محطة جندر لتوليد الكهرباء… عمل دائم لضمان الجاهزية وصيانة دورية بأيادي وخبرات كوادرها
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
حمص-سانا
على ارتفاعات عالية، وبأماكن ضيقة، وبحذر شديد، يستمر عمال محطة جندر لتوليد الكهرباء في حمص بالعمل على مدار الساعة متسلحين بشغفهم وحبهم لعملهم وبخبرتهم المتراكمة لإنجاز كل إجراءات الصيانة الجزئية للمحطة بأنفسهم، لتكون في حالة جاهزية تامة حين توافر الوقود للتشغيل.
سانا تابعت أجواء العمل في المحطة والتقت عدداً من عمالها، حيث أوضح العامل الفني بقسم الميكانيك عوض حوري أنه يعمل بالمحطة منذ سنوات طويلة ورغم الإصابة البليغة التي تعرض لها في يده إلا أنه ما زال يشعر بليونة الحديد ويطاوعه بين يديه لإنجاز العمل الموكل إليه.
وقال العامل في قسم العنفات سمير النوري: “مهمتي الأساسية تسليك الأنابيب وتثبيت البراغي وهذا العمل تعلمته سابقاً من الخبراء اليابانيين وأنا اليوم أقوم بتعليمه للراغبين من الشباب”، لافتاً إلى أنه رغم صعوبة العمل إلا أنه ورفاقه يتغلبون عليه بالمحبة والتكاتف والفرح بعد إنجاز العمل بأيدي كوادر المحطة.
الفني زهير حواط أشار إلى أن مهمته في المحطة مراقبة العنفات على مدى 24 ساعة، وأن ارتباطهم الأساسي مع مركز التنسيق بدمشق، حيث يتلقون منه التعليمات إما برفع الحمولة او خفضها للحفاظ على العنفات، إضافة لمراقبة الإنذارات التي ترد لإرسالها إلى قسم الصيانة للمعالجة، مبيناً أن عدم توافر قطع الغيار الخاصة بالمحطة يضطرهم في كثير من الأحيان لتدوير الآلات الضخمة وإعادة إقلاع المحركات الموجودة بشكل يدوي.
وفي قسم العنفات قال مساعد المهندس أحمد محمود العامل بالمحطة منذ أكثر من 30 عاماً: “عملي تشغيل العنفات ومراقبتها لضمان أداء العمل بشكل جيد.. وعملنا صعب بسبب قدم المحطات والاهتراءات الحاصلة ببعض الأجزاء، ورغم ذلك نعمل ضمن الإمكانيات الموجودة للحفاظ على المضخات والمراوح من خلال جولات نقوم بها للاطمئنان على المحطة، وتسجيل الأعطال بشكل يومي وتحويلها إلى الصيانة للمعالجة”.
من جهته بين المهندس عبد الرحمن العدي مدير التشغيل بالمحطة أنها تعمل بنظام الدارة المركبة وهي مكونة من عنفتين غازيتين تولد كل منهما 300 ميغا واط، وعنفة بخارية تولد 150 ميغا واط، ويتم العمل على شكل ورديات كل منها مكونة من 20 عاملاً يقومون بالتشغيل والمراقبة على مدار الساعة، لافتاً إلى أن قدم نظام التشغيل يؤثر على العمل لجهة إظهار الإشارات، متمنياً أن يتم التحول للنظام الرقمي لأداء العمل بشكل أفضل.
العامل الفني إسماعيل ياسين يعمل بقسم الصيانة الميكانيكية منذ أكثر من 30 عاماً أيضاً ضمن المشغل الخاص بالمحطة، حيث يقوم بفك وتركيب كل الأجزاء لإصلاحها، إضافة إلى صيانة العنفات الغازية حسب قوله، لافتاً إلى أن العمل يتطلب الكثير من الجهد والحذر كون التعامل يتم مع آلات ضخمة، فيما أشار سامر جندلي العامل بالخراطة إلى أنه يقوم بتصليح الأجزاء المتهالكة بالعنفة لتوفير القطع الأجنبي على الشركة.
بدوره أوضح مدير الصيانة بالمحطة المهندس علي علي أن عملهم إنجاز الصيانات الطارئة والدورية للعنفات الغازية والبخارية، لافتاً إلى أن العنفات الغازية تتطلب صيانة كل 8000 ساعة عمل، حيث يتم الكشف عن غرفة الاحتراق وكل 16 ألف ساعة عمل يتم الكشف عن الأجزاء الحارة للعنفة الغازية، وهناك صيانة كل 32 ألف ساعة عمل كاملة للمحطة، يتم الكشف فيها عن كل أجزاء العنفة والضاغط والمساعدات بالكامل، وكل ذلك يتطلب وقتاً طويلاً وجهداً عالياً، لافتاً إلى أن العمل يتم حسب توصيات الشركة المصنعة، حيث يتم تبديل القطع بعد وصولها للعمر الافتراضي الموصى به من الشركة.
وأضاف المهندس علي: “رغم أن العمالة لدينا وصلت إلى أعمار متقدمة في السن إلا أنهم مازالوا يقومون بعملهم على أكمل وجه موفرين على خزينة الدولة الكثير من القطع الأجنبي فيما لو تمت الاستعانة بخبراء أجانب.
فيما أشار رئيس قسم التشغيل الميكانيكي في المحطة إبراهيم الصالح إلى أن فك جميع أجزاء العنفة يتم بأيدي عمال القسم، حيث يتم فك القطع القديمة وإصلاح وتركيب قطع جديدة مكانها، إضافة لإصلاح جميع البراغي والمعدات الخاصة بالمحطة”، لافتاً إلى أن العمل شاق ومضني وخطر في أحيان كثيرة، ومضيفاً “لدينا في المحطة خبرات جيدة لكن نفتقر إلى العنصر الذكوري الشاب وقلة القطع التبديلية”.
وذكر مدير عام شركة توليد كهرباء جندر المهندس محمد العمر أن عدد العمال في المحطة يبلغ 650 عاملاً موزعين على 8 مديريات يعملون بشكل متواصل في الصيانة أو التشغيل لتأمين الوثوقية والجاهزية للمجموعات، لافتاً إلى أن محطة جندر مثل كل المحطات عانت جراء الحرب والإجراءات الاقتصادية القسرية والحصار الجائر على سورية من نقص قطع الغيار ما اضطر الشركة للاستعانة بالخبرات المحلية لتصنيع القطع الناقصة والمطلوبة لعمل المجموعات والتي وفرت على الدولة أكثر من 2 مليون يورو فيما لو تمت الاستعانة بخبراء أجانب.
وبين العمر أن العمل في المحطة يتم على قدم وساق، حيث تتم الصيانة الوقائية للعنفة الغازية الثانية بعد مرور أكثر من 16 ألف ساعة عمل عليها، وتم تبديل بعض القطع التي تجاوزت أعمارها التشغيلية الوقت المسموح للعمل بقطع جديدة حسب الفحص والاختبار وساعات العمل، ولاحقاً سيتم إجراء صيانة مشابهة للعنفة الغازية الثالثة وبعدها الأولى ريثما ينتهي العمل، وفي حال توفر الوقود المحطة جاهزة لترفد الشبكة بنحو 1000 ميغا واط.
يُذكر أن الشركة أحدثت بالمرسوم رقم 13 لعام 1994 وعلى مرحلتين، الأولى أنشئت عام 1994 وتألفت آنذاك من 6 مجموعات 4 منها غازية و 2 بخارية، أما القسم الثاني تم إنشاؤه عام 2004 ليتألف من عنفتين غازيتين وعنفة بخارية واحدة، وتعمل العنفات على مبدأ الدارة المركبة، وتبلغ الاستطاعة الإجمالية للمحطة 1000 ميغا واط.
سكينة محمد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: فی المحطة میغا واط أن العمل ساعة عمل أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد أن وضعت الحرب أوزارها في سوريا.. محطة قطارات يرونها رمزا للنهضة لأنها كانت ذات يوم مفخرة لدمشق
في دمشق، محطة للقطارات ضاربةٌ في القدم، يفخر السوريون بأنها في الماضي السحيق كانت حلقة وصل بين أوروبا وشبه الجزيرة العربية، وفي العصر الحديث أصبحت مركزا وطنيا للنقل، قبل أن تدمرها الحرب وتجعلها خاوية على عروشها. ويأمل عمالها الآن أن تشهد نضهة في القريب العاجل، فما آفاق ذلك؟ وما تلك المحطة التاريخية؟
اعلانمحطة الـقَـدَم، ضاربةُ في القِدَم، فقد كانت عرباتها تجوب عددا من البلدان العربية في أيام الإمبراطورية العثمانية. وتُعدّ هي أكبر محطات الخط الحديدي الحجازي، ومنها انطلقت أولى رحلات الحج عبر السكك الحديدة، قاطعة 1400 كيلومتر، في مدة زمنية قياسية بمعايير ذلك الزمن، إذ لم تستغرق الرحلة سوى يومين ونصف اليوم.
وفي ظل الدولة الحديثة، استمرت المحطة في العمل، طبقا لمعايير النصف الثاني من القرن العشرين، ثم في الألفية الثالثة، قبل أن تشتعل حرب ضروس في سوريا، أتت على الأخضر واليابس، وكان للمحطة نصيب الأسد في الحرب التي خاضها نظام الأسد ضد مسلحي المعارضة بمختلف أطيافها.
فما مستقبل تلك المحطة؟السيد مازن ملا، مشغّل القطار، ومن بقي على قيد الحياة من زملائه العاملين في هذه المحطة، لا يريدون الاكتفاء بالبكاء على الأطلال، بل يطمحون لأن تبعث الدولة من جديد هذه المحطة العريقة، التي دمرتها الحرب، وصارت مشاهد الخراب فيها بادية للعيان، فعربات القطار متفحمة، وورش العمل تضررت بنيران المدفعية، وأغلفة الرصاص متناثرة على الأرض.. في مشهد يريد العمال وكثير من السوريين أن يكون باعثا على نهضة شاملة في ربوع سوريا، وخصوصا في هذه المحطة ذات البعد الحضاري والثقافي والتاريخي.
مشغل القطارات مازن ملا يتفقد ما ألحقته الحرب بمحطة قطار القدم، في دمشق، سوريا، الاثنين، 13 يناير/كانون الثاني 2025.Omar Sanadiki/APومثلما أحيت الدولة الحديثة ما دمره المقاتلون العرب في انتفاضتهم المسلحة ضد الدولية العثمانية في القرن العشرين، بدعم من بريطانيا وفرنسا وقوات الحلفاء الأخرى التي أسقطت الإمبراطورية العثمانية، يريد السوريون اليوم إحياء سكة الحديد هذه، وإعادة بناء تلك المحطة العريقة على أسس حديثة، لتصبح مثالا يجمع بين العراقة والحداثة، والأصالة والمعاصرة.
محطة قطار القدم، التي دُمرت خلال الحرب بين قوات المعارضة وقوات الرئيس المخلوع بشار الأسد، في دمشق، سوريا، الاثنين، 13 يناير/كانون الثاني 2025. Omar Sanadiki/APالمسار التاريخي للمحطة
بعد الاستعمار، تأسست الدول العربية الحديثة، وصارت سكة الحديدة موزعة بين أكثر من بلد، فعمدت سوريا إلى استخدام الجزء الخاص بها من تلك السكة الحديدية لنقل الركاب بين العاصمة دمشق ومدينة حلب الشهباء وما جاورها من البلدات، ثم إلى الأردن المجاور.
وبمرور الزمن، صارت عربات القطار بحاجة إلى تحديث، فوُضعت العربات الخشبية القديمة في متحف، وأصبحت المحطة الرئيسية موقعا تاريخيا وقاعة للمناسبات، محتفظةً بهيكلها المصنوع من الحجر العثماني والطوب الفرنسي المجلوب من مرسيليا.
صورة لتذاكر قديمة في محطة قطار القدم السورية، التي تضررت خلال الحرب بين المعارضة ونظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في دمشق، سوريا، الاثنين، 13 يناير/كانون الثاني 2025Omar Sanadiki/APوانتقلت إدارة المحطة إلى مكان قريب، وظلت القطارات تعمل بشكل اعتيادي، حتى اشتعلت الحرب، فصارت المحطة مقرا استراتيجيا تتخذ منه قوات الأسد نقطة للمراقبة، تطلع من خلالها على معاقل الثوار. ثم تحول المكتب الرئيسي للمحطة إلى وكر للقناصة.
وفي العام 2013، عادت محطة القطارات إلى الواجهة، وتناقلت وسائل الإعلام صورها عبر الوسائط المختلفة، بعد أن دار قتال في محيطها، وظهر المتمردون وهم يطلقون النار من بنادق هجومية ويحتمون خلف القطارات.
حينئذ فر الملا وعائلته من منزلهم القريب من المحطة إلى حي قريب. وظلوا يتضرعون إلى الله باستعادة المحطة التي طالما كانت مصدر رزق لهم ولعائلات سورية أخرى.
Relatedبعد فترة من الإغلاق.. متحف سوريا الوطني يستأنف نشاطه في دمشقسوريا بعد الأسد: فرصة للأردن أم تهديد لوجودها؟حصري: الاتحاد الأوروبي يدرس رفع العقوبات عن سوريا في قطاعات النفط والمصارف والنقلوفي العام 2018، طردت قوات الأسد مسلحي المعارضة من دمشق، فكانت المحطة رمزا للنصر، فقررت السلطات تشغيلها، على الرغم مما لحق بها من دمار، فافتتحت مرة أخرى، لفترة وجيزة، باعتبارها رمزاً للانتصار والانتعاش. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية حينئذ أن القطارات ستنقل الركاب إلى معرض دمشق الدولي السنوي. وبثت صورًا لركاب سعداء عند المدخل وفي الوجهة المقصودة، لكنها تعمدت التغطية على صور الدمار الهائل الذي لحق بالمحطة.
والآن، بعد سقوط نظام بشار الأسد، فرح الناس بعودة الحياة إلى طبيعتها، وانتعش الأمل في أن تعمد السلطات الجديدة إلى بناء طراز حديث من هذه المحطة التاريخية التي تعاقب عليها الـمَـلَـوَان، وبقيت صادمة على مر الزمان.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل تنوي السفر إلى جزيرة ليندوس اليونانية الخلابة.. انتبه فقد تجد مياه البحر في بركة السباحة بفندقك الأفغان في مدينة خوست يخرجون إلى الشوارع ترحيبا بإعلان وقف النار في غزة بالأرقام.. رواتب رؤساء أكبر الشركات في أوروبا تفوق متوسط أجور العمال بـ110 مرات! بناء وتشييدسورياقطاراتالبنية التحتية للطرقالحرب في سوريااعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. الجيش الإسرائيلي يرصد صاروخاً قادماً من اليمن وقطر تعلن بدء تنفيذ الاتفاق غداً الساعة 8:30 صباحاً يعرض الآنNext "لن يشترينا لن نسمح له".. سكان غرينلاند يتحدون رغبة ترامب في الاستيلاء على جزيرتهم يعرض الآنNext اليونيسف: 35 طفلًا يُقتلون يوميًا في غزة و15 يُصابون بإعاقات مستدامة على مدار 14 شهرا يعرض الآنNext الأمين العام لحزب الله: المقاومة والشعب الفلسطيني أفشلا مخططات إسرائيل يعرض الآنNext هجوم روسي بالطائرات المسيرة والصواريخ يوقع 4 قتلى في كييف اعلانالاكثر قراءة كاليفورنيا: إجلاء المئات إثر اندلاع حريق في أحد أكبر مصانع تخزين البطاريات في العالم بعد عقد من الاكتشافات.. غايا تكشف أسراراً تعيد رسم تاريخ درب التبانة وتغير مفهوم الكون الحوثيون يرحبون باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ويتعهدون بوقف عملياتهم العسكرية مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز دراسة جديدة: السمنة تزيد من خطر مضاعفات السرطان لدى الأطفال اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومقطاع غزةإسرائيلإطلاق نارحركة حماساحتجاجاتفلسطينحيواناتغزةدونالد ترامبمحكمةروسيااليمنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025