شبكة اخبار العراق:
2025-03-27@22:03:03 GMT

حين صارت العقائد أكبر من فلسطين

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

حين صارت العقائد أكبر من فلسطين

آخر تحديث: 1 يونيو 2024 - 9:32 صبقلم:فاروق يوسف في وقت قياسي أعلنت دول كثيرة عن اعترافها بدولة فلسطين. هناك دول أخرى في طريقها إلى القيام بذلك. ولكن ذلك الاعتراف على أهميته يظل حبرا على ورق ما لم تقم تلك الدولة على الأرض. لن تسمح إسرائيل بوقوع تحول إيجابي من ذلك النوع في مسار علاقتها بالشعب الفلسطيني.

ذلك ما سيزيد من أزمتها. فبعد قرار المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية الذي طالب فيه بمحاكمة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو باعتباره مجرم حرب حُصرت إسرائيل في الزاوية الميتة كما يُقال. حتى الدول الأوروبية التي وقفت معها في حربها على أهالي غزة لم تعد قادرة على الاستمرار في دعمها في حربها التي انتقلت من الرد على ما جرى في السابع من أكتوبر إلى الإبادة الجماعية. أطراف دولية كثيرة باتت تفهم ضرورة قيام الدولة الفلسطينية بناء على حل الدولتين الذي كانت إسرائيل ترفضه باستمرار من غير أن تجابه بموقف دولي رادع. ولأن ذلك الحل يستند إلى قرارات دولية كان مجلس الأمن قد أصدرها في مناسبات مختلفة كما أنه كان جزءا من حزمة المبادئ التي تضمنها اتفاق أوسلو فإن إسرائيل قد خالفت القانون الدولي بموقفها الرافض بشدة لتنفيذه. ليس غريبا على إسرائيل ذلك الموقف. فهي ترى في قيام تلك الدولة خطرا على وجودها. والغريب حقا أن القيادات الفلسطينية أهملت ولا تزال تهمل ذلك الحل باعتباره شرط حياة من غيره سيطول الزمن بالسلطة الفلسطينية في رام الله إلى أن تتحلل وتتعفن وتغرق في مشكلاتها ومن ثم تسقط تلقائيا. إذا كان الفلسطينيون راغبين في إقامة دولتهم الوطنية المستقلة فهل بإمكانهم أن يقدموا تصورا عن نوع دولتهم المستقبلية. فهل هي دولة مدنية أم أنها عبارة عن ولاية تابعة للولي الفقيه في إيران لا أحد في إمكانه أن يجرؤ فيصرّح بحقيقة أن الطبقة السياسية الفلسطينية غير راغبة في قيام دولة وطنية على أراضي ما قبل 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. تحرجها بيانات القمم العربية التي لم تخرج بعيدا عن نطاق الجملة التقليدية المكرورة. تلك جملة لم يسع أحد لتفعيلها دوليا على أسس قانونية أو على الأقل التشاور مع السلطة الفلسطينية في شأنها. كما أن الفلسطينيين الذين دأبوا على حضور القمم العربية لم يُعرف عنهم أنهم ضغطوا في اتجاه البحث عن مخرج من المضيق الضيق الذي وقعوا فيه. كان هناك دائما نوع من ذر الرماد في العيون تمويها وتضليلا وسرقة للوقت. ولكن مَن يسرق مَن؟ تلك متاهة تُضاف إلى سلسلة المتاهات الفلسطينية التي حاولت حماس وفق أجندتها تفكيك جزء من ألغازها من خلال مغامرة السابع من أكتوبر التي كان واضحا أنها لن تمر من غير رد مجنون. ما لن يكون مقبولا بالنسبة إلى الدول التي اعترفت بدولة فلسطين أن يرتبك الفلسطينيون في مواجهة حل الدولتين كما لو أنهم فوجئوا به. غير أن أوضاعهم الداخلية لا تؤهلهم لاتخاذ موقف موحد. ذلك لأن انقسامهم الداخلي وضع قضيتهم المصيرية على الرف في ظل توزعهم عقائديا، وهو ما حول نضالهم الوطني إلى مجموعة من المصالح المتضاربة. وإذا ما كانت ظاهرة “حركة حماس” من وجهة نظر الآخرين واحدة من تجليات الكفاح الوطني الفلسطيني من أجل تقرير المصير، فإن الواقع السياسي الفلسطيني يقول غير ذلك. لقد احتكرت حماس الحكم في غزة بعد أن فصلتها عن فلسطين. فكانت غزة في مكان وفلسطين في مكان آخر. وهو ما صنع كيانين سياسيين متعارضين ومختلفين على كل شيء. وما كانت تفكر فيه قيادة حماس حين فاجأت العالم بمغامرتها لم يكن محط إجماع فلسطيني. من المؤكد أن إسرائيل لن تشعر بالحرج في مواجهة المواقف الدولية الداعمة لقيام الدولة الفلسطينية. على الأقل إعلاميا. فهناك خبرة لا يستهان بها في التعامل مع ردود الفعل على الجرائم لتي اعتادت إسرائيل ارتكابها. غير أن الوضع الفلسطيني الممزق يمكن أن يقوّي الموقف الإسرائيلي ويحرج الكثير من الدول الراغبة في أن يخرج الفلسطينيون من متاهاتهم. فإذا كان الفلسطينيون راغبين في إقامة دولتهم الوطنية المستقلة فهل بإمكانهم أن يقدموا تصورا عن نوع دولتهم المستقبلية. فهل هي دولة مدنية أم أنها عبارة عن ولاية تابعة للولي الفقيه في إيران، كما صار واضحا من علاقة حركة حماس بإيران؟ ذلك ما يقرره الشعب الفلسطيني الذي كان يوما ما قادرا على رؤية مصيره بعيون مناضليه الذين كانت فلسطين حاضرة في عقولهم وقلوبهم بكل نقاء. كانت فلسطين عنوانا لوجودهم وهي عقيدتهم. وهو ما نفتقده اليوم في الواقع الفلسطيني حيث صارت العقائد أكبر من فلسطين.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

الالتزام بالقضية الفلسطينية

لم تغب القضية الفلسطينية والحقوق التاريخية لشعبها، وما يعانيه من ظلم وعدوان ومحاولات مستمرة لطمس قضيته وإلغاء وجوده عن اهتمام دولة الإمارات وقيادتها، مؤكدة في مختلف المناسبات واللقاءات والاتصالات والمحافل العربية والدولية التزامها الراسخ تجاه الشعب الفلسطيني وتضامنها الثابت معه، خصوصاً في ما يتعرض له من حرب إبادة في قطاع غزة، والسعي الحثيث لتوفير كل المساعدات الإنسانية لتمكينه من الصمود في مواجهة المعاناة الصعبة التي يواجهها في ظل حصار مميت، والبحث عن السبل السياسية المؤدية إلى وقف لإطلاق النار كمقدمة لتحقيق سلام عادل ومستدام.

وفي هذا الإطار تأتي اتصالات ولقاءات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مع مختلف قادة العالم ومع أشقائه القادة العرب لتصب في مجرى هذا الالتزام دفاعاً عن القضية الفلسطينية وشعبها.
في الاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الدولة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس الأول، وإن كان تناول العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، والعمل على تعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة في إطار الشراكة الممتدة بين البلدين، وأيضاً بحث نتائج الزيارة الناجحة التي قام بها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني إلى الولايات المتحدة مؤخراً، التي شهدت إعلان اتفاقات وشراكات مهمة بين البلدين، خصوصاً في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية والطاقة، وما لهذه الاتفاقات والشراكات من نتائج إيجابية على مستقبل العلاقات الثنائية، إلا أن القضايا الإقليمية والدولية لم تغب عن هذا التواصل، وفي مقدمتها التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وفي صلبها الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. وفي هذا السياق شدد رئيس الدولة على أهمية إتاحة المساعدات اللازمة لسكان غزة في ظل الوضع الإنساني الصعب في القطاع، إضافة إلى أهمية دعم مسار «حل الدولتين»، باعتباره يشكل أساساً لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة، ما يضمن الأمن والاستقرار لجميع دولها وشعوبها.
 وخلال استقبال رئيس الدولة يوم أمس الأول أخاه ملك الأردن عبد الله الثاني الذي قام بزيارة أخوية لدولة الإمارات، تم البحث في العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين والعمل المشترك وسبل تعزيز هذه العلاقات على مختلف المستويات، بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين وتطلعات شعبيهما. وكان من البديهي أن يناقشا المستجدات الإقليمية خصوصاً ما يجري على الساحة الفلسطينية، والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والتأكيد على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. كما أكد الجانبان ضرورة تكثيف الجهود من أجل تعزيز أسباب الاستقرار الإقليمي، ومنع اتساع الصراع في المنطقة، كما أكدا حرصهما على مواصلة التشاور الأخوي والتنسيق حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.


وهكذا تبقى الإمارات على التزامها بأن تظل القضية الفلسطينية محور سياستها واهتمامها. 

مقالات مشابهة

  • جبهة دعم فلسطين تنظم مسيرات غدا الجمعة إحياءً ليوم الأرض الفلسطيني
  • الالتزام بالقضية الفلسطينية
  • بسبب إسرائيل.. الحكومة الفلسطينية تعجز عن صرف الرواتب قبل العيد
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل ستمنع إعادة بناء المنازل والطرق التي هدمتها بجنين
  • إلى أكبر دولة إسلامية.. إسرائيل تبدأ مشروع تهجير الفلسطينيين
  • رئيس كوبا: إسرائيل تحاول القضاء على الشعب الفلسطيني بدعم أمريكي
  • رئيس كوبا: إسرائيل تحاول القضاء على الشعب الفلسطيني في غزة
  • مصطفى بكري: مصر أكبر من الأكاذيب.. ومزاعم تزويد إسرائيل بالأسلحة «عهر» يمارسه الخونة
  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟
  • ما الهوية الدينية لـعلوية اليوم.. وهل هم نصيرية الأمس؟