زيارة لودريان إلى بيروت بلا نتائج عمليّة.. عودة إلى المراوحة ؟!
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
خلافًا لما قيل قبل بدئها، لجهة كونها مختلفة عن سابقاتها، وأنّها ستفضي إلى تغييرات عمليّة على الأرض، استكمالاً لما بدأه سفراء "الخماسية" الذين أنهوا جولتهم على الكتل السياسية الكبرى قبل أيام، ورسموا ما عُدّت "خريطة طريق" لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، مرّت زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت مرور الكرام، بل إنّ "وهجها" بدا برأي كثيرين أقلّ بأشواط ربما من الزيارات الخمس السابقة.
فبعيدًا عن تحذير موفد الرئيس إيمانويل ماكرون من التبعات السلبيّة لاستمرار الأزمة الرئاسية، والتنبيه من مخاطر إطالة أمدها على الواقع العام، بل على مصير لبنان بصيغته الحالية بالمطلق، كما نقل عنه بعض من التقاهم، لم تحقّق الزيارة أي "خرق يُذكَر"، ولا سيما أنّ الرجل لم يحمل معه أيّ طروحات جديدة، ولا حتى "آليات تنفيذية" لبيان سفراء "الخماسية" الأخير، علمًا أنّ هناك من يلمّح إلى أنّ لودريان لا يمثّل بالضرورة كلّ أعضاء "الخماسية".
أكثر من ذلك، ثمّة من يرى أنّ وصف "استطلاعية" قد لا ينطبق على زيارة لودريان السادسة، ولا سيما أنّ الرجل بات "خبيرًا" بمواقف الأفرقاء التي لم تتغيّر، وبالتالي فمن الصعب القول إنّه جاء "مستطلعًا"، أو حتى "يجسّ النبص"، وهو ما دفع كثيرين لطرح السؤال الذي لم تُجِب الزيارة عنه: لماذا جاء لودريان إلى بيروت في هذا التوقيت؟ وفي أيّ سياق يمكن وضع زيارته، طالما أنّ "الخرق" لم يكن على "أجندة" الدبلوماسي الفرنسي؟
مراوحة كاملة
باستثناء رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، الذي "قاطع" زيارة لودريان، بداعي السفر، الذي بدا لكثيرين مجرّد "ذريعة" لتوجيه رسالة "سلبية" إلى المبعوث الفرنسي، بعد "صدام" الزيارة الأخيرة، التقى الرجل خلال زيارته "القصيرة" إلى بيروت، معظم الكتل السياسية، حيث استمع منها إلى الأفكار نفسها التي كان قد سمعها في السابق، وكرّر أمامها الهواجس نفسها التي عبّر عنها سابقًا في ما يتعلق بمخاطر الأزمة على البلد.
في النتيجة، يقول العارفون إنّ ما كرّسته الزيارة بشكل أو بآخر، بمختلف لقاءاتها، هو تثبيت المراوحة الكاملة في مقاربة الملف الرئاسي، وهو ما تجلّى في المواقف التي أطلقها الأفرقاء بعد لقاء الموفد الفرنسي، والتي لم تحمل عمليًا أيّ جديد عن السابق، على الرغم من مرور أشهر على آخر زيارات لودريان، لدرجة أنّ استبدال رئيس مجلس النواب نبيه بري كلمة "الحوار" بـ"التشاور" بدا "التقدّم الأقصى" الذي أمكن تحقيقه، واستحقّ الإشادة.
وإذا كان هناك من نسب للودريان الدعوة إلى تبنّي "الخيار الثالث"، وبالتالي مطالبة المرشحَين اللذين تنافسا في آخر جلسات الانتخاب، أي سليمان فرنجية وجهاد أزعور، بالانسحاب من المعركة، فإنّ الإجابة أتته من فرنجية نفسه، الذي أكّد تمسّكه بحقّه المشروع في خوض السباق، ولا سيما أنّ حظوظه لا تزال الأعلى نسبيًا، علمًا أنّ هناك من يعتبر أنّ فرنجية تعمّد إجراء مقابلته التلفزيونية عشيّة الزيارة، لإيصال رسائل واضحة إلى المعنيّين.
لماذا جاء لودريان؟
هكذا، انتهت زيارة لودريان كما بدأت، من دون أن تحقّق أيّ نتيجة تُذكَر، أو حتى تفتح بابًا للحلّ، أو ربما نافذة، بل إنّ هناك من يعتبر أنّ الزيارة جاءت لتعقّد الأمور أكثر، بعدما كانت الانطباعات قبلها أكثر إيجابية، خصوصًا بعد بيان سفراء "الخماسية" الأخير، الذي أوحى بأنّ شيئًا ما يُطبَخ ويمكن أن يفضي إلى تقدّم ما، اعتقد كثيرون أنّ لودريان سيتكفّل بـ"ترجمته" بصورة واضحة، وهو ما لم يحصل بعد زيارته السريعة.
وإذا كان سؤال "لماذا جاء لودريان إلى بيروت؟" بقي بلا إجابة وافية وشافية بعد عودته إلى بلاده، فإنّ بين الإجابات التي كثُر تداولها، يبقى ما قيل عن أنّ الزيارة تأتي تحضيرًا للقمّة المرتقبة خلال أيام في باريس بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يزور باريس بمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي، وهي قمّة يُرجَّح أن يحضر الملف اللبناني على أجندته، بشقّيه الأمني الجنوبي والسياسي الرئاسي.
بهذا المعنى، يقول العارفون إنّ زيارة لودريان لم تهدف أصلاً إلى تحقيق خرق، ولو أنّه أرجأها لخمسة أشهر كاملة، حتى يضمن نجاحها، بقدر ما أراد منها إنجاز التقرير الذي سيقدّمه لماكرون، قبل لقائه مع بايدن، في ظلّ "رهانات" على إمكانية أن يفضي التنسيق الأميركي الفرنسي الرئاسي، معطوفًا على تنسيق باريس مع سائر دول "الخماسية" بما فيها المملكة العربية السعودية، إلى ما يمكن البناء عليه لإحداث الخرق الذي طال انتظاره.
قد يكون من المثير للدهشة كيف انتقلت "الرهانات" قبل أيام، من حراك "سفراء الخماسية" إلى زيارة جان إيف لودريان، لتنتقل من جديد مع انتهائها على "فراغ" إلى قمّة ماكرون وبايدن المنتظرة في غضون أيام، قمّة يعرف اللبنانيون سلفًا أنّها لن تحلّ لهم أزمتهم، ولن تنتخب لهم رئيسًا، إذا لم يبادروا بأنفسهم لتحمّل مسؤولياتهم، حتى بعد تنبيه لورديان بأنّ وجود لبنان السياسي نفسه "أصبح بخطر"! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لودریان إلى بیروت زیارة لودریان هناک من
إقرأ أيضاً:
سيراً على الأقدام.. وفود تصل إلى بيروت للمشاركة بالتشييع
يتواصل توافد اللبنانيين من جنوبه إلى عاصمته بيروت للمشاركة في واجبهم الأخير تجاه الأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين.
اقرأ ايضاًوقالت صحيفة "النهار اللبنانية" أن "المواطنين عمدوا إلى التوجّه نحو العاصمة بيروت مشياً على الأقدام، على طول خط أوتوستراد الزهراني بين صور وصيدا، رافعين أعلام "حزب الله" وصور السيد حسن نصرالله، في ظلّ طقس بارد وماطر".
مواطنون على طريق الزهراني بين صور وصيدا، يتّجهون سيراً على الأقدام إلى بيروت، للمشاركة في تشييع نصرالله وصفي الدين (تصوير أحمد منتش) pic.twitter.com/UjNGp4NYGB
— Annahar النهار (@Annahar) February 22, 2025
وفي بيان له، أكد حزب الله، السبت، أن "الترويج لمخاوف أمنية لن تؤثّر على المشاركة في تشييع "الشهيدَين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين غداً"، داعياً لأن "يكون المشهد استثنائياً".
وشدد الحزب، على ضرورة الامتناع عن إطلاق النار في الهواء، داعيًا المشاركين جميعاً إلى عدم الإقدام على إطلاق النار "لأن في ذلك إساءة كبيرة لهذه المناسبة واعتداء على أمن الناس".
يأتي ذلك، ضمن استعداد العاصمة اللبنانية بيروت، لتشييع الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، يوم الأحد.
اقرأ ايضاًويثير حدث تشييع نصر الله مخاوف أمنية كبيرة، خاصة في ظل التوترات القائمة في البلاد.
من جانبها، أعلنت السلطات اللبنانية خطة أمنية استثنائية تشمل إغلاق مطار رفيق الحريري الدولي مؤقتا، وفرض تدابير أمنية صارمة في محيط مدينة كميل شمعون الرياضية – مقر التشييع – والمناطق المحيطة به.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن