محلل سياسي: حماس تعاملت بذكاء مع إعلان بايدن للمقترح الإسرائيلي
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
يرى الأستاذ سعيد زياد الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعاملت بذكاء وسرعة مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن للمقترح الإسرائيلي.
وكان بايدن قد قدم خطة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك في خطاب ألقاه اليوم الجمعة، وعرض لأول مرة تفاصيل مقترح إسرائيلي بهذا الشأن، مكونا من 3 مراحل.
ولم تتأخر حماس بالتعليق، حيث أعلنت أنها تنظر بإيجابية إلى المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي لوقف إطلاق النار بصورة دائمة وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة.
وقال زياد في حديث للجزيرة، إن حماس تعاطت بإيجابية وسرعة وذكاء مع المقترح الذي أعلنه بايدن أسوة بمسارها السياسي في التعامل مع كافة المعطيات السابقة خلال الأشهر الثمانية الماضية، بدءا من مقترح باريس، وحتى هذا المقترح.
وأوضح أن الذكاء تمثل في نقطتين أساسيتين، الأولى التعامل بإيجابية مع المقترح وعدم استعداء الولايات المتحدة ونزع فتيل الحساسية معها، بهدف تحييدها قدر المستطاع والتخفيف من حدة انحيازها للاحتلال الإسرائيلي.
ركنان لأي اتفاقأما النقطة الثانية فهي -حسب سعيد- التأكيد على ركنين أساسيين ومهمين، وهما اشتراط أن يشمل أي اتفاق "وقف إطلاق نار دائم" مع التأكيد على هذه الصيغة المحددة والواضحة، وليس "وقف أعمال عدائية" أو "وقف الحرب" وغيرها من الصيغ غير الواضحة.
كذلك التأكيد على اشتراط انسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة، مضيفا أنه إذا تحقق هذان الركنان، فكل شيء بعدهما ميسر وسهل، ومن ذلك تبادل الأسرى وإعادة الإعمار وعودة النازحين.
وقال المحلل السياسي إن حماس أجملت باختصار ردها وأعطت روحا إيجابية في تعاطيها مع الولايات المتحدة والوسطاء، وفتحت الطريق أمام أي تعاط جاد والكرة باتت في ملعب الاحتلال، ومن ثم فإن التساؤل الآن، هل ستتفق مكونات إسرائيل على هذا المقترح، أم سيتشظى موقفهم مرة أخرى؟
ويرى زياد أن هناك إشارات واضحة بوجود تلاعب حقيقي، ظهر من خلال التصريح الصادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي يظهر نية مبيتة للعودة إلى الحرب بعد المرحلة الأولى التي يتم فيها الإفراج عن الأسرى.
وكان ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي قالا إن نتنياهو لديه إصرار على عدم إنهاء الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، مضيفا في بيان، أن الحكومة موحدة في رغبتها بإعادة المحتجزين في أسرع وقت وتعمل لتحقيق هذا الهدف.
وشدد البيان على أن نتنياهو كلف الفريق المفاوض بتقديم الخطوط العريضة التي تسمح بالانتقال المشروط من مرحلة لأخرى بما يحقق هدفي عودة المحتجزين والقضاء على حماس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تفاصيل إسرائيلية إضافية بشأن صفقة التبادل.. هذه الثغرات المتبقية
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، عن تفاصيل إسرائيلية جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، مشيرة إلى أنّه في تل أبيب يتحدثون عن تقديم في المفاوضات، وعن محادثات مستمرة في قطر.
وذكرت الصحيفة أن "الطرفين يرغبان في صفقة، ومع ذلك ما زالت الفجوات في طريق التوصل إلى صفقة تبادل أسرى كبيرة، وكذلك في بعض القضايا"، منوهة إلى أن "حماس أرسلت قائمة بالمطلوبين للإفراج عنهم، وهناك مناقشات حول ذلك، بما في ذلك فرض الفيتو على الإفراج عن بعضهم، وطالبوا بنقل آخرين إلى دول أخرى. لكن إلى جانب ذلك، ورغم التقارير حول هذا الموضوع في الأسبوع الماضي، لم تقدم حماس بعد قائمة بأسماء الأسرى الأحياء الذين تحتفظ بهم".
الثغرة الأساسية
وتابعت: "إحدى القضايا الرئيسية هي مسألة وقف الحرب. في مقابلة نُشرت أول أمس في وول ستريت جورنال، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه لن يوافق على صفقة تبادل أسرى تنهي الحرب مع حماس"، مؤكدة أن أهالي الأسرى الإسرائيليين استنكروا هذه التصريحات.
ولفتت الصحيفة إلى أن "هناك خشية بين العاملين في القضية من أن تصريحات نتنياهو قد تعرقل المفاوضات، حتى وإن كانت قد قيلت سابقًا".
ونوهت إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة ستشمل إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا، مضيفة أن "إسرائيل قدمت قائمة تضم 34 أسيرًا تطالب بالإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة - بما في ذلك 11 أسيرًا لا يلبون معايير هذه المرحلة. وقد وافقت حماس على إطلاق سراح من تطلب إسرائيل عودتهم في المرحلة الأولى بشرط أن يُعطوا تعويضًا خاصًا".
قبول صفقة صغيرة
وأوضحت أن "المرحلة الأولى من خطة صفقة تبادل الأسرى لن تشمل في كل الأحوال انسحابًا كاملاً للجيش الإسرائيلي، لكن حماس مع ذلك تصر على ضمانات لوقف الحرب. إذا استمرت الصفقة إلى المرحلة الثانية - التي تعني وفقًا للخطة الأصلية من مايو الماضي انتهاء الحرب - فسيتم إطلاق سراح أسرى من الذكور والشباب والجنود. في المرحلة الثالثة، وفقًا للخطة الأصلية، يجب أن يتم إطلاق سراح الجثث".
وبحسب "يديعوت"، الإصرار الإسرائيلي على إنهاء حكم حماس في غزة، كما أبرز نتنياهو في المقابلة التي أُجريت معه مساء أمس، قد يضع علامة استفهام حول موافقة حماس على قبول صفقة صغيرة، مع العلم أن إسرائيل قد تعود إلى القتال بعد المرحلة الإنسانية.