الحوثي يواجه العزلة المالية بقرارات متخبطة
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
يبدو أن البنوك التجارية والمؤسسات والشركات المصرفية الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، في طريقها نحو "العزلة المالية" عقب القرارات والخطوات التصعيدية التي تبناها البنك المركزي اليمني في العاصمة عدن لإنهاء الانقسام النقدي والمالي في البلد.
تخبط واضح برز لدى الميليشيات الحوثية خلال اليومين الماضيين عقب قرارات إيقاف التعامل مع 6 من البنوك الرئيسية في صنعاء، وإيضا قرار سحب العملة النقدية "القديمة" التي تستخدم في مناطق سيطرتهم.
إيقاف البنوك
وأعلنت ميليشيا الحوثي، الجمعة، حظر التعامل مع 13 بنكاً واقعاً في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بحسب وثيقة صادرة عن "مركزي صنعاء" الواقع تحت قبضة الحوثيين.
وأورد القرار الحوثي أسماء البنوك المشمولة بقرار الحظر وهي: بنك القطيبي الإسلامي للتمويل الأصغر، بنك البسيري للتمويل الأصغر، بنك عدن الإسلامي للتمويل الأصغر، بنك عدن الأول الإسلامي، البنك الأهلي اليمني- عدن، بنك التسليف التعاوني الزراعي- عدن، بنك الشمول للتمويل الأصغر الإسلامي، بنك السلام كابيتال للتمويل الأصغر الإسلامي، بنك تمكين للتمويل الأصغر، بنك الإنماء للتمويل الأصغر، بنك الشرق اليمني للتمويل الأصغر الإسلامي، بنك حضرموت التجاري، بنك بن دول للتمويل الأصغر الإسلامي.
وبررت ميليشيا الحوثي إجراءاتها بأن البنوك تزاول أعمالها المصرفية بدون ترخيص منها، وأنها تخالف أحكام قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التابع لهم. إلى جانب توجيه اتهامات للبنوك بأنها تتعامل مع جهات أدينت دولياً بالفساد وغسل الأموال وتمويل جماعات إرهابية، وكذا تسريبها وإفشاءها بيانات مالية إلى دول وكيانات معادية لهم.
كما أن الميليشيات الحوثية لجأت إلى استعطاف المواطنين الذين يملكون العملة القديمة وترغيبهم بما أسمته "تعويضات" للحصول على مدخراتهم من هذه الفئة. حيث تأتي هذه الخطوة تخوفاً من أزمة سيولة ستواجهها مناطق سيطرة الميليشيات في حال تم سحب العملة القديمة من "مركزي عدن".
ضربة قاسمة
صدى القرارات الصادة من "مركزي عدن" لقيت تجاوب وتفاعل كبيران من قبل الشركات والمؤسسات المالية والمصرفية الدولية التي سارعت لاعتماد التوجيهات بشأن قانونية التعامل مع البنوك وشركات الصرافة العاملة في مناطق الميليشيات الحوثية.
وأعلنت شركة "موني جرام" إحدى كبرى شركات التحويل الدولية الاستجابة لقرار البنك المركزي اليمني في العاصمة عدن بإيقاف التعامل مع البنوك التجارية الرافضة لقرار نقل مراكزها الرئيسية من صنعاء إلى عدن.
وبحسب بيان نشرته شركة "موني جرام" -ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية- أنها ملتزمة بقرار البنك المركزي في عدن بشأن عدم التعامل مع أي بنك أو جهة مصرفية ليس لديه ترخيص أو خطاب عدم ممانعة من "مركزي عدن". وقالت الشركة: "لا يمكن استقبال حوالة خارجية في صنعاء عبر موني جرام إلا إذا كان الوكيل الموجود في صنعاء مرخصا وخاضعا لرقابة البنك المركزي في عدن".
وأبلغت الشركة فروعها ووكلائها في اليمن أن عليهم سرعة الحصول على شهادة عدم ممانعة من قبل البنك المركزي اليمني في عدن في موعد أقصاه 4 يونيو 2024.
ضربات قادمة
يبدو أن البنك المركزي في عدن، يتجه خلال الأيام القادمة نحو مزيد من الإجراءات العقابية ضد البنوك الواقعة تحت سيطرة الحوثي، هو وما يؤكد أن المناطق غير المحررة في طريقها نحو "عزلة مالية كبيرة" في ظل استمرار التعنت وعدم انتقال مراكز عمليات البنوك الرئيسية إلى العاصمة عدن بحسب توجيهات البنك المركزي.
رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، قال إن قرارات البنك المركزي، تأتي في سياق الأزمة التي نشبت قبل شهرين بين البنك المركزي اليمني في عدن المعترف به دوليا، وبنك صنعاء الواقع تحت سيطرة جماعة الحوثي التابعة لإيران، عقب قيام الأخير بسك عملة جديدة فئة مائة ريال.
وأضاف في منشور على صفحته بالفيسبوك، إن القرارات هدفها الضغط على البنوك لنقل مراكز عملياتها إلى عدن عقب انتهاء المهلة المحددة بشهرين، لا سيما أنها حتى الآن لم تستجب لقرارات مركزي عدن عقب تهديدات صريحة لها من بنك صنعاء، وفضلت عدم التضحية بأصولها ورأس مالها ومصالح ملاكها في ظل جماعة لا ترعوي عن أي تصرف أهوج في هذا الإطار.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن نجاح هذه القرارت في النهاية يعتمد -إلى حد كبير- على الدعم الذي سيحصل عليه البنك المركزي في عدن من الرئاسة والحكومة والمجتمع الإقليمي والدولي، لا سيما إذا تصاعدت الأزمة ووصلت مرحلة إيقاف السويفت كود البنوك غير الملتزمة.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن خفض التصعيد يعتمد على التهدئة من قبل جماعة الحوثي وجنوحها من خلال التراجع عن الخطوات التصعيدية والسماح بنقل المراكز المالية للبنوك إلى عدن في حين يظل النشاط المصرفي محكوما بقواعد مهنية يتم الاتفاق عليها بعيدا عن الصراع، ما لم فإنها ستدخل في عزلة اقتصادية كارثية. مضيفاً: "إن التصعيد في الأزمة سيعمل على مزيد من الانقسام النقدي ومتاعب كبيرة للبنوك المحلية، ما لم يعالج الموضوع في إطار حل شامل يوحد السياسة النقدية وعلى رأسها العملة الوطنية، أو على الأقل يوجد آلية لإدارة العملة وقد أطلقنا مؤخرا بالتعاون مع فريق الإصلاحات الاقتصادية مبادرة في هذا الإطار". مشيرا إلى أنه "لن يكون هناك تأثير كبير لهذه الخطوات على تحسين سعر العملة الوطنية، لأن هذا مرتبط بمعطيات أخرى".
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: للتمویل الأصغر الإسلامی البنک المرکزی الیمنی فی البنک المرکزی فی عدن التعامل مع مرکزی عدن
إقرأ أيضاً:
توقعات بتثبيت البنك المركزي المصري سعر الفائدة في اجتماعه المقبل
في ضوء آخر تطورات الاقتصاد الكلي المصري والاضطرابات الجيوسياسية، تتوقع إدارة البحوث الماليه باتش سى للأوراق المالية والاستثمار أن تثبت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري سعر الفائدة في اجتماعها المقرر عقده يوم الخميس الموافق 20 فبراير.
قالت هبة منير، محلل الاقتصاد الكلي بـ اتش سى: شهد الموقف الخارجي لمصر بعض التراجع وتحول ميزان المدفوعات الكلي خلال الربع الأول من السنة المالية 2024/2025 إلى عجز قدره 991 مليون دولار مقارنة بفائض قدره 229 مليون دولار العام الماضي، تراجع مركز صافي أصول القطاع المصرفي المصري من العملة الأجنبية بنحو 12% على أساس شهري إلى 5.23 مليار دولار في ديسمبر، وذلك بسبب اتساع صافي خصوم البنوك بعد استبعاد أرقام البنك المركزي بنسبة 10% على أساس شهري للمرة الخامسة على التوالي إلى 6.42 مليار دولار ،زيادة الدين الخارجي لمصر بنسبة 1.52% على أساس ربع سنوي إلى 155 مليار دولار خلال الربع الأول من السنة المالية 2024/2025.
زيادة صافي الاحتياطيات الدولية
أما علي الجانب الإيجابي، والتي تضمنت تحسن الاتي : زيادة صافي الاحتياطيات الدولية بمقدار 156 مليون دولار على أساس شهري إلى 47.3 مليار دولار في يناير 2025 من 47.1 مليار دولار في ديسمبر 2024، كما ارتفعت الودائع غير المدرجة في الاحتياطيات الرسمية بمقدار 222 مليون دولار على أساس شهري لتصل إلى 10.17 مليار دولار في يناير.
كما تراجع مؤشر مبادلة مخاطر الائتمان في مصر لمدة عام واحد إلى 332 نقطة أساس في يناير 2025، من 379 نقطة أساس في ديسمبر 2024، تحسن مؤشر مدراء المشتريات الرئيسي ((PMITM متخطيا حاجز الـ 50 نقطة، مسجلا 50.7 نقطة في يناير، بفضل تحسن أحوال الاقتصاد غير النفطي في مصر مع بداية العام.
معدل التضخم
أما عن قراءة التضخم في يناير 2025، فلقد جاءت أعلى من توقعاتنا عند 22.8٪ وأعلى من متوسط توقعات رويترز البالغة 23.0٪. وبالنسبة لعائد الفائدة علي أذون الخزانة، فلقد عكس متوسط أسعار الفائدة علي أذون الخزانة ذات الآجال القصيرة، وبالأخص تلك التي لأجل ثلاث شهور بعض الارتفاع ، حيث ارتفعت بنسبة 59 نقطة أساس منذ يناير مسجلة 27.5٪ في أخر طرح لها من 26.9%. وبالنظر إلى الوضع الخارجي للاقتصاد إلي جانب التوترات الجيوسياسية الاخيرة وتأثيرها المحتمل على نسب تعافي إيرادات قناة السويس،
ثبات سعر الفائدة
تابعت: “ نتوقع أن تبقي لجنة السياسات النقدية على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعها المقبل المقرر عقده في 20 فبراير وتأجيل قرار تخفيض أسعار الفائدة، من أجل الإبقاء علي جاذبية الاستثمار في أذون الخزانة، لما قد تمثله هذه المستجدات من عوامل ضغط قد تؤثر علي تدفقات النقد الأجنبي إلى مصر، مع الاخذ في الاعتبار حجم المستحقات الخارجية المطلوب الوفاء بها، بالإضافة إلي فاتورة استيراد المنتجات البترولية”.
جدير بالذكر أنه قد أبقت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري في اجتماعها يوم 26 ديسمبر على أسعار الفائدة للإيداع والإقراض لليلة واحدة دون تغيير عند 27.25% و28.25% للمرة السادسة على التوالي بعد ان كانت قد رفعت سعر الفائدة بـ 600 نقطة أساس في مارس 2024 ليصل بذلك إجمالي رفع سعر الفائدة إلى 1900 نقطة أساس منذ أن بدأت اللجنة سياسة التشديد النقدي في 2022. ولقد تباطئ معدل التضخم السنوي في مصر الي 24.0% على أساس سنوي في يناير 2025 مقارنة بـ 24.1% على أساس سنوي في ديسمبر2024 وفقا للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بينما ارتفعت الأسعار الشهرية بنسبة 1.5% على أساس شهري في يناير مقارنة بزيادة طفيفة بنسبة 0.2% على أساس شهري في ديسمبر.
على الصعيد العالمي، أبقى الفيدرالي الأمريكي علي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه يوم 29 يناير عند 4.25-4.50% بإجمالي خفض بلغ 100 نقطة أساس بعد أن كان قد رفع أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس منذ بدء سياسة التشديد النقدي في 2022.
كما قام البنك المركزي الأوروبي في يوم 30 يناير بخفض معدلات الفائدة بمقدار25 نقطة أساس لعمليات إعادة التمويل الرئيسية، وتسهيل الإقراض الهامشي والودائع إلى 2.75%، 2.90% و3.15% على التوالي، بإجمالي خفض بلغ 125 نقطة أساس، منذ أن بدأ بخفض أسعار الفائدة في يونيو 2024 بعد رفعها بمقدار 450 نقطة أساس منذ بدء سياسة التشديد النقدي في عام 2022