سرايا - بعد إدانته غير المسبوقة، يتعين على الرئيس السابق والمرشح الجمهوري المفترض، دونالد ترامب، الانتظار لمعرفة العقوبة التي سينالها.

ولكن حتى وإن تطلب الأمر قضاء الوقت خلف القضبان، فهذا لا يعني أن حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض قد انتهت، وفقا لشبكة "إيه بي سي نيوز".

لكن هذا، إن حدث، لن يجعل من ترامب، أول مرشح يخوص سباق الرئاسة من السجن، إذ سبقه إلى ذلك يوجين في دبس، الذي خاض الانتخابات الرئاسية على بطاقة الحزب الاشتراكي عام 1920، وحصل على ما يقرب من مليون صوت، أو حوالي 3 في المائة من الأصوات في ذلك الوقت.



لكن الظروف تبدو مختلفة، فدبس، على الرغم من نفوذه وشهرته، كان مرشحًا هامشيًا في ذلك العام؛ في الوقت الذي شغل فيه ترامب منصب الرئيس في السابق، ويخوض الانتخابات باعتباره المرشح شبه المؤكد لأحد الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد. ولكن هناك أوجه شبه بين الرجلين..

كان دبس، المولود عام 1855، مدافعا عن قضايا العمال منذ أن كان شابًا. وكان زعيمًا نقابيًا قويًا، ودخل السجن لأول مرة لمدة ستة أشهر بعد إضراب السكك الحديدية عام 1894، لانتهاكه أمرًا اتحاديًا يحظر الإضراب.

فيما بعد أصبح اشتراكيًا متشددا، وعضوًا مؤسسًا في الحزب الاشتراكي الأمريكي. ترشح للرئاسة بصفته اشتراكيًا في الأعوام 1900 و1904 و1908 و1912.

ولكن في عام 1918، دخل السجن لمعارضته المشاركة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى، وهو ما كان انتهاكًا لقانون التحريض على الفتنة الذي صدر في تلك الفترة. لكن حبسه في سجن فيدرالي في أتلانتا لم يقلل من صورة دبس على الإطلاق، وفي عام 1920، ترشح مرة أخرى للرئاسة.

وقال توماس دوهرتي، أستاذ الدراسات الأمريكية في جامعة برانديز: "وجودك في السجن لا يجعل الحملات الانتخابية مستحيلة أيضًا. وعلى الرغم من عدم قدرة دبس على السفر في جميع أنحاء البلاد بنفسه، لكنه حول حزبه مكانته إلى نقطة تجمع، باستخدام رقمه كسجين على أزرار الحملة".

وتابع "في الفعاليات، تحدث نوابه بدلا منه، كما تم عرض مقطع فيلم له وهو يعلن ترشيحه في جميع أنحاء البلاد".

دوهرتي قال أيضا، "إن شهرة دبس وحداثة ترشحه للرئاسة من السجن منحته نوعًا من القبول. كانت حملة ذات مصداقية، مع الأخذ في الاعتبار محاولة الإفلات من السجن".
 
إقرأ أيضاً : لبنان يعتلي منصات التواصل .. صواريخ "بركان" تفاجئ العالم بقدرتها التدميرية وسحابة الحرب قد تمطر قريباً !إقرأ أيضاً : إعلام عبري: "إسرائيل" على شفا هزيمة تاريخيةإقرأ أيضاً : فلسطين تحصل على حقوق إضافية بمنظمة الصحة العالمية


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: من السجن

إقرأ أيضاً:

غطرسة القوة الأمريكية

«غطرسة القوة» تعبير انتقاه بعناية بابا الفاتيكان قبل بضعة أشهر لوصف ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من إبادة وحشية ضد المدنيين العزّل في غزة، وهو ما عاد ليؤكّده مؤخرا حين دان مقتل الأطفال هناك خاصة أولئك الذين جعلهم الاحتلال يموتون بردا وجوعا.

غطرسة القوة التي أسرفت فيها إسرائيل وعلت فيها علوا كبيرا منذ أكثر من خمسة عشر شهرا لا تبدو بعيدة أبدا عن غطرسة القوة التي تجاوزت فيها الولايات المتحدة هذه الأسابيع كل حد، بل هي من علّمتها ذلك في الحقيقة، فعلى منوالها تنسج وبحماية ظهرها تستقوي. الغطرسة الأمريكية ليست جديدة أبدا، فقد خبرها العالم في أحداث عدة، لكنها بلغت مؤخرا من العنجهية درجة غير معهودة وذلك على ثلاثة مستويات على الأقل:

الأول: تخويف العالم بموعد دخول ترامب البيت الأبيض، وهو تخويف يشبه في تبسيطه السخيف تخويف أطفال بشبح خرافي إن هم تمادوا في طيشهم، أو حتى إن هم تمردوا عن موعد خلودهم اليومي إلى النوم. وقد نال الفلسطينيون من هذا التهديد نصيب الأسد، أو بالأحرى نصيب الجحيم الذي سيفتح في وجوههم ووجوه المنطقة برمتها إن لم يتم إطلاق سراح الأسرى والمختطفين الإسرائيليين قبل العشرين من الشهر الحالي.

أي جحيم هذا الذي أبقاه نتنياهو لترامب حتى يبتز به ضحايا عدوانه الذي لم يقصّر بايدن في دعمه بكل أنواع السلاح والدعم المالي؟!!. لم يقف الأمر هنا، بل صار على لبنان هو الآخر أن يختار رئيسه قبل قدوم ترامب، ولو أن ذلك جاء في مصلحة اللبنانيين الذين كان عليهم أن يسارعوا بسد الشغور في قصر بعبدا قبل أن يأتي أي كان ليهدّدهم أو يحذّرهم في العلن أو في الغرف المغلقة.

الثاني: الحديث السهل والمرسل عن رغبة الولايات المتحدة في ضم دول أخرى مستقلة. ما قاله ترامب عن كندا وغرينلاند وقناة بنما بدا صادما ومستفزا فالرجل يفترض أنه يتحدث عن دول مستقلة وقائمة الذات، لها مؤسساتها وحكوماتها وعلمها ونشيدها الرسمي وجواز سفرها وعضويتها في الأمم المتحدة. أكثر من ذلك، لم يستبعد الرجل القيام بتحرك عسكري بشأن قناة بنما وغرينلاند اللذين «نحتاج إليهما من أجل الأمن الاقتصادي» وفق تعبيره.

كلام ما كان ليمر دون ردود فعل من كل هذه الجهات فرئيس حكومة غرينلاند ميوتي إيجيدي اضطر للتصريح بأن الجزيرة «ليست للبيع» وأن الأمر متروك لشعبها فهو من يقرر مستقبلها. أما رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو فلم يجد ما يصف به تصريحات ترامب سوى بكونها «تكتيكا» لصرف الانتباه عن تأثير الرسوم الجمركية التي يخطط الرئيس الأمريكي المنتخب لفرضها على الواردات الكندية، مؤكدا أنه «لا يوجد أي احتمال على الإطلاق» لأن تصبح بلاده جزءا من الولايات المتحدة، متعهدا أنه سيفرض تدابير مضادة إذا نفذ ترامب تهديداته. أما وزير الخارجية البنمي خافيير مارتينيز ـ آشا فقال إن سيادة بلاده «ليست قابلة للتفاوض» مشدّدا على أنّ القناة «أعيدت إلى غير رجعة».

وقد بلغت درجة الاستفزاز في هذا السياق أن سافر ابن ترامب لزيارة غرينلاند بصفته «مواطنا أمريكيا» لا غير (!!) ودخل الملياردير إيلون ماسك، المؤيد الأهوج لترامب، على الخط بمماحكات بذيئة مع رئيس وزراء كندا.

الثالث: التشريع الأخير للكونغرس المتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية الذي أقرّه مجلس النواب ردا على إصدار المحكمة مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير حربه السابق. كان واضحا للغاية أن فرض عقوبات على «أي جهد للتحقيق أو اعتقال أو احتجاز أو محاكمة أي شخص محم من الولايات المتحدة وحلفائها» بما يشتمل العقوبات حظر المعاملات العقارية الأمريكية وحظر وإلغاء التأشيرات ما كان يهدف سوى حماية الجرائم الإسرائيلية ومن يقف وراءها، وما التنصيص على «حلفاء واشنطن من خارج الحلف الأطلسي» بحشر دول من هنا وهناك سوى تضليل لم يضلل أحدا.

لم تكتف واشنطن بما كانت فرضته إدارة ترامب في ولايته الأولى من عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية في 2020، ردا على تحقيقات في مزاعم جرائم حرب بأفغانستان، منها التعذيب على يد مواطنين أمريكيين، بل مضت إلى هذه الخطوة الأخيرة لتكريس نفسها، وربيبتها المدلّلة، فوق القانون الدولي بما يشكّل ضربة في الصميم لما صمّمته هي نفسها مع حلفائها المنتصرين في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

إن السعي الفج إلى تقويض المحكمة الجنائية الدولية لا يعني سوى دفع العالم نحو قانون الغاب، حتى يسوده قانون القوة لا قوة القانون، ما يفتح المجال لاحقا بطبيعة الحال أمام دول أخرى لسلك نفس النهج، ولا عذر وقتها لواشنطن وكل الساكتين عن فعلتها للاحتجاج أو التذمر بعد هذه السابقة المعيبة.

تٌحدث الولايات المتحدة حاليا كل هذه الجلبة، وتثير حفيظة وحنق القريب والبعيد، في وقت تتقدم فيه دول كبرى بهدوء وحكمة وأولها الصين، وهنا الفرق تحديدا بين قوة صاعدة وأخرى تطل المؤشرات الأولى لبداية أفولها.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • استقبله رئيس الدولة.. الرئيس المصري يصل البلاد في زيارة عمل
  • بايدن: أخشى من إضعاف ترامب "روح أمريكا" بعد توليه الرئاسة
  • الكرملين: لا استبعاد لسيناريو الرد الروسي على العقوبات الأمريكية الأخيرة
  • غطرسة القوة الأمريكية
  • مع قرب توليه الرئاسة.. هل وجود ترامب يساعد إسرائيل على احتلال الضفة الغربية ؟
  • تقرير المدّعي الخاص عن ترامب: عودته للرئاسة أنقذته من مصير غامض
  • WP: ما هو الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه غزة بعد تهديدات ترامب؟
  • WP: كم هو الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه غزة بعد تهديدات ترامب؟
  • كاتب أمريكي.. يتساءل كم هو الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه غزة؟
  • ضبطت بـ 168 قرص.. السجن 3 سنوات لـ ربة منزل تتاجر بالمواد المخدرة ببورسعيد