ان اتفاقها الإطاري كان في الأساس وصفة الحرب.
الآن مر عام وأكثر على هذه الشعارات نريد أن نتعقل ونقف لروية لنعرف ماذا جنى معسكر "بل بس" هل أنهى أم بل التمرد وقضى عليه! نجد أن الخسائر تزداد وتتمدد في فضاء السودان وأن الوضع في السودان يزداد تعقيدًا ويصل إلى ذروته في تزايد الخسائر والصعوبات التي يواجهها الناس هناك. من الضروري مواجهة هذه الأوضاع بجدية واتخاذ إجراءات فورية للحد من تلك الخسائر وتحقيق الاستقرار والرخاء في البلاد. تسبَّبت هذه الحرب في تفاقم الوضع الإنساني في السودان وفي موجات نزوح كبيرة كما نجمَ عنها حتى الـ 22 أبريل مقتل حوالي 250 مدنيًا وإصابة أكثر من ألف آخرين بحسبِ إحصائيات نقابة أطباء السودان، فيما أشارت منظمة الصحة العالمية لأرقام أكبر وتكادُ تصل الضعف بحيثُ شملت عدد القتلى في صفوف المدنيين وفي صفوفِ الطرَفين . ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" فإن أكثر من 20 مليون طفل يدفعون ثمنا باهظا للتدهور الأمني في معظم مناطق البلاد. ووفقا لما وصفها الخبير الأممي ووزير المالية الأسبق إبراهيم البدوي بالتقديرات الواقعية فإن الحرب جرفت 20 في المئة من الرصيد الرأسمالي للبنية الاقتصادية التحتية المقدر بنحو 550 مليار دولار كما أن الناتج المحلي البالغ 36 مليار دولار سيتراجع 20 في المئة.
تتسبب الحروب والصراعات في العديد من المشاكل الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، حيث أدت إلى تدمير البنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، وتعريض حياة المدنيين للخطر. وقف الحرب في السودان سيسهم بشكل كبير في إنهاء هذه الآثار السلبية وإعادة بناء البلاد. من الجوانب الاقتصادية يعيق الصراع الدائم الاستثمارات ويجعل من الصعب على السكان المحليين بناء مستقبل مستقر ومزدهر. بوقف الحرب يمكن للسودان استغلال موارده الطبيعية بشكل أفضل، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل للشباب، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويحد من الفقر والبطالة. من الناحية الاجتماعية تؤثر الحروب بشكل كبير على الهوية والتماسك الاجتماعي للمجتمعات، حيث تزرع الفتنة وتفتح جروحًا عميقة بين الأفراد والمجتمعات المختلفة. بوقف الحرب يمكن للسودانيين بناء جسور التفاهم والمصالحة، وتعزيز التعايش السلمي بين مختلف الأعراق والثقافات والمجتمعات.
إن مؤتمر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" بحث في قضايا ذات أهمية للمواطن السوداني، مثل تقديم المساعدات الإنسانية ومحاربة خطاب الكراهية. ومثل هذا المؤتمر فرصة جدية لوقف الحرب والانتقال نحو الديمقراطية. بينما يُعتبر التيار الرافض لهذا الحراك المدني هما الفلول من النظام السابق والأيديولوجيين الذين يفتقرون إلى حلول عملية لإنهاء الحرب. "تقدم" تعبر عن رؤيتها لإنهاء الحرب والانتقال المدني، ولكن ما الذي تقدمه القوى المناهضة للشعب سوى خطاب الكراهية والعنف وتصاعد الصراع والتقسيم؟.
إن الحلول الدائمة والمستدامة في السياقات السياسية والاجتماعية غالبًا ما تأتي من المدنيين، لأنهم هم الذين يعيشون ويعانون من آثار النزاعات والحروب مباشرة. إنهم الذين يمتلكون الرغبة والحاجة لبناء مجتمعاتهم وتحقيق السلام والاستقرار في بلادهم. المدنيون يمثلون أساس البنية الاجتماعية والاقتصادية في أي مجتمع، ولديهم فهم عميق لاحتياجاتهم وتطلعاتهم. بالتالي، فإنهم يمكنهم أن يكونوا محركين للتغيير والتطور نحو الأفضل. على الرغم من أن العسكريين قد يكون لديهم دور في تأمين الأمن والاستقرار، إلا أن البناء الحقيقي للوطن والمجتمع يعتمد بشكل أساسي على إرادة المدنيين وجهودهم في تعزيز الحوار وبناء الثقة وتعزيز الديمقراطية. من خلال المشاركة المدنية الفعالة والمستمرة، يمكن للمدنيين تشكيل مستقبلهم بشكل أفضل وتحقيق السلام والعدالة الاجتماعية والاقتصادية التي يطمحون إليها. إذا تمكنوا من الوحدة والتعاون، يمكنهم تجاوز الانقسامات والتحديات وبناء مجتمع أكثر استقرارًا وتقدمًا.
ولكن من الواضح وجود تعنت من جانب الجيش في الرغبة في التفاوض والذي يمثل عائقًا كبيرًا أمام عملية السلام وإنهاء الحرب. فعندما يتمسك طرف ما بالقوة كوسيلة لتحقيق أهدافه، فإنه يمكن أن يؤدي ذلك إلى استمرار الصراع وتفاقمه. لذلك فإنه من المهم أن ندرك أن حل النزاعات يتطلب تضحيات من جميع الأطراف المعنية. يجب على الجيش أن يدرك أن السلام والاستقرار يمكن أن يحققان مصالح البلاد والشعب بشكل عام، وأنه يمكن أن يؤدي الحوار والتفاوض إلى حلول دائمة ومستدامة بدلاً من الاستمرار في دائرة العنف والصراع.
يمارس المجتمع الدولي ضغوط دولية والوساطة الدولية في تحفيز الأطراف المتنازعة على الجلوس إلى طاولة التفاوض والبحث عن حلول سلمية للنزاع. ولكن يبدو انها غير كافية في هذه اللحظة لتبني الجيش لغة حوار وفهم للحل السلمي غير العسكري. يبدو أن استمرار التعنت من جانب الجيش يجعل عملية التفاوض أكثر تعقيدًا وصعوبة. لذا يعد وقف الحرب في السودان خطوة حاسمة نحو تحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد. إنها فرصة لبناء مستقبل أفضل لجميع السودانيين، يستند إلى السلام والتعايش والعدالة.

د. سامر عوض حسين
31 مايو 2024


samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

بنسبة نجاح 69% نون النسوة تسيطر على نتيجة الشهادة السودانية والبرهان يعلق على النتيجة

متابعات ـ تاق برس – أعلنت وزارة التربية والتعليم نتيجة الشهادة السودانية بنسبة نجاح بلغت69% للمدارس الحكومية.

 

 

وتربعت على المركز الاول الطالبة اسراء احمد حيدر بنسبة نجاح 97.1% من مدرسة المتفوقات بالولاية الشمالية، وجاءت في المركز الثاني اسماء طالب القاسم 97% من مدرسة الطوارئ بالجامعة الإسلامية ولاية الخرطوم ونالت المركز الثالث وعد محمد احمد علي بنسبة بلغت 96.7% من القنصلية العامة دبي ، ونالت المرتبة الرابعة نضال ادم الصادق 96.4% وافدين السليم الشمالية تشاركها الاء طارق من القاهره ورنا فيصل ابراهيم من الولاية الشمالية

فيما تحصلت الطالبة هبه الله طارق الأمين على المركز السابع بنسبغ 96.3% من المناقل بنات الجزيرة ، والمركز الثامن الطالب احمد الطيب نور الهدي 96.1% الخرطوم وشهد بكري الثامن من القاهره وشاركهما مشكاة ادم محمد من وافديي البحر الاحمر .

واعتمد رئيس مجلس السيادة الانتقالي ـ قائد الجيش السوداني الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان صباح اليوم نتيجة الشهادة السودانية واثني علي جهود الوزارة والمعلمين وأولياء الأمور.

 

رسالة للمرجفين والعملاء:
البرهان يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة

اعتمد رئيس مجلس السيادة الانتقالي ــ قائد الجيش السوداني الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023.

وأشاد رئيس مجلس السيادة لدى لقائه اليوم بمكتبه، وكيل وزارة التربية والتعليم د. أحمد خليفة بحضور نائب رئيس مجلس السيادة القائد مالك عقار اير، بالجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم وكافة مؤسسات الدولة لإقامة امتحانات الشهادة السودانية رغم التحديات التي تواجه البلاد.

واثنى البرهان لكافة المعلمين وجهودهم وتضحياتهم الجسام التي بذلوها في كافة مراحل الشهادة.

وأكد أن نتيجة الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023 ، تعد رسالة لمن اسماهم المرجفين والعملاء بأن مسيرة التعليم ماضية وأن السودان سيبنى بسواعد أبنائه، وقال ” نتقدم بخالص التهاني للطلاب الناجحين ونتمنى لهم مزيد من التفوق والنجاح ”

من جانبه، قال وكيل وزارة التربية والتعليم، في تصريح صحفي أنه أطلع رئيس مجلس السيادة على تفاصيل نتيجة الشهادة عقب اجتماع مجلس امتحانات السودان، بعد أن تم إخضاعها للمعايير الموضوعية للامتحانات العامة من قبل عدد من الخبراء واساتذة الجامعات ومجلس امتحانات السودان.

وقال ” نبارك لأولياء الطلاب والمتفوقين وكل طلاب الشهادة السودانية هذه النتيجة المشرفة والتي تعد انجازاً ومعركة ضمن معارك الكرامة والعزة ،وسهماً للمعلمين في هذه المعركة التي تخوضها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين.

وأشار وكيل الوزارة إلى أن ما اسماها المليشيا الإرهابية المتمردة أرادت تدمير مستقبل السودان وتعطيل العملية التعليمية، واكد أن إرادة الشعب السوداني وقيادة الدولة حالت دون تحقيق أهداف مليشيا آل دقلو الإرهابية بتدمير السودان ومستقبل أبنائه.

وعبر وكيل الوزارة، عن تقديره العميق لقيادة الدولة ممثلة في رئيس مجلس السيادة ونائبة وكافة مؤسسات الدولة على الدعم الكبير لمواصلة مسيرة التعليم، وإقامة امتحانات الشهادة السودانية في ظل التحديات الراهنة، مؤكداً أن الوزارة حريصة على إقامة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة 2024

البرهانالشهادة السودانية

مقالات مشابهة

  • السودان.. الدعم السريع يسيطر على النهود بشكل كامل
  • الجالية السودانية في الإمارات تنظم مهرجان «بوابة السودان» غداً
  • بنسبة نجاح 69% نون النسوة تسيطر على نتيجة الشهادة السودانية والبرهان يعلق على النتيجة
  • أبناء الجالية السودانية: الإمارات الداعم الأكبر لبلادنا.. وأمنها خط أحمر
  • الحكومة السودانية ترد على إتهامات من الإمارات بتهريب أسلحة للجيش
  • بعثة الإمارات في الأمم المتحدة ترفض محاولات ممثل السودان استغلال تقرير الخبراء بشكل مغلوط لدعم الحملة التضليلية للقوات المسلحة السودانية
  • هل يمكن لكوب ماء بارد أن يوقف قلبك بشكل مفاجئ؟: خبير قلب يكشف الحقيقة الطبية
  • هل تجلب المسيرات السلام الى السودان؟
  • كيف أدت الحرب إلى تغيرات تركيب الطبقة العاملة السودانية؟ (١/٢)
  • أبرز ما ورد في خطاب رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الخدمة المدنية