قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، إن بلاده كانت على اتصال مع روسيا حول هجوم "كروكوس" الإرهابي، وهو مثال على الشراكة في مكافحة الإرهاب على الرغم من الخلافات.

وأضاف الوزير خلال كلمة ألقاها في منتدى حوار شانغريلا في سنغافورة: "تعرضت فرنسا لانتقادات بسبب بقائها على اتصال مع السلطات الروسية بشأن هجوم كروكوس.

لكن أجهزة المخابرات الفرنسية كان لديها بعض عناصر المعلومات، التي يمكن أن تصبح جزءا من الأدلة [في التحقيق] وتسمح بمعرفة الحقيقة حول الهجمات. قررنا، على الرغم من الخلافات الجدية التي لدينا مع [الرئيس] فلاديمير بوتين، أن ننقل إلى الجانب الروسي المعلومات التي كانت لدينا بشأن الهجوم الإرهابي. وهذا مثال عملي للغاية على الشراكة التي يمكن أن نقيمها في ظروف مكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة".

إقرأ المزيد أوستن يزعم أن توسع الناتو لم يكن سبب الصراع الأوكراني

في 4 أبريل، أجرى ليكورنو محادثة مع سيرغي شويغو، الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير الدفاع الروسي. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعليقا على الاتصال، إن باريس ترى أنه من الضروري التعاون مع جميع الدول التي تواجه تهديدا إرهابيا.

ووفقا له، جرى الاتصال بمبادرة من فرنسا للتعبير عن التضامن مع الجانب الروسي وتبادل المعلومات.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، في وقت لاحق إنه لا يعلم بقيام فرنسا بتسليم روسيا معلومات حول هجوم كروكوس الإرهابي.

وقمة الأمن الآسيوي "حوار شانغريلا"، هي منتدى أمني حكومي دولي سنوي يعقده المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، ويحضره وزراء الدفاع وغيرهم من القادة العسكريين من 28 دولة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ويأخذ المنتدى اسمه من فندق شانغريلا في سنغافورة، حيث يقام منذ عام 2002.

المصدر: تاس

 

 

 

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون دميتري بيسكوف هجوم كروكوس الإرهابي

إقرأ أيضاً:

الإساءة للوطن ووجوبية الدفاع عنه

 

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

لستُ هنا بصدد إلقاء دروس في الوطنية، فالحمد لله أننا على هذه الأرض نولد ولدينا حب عميق مُتجذِّر لكل شبر من تراب الوطن، ولكل ركن من أركانه، ولدينا إحساس عالي القيمة بمعنى الوطن ولا مجال للشك أن كل ابن من أبناء سلطنة عُمان ماضٍ على هذا النهج، وهذا الحب والولاء، نشأ من خلال سلسلة طويلة جدًا من التضحيات والبذل لهذه الأرض، التي اختلط ترابها بدماء أبنائها الشهداء الذين سطَّروا عبر التاريخ ملاحم بطولية، ورصعوا جباههم بياقوت المجد والعزة والكرامة والحرية والشجاعة، ولذلك لا يحتاج أي عُماني حُر لدروس الوطنية صغيرًا كان أم كبيرًا.

وكما هو الحال، وسوف يظل للأبد، أن هناك صراعًا بين الخير والشر، وهناك من يسوؤه هذا الاستقرار والأمن والنعم التي أسبغها الله تعالى على وطننا، حسدًا وحقدًا وغِلًّا، وهذه الفئة لا تدَّخِر جهدًا في سبيل تحقيق غاياتها من نشر الفتنة والبحث في أسباب الفرقة بين الناس، ولا تتوقف عن السعي الحثيث لتفريق أبناء الشعب الواحد، ولها في سبيل ذلك أساليب وطرق عديدة، وعملها مُمنهج يستهدف إحداث حالة من عدم الرضا في المجتمع في البداية، ثم يتحول ذلك إلى سخطٍ ونقدٍ لكل شيء، ثم يتبع ذلك تقزيم الجهود ونيلٌ من الرموز الوطنية بشتى أنواعها، ثم تحريض على الإفساد في الأرض والخروج على ولي الأمر، من خلال إثارة النعرات الطائفية والصراعات السياسية، وهو مسلسل بِتنا نشاهده باستمرار، ولكن بنسخ مختلفة من بلدٍ إلى آخر.

ومع بقاء تشابُه النهج المُتَّبع في ذلك، اختلفت الوسائل المستخدمة في كل عصر، وفي هذا العصر التكنولوجي الجديد برزت وسائل التواصل الاجتماعي كإحدى الأدوات والوسائل الأكثر استخدامًا وأبرزها، وذلك لما تقدمه من سرعة انتشار وقوة تأثير وأثر كبيرين بين أفراد المجتمعات، وخاصة عندما يغيب أو يتدنى مستوى الوعي بين الأفراد، وعندما تفشل منظومات المجتمع المدني في أداء دورها؛ فتقصير الأسرة والمدرسة في التنشئة يعد أحد أبرز العوامل المُسبِّبة لتدنِّي الوعي وانخفاض مستوى القيم والمبادئ الاجتماعية. ومع تراجع دور مؤسسة التعليم يُصبح المجتمع بدون سياج يحميه من الأفكار الخاطئة السلبية، ويصبح هدفًا سهلًا للتأثير في أفراده ويقع ضحية لخطط وسلوكيات تستهدف النيل منه، وهنا يكون دور وسائل التواصل الاجتماعي سهلًا في تمرير الأفكار الهدّامة والخاطئة.

إنَّ الإنسان الواعي يستطيع التمييز بين النقد الهادف البنَّاء وبين الإساءة والافتراء والكذب والتدليس، ولا يحتاج لعميق تفكير في تمييز ذلك، ولذلك ينبغي علينا أن نحرص وبشكل كبير على زيادة مساحة الوعي لدينا من خلال إعمال العقل والتفكير واستخدام مهارات التحليل والتقييم لكل ما نتلقاه من وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم الأخذ بكل ما نجده فيها، وكأنه قرآن مُنزَّل غير قابل للنقاش، وهذه مسؤولية فردية واجبة على كل إنسان، كما إن على باقي المؤسسات، وخاصة المؤسسات التعليمية، أن تُركِّز على تنمية مهارات التفكير الناقد الإبداعي لدى الطلاب، حتى تنمو معهم هذه المهارات وتخلق لديهم الوعي الذاتي الذي يمكن أن يُساعد في فهم الواقع بشكلٍ صحيحٍ.

ليس كل ما يُكتب في وسائل التواصل الاجتماعي صحيحًا، وفي الفترة الأخيرة برز من يُسيء للوطن خاصةً من الخارج، وذلك لغايات وأهداف سياسية واقتصادية واجتماعية، وربما يكون لمواقف سلطنة عُمان الثابتة دور في توجيه سهام العدو الحاقد نحو بلادنا العزيزة، وهذا أمر طبيعي، فعندما تتضرر مصالحهم جرّاء هذا الثبات الذي لا نقبل معه التلوُّن والتمَصلُح على حساب قضايا الأمة المصيرية، وهذا جانب لنا فيه سبق لا ينكره أحد؛ حيث إن سلطنة عُمان ومنذ القدم كانت وما زالت حصنًا عربيًا إسلاميًا يذود عن العروبة والإسلام والمسلمين، وسوف تظل هذه المواقف الثابتة هي مبادئ التعامل مع القضايا الإنسانية.

ومن أجل ذلك، فإن دورنا كأبناءٍ لهذا الوطن يقع علينا واجب الدفاع عنه ليس في ميادين الحروب فقط؛ بل إن الميادين اليوم تغيرت وأصبحت مُتعدِّدة الأشكال، ووسائل التواصل الاجتماعي هي إحدى هذه الجبهات التي يجب علينا أن نقاتل فيها حمايةً لوطننا وإفشالًا لمساعي الحاقدين المُغرضين من المُرتزقة الذين يستهدفون أمن واستقرار الشعوب، ويجتهدون في نشر الفتنة والفرقة بين المسلمين، ويسيئون إلى الوطن ورموزه عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال ما يكتبون من مقالات وينشرون من افتراءات وما يبثونه من مساحات حوارية مليئة بالكذب والتدليس والكذب.

إنَّ واجبنا الوطني يُحتِّم علينا عدم الانسياق وراء هؤلاء المُثيرين للفتن الحاسدين؛ بل إنَّ الواجب علينا التصدي لهم مظهرين صلابة مواقفنا وحرصنا على وحدة وطننا وثقتنا في قياداتنا، وإيماننا بأن الأمن والاستقرار له ضريبة واجبة علينا لا نتوانى في تقديمها للحفاظ على سلامة المجتمع وتماسكه وترابطه، كما يجب علينا عدم تداول ما ينشر من افتراءات وسخرية عن بلادنا أو تسجيل الإعجاب بذلك؛ حيث يساهم كل هذا في زيادة وسرعة انتشار هذه التفاهات والأكاذيب بين الناس، وعلينا أن نؤمن يقينًا أن قِيَم المواطنة الصالحة تُحتِّم وتُوجِب علينا أن نسمو بأوطاننا، وأن نُجلَّها ونُقدِّرها ونحافظ عليها من عبث العابثين وحقد الحاقدين الذين يتربصون بنا في كل وقت وحين.

مقالات مشابهة

  • هجوم أوكراني هو الأضخم منذ بدء الحرب بمئات المسيرات يستهدف روسيا ومناطق أخرى
  • الكرملين: روسيا اكتسبت مهارات عديدة في حروب المعلومات على مدار 3 سنوات
  • وزير العدل الفرنسي يشكر المغرب على "تعاونه" في توقيف اثنين من عصابة مخدرات خطرة كانا فارين بمراكش
  • مرشح رئاسي فرنسي: الإخوان أخطر من روسيا على أوروبا
  • وزير العدل الفرنسي : نشكر المغرب على تعاونه الأمني الممتاز والمغاربة يحضون بالإحترام في فرنسا
  • زيلينسكي: روسيا شنت أكثر من 2100 هجوم جوي على أوكرانيا الأسبوع الماضي
  • هجوم شديد على الأمير هاري وميجان ماركل بسبب طفلتهما ليليبت
  • مصطفى محمد يقود هجوم نانت أمام ستراسبورج في الدوري الفرنسي
  • حلفاء أمريكا يعربون عن قلقهم من موقف ترامب تجاه روسيا
  • الإساءة للوطن ووجوبية الدفاع عنه