لم تكد تمر 24 ساعة على مغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان وسط كم مثير من التقديرات بعدم تحقيقه أي تقدم في جهوده الآيلة الى استعجال إنهاء الأزمة الرئاسية حتى برز تطور داخلي لا يمكن عزله عن الأجواء التي تركتها زيارة لودريان. هذا التطور تمثل في كشف عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب بلال عبدالله عن "تحرك متجدّد لتكتل اللقاء الديموقراطي بحثاً عن مخارج لإنهاء الفراغ الرئاسي، معلناً أن "التكتل سيطلق مبادرة في جولة على مختلف الأفرقاء بهدف بناء قنوات تواصل بين الجميع، لبلورة الحل الرئاسي والخروج بموقف موحد".


 
وبدا واضحاً وفق المعطيات المتوافرة أن اللقاء الديموقراطي قرر التحرك مجدداً، وهو الذي سبق له أن قام بتحرك مماثل قبل أكثر من سنة، بدفع وتحفيز من لودريان نفسه الذي يتردد أنه طلب من "الكتلة الجنبلاطية" القيام بتحرك جديد لكونها تتمتع بموقع مستقل وعلى اتصال وعلاقات جيدة مع جميع الأفرقاء ولاقى التكتل ذلك باستجابة سريعة عل وعسى...
 
هذا التطور واكبته أجواء فرنسية ليست بالقتامة الغالبة محلياً في بيروت . إذ نقلت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين عن مصادر ديبلوماسية فرنسية أنها ترى بعد كل ما يقال عن زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت لا تزال هناك فرصة لنجاح مساعيه لانتخاب الرئاسة على ضوء ما سيجري من جهود إضافية من اللجنة الخماسية من أجل هذا الموضوع وقبل تموز أو آب لأن بعد هذه الفترة ستبدأ الحملة الانتخابية الأميركية ويصعب المجال بعد ذلك. وتعول المصادر على تضافر الجهود الأميركية في إقناع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من أجل التقدم نحو الانتخاب. كما أن فرنسا تعتمد على علاقة الثقة بينها وبين المملكة السعودية للتقدم معها على هذا الصعيد. وترى المصادر أن الإدارة الأميركية مهتمة بموضوع انتخاب الرئيس اللبناني وتدفع من أجله لأن إدارة الرئيس بايدن تعتبر أن لبنان بحاجة الى رئيس إذا أرادت إنجاح الحل الديبلوماسي بين لبنان وإسرائيل حول جنوب لبنان. لذا تعول المصادر على محادثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وضيفه الأميركي في فرنسا يوم 8 حزيران حيث من المتوقع أن يتطرقا الى موضوع انتخاب رئيس لبناني وأيضاُ الى عدم التصعيد في الجنوب.
 
ولفتت هذه المصادر الى أن المحادثات التي أجراها لودريان مع نائب "حزب الله" محمد رعد تركت انطباعاً ملفتاً، إذ إن محمد رعد لم يلفظ اسم مرشح الحزب سليمان فرنجية وقال إن الحزب يؤيد انتخاب رئيس، فقال له لودريان إنه إذا كان هذا موقف الحزب فسيبلغه الى جميع محاوريه علماً أن كثيرين يقولون إن هذه الاقوال لـ"حزب الله" ليست صحيحة لكنها بالنسبة لفرنسا هي كلمة الحزب للمبعوث الفرنسي. وأضافت المصادر أن لودريان يدرك أن التوافق على التفاصيل بالغ التعقيد. وتعتقد أن "حزب الله" غير راغب بسحب مرشحه طالما لم يحصل على مرشح يعطيه ضمانات وأن موقف بري برفض فتح البرلمان لانتخاب رئيس هو لأن الثنائي الشيعي غير متأكد من فوز مرشحه. فالثنائي الشيعي فهم أن مرشحه لن يفوز وأن الحل الوحيد أمامه هو إيجاد مرشح تسوية ومن اجل ذلك يجب أن يقوم الثنائي الشيعي بالتشاور والتفاوض للتوصل الى توافق ولكن الثنائي يبدو غير مستعجل للقيام بذلك.
 
وسألت "النهار" المصادر إذا كان لحزب الله مصلحة أن يكون هناك رئيس في لبنان فأجابت أن هذا السؤال ينطبق أيضاً على البعض في القوى المسيحية إاذا كان من مصلحتها أن يكون هناك رئيس يتحمل مسؤولية الوضع اللبناني الحالي فمثلاً لو كان هناك رئيس ماذا سيفعل اذا كان ضد الحرب فهناك عدد من المسؤولين في لبنان الذين لا يرون مصلحة في انتخاب رئيس في لبنان حالياً في رأي المصادر. لكن الأهم وضع كل الأطراف أمام مسؤوليتهم لأن الجميع يقول للودريان أنه يؤيد انتخابات بأسرع وقت فعليهم أن يتحملوا هذه المسؤولية وينفذوا ما يقولون.

 
اما بالنسبة الى الوضع في الجنوب، فوضع وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب عندما التقاه في الخارجية الفرنسية مساء الأربعاء في صورة محادثاته حول الجنوب مع وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز الذي التقاه منذ أسبوع.
وكتبت" نداء الوطن": يُتوقع أن يجدّد «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط تحركه في اتجاه القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب، اعتباراً من الأسبوع المقبل، لملاقاة مبادرة «الخماسية»، ومن ضمنها مبادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان التي لا تزال حيّة، وفق مصادر «اللقاء»، وذلك في سبيل إيجاد مخرج للمأزق الرئاسي القائم.

وعلم أنّ سقف تحرك «اللقاء الديموقراطي» هو متابعة ما انتهى اليه الموقف الفرنسي الذي عبّر عنه أخيرا لودريان، وهو أن «الخيار الثالث» هو الحل لأزمة الانتخابات الرئاسية.

وأوضحت المصادر «أنّ المبادرة الجديدة تسعى الى تسوية داخلية تحفظ البلد في ظل أزمتين وجوديتين: الحرب المفتوحة مع إسرائيل، والنزوح السوري. وهذا يتطلب تسوية تحقّق بالحد الأدنى حماية البلد والمصلحة الوطنية». وقالت: «سندعو القوى السياسية الى الدخول في التسوية، سواء سمّيت حواراً أو تشاوراً، لا يهمّ، المهم أن نتلاقى كلبنانيين في ظل الانقسام العمودي في مجلس النواب، وهذه المهمة سيتولاها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، وسيعلنها قريباً».

وأشارت المصادر الى أنّ أسس المبادرة هي نفسها التي يتحدث عنها «اللقاء الديموقراطي» منذ أكثر من عام ونصف العام، لكن المشكلة ليست في المواصفات والمعايير، بل في الانقسام الذي يمنع انتخاب رئيس الجمهورية.

وقالت مصادر بارزة في المعارضة لـ»نداء الوطن»، إنه قبل مبادرة النائب جنبلاط الجديدة، كانت هناك مبادرة والده وليد جنبلاط الذي طرح فيها أسماء ثلاثة مرشحين لرئاسة الجمهورية، ومن ضمنها الوزير السابق جهاد ازعور. واصطدمت مبادرته بإصرار الثنائي الشيعي على مرشحه سليمان فرنجية. ثم أتت مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» النيابي.

ولفتت الى أنّ أهمية هذه المبادرات سواء من الداخل أم من اللجنة الخماسية، أنها تظهر أكثر الفريق الذي يعطّل الاستحقاق الرئاسي.

وكانت فرنسا أجرت اتصالات مع الحكومة الإسرائيلية حول لبنان قبل ذلك. وأعربت المصادر عن انطباعاتها بان الإسرائيليين ليسوا ضد حل ديبلوماسي للجنوب ولو أن البعض في الحكومة يريد حرب. فما تقوله إسرائيل لفرنسا أن هناك إمكانية للقبول بحل ديبلوماسي وأنها منفتحة للجهود الفرنسية حول لبنان. وتقول المصادر إن اللبنانيين يشعرون بنوع من ارتياح كون البعض في الإدارة الإسرائيلية يحبذ حلاً ديبلوماسيا ولكن ما قاله سيجورني لبوحبيب أنه ينبغي الحذر لأن كل الإدارة الإسرائيلية ليست بهذا الرأي فمازال هناك في الإدارة الإسرائيلية الذين "يريدون حل المشكلة"بشكل مختلف وباريس تأخذ هذه التهديدات الإسرائيلية بجدية وتحذر اللبنانيين من ذلك وتعتبر ان هناك اتجاها لدى "حزب الله" للاعتقاد بان إسرائيل منهمكة في حربها في غزة وانها في راي الحزب ردت بشكل ضعيف على الهجوم الإيراني ما تعتبره باريس خطأ في تحليل الحزب لذا نبه سيجورني بوحبيب من خطورة الاعتقاد ان إسرائيل لن تقوم بعملية عسكرية على لبنان.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الثنائی الشیعی انتخاب رئیس حزب الله

إقرأ أيضاً:

مؤشرات شبه نهائية: دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت وسائل الإعلام الأمريكية في مؤشرات شبه نهائية بأن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، حسم النتيجة بالفوز على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، بعد تمكنه من بلوغ حاجز الـ270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، وبعد معركة انتخابية شرسة وملاحقات قضائية لا تزال مستمرة، بحسب صحيفة ذا هيل الأمريكية.

 

وعلى مدى أشهر، ركزت حملتا المرشحين على سبع ولايات متأرجحة ستكون حاسمة في تحديد نتيجة الانتخابات وهي: أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن.

 

وأدلى ترامب بصوته قرب منزله في بالم بيتش بولاية فلوريدا، وقال للصحفيين "إذا خسرت الانتخابات، وإذا كانت انتخابات عادلة، فسأكون أول المعترفين بخسارتي".

 

وكانت هاريس قد قالت في منشور على منصة "إكس": "إذا كنت لا تزال في الطابور عند إغلاق صناديق الاقتراع، ابق هناك لأن لديك الحق في الإدلاء بصوتك".

 

وشهد السباق نحو البيت الأبيض أحداثا غير مسبوقة، إذ تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، وانسحب الرئيس جو بايدن فجأة لتدخل نائبته هاريس المنافسة.

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوتر بين فرنسا والاحتلال .. وتوقيف عنصرين من الدرك الفرنسي في القدس لهذا السبب
  • بوادر أزمة دبلوماسية.. الشرطة الإسرائيلية توقف عنصرين من الدرك الفرنسي
  • فرنسا: هناك أفق لوقف الحروب في غزة ولبنان بعد فوز ترامب
  • الرئيس الفرنسي يأمل تنظيم مؤتمر بغداد الثالث في أقرب وقت
  • انتقادات كبيرة للمعارضة
  • ما هي فرصة وقف النار في لبنان خلال الفترة الانتقاليّة للحكم الأميركي؟
  • إعلام إسرائيلي: المؤسسة الأمنية لا تزال قلقة من إقالة رئيس الأركان ورئيس الشاباك
  • مؤشرات شبه نهائية: دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية
  • تضييق كبير عند الحدود
  • غدا.. وزير الخارجية الفرنسي يزور الضفة الغربية وإسرائيل