أفاد المسؤولون بحسب "أكسيوس"، أنه إذا رفضت حركة حماس الاقتراح، فإن وقف إطلاق النار سيكون بعيدا عن الطاولة، ومن المرجح أن تتفاقم الأوضاع في غزة.

اعلان

قال موقع "أكسيوس" الأمريكي، إن المحاولة الأكثر جرأة التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الساعات الأخيرة الماضية وإعلانه بشكل علني عن المبادرة الإسرائيلية للدفع نحو التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين في غزة وإنهاء الحرب في القطاع، تتوقف الآن على ما إذا كان قادة حماس سيواصلون المفاوضات ويتوصلون إلى اتفاق.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، قولهم، إن الاقتراح الإسرائيلي الأخير الذي قدمه بايدن في خطاب يوم الجمعة ربما استنفد مساحة إسرائيل للتسوية والمرونة.

وأشار مسؤولون أمريكيون، إلى أن خطاب بايدن كان يهدف إلى حشد الدعم الدولي للتسوية المقترحة وزيادة الضغط على حماس لقبول الصفقة.

وبحسب "أكسيوس"، بالنسبة لبايدن، هذا هو المسار الأكثر فعالية بالنسبة لبايدن من أجل تنفيذ استراتيجيته للانسحاب من الحرب.

وأفاد المسؤولون بحسب "أكسيوس"، أنه إذا رفضت حركة حماس الاقتراح، فإن وقف إطلاق النار سيكون بعيدا عن الطاولة، ومن المرجح أن تتفاقم الأوضاع في غزة.

الاتحاد الأوروبي يدافع عن الاعتراف بدولة فلسطينية: ليس هدية لـ"حماس"

وكانت حركة حماس، التي قالت في الأيام الأخيرة، إنها لن تستأنف المفاوضات إذا لم توقف إسرائيل الحرب أولاً، قد أعلنت في بيان لها عقب ظهور بايدن، أنها "تنظر بإيجابية" إلى خطاب الرئيس الأمريكي. 

وقالت الحركة الإسلامية "إن حماس تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب بايدن من دعوته إلى وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وإعادة الإعمار وتبادل للأسرى"، معتبرة أن "الموقف الأمريكي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حد للحرب على غزة".

إلا أن ما سيحدث بعد ذلك يعتمد على ما إذا كان القادة السياسيون لحماس، الذين يقيمون في الدوحة والذين تلقوا الاقتراح الإسرائيلي يوم الخميس من وسطاء قطريين، على استعداد للتفاوض على تفاصيل الصفقة المقترحة دون وقف إطلاق النار.

وقال مسؤول أمريكي بارز لـ"أكسيوس"، إن هناك فرقا بين ما قالته حماس علنا ​​بشأن شروطها لاستئناف المفاوضات وما قالته على انفراد للوسطاء القطريين.

وأضاف المسؤول "هذه الصفقة توقف الحرب. هذا ما تريده حماس. يمكنهم قبول الصفقة. أما إذا اختار قادتها العيش في قعر الأرض، واحتجاز رهائن أبرياء، بما في ذلك النساء، مع استمرار الحرب ومعاناة أهل غزة، فسيكون هذا خيارهم".

وأشار إلى أن بايدن وفريقه يعتقدون أن الاقتراح المكون من أربع صفحات ونصف، والذي طرحه الرئيس في خطابه "يتطابق تقريبًا" مع الاقتراح الذي قدمته الحركة قبل ثلاثة أسابيع، مع بقاء فجوات صغيرة.

نتنياهو يقر بـ"خطأ مأساوي" ارتكب في رفح والعالم يدين إسرائيل

وقبل أسبوعين، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراحًا جديدًا صاغه المفاوضون الإسرائيليون، وعُرض على مجلس الحرب الإسرائيلي، واتهمهم بأنهم لا يحسنون التفاوض.

وبعد بضعة أيام، وتحت ضغط من رؤساء الجيش والاستخبارات الإسرائيليين وأعضاء آخرين في مجلس الحرب، وجد نتنياهو نفسه معزولًا وأيد الاقتراح.

ووفقا للموقع الأمريكي، إن بايدن قدم يوم الجمعة اقتراح إسرائيل، لكن خطابه كان موجهًا أيضًا إلى نتنياهو والجمهور الإسرائيلي.

ويعارض الوزراء القوميون المتطرفون في حكومة نتنياهو الصفقة المقترحة وهددوا بالانسحاب من الائتلاف، مما سيؤدي إلى انهياره وتعريض مستقبل رئيس الوزراء السياسي للخطر.

وقال بايدن "لقد حثثت القيادة في إسرائيل على الوقوف وراء هذه الصفقة على الرغم من أي ضغوط".

ووفقا لـ "أكسيوس"، لم يرحب نتنياهو بخطاب بايدن، لكنه لم يهاجمه أيضًا. وأكد بيان صادر عن مكتبه تفاصيل الاقتراح، وزعم أنه سيسمح لإسرائيل بتحقيق أهدافها في الحرب، بما في ذلك تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس.

وكان مسؤولو البيت الأبيض فرحين بردود الفعل التي توالت تعليقا على خطاب بايدن بين حلفاء الولايات المتحدة وخاصة بردود الفعل الصادرة من حماس وتل أبيب.

اعلان

هذا وقال مسؤول في البيت الأبيض، للموقع الأمريكي، إن الشعور الذي ساد بين مساعدي بايدن هو أن "الخطاب نجح في تحقيق الهدف وإيصال الرسالة التي أرادوها".

أردوغان: نتنياهو مصاص دماء ومختل عقلياً وواشنطن وبروكسل متواطئتان بالصمت على مذبحة الخيام

ومع ذلك، اعترف المسؤول بأن الخطاب كان - ولا يزال - خطوة محفوفة بالمخاطر؛ لأن تأثيره يعتمد على ما إذا كان يمكنه بالفعل دفع الأطراف نحو استئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق.

لإدارة بايدن تأثير مباشر محدود على حماس وقدرتها الرئيسية على ممارسة الضغط على المجموعة هي من خلال قطر، التي تستضيف قادة حماس في الدوحة، وتلعب دورًا رئيسيًا في التوسط في الصفقة.

وأكد مسؤول إسرائيلي بارز لـ "أكسيوس"، أنه بعد خطاب بايدن، تحتاج قطر إلى تسليم حماس. 

وأضاف المسؤول: "نأمل أن يفهم القطريون أن الوقت الآن هو للمال وأنهم بحاجة أن يشرحوا لحماس ما قد يحدث إذا انهار الاتفاق".

اعلان

وقال مسؤول أمريكي ومصدران آخران مطلعان على المحادثات، إن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ومستشار بايدن الرئيسي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك كانوا يعملون على الهاتف على مدى اليومين الماضيين، مطالبين رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين قطريين آخرين بممارسة المزيد من الضغوط على حماس لقبول الصفقة. 

وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أنه "من العدل أن نقول إنه في المحادثات مع رئيس الوزراء القطري ومع آخرين هناك اعتراف بأن ما هو الآن أمام الجميع هو في الأساس الشروط التي كانت حماس مستعدة للمضي قدمًا بموجبها".

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترحيب أوروبي بريطاني بإعلان بايدن عن خارطة طريق لوقف الحرب في غزة تتكون من 3 مراحل.. تفاصيل صفقة نهاية الحرب وتبادل الأسرى التي أعلن عنها بايدن رشيدة طليب تحذر بايدن: ستدفع ثمن دعمك لنتنياهو "مهووس الإبادة الجماعية" في الانتخابات قطر إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن حركة حماس غزة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة في يومها الـ239: قصف عنيف على رفح ونزوح جماعي جديد تحت النار لعشرات آلاف الفلسطينيين يعرض الآن Next مباشر. تغطية مستمرة| بايدن يعلن عن صيغة صفقة جديدة ونتنياهو يرد "الحرب لن تنتهي" إلا بتحقيق أهدافها يعرض الآن Next تتكون من 3 مراحل.. تفاصيل صفقة نهاية الحرب وتبادل الأسرى التي أعلن عنها بايدن يعرض الآن Next ترحيب أوروبي بريطاني بإعلان بايدن عن خارطة طريق لوقف الحرب في غزة يعرض الآن Next ترامب يهاجم بايدن وقاضي المحكمة.. "أنا بريء" والمحاكمة "وصمة عار" اعلانالاكثر قراءة "وباء خفي" يفتك بالإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من بلدات الشمال ونسبة الوفيات في ارتفاع ألمانيا: إصابة عدة أشخاص في هجوم بالسكين في مدينة مانهايم جنوب غرب البلاد بايدن يسمح لأوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا بأسلحة أمريكية.. ما خلفية وتداعيات هذا القرار؟ ستيفن سيغال في حضرة بوتين.. أدعو العالم للوقوف في وجه "الوحش الغربي وإعلامه المزيف" "إسرائيل والمغرب خاوه خاوه"؟ نتنياهو يستفز المغاربة بخريطة المملكة دون الصحراء الغربية

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 غزة الحرب في أوكرانيا روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس أسلحة ألمانيا جو بايدن الذكاء الاصطناعي فلسطين Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: غزة الحرب في أوكرانيا روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الحرب في أوكرانيا روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطر إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن حركة حماس غزة غزة الحرب في أوكرانيا روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس أسلحة ألمانيا جو بايدن الذكاء الاصطناعي فلسطين السياسة الأوروبية وقف إطلاق النار رئیس الوزراء یعرض الآن Next خطاب بایدن حرکة حماس الحرب فی على حماس ما إذا فی غزة

إقرأ أيضاً:

50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم

لم يكن 30 أبريل/نيسان 1975 يوما عاديا في التاريخ الفيتنامي، فقد انتصرت فيتنام الشمالية آنذاك، وأُعيد توحيد شطري البلاد بعد حربين مع إمبراطوريتين أودتا بحياة نحو مليوني فيتنامي، وفقدت فرنسا كامل نفوذها تقريبا بالمنطقة، بينما خسرت الولايات المتحدة -التي تورطت بعدها- نحو 58 ألف جندي و120 مليار دولار في الحرب التي باتت الأكثر "إذلالًا" في تاريخها.

وبدت حرب فيتنام -أو حروبها- بتشابكاتها الدولية والإقليمية تجسيدا لنظرية "الحرب التي تلد أخرى" في ظل صراع ساخن في بواكير الحرب الباردة. فقد أدت معركة ديان بيان فو (13مارس/آذار-7 مايو/أيار 1954) عمليا إلى نهاية الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية في منطقة الهند الصينية برمتها، وخسرت أيضا مستعمراتها الأخرى في أفريقيا بفعل صعود حركات التحرير التي تأثرت بالمقاومة الفيتنامية، وبمفاعيل "نظرية الدومينو" العسكرية والسياسية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كوارث بيئية لا تنسى.. "العامل البرتقالي" الأميركي بفيتنامlist 2 of 4الجزيرة نت في فيتنام.. احتفالات عارمة في "هو تشي منه" بخمسينية النصر والوحدةlist 3 of 4حرب فيتنام.. خمسينية النصر والوحدةlist 4 of 4هو شي منه قائد ثورة فيتنام ضد فرنسا وأميركاend of list

كانت حرب فيتنام نتاج سنوات من مقاومة الاحتلال الفرنسي للبلاد (منذ عام 1883) ثم الغزو الياباني الذي انتهى بهزيمتها في الحرب العالمية الثانية، والمد الشيوعي في المنطقة وصراع الأيديولوجيات، ومحاولات تقسيم البلاد، وبلغت أوجها مع التدخل الأميركي العسكري المباشر لمحاولة صد التوغل الشيوعي السوفياتي الصيني.

إعلان

وعمليا، لم تكن حرب الهند الصينية الأولى (بين عامي 1946 و1954) معركة الولايات المتحدة، لكنها كانت تمول فعليا نحو 78% من تكلفة تلك الحرب -وفق أوراق البنتاغون المنشورة عام 1971- وتقدم مساعدات عسكرية ولوجستية ضخمة لفرنسا، خوفا من التمدد الشيوعي وسيطرة الصين على المنطقة وصعود الاتحاد السوفياتي إذا هزمت القوات الفرنسية.

كما ناقش المسؤولون الأميركيون -تبعا لهواجسهم تلك- دعما إضافيا لفرنسا ضمن ما عرف بـ"عملية النسر" (Operation Vulture) وهي مقترح خطة عسكرية كبيرة، من أجل إسناد الفرنسيين في معركة ديان بيان فو، وضعها الرئيس دوايت آيزنهاور (حكم بين 1953 و1961) ومستشاروه.

وتضمنت العملية -اعتمادا على وثائق رفعت عنها السرية- قصفا مركزا ومكثفا مع احتمال استخدام قنابل ذرية اقترح تقديمها لفرنسا، وتدخلا بريا. لكن العملية لم تنفذ في النهاية وانسحبت فرنسا بخسائر فادحة، بعد توقيع اتفاقية جنيف للسلام في يوليو/تموز 1954 التي نصت على تقسيم فيتنام إلى شطرين، ولم توقع الولايات المتحدة وحكومة سايغون الموالية لها على الاتفاق رغم حضورهما. وبدأ التورط الأميركي العسكري تدريجيا لحماية النظام الموالي لها في فيتنام الجنوبية ومحاربة المد الشيوعي، إلى حد التدخل المباشر والمعلن عام 1963.

الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون (يمين) ووزير خارجيته هنري كيسنجر (أسوشيتد برس) نظرية الرجل المجنون

في منتصف عام 1968، وتحت ورطة الفشل في حرب فيتنام، اعتمد الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون (1969-1974) على مبدأ تحقيق "السلام بالقوة" عبر "المزيد من قاذفات بي 52" التي أوصاه بها وزير خارجيته هنري كيسنجر، مبتدعا ما سماها "نظرية الرجل المجنون".

ويكشف رئيس موظفي البيت الأبيض بوب هالدمان في مذكراته عام 1994 عن إستراتيجية الرئيس نيكسون لإنهاء حرب فيتنام التي أسرّ له بها قائلا "أنا أسميها نظرية الرجل المجنون، بوب.. سنرسل لهم رسالة مفادها يا إلهي، أنتم تعلمون أن نيكسون مهووس بالشيوعية لا يمكن كبح جماحه عندما يكون غاضبا ويده على الزر النووي.. سيصل هو شي منه (الزعيم الفيتنامي) بنفسه إلى باريس في غضون يومين ويطلب السلام".

إعلان

وكتب هالدمان أن الرئيس نيكسون سعى إلى تنفيذ إستراتيجية التهديد باستخدام القوة المفرطة لتقويض خصومه، وإجبارهم على الاستسلام أو التسوية. وبهذه الطريقة، يصبح عدم يقين الفيتناميين بشأن الخطوات المستقبلية للزعيم "أداة إستراتيجية في حد ذاتها".

وفي 4 أبريل/نيسان 1972 قال نيكسون لهالدمان والمدعي العام جون ميتشل "لم يُقصف الأوغاد قط كما سيُقصفون هذه المرة" عند اتخاذه قرارا بشن ما أصبح يُعرف باسم عملية "لاينباكر التي مثلت تصعيدا هائلا في المجهود الحربي، الذي شمل قصف ميناء هايفونغ، وحصار ساحل فيتنام الشمالية، وحملة قصف جديدة ضخمة ضد هانوي.

ولا تثبت الوقائع التاريخية أن الزعيم الفيتنامي هو شي منه خضع لنظرية "الرجل المجنون" عندما تم توقيع اتفاق السلام في باريس يوم 23 يناير/كانون الثاني 1973، لكن الولايات المتحدة استخدمت قوة هائلة ومفرطة لمحاولة إخضاع الفيتناميين، وفكرت في استعمال السلاح النووي.

كانت نظرية "الرجل المجنون" تجسيدا للإحباط الذي أصاب الإدارة الأميركية من صمود المقاومة الفيتنامية والخسائر الفادحة في صفوف الجيش الأميركي، ومن حركة الرفض الواسعة للحرب في المجتمع الأميركي، واهتزاز الضمير العالمي من المشاهد المؤلمة للمجازر البشعة، سواء في مذبحة "ماي لاي" في 16 مارس/آذار 1968 التي قتل فيها 504 من المدنيين العزل، وغيرها من المجازر.

وفي المقابل، كانت نظرية الجنرال فو نغوين جياب قائد قوات قوات "الفيت منه"(رابطة استقلال فيتنام) تراوح بين خطتي "هجوم سريع.. نصر سريع" و"هجوم ثابت.. تقدم ثابت" واعتماد الحرب الشعبية وحروب العصابات الخاطفة واستنزاف العدو، حيث يقول في مذكراته "إن كل واحد من السكان جندي، وكل قرية حصن" وكانت نظريته أن حرب العصابات هي "حرب الجماهير العريضة في بلد متخلف اقتصاديا ضد جيش عدواني جيد التدريب".

الزعيم الفيتنامي الراحل هو شي منه رفض التخلي عن فكرة توحيد فيتنام (غيتي) ) الورطة والمقاومة

بدأ التورط الأميركي عمليا في حرب فيتنام بعد خروج القوات الفرنسية، ومنذ عام 1961 أرسلت واشنطن 400 من الجنود والمستشارين لمساعدة حكومة سايغون الموالية في مواجهته قوة هو شي منه الشيوعية، ومع التوصيات بزيادة المساعدات استجاب الرئيس جون كينيدي. وبحلول عام 1962 زاد الوجود العسكري الأميركي في جنوب فيتنام إلى نحو 9 آلاف جندي.

إعلان

ومع بداية عهد الرئيس ليندون جونسون (1963-1969) -الذي منحه الكونغرس صلاحيات واسعة في الشؤون الحربية- بدأت القاذفات الأميركية تنفيذ عمليات قصف منتظمة على فيتنام الشمالية وقوات "الفيت- كونغ" (الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام). وفي مارس/آذار 1965، بدأ تدفق القوات الأميركية إلى فيتنام الشمالية، حتى وصل إلى 200 ألف عام 1966، ثم نحو 500 ألف في نوفمبر/تشرين الثاني 1967.

وكانت قوات الزعيم هو شي منه، وقائد العمليات الجنرال جياب، تعتمد على التكتيكات الحربية النوعية والهجمات الخاطفة والكمائن والأنفاق والحرب الطويلة الأمد كما كانت تعتمد على الإمدادات القادمة من كمبوديا ولاوس المجاورتين، وعلى الدعم النوعي الذي تتلقاه من الصين ومن الاتحاد السوفياتي، خصوصا منظومات الدفاع الجوي التي أسقطت عشرات قاذفات "بي-52". ومع بداية عام 1968 بلغت الخسائر الأميركية 15 ألف قتيل و109 آلاف جريح.

وفي المقابل، زادت الولايات المتحدة من وتيرة القصف الجوي العنيف واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا مثل "النابالم" وما سمي "العامل البرتقالي" -الذي يحتوي على "الديوكسين" وهو أكثر تلك المبيدات ضررا وفتكا- على فيتنام ولاوس وكمبوديا، ومازالت آثاره البيئية الخطيرة قائمة.

فتاة النابالم اعتبرت وثيقة تدين الحرب الأميركية في فيتنام (أسوشيتد برس) صورة الهزيمة

لم تكن الخسائر البشرية لوحدها ذات التأثير الأكبر فيما اعتبر هزيمة أميركية عسكرية وأخلاقية في فيتنام، فقد مثلت تلك الحرب أول "حرب تلفزيونية" مع بروز سطوة التلفزيون والصورة، وكانت للتقارير الإعلامية عن المجازر في فيتنام ذات تأثير واسع في الرأي العالم الأميركي والعالمي وفي قرارات الإدارة الأميركية لاحقا، خصوصا صورة "طفلة النابالم" التي كانت تجري عارية بعد أن أسقطت طائرة أميركية مادة النابالم الحارقة على قريتها في 8 يونيو/حزيران 1972.

إعلان

وفي 29 أبريل/نيسان 1975، ألقى الرئيس الأميركي جيرالد فورد (1974-1977) بيانا أعلن فيه إجلاء الموظفين الأميركيين من فيتنام قائلا "تعرض مطار سايغون لقصف صاروخي ومدفعي متواصل، وأُغلق بالكامل. تدهور الوضع العسكري في المنطقة بسرعة. لذلك، أمرتُ بإجلاء جميع الموظفين الأميركيين المتبقين في جنوب فيتنام" وكانت تلك نهاية الوجود الأميركي في هذه البلاد، ودخول قوات الجنرال جياب إلى المدينة اليوم التالي.

ولا تزال مجريات حرب فيتنام، بمآسيها وصمود مقاومتها وتوحيد شطريها، من بين أحداث العالم الفارقة خلال القرن العشرين، وواحدة من الحروب التي غيّرت وجه الولايات المتحدة والعالم بأبعادها العسكرية والسياسية وآثارها الإنسانية، كما باتت تكتيكاتها وأساليبها تدرس في الكليات العسكرية، وتتبعها حركات مقاومة أخرى حول العالم.

وبينما تحتفل بالذكرى الخمسين ليوم تحرير الجنوب وإعادة التوحيد الوطني، لم تعد مدينة سايغون (عاصمة فيتنام الجنوبية سابقا) -التي باتت تسمى هو شي منه نسبة إلى الزعيم الأسطوري لفيتنام- رهينة جراحات الماضي الأليم وأهواله، فقد تحولت على مدى الـ50 عاما الماضية إلى مدينة ناطحات سحاب براقة، وأعمال مزدهرة ومركز صناعي حيوي ونقطة جذب سياحية عالمية.

مقالات مشابهة

  • الأهلي يقترب من حسم صفقة الموسم قبل كأس العالم للأندية.. من هو؟
  • صفقة عسكرية أمريكية لتحديث نظام باتريوت في الكويت
  • تصريحات البرهان حول «اللساتك» تثير غضب ثوار ديسمبر في السودان
  • صفقة بستنة بـ2.4 مليار تجر انتقادات واسعة على اشرورو رئيس مجلس والماس
  • الرئيس عون: لمواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • الكشف عن قيمة صفقة انتقال مازة إلى باير ليفركوزن
  • الكشف عن قيمة صفقة إنتقال مازة إلى باير ليفركوزن
  • إعلام إسرائيلي: تعرض مركبة من موكب نتنياهو لحادث سير في القدس
  • البيت الأبيض: ترامب يركز على تراجع معدلات التضخم التي خلفتها إدارة بايدن