كما أصبح الفيضان السنوي أقل اتساعاً وعنفاً، مما سمح للطين الخصب بالاستقرار في السهول الفيضية، وفق دراسة جديدة أجراها فريق دولي من علماء الجيولوجيا والآثار والمصريات، تظهر نتائجها كيف تطورت المناظر الطبيعية في وادي النيل حول منطقة الأقصر آنذاك.

قاد الدراسة الجديدة التي نُشرت (الأربعاء) في دورية «نيتشر جيوساينس»، الدكتور أنغوس غراهام، أستاذ علم الآثار والمصريات في جامعة أوبسالا السويدية، بالتعاون مع الدكتور حسني حسن غزالة، أستاذ الجيوفيزياء بقسم الجيولوجيا في جامعة المنصورة المصرية، وعدد من الباحثين المتخصصين في مجال علوم الأرض والآثار والمصريات والحضارات القديمة والتغيرات المناخية والبيئية القديمة.

كشفت نتائج الدراسة طبيعة التغيرات الحادة لمجرى النيل وعلاقتها بتشكل الظواهر الطبيعية القديمة للوادي في منطقة طيبة آنذاك (الأقصر حالياً)، وعلاقة ذلك بالتغيرات المناخية والبيئية منذ نحو 4000 سنة، وعلاقته كذلك بالنشاط السكاني والزراعي والأماكن الأثرية، مثل معبدي الأقصر والكرنك ومنطقة وادي الملوك.

بعض باحثي الدراسة في أحد مواقع العمل (جامعة المنصورة) قال عالم جيومورفولوجيا النهر، الدكتور ويليام تونين، من جامعة فريجي بأمستردام في هولندا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «تخبرنا الرواسب كيف تحركت الأنهار عبر المناظر الطبيعية، ويسمح لنا هذا بمعرفة المزيد عن الفيضانات الشديدة التي حدثت في الماضي، والدور الذي يلعبه تغير المناخ في حدوثها».

ونفذ باحثو الدراسة أكثر من 80 عملية حفر للتربة موزعة على كامل عرض وادي النيل، حيث عمل الفريق البحثي في مواقع مختلفة في مصر منذ عام 2014 لإعادة بناء منظر النهر السابق، وفحص الطبقات الرسوبية التي أسهم النهر في ترسيبها.

وهو ما علق عليه أبو غزالة في تصريحات بقوله: «سعت الدراسة إلى تقييم تطور مسارات نهر النيل وعلاقته بالتغيرات المناخية والبيئية التي أسهمت بشكل رئيسي في التغييرات التي طرأت آنذاك على المناظر الطبيعية القديمة لوادي النيل خلال فترة الدراسة التي امتدت لأكثر من 11500 سنة، بما في ذلك الفترات التي نشأت فيها حضارة مصر القديمة حول مدينة الأقصر».

وأوضح أنه «جرى تحديد المدى الزمني الدقيق لتلك التغيرات الحادة في مسار النهر من خلال تطبيق طرق حديثة متطورة جداً في تحديد عمر الترسبات النهرية، إضافة إلى عمل عدد من القطاعات الجيولوجية بعرض الوادي توضح بدقة كبيرة نوعية وطبيعة وعمر هذه الرواسب، وعلاقتها بمسارات النهر، ومدى ارتباطها بالتغيرات المناخية».

وقال تونين: «تظهر دراسة السهول الفيضية الخصبة أنها ربما لعبت دوراً مهماً في صعود الاقتصاد الزراعي الإقليمي للمصريين القدماء في المنطقة آنذاك.

كما تمنحنا نظرة ثاقبة حول مدى حساسية نهر النيل للتغيرات المناخية»، موضحاً أن «هذه الدراسة يمكن أن تسهم في الإجابة عن عدد من التساؤلات مثل: أين اختفت آثار تلك المنطقة؟ وكيف يمكننا الحفاظ عليها؟ حيث كانت صالحة للسُّكنى في السابق».

وأوضح أنه يمكن أن تصبح هذه الدراسة ركيزة لإجراء مزيد من الأبحاث حول سبب تحول مركز الطاقة في مصر قبل نحو 4000 عام من ممفيس (بالقرب من القاهرة الحالية) إلى طيبة (الأقصر حالياً).

أثناء العمل الحقلي لأخذ إحدى عينات التربة (جامعة المنصورة) ويتساءل: هل كان التغير الكبير في المشهد العام هو السبب وراء الثروة الهائلة للنخبة الطيبية، التي تجلت فيما بعد في مشاريع البناء المصابة بجنون العظمة، وفق وصفه، مثل معبد الكرنك والمقابر في وادي الملوك؟

وهو ما علق عليه أبو غزالة: «شملت هذه التغيرات فترات من الفيضانات الوفيرة أسهمت في حدوث تغيرات ديناميكية تتعلق بسريان مياه النيل وسرعتها، وكميات الرواسب ومعدلات الترسيب، ما انعكس في صورة تكوين المصاطب النهرية شرق وغرب النيل الحالي».

وأوضح: «ساعد ذلك بالطبع في فهم طبيعة وشكل الظواهر الطبيعية السائدة خلال تلك الفترة، وما تحويه من تراث حضاري مصري عالمي، ومنها مواقع التجمعات السكانية في الحضارة المصرية القديمة والمواقع الأثرية الشهيرة في منطقة الأقصر، مثل معبد الكرنك والأقصر ووادي الملوك». ولفت أبو غزالة قائلاً: «نحن الآن في مرحلة إعداد وتجهيز لمشروع بحثي جديد لتوسعة نطاق الدراسة الجيوبيئية والأثرية في مناطق شمال منطقة الأقصر لتغطية جزء كبير جنوب مصر

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

أشرف صبحي يكشف سر الصورة القديمة مع مرتضى منصور

أعاد وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي، الحديث عن مسيرته العملية والرياضية التي يعتز بها كثيراً، مشيراً إلى صورة له يحتفظ بها كذكرى غالية تعود لفترة انعقاد الجمعية العمومية لنادي الزمالك في عهد رئاسة الدكتور كمال درويش، أستاذه الذي تمنى له الصحة، وبحضور المستشار مرتضى منصور كنائب للرئيس.

جاء ذلك رداً على نشر صورة له على حساب رئيس نادي الزمالك السابق مرتضى منصور على فيسبوك.

وأوضح صبحي أنه تولى منصب مدير العلاقات العامة والتسويق بالنادي بعد عودته من بعثة الدكتوراه بجامعة أوتاوا في كندا، بعد أن كان رئيساً لجهاز الكاراتيه بالنادي قبل سفره.

واستعرض الوزير تاريخه الرياضي، حيث لعب لمدة عام في النادي الأهلي قبل الالتحاق بصفوف نادي الزمالك كلاعب، وتدرب تحت قيادة كباتن بارزين مثل عاطف أباظة في الزمالك، وزكريا عبد العزيز، قائد منتخب مصر السابق والنائب العام لاحقاً، في الأهلي.

وأكد أن تنظيمه لهذا الحدث كان مصدر فخر كبير له، معبراً عن سعادته بكفاحه وبناء مسيرته بتوفيق من الله لخدمة الوطن.

وفي سياق آخر، تحدث صبحي عن تجربته المهنية خارج مصر، حيث انتقل في 2005 إلى أبوظبي بعقد إعارة لمدة خمس سنوات، شغل خلالها منصب الرئيس التنفيذي لشركة "القدرة القابضة"، إحدى كبرى الشركات الاستثمارية في الإمارة، قبل أن يُرشح في عامه الأخير لمنصب الرئيس التنفيذي لنادي وشركة بني ياس لكرة القدم. وبعد عودته إلى مصر في 2010، واصل مسيرته في العمل الأكاديمي بالجامعة والعمل العام.

وفيما يتعلق بأرض السويس، أوضح الوزير أنها ملكية تعود لأسرته قبل توليه منصب الوزارة، مؤكداً أن كل ممتلكاته مدرجة في تقارير الذمة المالية كجزء من التزامه بالشفافية، وهي واجب على كل من يعمل في الجامعة أو المناصب الوزارية. واختتم تصريحاته بالشكر لكل من يهتم بتاريخه الذي يفخر به هو وعائلته، مشددًا على أن الشفافية والصدق هما ر الطرق لمواجهة أي أزمات، مع توجيه التحية لمصر وشعبها.

مقالات مشابهة

  • هيئة حقوقية تطالب بفتح بحث قضائي في مالية جامعة ألعاب القوى التي دمرها أحيزون
  • جامعة النيل و CIB يحتفلان بتخريج الدفعة الأولى من طلاب التمويل المستدام للمشروعات
  • إيلون ماسك يثير الجدل بقصة شعره القديمة.. صورة
  • جامعة أسوان .. انتظام الدراسة خلال رمضان واستئنافها بعد العيد
  • رحلة عبد الشافي الأخيرة إلى الداخل
  • يوضح تطور العقيدة الدينية في مصر القديمة.. تفاصيل اكتشاف مقبرة ملكية بـ أبيدوس
  • جامعة الأقصر تشارك في ملتقى "إدراك" للقاءات الحوارية بين الجامعات والمعاهد.. صور
  • جامعة أسيوط تعلن استحداث برنامج التعليم الصناعي والتكنولوجيا التطبيقية وبدء الدراسة به العام المقبل
  • أشرف صبحي يكشف سر الصورة القديمة مع مرتضى منصور
  • لحظات مرعبة في إندونيسيا.. تمساح يسحب امرأة إلى النهر ويستعرض بجثتها