يأتي الاعتراف الإيراني الجديد بتزويد مليشيا الحوثي بصواريخ بالستية مضادة للغواصات في توقيت تعيش فيه إيران أسوأ مراحلها سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وهو ما يُسلط الضوء على الوضع الحرج للنظام الإيراني في معركته مع القوى الدولية الكبرى، وتحميل أذرعه في المنطقة العربية عبء المعركة في هذه المرحلة. 

من المعروف أن وكالة "تسنيم" التي نشرت الخبر تابعة للحرس الثوري الإيراني، وهو ما يؤكد أن مصدر معلومات هذا الخبر من داخل الحرس الثوري، لكن مع الأخذ بالاعتبار صعوبة المرحلة الراهنة على النظام الإيراني، يتضح أن قرار نشر الخبر تم اتخاذه على مستوى مكتب المرشد الأعلى خامنئي لتعزيز معنويات مليشيا الحوثي- ذراعه في اليمن، وتكليفها بمزيد من المهام العسكرية نيابة عنه.

مع عجزها عن تنفيذ تهديدها بالتدخل المباشر ضد إسرائيل على خلفية حرب الأخيرة ضد قطاع غزة، كلفت السلطات الإيرانية أذرعها في المنطقة بالقيام بالمهمة، لكن مع طول أمد الحرب تحول التكليف الإيراني للأذرع العربية إلى صيغ متعددة من رفع المعنويات إلى ابتزاز تلك الأذرع بما قدمه الحرس الثوري لها من أسلحة وخبرات وتقنيات عسكرية خلال السنوات السابقة.

الاعتراف الإيراني بدعم المليشيا الحوثية جاء واضحا هذه المرة، حيث ذكرت الوكالة الإيرانية أن نقل طهران لتقنية إنتاج الصواريخ الباليستية البحرية إلى جماعة الحوثيين، كان بغرض إطلاقها من البحر ضد السفن، في إشارة واضحة إلى أن تلك الصواريخ تم تصنيعها لاستهداف سفن السعودية والإمارات خلال حربهما ضد المليشيا الحوثية دعما للحكومة الشرعية.

وتفيد المعلومات أن صواريخ "قدر" التي نقل الحرس الثوري عن طريق خبرائه تقنية تصنيعها للحوثيين، تعدّ أول صواريخ باليستية إيرانية ضد السفن والقطع البحرية، صنعها مؤسس الصناعات الصاروخية الإيرانية، المقدّم حسن طهراني، الذي قتل في "انفجار غامض" في 12 نوفمبر 2011، داخل موقع عسكري على بعد 50 كيلومتراً غرب العاصمة طهران.

أكدت الوكالة الإيرانية أن تقنية إنتاج صواريخ "قدر" تم نقلها إلى مليشيا الحوثي، وأن الأخيرة قامت بإنتاج صواريخ مماثلة بعنوان "المحيط"، بعد تلقي تقنية "قدر"، موضحة أن صواريخ "المحيط" الحوثية هي نسخة مطورة من صواريخ "قاهر" المضادة للسفن، التي سبق أن أنتجها الحوثيون خلال سنوات حربهم على الحكومة الشرعية، لاستهداف السفن التابعة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وفي هذا التأكيد رسالة واضحة إلى الدولتين العربيتين المعروفتين بعدائهما لمليشيا الحوثي وعلاقاتهما المتوترة مع إيران طيلة العقود الماضية.

رسالة تحمل طابع التهديد لكل من: السعودية والإمارات وتذكيرا لهما بأن دعم إيران لمليشيا الحوثي في تصنيع صواريخ لاستهداف مصالحهما الاستراتيجية يمكن أن يتكرر الآن تحت غطاء مناصرة القضية الفلسطينية. ويرى مراقبون أن هذه الرسالة تأتي في سياق التهديدات الإيرانية غير المباشرة، ومنها ما أعلنه في سبتمبر من عام 2020، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، أن بلاده تقدم "التقنية الدفاعية" لجماعة الحوثيين.

في ذلك الوقت قال شكارجي: "نقلنا تجربة التقنية في المجال الدفاعي" إلى الحوثيين، "وهم تعلموا أن ينتجوا الصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة... وأن يطلقوها تجاه أعدائهم"، مشيرا إلى أن التقنية الإيرانية المنقولة إلى المليشيا الحوثية تشمل أيضا الطائرات المسيرة ومهارات الحرب الإلكترونية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی

إقرأ أيضاً:

البيضاء.. مسلحو قيفة يقطعون طريق رداع ويتهمون مليشيا الحوثي بإثارة الفتن بين أبناء القبائل

قطع عشرات المسلحين من قبائل قيفة الطريق العام في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، على خلفية تورط قيادات حوثية رفيعة في استمرار احتجاز أحد المعينين من قبلها مسؤولاً في محافظة البيضاء، بهدف تصفية أغراض تأتي ضمن صراع الأجنحة الحوثية.

وأوضحت مصادر قبلية لوكالة خبر، أن المليشيا الحوثية لا تزال تحتجز في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء، المدعو مجلي أحمد الجوفي، والمعين من قبلها مديرًا لأمن مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء على خلفية قضية تفجير منازل في حارة الحفرة بالمدينة في 9 رمضان الماضي.

يأتي ذلك في إطار الصراع الداخلي والانقسامات التي تشهدها الصفوف الحوثية، حيث يحاول أحد أجنحة المليشيا الزج بين أبناء رداع وقيفة في صراع قبلي عواقبه وخيمة، من خلال استمرار احتجاز مدير أمن مديرية ولد ربيع مجلي الجوفي المنحدر من آل الجوف - قيفة.

في الوقت الذي كشفت وثيقة حصلنا على نسخة منها براءة الجوفي من جريمة التفجير، مؤكدة عدم تواجده لحظة وقوع الحادثة، علاوة على ذلك فإن المتهمين الرئيسيين في تفجير منازل حارة الحفرة لا يزالون طلقاء.

وتضمنت الوثيقة اعترافات من نائب قائد ما يسمى القوات الخاصة، والقائد الميداني لقوات الاقتحام، وقائد التخطيط والمداهمة، ومساعد القائد الميداني للقوات الخاصة التابعين للمليشيا، بعدم تواجد الجوفي في موقع الحادثة ولا علاقة له بها.

وأمهل المحتجون مليشيا الحوثي خمسة أيام لإطلاق سراح الجوفي، محذرين من التمادي، ومتوعدين باتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

في السياق، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأحد وجهاء آل الجوف في قيفة، اتهم فيه قيادات حوثية بإثارة الفتن بين أهالي رداع - البيضاء، ويريم التابعة لمحافظة إب، ثم بين آل الجوفي وآل الزيلعي في رداع.

وأوضح أن تلك القيادات حالت دون حل قضية تفجير منازل حارة الحفرة برداع وتوقيع التنازل من أولياء الدم - أهالي يريم - في عدة اجتماعات في صنعاء رغم ما قدمه زعيم المليشيا - حد زعمه.

وبين أن أسرة ضحايا تفجير حارة الحفرة برداع المنتمين لمديرية يريم وقعوا التنازل قبل أيام في مدينة ذمار رغم محاولات إفشال جهود حل القضية.

واتهم وزارة داخلية الميليشيا وقيادات حوثية، لم يسمها - بإثارة الفتن وتغذية الصراعات بين أبناء رداع وآل الجوف - قيفة بإطلاق سراح الشاب عبداللطيف الزيلعي، والذي كان قد نصب كمينًا لقيادي حوثي ومرافقيه ردًا على مقتل شقيقه برصاص هذا القيادي.

وكان قد سقط قتلى ومصابون من أبناء قبائل رداع وعناصر المليشيا على خلفية انتهاكات حوثية، قبل قيام عناصر الأخيرة بتفجير منازل مدنيين في حارة الحفرة برداع.

ودعا المتحدث، قيادات الميليشيا إلى إطلاق سراح مجلي أحمد الجوفي، خاصة بعد الإفراج عن الشاب عبداللطيف الزيلعي، لافتًا إلى أن قيادات في الميليشيا تحاول زرع الفتن بين القبائل.

وأكد أن دم أحد أفراد آل الجوفي لا يزال في ذمة عبداللطيف الزيلعي، والذي كان مضطرًا للثأر لشقيقه لعدم إنصافه، منوهًا أن الإفراج عنه دون حل قضيته نهائيًا يهدف إلى إشعال فتنة جديدة.

وأشار إلى أن الزيلعي سلم نفسه لسلطة الأمر الواقع الحوثية بضمانات، بهدف حل قضيته جذريًا، وليس لاحتجازه لعدة أشهر ثم إطلاق سراحه دون حل، مما يساهم في تأجيج الصراعات.

مقالات مشابهة

  • قتلى وجرحى من عناصر مليشيا الحوثي بجبهة كرش
  • مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم
  • إب..مليشيا الحوثي تُجبر عشرات المعلمين على حضور دورات طائفية
  • مليشيا الحوثي تمنع إقامة فعالية احتجاجية بإب للتضامن مع قضية اغتيال الشيخ أبو شعر
  • القبة الحديدية تفشل أمام صواريخ الحوثي
  • عاجل. واشنطن تتهم عنصرا في الحرس الثوري الإيراني بقتل مواطن أمريكي في العراق
  • مليشيا الحوثي تبني برج اتصالات في موقع أثري بالجوف وسط إدانات واسعة
  • مليشيا الحوثي تختطف نازحة بالحديدة بعد أيام على اختطاف عضو مجلس محلي
  • البيضاء.. مسلحو قيفة يقطعون طريق رداع ويتهمون مليشيا الحوثي بإثارة الفتن بين أبناء القبائل
  • مليشيا الحوثي تحتجز شاباً لليوم الخامس في سجن بصنعاء