السعودية “تختبر” اهتمام العالم باقتصادها بطرح أسهم في أرامكو
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
في بداية يوم الأحد القادم، تستهل السعودية عملية استقبال طلبات الشراء لأسهم تصل قيمتها إلى 13.1 مليار دولار في شركة النفط العملاقة “أرامكو”، في تجربة كبيرة لقياس اهتمام المستثمرين الدوليين بالسوق السعودية.
في إعلان طال انتظاره، كشفت المملكة وشركة أرامكو يوم الخميس عن تفاصيل خطط لبيع ما يصل إلى 0.7% من أسهم الشركة، والتي تحتكرها الدولة، مع تخصيص 10% من هذا الطرح للمستثمرين الأفراد بناءً على الطلب.
سيتم قبول طلبات الشراء حتى السادس من يونيو، وسيتم تحديد سعر الصفقة في اليوم التالي.
يعد هذا الطرح، الذي يعرف باسم “بروجكت بوند” وفقًا لمصادر مقتبسة من وكالة رويترز، خطوة رئيسية تأجلت لعدة أشهر وهو جزء أساسي من جهود شركة أرامكو لتنويع قاعدة مستثمريها منذ طرحها العام الأولي القياسي في عام 2019. يمثل هذا الطرح أيضًا اختبارًا لمدى الاهتمام بالأسواق السعودية بعد استجابة متواضعة من المستثمرين الدوليين للطرح الأولي في عام 2019، مع المخاوف المتعلقة بالتقييمات العالية وسيطرة الحكومة السعودية والتحولات في قطاع الطاقة بعيدًا عن الهيدروكربونات.
كما أبدى المستثمرون الدوليون تحفظا مماثلا حيال المشاريع الضخمة في المملكة، من المنتجعات الشاطئية إلى المدن الجديدة.
وسيتعين على المستثمرين، الذين يشترون في أرامكو، الموازنة بين المخاوف البيئية وعوائدها السخية، وفق ما ذكرته رويترز.
وقال حسنين مالك، رئيس أبحاث الأسهم لدى تيليمر ومقرها دبي لرويترز: “منذ الطرح العام الأولي، طغت التوقعات المرتفعة بشأن توزيعات الأرباح وأسعار النفط على انخفاض التوقعات بشأن الإنتاج”.
وأضاف “قد لا يكون هذا التحسن في التدفقات النقدية المتاحة للمساهمين كافيا لإغراء المستثمرين الأجانب الذين لم يشاركوا في الطرح العام الأولي بسبب المخاوف البيئية المتعلقة بالوقود الأحفوري أو مخاوف الحوكمة المتعلقة بأولويات المساهم السيادي المهيمن”.
وعندما سُئل عما إذا كان هناك أي اهتمام مما يسمى بالمستثمرين الأساسيين لنيل حصة كبيرة من الطرح، أحجم زياد المرشد، النائب التنفيذي للرئيس وكبير الإداريين الماليين، عن تقديم تفاصيل بحسب رويترز.
وأشار إلى أن الأسهم معروضة للبيع فوق سعر الطرح العام الأولي، أي في نطاق 26.7 ريال (7.12 دولار) إلى 29 ريالا، بعد أن أغلقت عند 29.1 ريال، أمس الخميس.
وبذلك تبلغ قيمة الشركة 1.87 تريليون دولار. وقدّر الطرح العام الأولي قيمة أرامكو عند 1.7 تريليون دولار.
ويأتي البيع في الوقت الذي وصلت فيه عروض الأسهم على مستوى العالم إلى 247.4 مليار دولار منذ بداية العام حتى الآن، وهو أعلى مستوى، منذ عام 2021، وفقا لبيانات منصة “ديلوجيك” للتحليلات. وسيكون واحدا من أكبر عمليات بيع الأسهم في العقد الماضي.
“تمويل ذاتي”
ضخ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مئات المليارات من الدولارات عبر صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهو الصندوق السيادي للمملكة، في مشاريع ضخمة شملت عدة قطاعات منها السيارات الكهربائية والرياضة فضلا عن إطلاق شركة طيران جديدة، وذلك في سعي لخلق فرص العمل وتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على إيرادات النفط.
وقال جيم كرين، زميل الأبحاث في معهد بيكر بجامعة رايس في هيوستن، إن بيع أسهم في أرامكو “ليس الطريقة الوحيدة لتمويل رؤية 2030، لكنه أحد الخيارات السهلة حاليا بعدما اتضح أن المستثمرين الأجانب غير مهتمين بشراء حصص في مشاريع سعودية عملاقة”.
وأضاف في حديثه لرويترز “لم يتمكن السعوديون من جذب استثمارات أجنبية كافية لتغطية الجزء الأكبر من تكلفة إنشاء مشاريع رؤية 2030 العملاقة، مثل المنتجعات الشاطئية الضخمة والمدن المستقبلية. ليس لأنهم لم يحاولوا”.
وتوقع كرين أن يمثل السعوديون غالبية المشاركين في الطرح، قائلا: “لذا فهو شكل غير مباشر من التمويل الذاتي من المستثمرين السعوديين الذين سيحصلون على أسهم في أرامكو السعودية بدلا من حصة في نيوم أو المربع الجديد”، في إشارة إلى اثنين من المشاريع الضخمة التي يقودها صندوق الاستثمارات العامة.
وأضاف أن البيع في البورصة السعودية يوفر درجة أقل من الإجراءات التنظيمية ومتطلبات الشفافية.
واختارت أرامكو مجموعة مألوفة من الشركاء الذين استعانت بهم في الطرح العام الأولي لإدارة الطرح الثانوي منهم “إم.كلاين أند كومباني” وشركة “موليس أند كومباني يو.كيه.إل.إل.بي” لتولي دور المستشارين الماليين المستقلين، وفقا لما جاء في إفصاح للبورصة السعودية، الخميس.
وتتولى شركة الأهلي المالية، الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي السعودي، دور مدير الاكتتاب، وذلك إلى جانب دور المنسق العالمي المشترك بالتعاون مع سيتي غروب وغولدمان ساكس وإتش.إس.بي.سي وجيه.بي.مورغان ومورغان ستانلي وبنك أوف أميركا.
وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو، أمين الناصر، للصحفيين إن الطرح يمثل فرصة للمستثمرين الحاليين والجدد لتكوين مركز استثماري جيد في الشركة، ولأرامكو لتوسيع قاعدة مساهميها وتعزيز سيولة أسهمها.
السعودية هي القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” التي تتحكم، عبر تحالف “أوبك+” مع حلفاء مثل روسيا، في الأسعار بأسواق النفط العالمية.
ويتزامن طرح الأسهم مع اجتماع تحالف “أوبك+” يوم الأحد الذي سيحدد السياسات المتعلقة بالإنتاج في المستقبل. وقالت مصادر مطلعة على المناقشات لرويترز إن التحالف سيبحث سبل تمديد بعض تخفيضات الإنتاج حتى 2025.
وقال جيمس سوانستون، من “كابيتال إيكونوميكس” لرويترز إن الأسواق تتوقع على نحو متزايد تمديد خفض الإنتاج والذي “قد لا يؤدي إلى دفعة كبيرة للأسعار”.
رويترز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الطرح العام الأولی فی أرامکو أسهم فی
إقرأ أيضاً:
درس قرداحي مع السعودية لم يستوعب: “قواويد”.. بلعتها الطبقة السياسية
28 مارس، 2025
بغداد/المسلة: صوت الإهانة يتردد من ملعب أردني، حيث وُصف العراقيون بـ”قواويد”، لكن بغداد تظل صامتة كأنها لم تسمع. جماهير أردنية أطلقت الشتيمة خلال مباراة، فلم يتحرك زعيم سياسي ولم تبادر الخارجية العراقية باستدعاء السفير الأردني أو حتى إصدار بيان احتجاج.
الحكومة بقيادة محمد شياع السوداني، التي يُفترض أنها تعبر عن نبض الشعب، تقبع في ركن الخرس، تاركة الإهانة تتردد دون رد.
الأردن يحصل شهريًا على نفط عراقي مدعوم بقيمة ملايين الدولارات، ومع ذلك يبدو مطمئنًا إلى أن هذا الصمت سيستمر.
تغريدات على منصة “إكس” تعكس غضب العراقيين، حيث كتب @LaithShubbar في 27 مارس 2025: “نذكر المملكة الأردنية بأننا نقدم لهم نفطًا مدعومًا وقد تجاوزنا عن كثير من الإساءات”.
ويضيف @falc313 : “العراق يتجه لإيقاف دعم النفط وإلغاء الامتيازات الاقتصادية للأردن”. هذه الآراء تشير إلى تصاعد المطالب الشعبية بمواقف حاسمة.
ويستطرد: النخب السياسية، شيعية وسنية، تبدو منشغلة بحماية مصالحها في عمان، من أرصدة وعقارات، على حساب كرامة المواطن.
يسأل المدون علي عيسى: لماذا لم يُستخدم سلاح النفط كورقة ضغط؟ السعودية، في 2021، سحبت سفيرها من لبنان وأجبرت الحكومة على إقالة جورج قرداحي بعد تصريحاته، فلماذا لا يقتدي العراق بهذا الحزم.
واعتبر المحلل السياسي علي التميمي ان الصمت يعزز الانطباع بضعف القرار السياسي، وربما يوحي بتأييد ضمني للإهانة.
الشعب يغلي، والتدوينات تتكاثر، وكتب @ms9ys: “المفروض الحكومة العراقية تطالب الأردن بالاعتذار”.
هذا الغضب يدفع لضغط شعبي أكبر إذا استمر الخمول الحكومي فيما الإحصاءات غائبة عن حجم الدعم النفطي للاردن بدقة، لكن تقديرات تشير إلى ملايين الدولارات شهريًا، بحسب تقارير اقتصادية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts